“التخاذل العربي والإسلامي” شجع العدو الصهيوني على مواصلة الإبادة في غزة ولبنان
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يبدو أن المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فقد حتى الآن، مصداقيته وقدرته على منع جرائم الكيان الصهيوني والإبادة الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة ولبنان، بينما شجع التخاذل العربي والإسلامي الكيان الغاصب لارتكاب المزيد من المجازر اليومية والإبادة الجماعية في القطاع المحاصر ولبنان.
وقد طالبت العديد من دول العالم والمنظمات الدولية والحقوقية والعديد من الساسة العقلاء في أنحاء العالم، الدول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، منذ الوهلة الأولى للعدوان الصهيوني على غزة بالتحرك الفوري من أجل منع تطور الأحداث الى الوضع الكائن اليوم، لكن الدول الغربية تعمدت غض الطرف والصمت عما يحدث في غزة في حين غابت المواقف العربية والإسلامية الرافضة للعدوان.
وفي هذ الإطار، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد المجيد عوض، أن الخذلان العربي والإسلامي لفلسطين ولبنان شجع الكيان الصهيوني على المضي في عدوانه الواسع.
وقال عوض في تصريحات صحفية الليلة الماضية: “لم نتفاجأ بالموقف الرسمي العربي إزاء المجازر التي يرتكبها العدو بحق كل من فلسطين وغزة كونه انتهى منذ 30 عاما وبالتالي لا يمكن الحديث عن موقف عربي موحد”.
وأوضح أن “الخذلان العربي والإسلامي لفلسطين ولبنان شجع الكيان الصهيوني على المضي في عدوانه الواسع”.
وأضاف: إن “أحد الأسباب التي جعلت الكيان الصهيوني يستبيح الدماء مرتبط بقناعته إلى حد بعيد بعدم وجود رد فعل عربي مناسب للفعل الصهيوني”.
ودعا “الأنظمة العربية إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات ومن المواقف الملموسة والمؤثرة لدعم لبنان وغزة وأبرزها إلغاء كل أشكال التطبيع مع الكيان وطرد سفرائه من الدول التي طبعت معها بالإضافة إلى استخدام ورقة النفط للضغط على “تل أبيب” والحلفاء الذين يدعمونها”.
وأكدت المنظمات الدولية والحقوقية مرارا على ضرورة أن تضطلع هذه الدول بمسئوليتها القانونية والسياسية، وتتقدم لمجلس الأمن بمشروع قرار في إطار البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات الحيوية فورًا، ووضع حد لاستخدام الكيان الصهيوني الغاصب التجويع كأداة حرب.
ومنذ بدء العدوان الصهيوني، دعمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومعها الدول الغربية بكل ما لديها من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية، وكذا بالتصريحات السياسية غير المسئولة التي تؤكد على حق الكيان الغاصب المطلق، غير المشروط باحترام القانون الدولي، في الدفاع عن نفسها وهو ما شجع الكيان.
وتم تعزيز التصريحات الغربية المتواصلة الغير مسؤولة بإرسال أساطيل حربية، في حين باشر جيش العدو الصهيوني عدوانه البربري على المدنيين الفلسطينيين والمدارس والمستشفيات والملاجئ التابعة للأمم المتحدة بالمخالفة لكل القوانين الدولية، مُخلفًا دمارًا هائلاً للبنية التحتية المدنية، ومُحدِثًا مجازر وإصابات مروعة بين صفوف المدنيين بما في ذلك الأطفال والنساء.
بل والأخطر، أن هذا الدعم غير المشروط لم يتراجع حتى بعد تصريحات علانية لقيادات سياسية وعسكرية صهيونية تطالب بالتهجير القسري للمدنيين من غزة، وتتوعد بجرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، والذين وصفهم وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت أنهم “حيوانات بشرية”.
وهذا التخاذل العربي والإسلامي حتى عن إدانة الخطابات التحريضية التي تحض على العنف والإبادة ونزع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين، كان بمثابة ضوء أخضر ليواصل الكيان الصهيوني جرائم الحرب بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة.
وفي المقابل، لم تتخذ المجموعة العربية أي مبادرة سواء في مجلس حقوق الإنسان أو في مجلس الأمن أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار أو توصية بوقف إطلاق النار أو فتح ممرات إغاثة إنسانية.
