الظلم والمظلوم في السنة النبوية.. تحذير ودعوة للرحمة
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
يعتبر الظلم من أسوأ الأفعال التي يمكن أن يرتكبها الإنسان، وقد حذر الإسلام منه بشكل صارم، حيث جاء في الأحاديث النبوية الشريفة الكثير من النصوص التي تتناول هذا الموضوع.
فالإسلام يدعو إلى العدالة والمساواة بين جميع الناس، ويؤكد على أهمية الوقوف مع المظلومين ونصرتهم. إن الأحاديث النبوية تمثل توجيهات إلهية للمؤمنين، تدعوهم إلى الابتعاد عن الظلم ومساعدة الضعفاء.
في العديد من الأحاديث، أكد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على خطورة الظلم وعاقبته الوخيمة. فقد روى أبو هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" (رواه مسلم). هذا الحديث يُبرز أن الظلم ليس مجرد فعل اجتماعي، بل له آثار تتعلق بالآخرة، حيث سيكون الظالم في ظلام يوم القيامة.
كما ورد في حديث آخر، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقالوا: يا رسول الله، ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟ قال: تأخذ على يديه" (رواه البخاري). هذا الحديث يوضح كيفية نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظلم، وهو تأكيد على ضرورة حماية الحقوق.
حق المظلوم في الإسلام
يشدد الإسلام على أهمية حقوق المظلومين، ويحث المجتمع على الاستماع إلى شكواهم. يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان كافراً" (رواه البخاري). وهذا يُظهر أن الله يستجيب لدعوة المظلوم، حتى لو كان مخالفًا في الدين، مما يعكس رحمة الله وعدله.
في الأحاديث الشريفة، توجد تحذيرات من عواقب الظلم في الدنيا والآخرة. فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "الظلم ثلاثة: ظالم لا يغفره الله، وظلم يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا، وظلم مظلوم لا يتركه الله" (رواه أحمد). هذا الحديث يؤكد على أن الظلم له آثار سلبية مباشرة، سواء في حياة الفرد أو في الآخرة.
حث النبي (صلى الله عليه وسلم) على العدل والمساواة في التعامل بين الناس، ودعا إلى أن يكون المسلم حريصًا على ألا يظلم أحدًا. يقول: "العدل ميزان الله في الأرض" (رواه ابن حبان). كما دعا إلى التوبة من الظلم، إذ إن الاعتراف بالخطأ هو الخطوة الأولى نحو إصلاح النفس والمجتمع.
إن الأحاديث الشريفة المتعلقة بالظلم والمظلومين تُبرز أهمية العدالة والرحمة في الإسلام. فهي دعوة للمؤمنين للابتعاد عن الظلم، والوقوف مع المظلومين، وتأكيد على أن الله لا يترك حقوق المظلومين. إن الالتزام بهذه التعاليم يساهم في بناء مجتمع يسوده العدل والاحترام، حيث يشعر كل فرد بالأمان والكرامة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي صلى الله عليه لسنة النبوية قول النبي صلى الله عليه وسلم النبى صلى الله النبى محمد صلى صلى الله علیه وسلم عن الظلم
إقرأ أيضاً:
هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج.. وهل كان الحوار باللغة العربية؟
رحلة الإسراء والمعراج جبر الله فيها خاطر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، وهي المعجزة الكبرى التي أيد الله عز وجل بها نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وذكرها في القرآن، حيث رأى فيها النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عجائب آياته الكبرى، ومنحه فيها عطاءً رُوحيًّا عظيمًا؛ وذلك تثبيتًا لفؤاده، مع بيان الحكمة الإلهية منها وموقف أهل مكة وماذا يستفاد منها في الواقع.
ويتساءل الكثيرون: “هل رأى النبي الله فى رحلة الإسراء والمعراج وكيف كان الحوار؟”.
وسُئلت السيدة عَائِشَة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: «لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ، فَقَدْ كَذَبَ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ سورة الأنعام آية 103 وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ سورة الشورى آية 51، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا سورة لقمان آية 34، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ سورة المائدة آية 67 الْآيَةَ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ».
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه رآه سبحانه بعين رأسه، قَالَ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى قَالَ رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ» رواه مسلم (الإيمان/258)، وروى عطاء عنه أنه رآه بقلبه كذا ذكرهما في المدارك، وعن أبي العالية أنه رآه بفؤاده مرتين، وروى شريك عن أبي ذر في تفسير الآية: «ما كذب الفؤاد ما رأى»، وحكى السمرقندي عن محمد بن كعب القرظي وربيع بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: هل رأيت ربك ؟ قال: رأيته بفؤادي ولم أره بعيني.
هل رأى النبي محمد الله في رحلة الإسراء والمعراج؟
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن كلمة أسرى يعني سار بالليل وليست الروح هى التى سارت بالليل فقال العلماء بعبده اى بكله ولم يقل بروح عبده اى أخذ الجسد الذي بداخله الروح الذي بداخله النفس.
وأوضح جمعة، خلال لقائه ببرنامج "الله أعلم"، أن الكثير يتساءل الرؤيا التي رآها سيدنا النبي هل رأى ربه بعينه أم بقلبه؟ مستشهدا بقوله تعالى( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) فهو رأى ربه بالفؤاد تقول عائشة ((من قال ان محمدا رأى ربه بعينه فقد كذب لأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار))، فالله عز وجل لا يرى بالعين المجردة وإنما يرى بالقلب والفؤاد، فالعين له البصر والفؤاد له البصيرة ففى القلب عين تسمى البصيرة، ويرى بها الانسان.
