سألني ابني قبل عشرين سنة: ” بابا هما اللي بيحفروا الشارع بيدوروا على ايه”؟ فسألته: ماذا تقصد؟أجاب:” اصلهم كل شوية يحفروا في نفس المكان.”
هناك شوارع في جدة تحفر أكثر من مرة في السنة. مرات مشروع تصريف الأمطار، وهذا يحدث بصفة دورية، وكأنهم يقومون بذلك على مراحل، وفي نفس الشوارع، ومن عدة سنين. وهناك حفريات لشركات الخدمات أيضاً، ولكنه ليست بنفس الوتيرة.
الغريب أن أكثر توقيت لهذة الحفريات، والتي تغلق نصف الطريق، إمّا مع بداية المدارس، فتخلق زحاماً أكبر في مناطق مزدحمة أساساً. وأخيراً، مع اقتراب الامتحانات، بدأ الحفر.
ومع كثرة الحفريات، التي لم يسلم منها شارع في جدة، رئيسي، أو فرعي، ثم إعادة سفلتة الجزء المحفور فقط، أصبحت الشوارع كالقماش المرقَّع، وأصبح أهل جدة يعلمون الشوارع، والأماكن بتلك الرُقع، التي أصبحت مطبَّات، وأصبح الأسفلت فيها كالعجينة،
فكم من هبوط حدث فجأةً، أو بروز للأعلى بأشكال عجيبة!
وأذكرعندما كنت أعلِّم ابنتي القيادة، كانت كثيراً ماتقع في هذه المطبّات، فكان أول درس لها: هو أن تحفظ أماكن المطبّات، حتّى تتفاداها، لأنها جزء رئيسي من الشارع مثل اشارات المرور.
وقد يحدث أن تقوم الشركة بالإصلاح، ولكن بعد فترة، يظهر نفس العيب. وهو مايجعلنا نسأل: هل كان الإصلاح الأولي، مجرد تجّميل، دون إيجاد حل جذري للمشكلة، وحتّى تقفل الشكوى فقط.؟
وقد يحدث أن تحفر شركة مكاناً، وتنتهي منه بسفلتته، ثم تعود شركة أخرى بعدها، بفترة قصيرة، للحفر من أجل خدمة أخرى.
في عصر التقنية والتي هى جزء اساسي من رؤية ٢٠٣٠ ، تستطيع البلديات أن تستخدم الذكاء الإصطناعي لتنظيم العملية وايجاد جهة مسؤولة عن التنسيق بين الشركات المختلفة، حتى يتم الحفر في مكان، وانهاء جميع العمليات بشكل منظَّم، بحيث تقوم الشركة الأخيرة باعادة سفلتة الطريق مرة واحدة. بدلاً من تقوم كل شركة بالحفر واعادة السفلتة. كم من المال والوقت سيتم توفيره.؟
ومن أسباب الحفر في الشوارع، الممارسات الخاطئة، مثل غسيل السيارات، وغسيل أحواش المنازل حتى يتجمع الماء، ويتآكل الاسفلت، وهذا دفعني للتساؤل عن نوعية الأسفلت المستخدمة، والتي لا تصمد أمام الماء، فالمطر يهطل لساعات متتالية في مدينه مثل لندن، ولا يتأثر الأسفلت في شوارعها.
نسيت أن أكمل لكم إجابتي عن سؤال إبني، عندما سألني عن تكرار الحَفر، حيث أخبرته، بأنهم يبحثون عن ريال ضائع، وعندما يجدونه، يضعونه في الحُفرة، مرةً أخرى، لكي يأتي من بعدهم، للبحث عنه، ومن يجده، يُخفيه في الحُفرة، مرة أخرى! وهكذا تستمر اللعبة أقصد “الحُفرة”.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال تركيب الإنترلوك ورفع كفاءة عدد من الشوارع
تفقد محافظ كفرالشيخ اللواء دكتور علاء عبدالمعطي، اليوم الأحد، أعمال مشروع الإنترلوك ورفع كفاءة الأرصفة بعدد من شوارع مدينة كفرالشيخ، وذلك في إطار خطة المحافظة لتطوير وتحسين البنية التحتية والارتقاء بمستوى الخدمات العامة، ضمن مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالى 2024-2025م.
بحضور اللواء دكتور سامح العزب، مدير إدارة المرور، وأحمد عيسى رئيس مركز ومدينة كفر الشيخ.
أوضح محافظ كفرالشيخ، أن أعمال تركيب الانترلوك تهدف إلى تسهيل حركة المرور وتحسين الشكل الجمالي، مشيرًا إلى أن الدولة تولي اهتمامًا خاصًا بمشروعات تطوير الشوارع الطرق والمحاور المرورية، وذلك بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية والمعنية لضمان تنفيذ الأعمال بأعلى جودة وفي الوقت المحدد، وفقًا للمواصفات الفنية المطلوبة.
وخلال جولته استمع محافظ كفرالشيخ لعدد من المواطنين، مكلفاً بالحل العاجل لمشاكلهم، وتحسين الخدمات المقدمة لهم.
ووجه محافظ كفرالشيخ، بتكثيف حملات النظافة على مدار اليوم بجميع أنحاء المحافظة، ورفع القمامة من الشوارع والميادين والأماكن العامة، وتنظيف وتطهير شبكات الصرف الصحي، وصيانة أعمدة الإنارة، وإزالة الإشغالات من الشوارع، ومتابعة أعمال الرصف، وتقديم الخدمات المتميزة، والحفاظ على المظهر الحضاري والجمالي لمدن ومراكز المحافظة، مؤكدًا على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وكلف محافظ كفرالشيخ، بالانتهاء من الأعمال الجارية لتطوير الشوارع وتوسعتها، وتجميل الجزر الوسطى وتشجيرها، ودهان الأعمدة، واستكمال أعمال الانترلوك، وسرعة الإنتهاء من خطة الرصف ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية.
وشدد محافظ كفرالشيخ، بالالتزام بالجداول الزمنية المحددة لإنجاز جميع المشروعات الجارية، ومتابعة سير العمل بشكل يومي، مؤكدًا على أهمية تضافر كافة الجهود بين جميع الجهات المعنية، لتحقيق الأهداف المنشودة، وتعزيز محاور التنمية بالمحافظة، والوقوف على إحتياجات المواطنين