لبنان ٢٤:
2025-04-17@06:39:51 GMT

الحوار بين التيار الوطني وحزب الله ناقص

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

الحوار بين التيار الوطني وحزب الله ناقص

لا نشكّ أبدًا في قدرة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على التماهي مع ما يريده "حزب الله" رئاسيًا، خصوصًا إذا تم التوافق بينهما على تفاصيل الصفقة الرئاسية في مقابل وعود غير أكيدة بمجاراة ما يطالب به من مشى بالأمس مع خيار الوزير السابق جهاد ازعور لجهة تحقيق اللامركزية الموسعة، وبالطبع ليس اللامركزية المالية الموسعة، وإقرار الصندوق الائتماني بعد أن يكون بند الصندوق السيادي المدرج على جدول أعمال الجلسة التشريعية الخميس المقبل قد أقرّ.

وما بين هذين الصندوقين فرق شاسع.    ولكن هذا الحوار الثنائي بين "التيار الوطني" و"حزب الله"، وإن كسر بعض الجليد المترامي على جوانب العلاقات المتوترة بين "ميرنا الشالوحي و"حارة حريك"، لن يوصل رئيسًا للجمهورية من لون معيّن، لأن البلد محكوم شئنا أم أبينا بتوازنات لا يمكن تخطّيها بسهولة، وهذا ما كشفته حادثة الكحالة، التي لا يمكن اعتبارها حادثة بسيطة كسائر الحوادث، التي يمكن أن يطويها النسيان. فالكلام، الذي يُشتمّ منه بأن فيه بعضًا من تهديد مستند إلى ما لدى "حزب الله" من فائض قوة كمثل أنه "لن يصل رئيس إلا من فريقنا" هو كلام في غير مكانه الصحيح، لأنه يمكن أن يصدر كلام مماثل عن الفريق الآخر. وهكذا نكون "مطرحك يا واقف" في ما خصّ الملف الرئاسي، خصوصًا أن "سلاح" الثلث المعطّل يمكن أن يُشهر "عند الحشرة" من قِبل "المعارضة" تمامًا كما استعمله "الفريق الممانع" على مدى تسعة أشهر من التعطيل.    وبهذه الطريقة قد يبقى لبنان من دون رئيس ليس سنتين ونصف السنة كما حصل في العام 2014، بل عشر سنوات، حتى ولو اتفق الأميركيون والإيرانيون رسميًا على الملف النووي بعد الاتفاق الشفهي، وحتى ولو أصبح بين الرياض وطهران وحدة حال، وتمّ التفاهم على تقاسم النفوذ في المنطقة بالعدل والقسطاس. 
ما يُنتج رئيسًا للبنان الواحد هو تفاهم اللبنانيين في ما بينهم، وأن أي مساعدة خارجية تكون مطلوبة إذا صبّت في خانة تقريب وجهات النظر بين المختلفين على أمور كثيرة تتطلب ما هو أكثر من "دوحة 1"، وأقل من "طائف 1". ولكي يكون هذا التفاهم بين المتباعدين ممكنًا يجب أن يجلس الجميع إلى طاولة مستديرة واحدة ومن دون شروط مسبقة، ومن دون أن يستقوي أحد على الآخر، لا بسلاحه ولا بعلاقاته الخارجية، وأن تُطرح كل المسائل الخلافية وغير الخلافية على بساط البحث بكل صراحة وشفافية، إذ لا مصالحة حقيقية من دون مصارحة حقيقية.    يجب أن تُطرح على هذه الطاولة ، التي يسعى الفرنسيون إليها، وهم يضعون كل ثقلهم وصدقيتهم من أجل إنجاح عقدها، كل المواضيع، خصوصًا إذا كانت محدّدة بالتفصيل ومتفق عليها مسبقًا من قِبل جميع الأفرقاء، وأن يكون جلوس الجميع إلى هذه الطاولة من منطلق جدّية الوصول إلى ما يقرّب المسافات بين اللبنانيين، الذين يجب أن يكونوا متساوين في الحقوق والواجبات.    من هنا يمكننا القول إن الحوار الثنائي القائم  "التيار الوطني" و"حزب الله"، وإن كان ضروريًا ومطلوبًا، هو حوار ناقص، لأنه لن ينتج عنه أي اتفاق على مستوى الوطن بأكمله، بل تقتصر مفاعيله على فريقين من بين عدّة أفرقاء يتكّون منهم هذا البلد – النموذج الصغير بمساحته.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التیار الوطنی حزب الله من دون

