محو ممنهج للهوية.. إسرائيل تقصف كل ما هو تاريخي في لبنان
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
ولفت برنامج "المرصد" في حلقته بتاريخ (2024/11/4)، التي تبث على منصة "الجزيرة 360″، إلى مواصلة الطيران الإسرائيلي عمليات القصف المتعمد للمواقع التراثية اللبنانية في مدينتي صور وبعلبك وقرى أخرى، وتسببها أيضا في إلحاق الضرر بمواقع أخرى يعتقد أنها تعود للفينيقيين والرومانيين، حسبما يقول خبراء.
وأشار تقرير أعده أنيس الحبّال إلى أن الفينيقيين بنوا واحدة من أعظم حضارات العالم في لبنان، وتحديدا في مدينة صور التي تتعرض لواحدة من أكثر عمليات التدمير في تاريخها على يد جيش الاحتلال.
فلم تتوقف إسرائيل عند استهداف كل ما هو حي في المناطق التي تستهدفها، لكنها مددت ضرباتها إلى المواقع الأثرية أيضا، وهي منهجية يقول المدير العام بمديرية الآثار في وزارة الثقافة اللبنانية سركيس الخوري إنها ليست جديدة.
وحسب الخوري، فقد استخدمت إسرائيل سياسة تدمير التراث خلال حروبها السابقة على لبنان لمحو تاريخ اللبنانيين، لأن الحرب بين الجانبين تاريخية وليست عسكرية.
وتريد إسرائيل من خلال هذا التدمير النمطي لإزالة كل دليل على وجود لأصحاب الأرض في أرضهم وثقافتهم، وهو نمط معروف في إبادة أي شعب، كما تقول أمينة سر لجنة متحف الآثار في الجامعة اللبنانية سهجنان الرز.
محو للثقافة لأسباب دينيةواستنادا لحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال فيه إن الحرب على لبنان حضارية ودينية، تقول الرز إن ما يحدث هو محاولة لمحو أحقية اللبنانيين في هذه الأماكن وادعاء ملكيتها لإسرائيل حتى نهر الليطاني.
ومنذ 1982، دأبت إسرائيل خلال حروبها على تدمير قلاع أثرية بحجة استهداف مراكز المقاومة الفلسطينية والأحزاب اللبنانية وتحويلها إلى مقار عسكرية، مما عرضها لأضرار كبيرة كون إسرائيل تصبغ كل تصرفاتها بصبغة دينية، وفق الرز.
وخلال الحرب الحالية، قصفت إسرائيل موقعا قريبا جدا من منطقة آثار رومانية في مدينة بعلبك التي تسمى "مدينة الشمس"، وقبلها تعرضت قبة "دوريس" الأثرية لتدمير متعمد بسبب ضربات شبه مباشرة، فضلا عن تدمير عديد من المساجد والأبنية التراثية في مختلف مناطق المدينة.
وبالنسبة لموقع بعلبك التاريخي، يقول الخوري إنها لن تنجو من الضرر أبدا بسبب الغارات الإسرائيلية التي وصلت ارتداداتها إلى القلعة وأدت لتهاوي أجزاء منها، وهو ما حدث في موقعي صور أيضا.
تدمير ممنهجالأمر نفسه أكدته أمينة سر لجنة متحف الآثار في الجامعة اللبنانية بقولها إن أعمدة المناطق الأثرية في بعلبك تأثرت بغارات جوية وقعت بالقرب منها.
وتعليقا على هذا السلوك، قالت مديرة المكتب الإقليمي للتربية التابع لليونيسكو في الدول العربية فارينا كوستنزا إن المنظمة الدولية تتابع عن كثب ما تتعرض له المواقع التراثية في لبنان، مشيرة إلى أنه تم التواصل مع الأطراف المعنية لتذكيرها بمسؤولياتها بموجب اتفاقية 1972 لحماية الثقافة والتراث العالمي واتفاقية لاهاي 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في أثناء النزاعات المسلحة.
وتكثف إسرائيل غاراتها على المباني الدينية ووسط البلدات التي غالبا ما تكون مركزا للبنايات التراثية العتيقة. وقد تم تأكيد استهداف 7 مساجد تاريخية وكنيسة و5 بيوت تراثية مصنفة دولية في مدينتي النبطية وصور.
