هيئة الرقابة تُناقش مشروع تطوير وصيانة الفندق الكبير بطرابلس
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
عقد رئيس هيئة الرقابة الإدارية عبد الله قادربوه اجتماعا بحضور مديري الإدارات العامة بالهيئة، مع رئيس جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية، وذلك لمناقشة التصورات المتعلقة بمشروع تطوير وصيانة “الفندق الكبير” في العاصمة طرابلس، والذي يُعد واحدا من أبرز الواجهات المعمارية في المدينة.
وتم خلال الاجتماع مناقشة إجراءات دراسة متعمقة لمراحل المشروع، تأخذ في اعتبارها التحديات الهندسية والمالية التي قد تواجه المشروع، مع التركيز على أهمية اختيار الطابع المعماري للفندق لما له من دور في تعزيز مكانة طرابلس كوجهة سياحية متميزة.
هذا وستتولى الهيئة متابعة المشروع لضمان تنفيذه وفقا لخطط زمنية محكمة وبأعلى المعايير، حيث شدد رئيس الهيئة على ضرورة تعزيز الشفافية في جميع مراحل التنفيذ لضمان استدامة هذا المشروع ليصبح الفندق رمزًا حضاريًا يجسد تاريخ العاصمة طرابلس ويعزز من مكانتها السياحية.
يُشار إلى أن الفندق الكبير في طرابلس يعد من أقدم الفنادق في العاصمة، وتم إنشائه في عشرينيات القرن العشرين وظل إضافة لفندق الودان أهم فنادق المدينة الذي ينزل فيه زوار المدينة.
ويقع الفندق في شارع الفتح على كورنيش المدينة، في السبعينيات صارت ملكية الفندق تابعة لصندوق الضمان الاجتماعي ومن ثم لشركة الضمان للاستثمارات.
وتم لاحقا هدم المبنى القديم للفندق ليتم محله في 1982 إنشاء مبنى جديد حوى 434 غرفة وجناح.
آخر تحديث: 4 نوفمبر 2024 - 23:56المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الفندق الكبير تطوير صيانة طرابلس قادربوه هيئة الرقابة الإدارية
إقرأ أيضاً:
في الذكرى السادسة للعدوان على طرابلس: ليبيا إلى السلام أم الانقسام؟
في الرابع من أبريل عام 2019، دقّت طبول الحرب على أبواب العاصمة الليبية طرابلس. لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت منعطفًا تاريخيًا حاسمًا، كشف هشاشة العملية السياسية، وأكد أن السلاح لا يزال أداة الفصل الحقيقية في ليبيا، رغم كل الشعارات عن التوافق والديمقراطية.
هجوم قوات خليفة حفتر على العاصمة، الذي جاء عشية انعقاد الملتقى الوطني الجامع، لم يكن مفاجئًا بالكامل لمن تابع تحركاته في الجنوب الليبي خلال الأشهر السابقة. لكن المفاجأة كانت في التوقيت والرسالة: لا مكان لتسوية سياسية إن لم تمر أولًا عبر فوهات البنادق.
خلال الشهور التي تلت، عاشت طرابلس إحدى أطول معارك الاستنزاف في تاريخ البلاد الحديث. لم تكن حربًا خاطفة، بل صراعًا مريرًا على خطوط تماس جنوبية، تحوّلت إلى رموز للصمود والتدمير في آن. في عين زارة، الخلاطات، والسواني، تعلّم الليبيون من جديد أن الحرب، حين تُدار بعقيدة سياسية مشوشة وتحالفات خارجية متناقضة، لا تنتج إلا الخراب.
أطلقت حكومة الوفاق عمليتها المضادة، “بركان الغضب”، وبدأ فصل آخر للحرب. لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن ما يحدث على الأرض كان أكبر من الأطراف الليبية. كانت، بكل وضوح، مسرحًا لصراع إقليمي ودولي بأدوات محلية: مقاتلون روس على الأرض ودعم إماراتي ومصري على الخطوط الخلفية لصالح حفتر ومواقف غربية باهتة لا ترقى لمستوى الأزمة، بينما دعمت دول مثل قطر وتركيا الشرعية الدولية المتمثلة في حكومة الوفاق آنذاك.
تدخل تركيا كان نقطة التحوّل الحاسمة. مع توقيع مذكرتي التفاهم، دخلت أنقرة بثقلها، وبدأت موازين القوى تتغير تدريجيًا. بعد سقوط الوطية وترهونة، تراجعت قوات حفتر، وأُعلنت هدنة هشّة في أغسطس 2020. لكن هل كانت نهاية الحرب حقًا؟ أم مجرد هدنة بين جولات صراع مؤجلة؟
اليوم، بعد ست سنوات على اندلاع تلك الحرب، ما الذي تغيّر؟ ليبيا لم تتوحد. المرتزقة لا يزالون في مواقعهم. المؤسسات منقسمة. الانتخابات مؤجلة إلى أجل غير مسمى. واللاعبون أنفسهم مازالوا يتصدرون المشهد، كأن شيئًا لم يكن.
المؤسف أن الكلفة الإنسانية الهائلة لم تكن كافية لفرض مراجعة شجاعة للمسار. مئات الآلاف شُرّدوا، الآلاف سقطوا بين قتيل وجريح، العاصمة أنهكت، والعدالة لم تتحقق. لم يُحاسب أحد على جرائم القصف العشوائي، ولا على استقدام المرتزقة، ولا على تدمير حياة الناس.
في الذكرى السادسة، لا بد أن نطرح السؤال المؤلم: ما جدوى تلك الحرب على طرابلس؟ وهل ما بعد الحرب يقودنا حقًا إلى سلام دائم، أم إلى انقسام مستدام تُديره تسويات مؤقتة وصفقات خلف الأبواب؟
الليبيون يستحقون أكثر من مجرد وقف إطلاق نار. يستحقون مسارًا سياسيًا يحترم تضحياتهم، ويُعيد إليهم دولتهم المختطفة. السلام ليس مجرد هدنة، بل مسار شجاع نحو العدالة والمصالحة والوحدة. أما دون ذلك، فإننا نعيش فقط في استراحة محارب، بانتظار الجولة القادمة من الصراع.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي القناة وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
الكاتب عبد القادر أسد