إقرأ أيضاً:

رئيس أركان “جيش” العدو لنتنياهو: نقص حاد للمقاتلين داخل “الجيش” وطموحاتكم لا يمكن تحقيقها

كشف المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية”، يوآف زيتون، عن أنّ الرئيس الجديد لأركان “جيش” العدو الصهيوني، إيال زمير، “عرض في الاجتماعات الأخيرة مع المستوى السياسي صورة واضحة عن النقص الحاد في القوى البشرية المقاتلة داخل “الجيش”، وحذّر، زمير، من أن الطموحات السياسية التي يعبّر عنها الوزراء في الحكومة لا يمكن تحقيقها في الظروف الحالية”.

وأوضح زيتون، في تقرير، أنّ زمير أرجَع سبب النقص الحاد إلى أن “العملية الجارية ضد (حركة) حماس تعتمد فقط على مقاتلي الجيش “الإسرائيلي”، من دون مسار سياسي موازٍ يدعم العملية عسكريًا”، فـ”زمير، بذلك، يرفض تكرار ما حدث في الجولة السابقة، حين تآكلت الإنجازات العسكرية لأن الحكومة (الصهيونية) رفضت اتخاذ خطوة سياسية لتغيير نظام حكم حماس، والذي لا يزال يسيطر على غزة حتى بعد سنة ونصف السنة من اندلاع الحرب”، وفق زيتون.

وقال زيتون: “رئيس الأركان زمير يواصل أيضًا سياسة التعتيم الإعلامي التي تمنع تعبئة الدعم “الإسرائيلي” للخطوة: لا يُسمح للصحافيين بمرافقة القوّات في غزة لنقل ما يجري، والإيجازات اليومية للجمهور عن الوضع في القطاع محدودة للغاية، فيما تهيمن على التغطية الإعلامية أخبار محرجة مثل حادثة قتل المسعفين الفلسطينيين، ومقاطع فيديو تزعم وقوع مجازر بحق نساء وأطفال خلال غارات سلاح الجو”.

وباعتقاد زيتون، فإن “السبب الرسمي الذي يقدّمه الجيش لهذه السياسة مزدوج: أولًا، مبدأ “التنفيذ أولًا ثم التصريح”، وثانيًا، محاولة تعقيد جمع المعلومات من جانب “العدو” حول النوايا “الإسرائيلية”.

ونقل المراسل العسكري لـ”يديعوت أحرونوت” عن مصادر أمنية قولها إنه “على عكس الانطباع السائد، يسعى رئيس الأركان بالفعل إلى تحقيق حسم عسكري ضد حماس عبر عملية برية واسعة، وباستخدام أساليب مختلفة قليلًا عن تلك التي استُخدمت قبل وقف إطلاق النار، مثل فرض طوق عسكري وضبط حركة السكان تدريجيًا، مقطعًا بعد مقطع”. ومع ذلك، فإن “احتلال غزة بالكامل من جديد، بحسب تقديرات الجيش، قد يستغرق أشهرًا عدّة وربما سنوات، وسيتطلّب تعبئة عشرات الآلاف من الجنود، معظمهم من جنود الاحتياط”، حسب ما قالت تلمصادر نفسها.