وأشار الى أن الله عز وجل ليس له طول وعرض حاشاه فالله خارج الزمان والمكان فإذا ما رأيناه، رأيناه بصورة أخرى غير التي نرى بها سائر المخلوقات، فنراه بقلوبنا وبوجوهنا النضرة ولذلك يقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) فالله سبحانه وتعالى ليس جسماً وكل ما خطر ببال الإنسان كيف شكل الله، فالله بخلاف ذلك، وهناك فارق بين الخالق والمخلوق.
وأضاف أن رؤية العين كانت رؤية جبريل، فهو مخلوق فرآه النبي صلى الله عليه وسلم على حاله، ولذلك عندما سئل النبي أرايت ربك فقال لهم نوراً أن أراه وليست الرؤية بالتاء البصرية إنما هى الرؤيا التى يراه فيها الروح والقلب والبصيرة .
هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج؟
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن العلماء اختلفوا في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لله تعالي في رحلة الإسراء والمعراج.
وأضاف عثمان، أن الجمهور اتفقوا فيه على عدم رؤية النبي لله تعالي في رحلة المعراج وصعد إلى أماكن لم يرق إليها نبي من الأنبياء واقترب منها ولكن كان هناك حجاب بينه وبين الله.
وأشار إلى أن السيدة عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت "من ادعي أن محمدا قد رأى ربه فقد كذب".
هل كان الحوار بين الله والنبي باللغة العربية فى رحلة الإسراء والمعراج؟
تروي لنا قصة الإسراء والمعراج ووصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى أن حوارًا دار بينه وبين الله سبحانه وتعالى، فهل كان الحوار ما بين المولى عز وجل وبين النبي صلى الله عليه وسلم باللغة العربية التي نعرفها أم أنه كان بوسيلة أخرى؟ هذا ما أجاب عنه تفصيلًا الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في إحدى حلقات برنامجه "والله أعلم".
يوضح جمعة فارقًا بين الحقيقة والمجاز في اللغة العربية، فيقول إن الله سبحانه وتعالى حين قال: "وكلم الله موسى تكليمًا"، كان ذلك على سبيل الحقيقة، ففي اللغة العربية إذا استعمل المصدر بعد الفعل فهو على الحقيقة ولا يجوز فيه المجاز، وأضاف جمعة أن كلام الله سبحانه وتعالى قائم بنفسه ليس فيه لا صوت ولا حرف، لأنهما يقتضيان الترتيب وهو يقتضي التركيب والتركيب يقتضي الحدوث، والحدوث لا يكون في ذات الله تعالى، ولذا، يقول جمعة أن كلام الله سبحانه قديم على غير هيئة المخلوقات، فذات الله ليست مخلوقة، أما كلمة "الله" مثلًا فهي كلمة مخلوقة، أما العلاقة بين كلمة "الله" وبين الله سبحانه وتعالى فهي العلاقة بين الدال والمدلول، فالله تدل على الذات العليا غير المخلوقة، وكذلك في اللغة.
فيقول جمعة إن اللغة العربية أو لغة سيدنا موسى أو نحوها فهي عبارة عن دال، أما المدلول القائم بذاته تعالى، فلما نزلت التوراة بالعبرية والإنجيل بالآرامية والقرآن بالعربية، فكلها دالة على ما في ذات الله، وأوضح جمعة أن البشر هم من لديهم الحرف والصوت (فهو كتاب الله المقدور)، والكتاب مخلوق، فيقول العلماء: “خلق الله سبحانه وتعالى في الشجرة كلامه مع سيدنا موسى، وخلق الله سبحانه وتعالى في السدرة كلامه مع سيدنا محمد”.
"وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ"، يشرح جمعة كيف يكلم الله سبحانه وتعالى عباده وأصفياءه، فيقول إن الآية تعني أن الله سبحانه وتعالى يخاطب البشر في ثلاث طرق، أولاها أن يطبع الكلام في قلبه، فالله لا يتكلم بحرف أو بصوت، ولكن يخلق ما يشاء من الدال على كلامه في ذات الإنسان، فخلق في محمد وموسى وعيسى ما شاء من الوحي أو الكلام، أو أنه يرسل جبريل ما يكلمهم به، "فالله يخلق في جبريل ما يبلغه للأنبياء".
كيف رأى الرسول الجنة والنار في الإسراء والمعراج؟قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار في الجنة برحلة الاسراء والمعراج، سار في زمن آخر، وذكر قول الإمام السيوطي أنه من الوارد أن يكون قد رآها بعينيه، ووارد أن يكون قد كشف الله له ما فيها، فكشف الله الغيب الذي يعلمه.
وأوضح جمعة أن الغيب بالنسبة لله هو كائن بالفعل، فهو بالنسبة لله تحقيق وبالنسبة لنا تقدير، فالله يراه لكننا مازلنا لا نعرفه، ولذا، يقول جمعة، الله لا يظلم أحدًا لأن الله يعلم إن كنت سوف تصلي أو لا، فهو يعرف الإنسان منذ أن خلق حتى مات، "مظلمش لكنه رأى لأنه لا زمن هناك".