كما تم قصف مسجد النبي شعيب في بلدة بليدة ومقام النبي بنيامين بن يعقوب في محيبيب، وتضررت آثار صور ومحميتها الطبيعية ومعابد بعلبك، فضلا عن قلاع تبنين وشقيف ومعبد "قصرنبا".
4/11/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
لبنان.. عشرات القتلى بغارات إسرائيلية على بعلبك
قال محافظ بعلبك الهرمل اللبنانية بشير خضر إن 47 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 22 آخرون في غارات إسرائيلية على المحافظة، الخميس، مضيفا أن عمليات الإنقاذ لا تزال جارية.
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة طيردبا في الجنوب، مما أدى إلى سقوط قتيل على الأقل وجرح شخصين حسب مصدر أمني.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن غارة الجيش الإسرائيلي على نبحا في قضاء بعلبك أدت في حصيلة غير نهائية إلى سقوط ثمانية قتلى.
ومنذ فجر الخميس، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن 12 غارة إسرائيلية توزعت على أربع جولات على ضاحية بيروت الجنوبية، قال الجيش الإسرائيلي لاحقا إنها استهدفت مقرات قيادة وبنى عسكرية تابعة للحزب، بعدما كان وجّه انذارات للسكان بالإخلاء.
وجاءت الغارات على معقل حزب الله والتي كانت قد توقفت منذ فجر الثلاثاء، بعد ساعات من مغادرة المبعوث الأميركي آموس هوكستين الى إسرائيل، في إطار الوساطة التي يقودها من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حزب الله والدولة العبرية.
وتعرضت منطقة حارة حريك فجر الخميس لثلاث غارات، قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت "مقرات قيادة... وبنى عسكرية" استخدمها حزب الله "لتخطيط وتنفيذ مخططات ارهابية ضد مواطني إسرائيل".
وظهرا، أفادت الوكالة الوطنية بأن "الطيران الحربي المعادي شنّ غارة" على منطقة حارة حريك، وغارتين على منطقة الكفاءات، أسفرت إحداها عن دمار مبنى وتضرر عدد من الأبنية المحيطة به.
وفي إطار "الجولة الثالثة من الغارات على الضاحية الجنوبية"، استهدفت غارتان منطقة حارة حريك، بينما طالت الغارة الثالثة شارع الجاموس في منطقة الحدث، بحسب الوكالة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مراكز قيادة" للحزب.
وطالت الجولة الرابعة من الغارات الإسرائيلية ثلاثة أبنية في حارة حريك والشياح والمشرفية، وفق الوكالة، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "للمرة الرابعة" في ضاحية بيروت الجنوبية "مستودع أسلحة ومقر قيادة وبنية إرهاببة تابعة" للحزب.
من جهته، تبنّى حزب الله استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية وتحركات جنود عند أطراف بلدات حدودية في جنوب لبنان، بينها الخيام، حيث تبنى الحزب سبعة هجمات على الأقل ضد قوات اسرائيلية عند أطراف البلدة الجنوبية والشرقية.
وأعلن الحزب للمرة الأولى استهدافه برشقة من "الصواريخ النوعية" الخميس قاعدة حتسور الجوية شرق مدينة أشدود، الواقعة في جنوب إسرائيل على بعد حوالي 150 كيلومترا من الحدود مع لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر، بدأت إسرائيل تكثيف ضرباتها في لبنان عبر حملة جوية واسعة تستهدف خصوصا معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها. وأعلنت منذ نهاية الشهر نفسه بدء عمليات توغل بري في جنوب لبنان.
وأحصى لبنان مقتل 3583 شخصا على الأقل بنيران إسرائيلية منذ بدء حزب الله واسرائيل تبادل القصف في 8 أكتوبر 2023 على وقع الحرب في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل ثلاثة جنود، أحدهم يبلغ 70 عاما، في جنوب لبنان، ليرتفع عدد القتلى في صفوفه الى 52 منذ بدئه عمليات توغل بري عند الحدود.