أكسيوس: واشنطن والرياض تناقشان اتفاقا أمنيا كبيرا.. وتل أبيب خارج الخطة
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
قالت مصادر مطلعة، لموقع "أكسيوس" الأمريكي، إن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، تناقشان اتفاقية أمنية محتملة، لا تتضمن صفقة مع "إسرائيل" في إشارة إلى تطبيع العلاقات بين الرياض ودولة الاحتلال.
وتابع الموقع بأن الاتفاقية لن تكون معاهدة دفاع مشترك كاملة، لكن اتفاقا أمنيا يرغب ابن سلمان توقيعه قبل رحيل بايدن في كانون الثاني/ يناير المقبل.
ونوه إلى أن الرياض كانت تتفاوض مع واشنطن مع صفقة كبيرة قبل عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تتضمن إسرائيل، لكن العملية حولت الصفقة الثلاثية إلى أمر غير قابل للتنفيذ على الأقل في المستقبل القريب.
ولفت إلى أن البيت الأبيض أراد أن تتضمن الاتفاقية "معاهدة دفاع أمريكية سعودية واتفاقية بشأن التعاون النووي المدني بين البلدين، وفكر أنه إذا كانت جزءًا من صفقة أوسع، فقد يكون مجلس الشيوخ الأمريكي أكثر ميلًا إلى التصديق على الاتفاقية".
وخلص محمد بن سلمان إلى أن الصفقة الضخمة لن تكون ممكنة سياسياً إلا في ظل إدارة بايدن.
الأسبوع الماضي، زار مستشار الأمن القومي السعودي مسعد بن محمد العيبان البيت الأبيض واجتمع مع نظيره الأمريكي جيك سوليفان ومع مستشاري بايدن بريت ماكجورك وأموس هوكشتاين، حسبما ذكرت المصادر.
وقالت المصادر إنه التقى أيضًا بوزير الخارجية أنتوني بلينكين.
وقالت المصادر إن المحادثات في البيت الأبيض ركزت على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية، وخاصة مجموعة من الاتفاقيات الأمنية والتكنولوجية والاقتصادية التي يريد الطرفان توقيعها قبل مغادرة بايدن لمنصبه.
وقال أحد المصادر للموقع إن اتفاقية الأمن التي نوقشت في الاجتماع كانت منفصلة عن الجهود الرامية إلى دفع صفقة ضخمة تشمل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
والفكرة هي صياغة اتفاقية أمنية ثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية مماثلة لتلك التي وقعتها إدارة بايدن مع دول الخليج الأخرى في السنوات الأخيرة، والتي عززت موقف الولايات المتحدة في المنطقة، كما قال المصدر.
في آذار/ مارس 2022، عين بايدن قطر حليفًا رئيسيًا لواشنطن من خارج "حلف الناتو". وفي أيلول/ سبتمبر 2023، وقعت الولايات المتحدة والبحرين اتفاقية تكامل وازدهار أمني شامل. بعد عام، عين بايدن الإمارات العربية المتحدة شريكًا دفاعيًا رئيسيًا.
وقال المصدر لأكسيوس: "المملكة العربية السعودية جزء من ذلك ومن المرجح أن يكون لها نصيب أيضًا".
وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في مؤتمر عقد في السعودية الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة شريك موثوق به في المنطقة بالنسبة للمملكة.
وقال: "اليوم أصبحت علاقة العمل مع الولايات المتحدة من بين الأفضل التي كانت لدينا على الإطلاق، بما في ذلك في مجال الأمن القومي ولكن أيضًا في قضايا التعاون الاقتصادي ونحن نحقق تقدمًا جيدًا للغاية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية تطبيع الاحتلال ابن سلمان بايدن الاحتلال انتخابات تطبيع بايدن ابن سلمان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
هل سيتخلى الرئيس عن التهجير؟
هل سيتخلى الرئيس عن #التهجير؟ #ماهر_أبو طير
لا يبدو أن الخطة العربية التي تبنتها قمة القاهرة ستكون في طريقها إلى التنفيذ بهذه السهولة التي يتصورها البعض، لاعتبارات كثيرة، بعضها ظهر مبكرا جدا.
الأزمة ستكمن في التنفيذ حيث كثير من التفاصيل، التي من أبرزها ملف تمويل إعادة الإعمار، ومن سيدفع، وما هي قيمة الدفعات، وهل ستكفي أم لا، ومدى تأثر الممولين بالذي تريده واشنطن من حيث إبقاء القطاع مدمرا لفرض سيناريو التهجير، وإذا كانت مصر سوف تستضيف مؤتمرا لإعادة الإعمار لاحقا، فإن اعتراضات واشنطن السرية ستؤدي إلى إحجام كثيرين عن دفع المال لقطاع غزة، وقد يغيب كثيرون أصلا، عن هكذا مؤتمر، لا تريده واشنطن أصلا.