ولم نشهد موقفا عربياً مُشرفاً من قبل الأنظمة العربية يحمل إجراءات من أجل إدانة جرائم الحرب الصهيونية بحق الاطفال والنساء والشيوخ في القطاع أو في جنوب لبنان والجامع المشترك بين هذه الأنظمة هي سعيها الدائم للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
واليوم يقُتل أطفال غزة وأطفال الضفة وأطفال لبنان ولم تبدي الدولة العربية أي موقف أو تحرك يذكر لمحاكمة القتلة ومجرمي الحرب الصهاينة، بل بالعكس شهدنا طمس للوقائع وعدائية للمقاومة قل نظيرها في التاريخ المعاصر وذلك بالرغم من انضمام كافة الدول العربية لاتفاقيات جنيف للعام 1949 دون استثناء، التي توجب على الدول الأطراف ملاحقة مجرمي الحرب (المادة 146 من الاتفاقية الرابعة).
ومنذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر، دأبت فضائيات وقنوات عربية على التركيز على تململ فلسطيني ولبناني بشأن الجدوى من المقاومة، وحرص بعضها على تشويه كلا من المقاومة الفلسطينية واللبنانية وحركة “حماس” والجهاد الإسلامي” وحزب الله اللبناني وتصويرهم على أنهم اداة لإيران في وقت تبدو فيه الأوضاع بحاجة الى أكبر قدر من التماسك والصمود والوقوف صفا في وجه العدوان.
ولوضع الأمور في نصابها، فلا لبنان ولا الفلسطينيون في المقاومة أخذوا موقف الإعلام العربي المتخاذل هذا بعين الاعتبار لمعرفتهم مُسبقاً أن هذا الإعلام في التغطية الحدثية، أو في المواقف والتعليقات يقع في خدمة الأهداف الصهيونية، ويعمل على إضعاف الصمود في وجه العدو الصهيوني ويسعى لترسيخ طريق واضح للتطبيع مع الكيان الغاصب.
وعسكريا، يواصل جيش العدو الصهيوني عمليته العسكرية البرية البربرية لليوم الـ٢٩ بجباليا وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة، بينما أفات وسائل إعلام فلسطينية بارتكاب العدو الصهيوني سبعة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات ٥٥ شهيدا و١٩٢ اصابة خلال الـ٢٤ ساعة الماضية، لترتفع حصيلة العدوان الصهيوني الى ٤٣٣١٤ شهيد و١٠٢٠١٩ إصابة منذ السابع من اكتوبر ٢٠٢٣.
كما يواصل جيش العدو الصهيوني عمليات القصف المكثف في مخيم النصيرات لليوم الثالث ما أسفر عن استشهاد ٤٥ مواطن واصابة ١٥٠ خلال يومين اضافة إلى تدمير ٢٤٨ وحدة سكنية، فيما نسف جيش العدو مباني سكنية غربي مخيم النصيرات وسط القطاع.
لبنانياً وتزامناً مع تعثر جهود التسوية، يواصل جيش العدو الصهيوني غاراته على مختلف المناطق اللبنانية، مخلفا مئات الشهداء والجرحى ومشردا عشرات الآلاف.
———————————————-
– سبأ: عبدالعزيز الحزي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: جیش العدو الصهیونی العربی والإسلامی الکیان الصهیونی الصهیونی على
إقرأ أيضاً:
هل ستغادر السويداء “الدروز” المنظومة العربية وللأبد؟
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: لم تبق طائفة واحدة في المنطقة العربية على ضبط وانضباط عند المحن .فجميع الطوائف عُبثَ فيها طولاً وعرضاً .بإستثناء الطائفة الدرزية الموزعة في دول الهلال الخصيب ” سوريا وفلسطين ولبنان ” فلم يُعبث بها إلا قليلاً فبقيت بكراً تقريبا وخصوصا في سوريا .فحتى بلوغ ابنائهم – ان صح التعبير- فليس كما في الإسلام المحمدي وطوائفه وهو 21 عاما من باب ( ربوهم سبع ، وادبوهم سبع ،وصادقوهم سبع )وليس كما في الغرب المسيحي والمدني وهو ١٨ عاما . فعند الدروز الأمر مختلف وعميق فعندما يصل الشخص إلى ال 40 عاماً هنا يُسمح له بمعرفة الاسرار العميقة لطائفته فيأتي اليها وهو كامل الاهلية والعقلية والحكمة . وهذا سر الوحدة الدرزية إجتماعياً وديموغرافيا واقتصاديا ووطنيا. ناهيك ان لدى الدروز احتراما والتزاما تجاه قيادتهم الدينية والعشائرية !