ورأت المصادر ذاتها أنّ “زمير لا يضلّل المستوى السياسي، بل يواجهه بالحقائق ويدعوه إلى التخلّي عن بعض أوهامه”، موضحة أن “نسبة التجاوب مع استدعاءات جنود الاحتياط في الوحدات القتالية تتراوح حاليًا بين 60 في المئة إلى 70 في المئة في أفضل الحالات، وهذه المعطيات معروضة بشكل شفّاف أمام رئيس الوزراء (الصهيوني) بنيامين نتنياهو والوزراء، إلى جانب المخاوف من أن النسبة قد تظل على هذا الحال حتى في حال إطلاق عملية هجومية موسعة”.

وأشارت إلى أن “حال جاهزيّة الدبابات وناقلات الجند، ومستوى مخزون الذخائر تحسُّبًا لاحتمال ضربة لإيران أو تصعيد جديد مع الجبهة الشمالية، كلّها أمور مكشوفة للحكومة”.

ومع غياب أي تقدّم في ملف استعادة الأسرى وتلاشي الموضوع من جدول الأولويات الصهيوني مع مرور الوقت، اعتبر المراسل العسكري لـ”يديعوت أحرونوت” أن “الحكومة الحالية قد تجد مبرّرًا كافيًا لإعادة بناء المستوطنات في المناطق التي يسيطر عليها الجيش”، مضيفًا أنه “في ظل هذا الواقع، حيث لا تُخاض حرب فعلية ضد حماس ولا يُسعَى حقًا إلى حسمها، هناك أيضًا مصلحة سياسية أخرى: طالما لا يتمّ استدعاء الاحتياط بأعداد كبيرة، فإن الضغط لسنّ قانون جديد حول “تقاسُم العبء” بدلًا من قانون الإعفاء الذي تسعى إليه الائتلافات الحاكمة، سيبقى هامشيًا”.

ولفت الانتباه إلى أن “هناك سؤالًا حسّاسًا تتمّ مناقشته في الغرف المغلقة داخل الجيش: متى سيتم تشكيل لجنة تحقيق أو على الأقل لجنة مراجعة عسكرية لفحص أداء القوات والقادة الكبار خلال المناورة البرية التي انتهت في العام الماضي؟”.

وذكّر زيتون أنّ “زمير قال بنفسه، في خطابه الافتتاحي قبل نحو شهر ونصف شهر، وأمام سلفه هرتسي هليفي ورئيس الوزراء نتنياهو، وبشكل غير متعمَّد، إن حماس لم تُهزم أصلًا، وإذا لم يكن هذا إعلان عن فشلٍ لحملة عسكرية تلقّت دعمًا شعبيًا غير مسبوق وتفويضًا مفتوحًا بالتضحية وتحمُّل الخسائر، مع دعم دولي من باريس إلى واشنطن، وإجماع داخلي شبه مطلق في أشهرها الأولى، والذي لم يَعُد قائمًا اليوم، فماذا يُسمّى الفشل إذن؟”.

مقالات مشابهة

  • مسرور بارزاني: برلمان الإقليم لا يمكن حله ونتعاون مع الاتحاد الوطني لتشكيل الحكومة
  • عون وحزب الله: هل يمهد التفهم للتفاهم؟
  • الرئيس اللبناني: القرار اتخذ بحصر السلاح بيد الدولة ويبقى تنفيذه عبر الحوار مع "حزب الله"
  • إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله
  • الرئيس اللبناني: حوار حصرية السلاح يتم بين الرئاسة وحزب الله.. والجيش يقوم بواجبه
  • موقع بريطاني يكشف.. هكذا يمكن تدمير حزب الله
  • رئيس أركان “جيش” العدو لنتنياهو: نقص حاد للمقاتلين داخل “الجيش” وطموحاتكم لا يمكن تحقيقها
  • الحوار حول حصرية السلاح الى الواجهة.. حزب الله:يجب ان يكون مع من يعتقد ان اسرائيل عدو لبنان
  • الخارجية الإيرانية: مواقف واشنطن المتناقضة سبب رئيس في الحوار غير المباشر
  • فيّاض: لبنان يُعاد تركيبه سياسياً... وحزب الله الأكثر جاهزية للإصلاح