بعد أن تم الإعلان عن الخطة العربية خرج المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي براين هيوز وقال إن الخطة العربية لإعمار القطاع تتجاهل واقع قطاع غزة المدمر، ولا تعالج حقيقة مفادها أن غزة غير صالحة للسكن حاليا، كما أن الخطة العربية لا تعالج حقيقة أنه لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة، وهذه الإشارات الأميركية الأولى ضد الخطة ستتبعها اشارات ثانية في سياق إفشال أي حل عربي، من أجل الوصول إلى المستهدف التالي، أي احتلال القطاع، وإخراج الفلسطينيين منه بكل الوسائل.
مقالات ذات صلةإسرائيل من جهتها تريد إنهاء كل الأنظمة الحاكمة في غزة والضفة الغربية، أي حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية ولذلك وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية الخطة العربية بكونها مغرقة في وجهات نظر عفا عليها الزمن، ورفضت الاعتماد على السلطة الفلسطينية وبقاء حماس في السلطة، لأن تل أبيب تريد إنهاء حماس كليا وتسليم سلاحها، واستسلام قادتها، وتريد أيضا تفكيك سلطة أوسلو، في الضفة الغربية تمهيدا للمرحلة المقبلة وهذا يستوجب أصلا منع السلطة من ممارسة اي دور داخل قطاع غزة في سياقات تفكيك مشروع الدولة الفلسطينية القائمة على جناحي غزة والضفة الغربية، وتوطئة لمخطط أكبر يرتبط فعليا بالتهجير.
حماس كانت ذكية حين أشادت بالخطة العربية وقالت إنها لا تريد أن تكون طرفا في الإدارة للقطاع، أما ملف السلاح، فأعلنت أنها لن تسلمه، كما أنها أيضا غير مضطرة لتسليمه في ظل هكذا معادلات تقوم على احتمالات عودة الحرب ومحاولة ذبح الفلسطينيين مجددا، وفي الحد الأدنى فإن ملف السلاح لأي مكن اتخاذ موقف علني بشأنه ما دامت الاتصالات السرية لم تصل إلى نتيجة حوله، في سياقات تتحدث عن سيناريو استراحة المحاربين بدلا من تسليم السلاح، إذا قبلت واشنطن وتل أبيب هكذا صيغة، وهو أمر مشكوك به لأنه يتعارض مع مخطط التهجير.
العرب يخططون لحمل الخطة والذهاب بها إلى واشنطن، والمؤشرات السلبية منذ الآن تقول إن هكذا زيارة قد لا تتم، وإذا تمت فستكون معرضة لأخطار كبيرة، خصوصا، أن الخطة العربية أغلقت كل نقاط الضعف التي كانت تتذرع بها إسرائيل، لكن الاحتلال ذاته لا يريد فعليا إعادة الإعمار، ولا يريد هيئة مدنية لحكم القطاع بعيدا عن الهياكل التقليدية، أي حماس والسلطة، ولديه مخطط محدد يتعلق بالأرض، وبوضع الفلسطينيين، وسيجد أي ذريعة للالتفاف على الخطة العربية.
مع وقف إسرائيل للمساعدات وتدفقها إلى القطاع قبل القمة بأيام، والمشاكل القائمة حول تمديد المرحلة الأولى للمفاوضات، أو بدء مرحلة ثانية، فإن ما سنراه خلال المرحلة المقبلة سيقوم على عدة محاور، أولها محاولة استعادة كل الأسرى الإسرائيليين، وثانيها إفشال خطة إعادة إعمار غزة ومنع نشوء هيئة مستدامة للحكم في القطاع بدلا عن الحكم الحالي، وثالثها توسع المخطط الإسرائيلي داخل الضفة الغربية، ورابعها تصعيد أعلى على جبهتي سورية ولبنان، وخامسها الدخول في مرحلة تحول على صعيد ملف التهجير بما يهدد مصر، والأردن في مرحلة متأخرة.
كل هذا يقول إننا عالقون في المنطقة الرمادية هذه الأيام، وسوف تثبت الأيام أن تل أبيب وواشنطن لديهما مخطط مختلف، ولن تقفا عند كل الحلول العربية البديلة.
الرئيس الأميركي يقول إنه لا يريد حربا في غزة، وفي الوقت ذاته لا يبدو أن واشنطن ستقبل خطة العرب لغزة بصيغتها الحالية، فماذا سيتبقى لحظتها سوى التهجير، وهو خيار يتطابق مع مخططات الإسرائيليين تجاه القطاع ثم الضفة؟.
الغد