ثانيا :- لقد حافظ الدروز على وحدتهم وثقافتهم وطقوسهم على الرغم من التحديات الجسيمة من الأنظمة والحكومات سواء في لبنان او في فلسطين المحتلة او في سوريا. فكان ولازال قولهم واحد وبنسبة كبيرة وقياسا مع الطوائف الأخرى. ناهيك ان الدروز ليسوا مغلقين ومتكلين على القوالب الجاهزة. بل لديهم علاقات ولوبيات مهمة في المنطقة ودول العالم للدفاع عن قضاياهم وثقافتهم ومستقبلهم. فهم براغماتيين في التواصل والحوار والكسب !
ثالثا:- فعندما سقط نظام بشار الاسد في سوريا (الذي عارضه الدروز علنا ومن خلال المظاهرات والبيانات ،وخصوصا في الفترة الأخيرة من حكمه ) كانت غايتهم ارسال رساله مهمة لدول الجوار والعالم ان الدروز حالة خاصة . بدليل بعد هروب الرئيس المخلوع بشار الاسد وسقوط نظامه ومجيء نظام جديد خليط من التنظيمات المسلحة والمتطرفة التي ترفع الإسلام شعارا لم يهرول الدروز إلى دمشق وكذلك لم يهرولوا إلى مبايعة الحكام الجدد في دمشق .ومباشرة نزلوا بتظاهرات الفرح بسقوط نظام آل الاسد ولكنهم رفعوا علمهم الخاص ( علم الدروز والسويداء ) ومن هنا كانت الرسالة البليغة لدمشق وللجميع!.وعندما ارسل الجولاني ” احمد الشرع ” قواته إلى السويداء لم يُسمح لها ولهم بالدخول وعادوا إلى ثكناتهم وهي الرسالة البليغة الثانية ! .وبعد ايام قليلة استخدم الدروز البرغماتية الحكيمة حيث إعلان ( أكبر فصيلين درزيين في السويداء، “رجال الكرامة” و”لواء الجبل”، استعدادهما للانضمام إلى الجيش السوري الجديد) وهي خطوة تصب في التطمين التكتيكي !
رابعا:-فالمعلومات الأكيدة ” وليس تحليل” ان هناك مفاوضات قد بدأت بين الدروز في السويداء وإسرائيل برعاية دولية لإنضمام السويداء إلى إسرائيل لضمان حمايتها و حماية ابناءها من القادم في سوريا وهو ( مسلسل صراع الاخوة الاعداء في سوريا ، ومثلما حصل في افغانستان ابان بن لادن والفصائل الأخرى ) وان الدروز ليسوا غرباء على فلسطين المحتلة التي يتواجد فيها حوالي ١٦٠ ألف من ابناء عمومتهم الدروز داخلها . وان عملية دخول إسرائيل إلى القنيطرة غايتها ليس القنيطرة بل الوصول إلى السويداء ( وسوف تفعلها إسرائيل بحجة احتلالها ولكن الحقيقة هناك قبول درزي واستدعاء متفق عليه مع إسرائيل ) لا سيما وان اسرائيل قد اقرت بناء قاعدة كبرى في القنيطرة اخيرا . اي عدم الانسحاب والهيمنة على ( السدود المائية هناك وبنسبة ٨٠٪) .ومن الجانب الاخر تعمدت اسرائيل التقدم نحو دمشق ولم يبق إلا ٢٥ كلم عنها ،وارادت اسرائيل ذلك بمثابة ناقوس يدق فوق راس احمد الشرع فيما لو تحرك لمنع الترتيبات في القنيطرة والترتيبات القادمة في السويداء . وان زعيم طائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، قد حدد “وقت” تسليم السلاح للإدارة الجديدة، مشددا على ضرورة ضبط السلاح في المستقبل ( بمعنى لن يسلمون السلاح إلا بشروط توفر السلام والامن في سوريا ) .لاسيما وان الزعيم الهجري لازال متوجسا من حكم التنظيمات المسلحة في سوريا !
ملاحظة:/ ومن يعترض على مقالي هذا نرجو منه التريث قليلا ليرى بعينه !
سمير عبيد
٩ يناير ٢٠٢٥