مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تعود علاقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بروسيا إلى دائرة الضوء، إذ تظل موضوعًا مثيرًا للجدل والنقاشات السياسية.

خلال فترة رئاسته، واجه ترامب اتهامات بتعاون محتمل مع روسيا، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية لعام 2016، حيث أظهرت تقارير الاستخبارات الأمريكية محاولات روسية للتدخل لصالحه.



ونشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا سلطت خلاله الضوء عن تتبع ريجيس جونتي الصحفي المتخصص في الفضاء السوفياتي السابق شبكة الروابط الغامضة التي أقامها دونالد ترامب مع موسكو على مدار حوالي أربعين سنة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن احتمال وجود علاقة بين ترامب وبوتين مسألة تستحوذ على اهتمام المخابرات والعدالة ووسائل الإعلام الأمريكية منذ تقديم ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية سنة 2016.


وأضافت الصحيفة أن هذه المسألة أعيدت إلى الواجهة بعد إعلان دونالد ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية المرتقبة.

ومن أجل فهم دوافع دونالد ترامب إلى مثل هذا التوافق في وجهات النظر مع روسيا، بدأ ريجيس جينتي في إعداد هذا العمل، وهو أول عمل مخصص لهذا الموضوع باللغة الفرنسية. من خلال جمع التحقيقات القضائية والبرلمانية والصحفية حول هذا الموضوع منذ عام 2016، بالإضافة إلى المقابلات الحصرية ومعرفته التفصيلية بالنخب الروسية، يسعى جينتي إلى جمع وفك رموز "آلاف القرائن"، جمعت على مدى أربعة عقود من الزمن، "لما يبدو وكأنه تواطؤ بين ترامب وروسيا".


أربعون عامًا من الروابط
منذ نهاية السبعينيات، عندما ظهر على رادار الكي جي بي، حافظ دونالد ترامب على علاقاته مع شخصيات سوفييتية ثم روسية، ترتبط بشكل أو بآخر بالكرملين؛ حيث تمت دعوة ترامب في سنة 1987 إلى الاتحاد السوفييتي في ما يشبه عملية تجنيد. بعد ذلك عاد معلناً عن اقتناعه بأن واشنطن ليست مضطرة إلى دفع تكاليف الدفاع عن أوروبا، القناعة التي لم تتغير البتة في الوقت الذي وعد فيه بـ "حل الأزمة الأوكرانية خلال 24 ساعة".

وبحسب الصحيفة؛ فقد تلت ذلك سنوات من المعاملات المالية الغامضة والمشبوهة بين رجل الأعمال الأمريكي ودويتشه بنك ورجال الأعمال الروس غير المبالين بسمعة دونالد ترامب.

وشهدت حملة سنة 2016 إحاطة مجموعة من الأفراد ذوي المعتقدات المؤيدة لروسيا أو الذين يحتفظون بروابط ومصالح في روسيا بترامب. وأدلى دونالد ترامب بتصريحات إعجاب تثمن الصداقة تجاه روسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم والتي بسطت نفوذها في سوريا، بينما يزيد فريق حملته من الاتصالات مع شخصيات مرتبطة بالحكومة الروسية.

وقبل كل شيء، تدخلت موسكو لضمان انتصار ترامب. بمجرد تحقيق نواياها، كان أحد قراراته الأولى هو إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان يحقق في الموضوع.

وتلا ذلك ولاية مربكة، عمل خلالها ترامب جاهدٕا على التملق إلى روسيا، لكنه وجد نفسه محبطًا بسبب مقاومة الإدارة، التي ضمنت استمرارية معينة وربما أنقذت الناتو.

تتناقض بعض القرارات، التي يصعب المصادقة عليها دون موافقة دونالد ترامب، مثل إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا الشرقية، مع التساهل المتوقع تجاه روسيا.


رؤية للعالم الذي يرتبط مع موسكو
وتشير الصحيفة إلى صعوبة تأكيد وصف دونالد ترامب بـ"العميل الروسي" بشكل قاطع، حتى بعد تدقيق الأدلة المتاحة، لأن العلاقات المالية والشخصية التي تربط ترامب ببعض الجهات الروسية تظل غامضة، مما يجعل الأدلة غير واضحة. ويبقى السؤال حول ما إذا كان الروس يقفون إلى جانب دونالد ترامب دون إجابة.

ويكشف كتاب ريجيس جينتي أن هذه الروابط ليست السبب وراء انجذاب دونالد ترامب لروسيا، بل على العكس، تجسد الانجذاب على مدار حياته.

وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي السابق ـ والمستقبلي المحتمل ـ يدعم في المقام الأول رؤية للعالم تتطابق مع رؤية روسيا أو تخدمها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب موسكو موسكو بوتين الإنتخابات الأمريكية ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

ترامب ينتقد بريطانيا.. وستارمر يقف مدافعا عنه

انتقد دونالد ترامب الزعماء الأوروبيين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الإثنين، مستهزئا بمحادثاتهم في عطلة نهاية الأسبوع بشأن أوكرانيا، وشن هجوما جديدا غاضبا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقوله إن اتفاق السلام لا يزال "بعيدا جدا".

وبينما كان رئيس الوزراء البريطاني واقفا على قدميه في مجلس العموم البريطاني، "مصرا" على أن الولايات المتحدة "دولة حيوية وصادقة ولا غنى عنها في طريق السلام"، أطلق ترامب سهام انتقاداته لستارمر، الذي خرج من المجلس ليتفاجأ بها.

ورفض كير ستارمر دعوات أعضاء البرلمان لبريطانيا بالابتعاد عن دونالد ترامب، بعد "الكمين الاستثنائي" الذي نصب الأسبوع الماضي لزيلينسكي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، على حد وصف صحيفة "إندبندنت".

ووجه ترامب انتقادا لستارمر وغيره من الزعماء الأوروبيين، قائلا: "في الاجتماع الذي عقدوه مع زيلينسكي، صرحوا بشكل قاطع أنهم لا يستطيعون القيام بالمهمة بدون الولايات المتحدة، هذا ليس تصريحا رائعا لاستعراض القوة ضد روسيا. ماذا يفكرون؟".

وفي وقت لاحق من ليلة الاثنين، حذر ترامب زيلينسكي من أنه "لن يبقى طويلا" إذا لم ينه الحرب قريبا.

والإثنين، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده وبريطانيا تقترحان هدنة جزئية لمدة شهر بين روسيا وأوكرانيا ستشمل الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة والهجمات جوا وبحرا ولا تشمل القتال البري.

جاء ذلك وسط طفرة في الجهود الدبلوماسية الأوروبية لتعزيز الدعم الغربي لأوكرانيا إثر مشادة حادة خلال اجتماع بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي يوم الجمعة.

وقال ماكرون لصحيفة "لو فيغارو" في مقابلة نشرت في وقت متأخر من مساء الأحد إن نشر قوات برية أوروبية في أوكرانيا لن يتم إلا في مرحلة ثانية بموجب المقترح الفرنسي البريطاني.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مقترح السلام الذي عرضه زيلينسكي على روسيا وترامب
  • نائبة أمريكية: زيلينسكي ممثل هوليودي من برنامج قديم
  • ترامب ينتقد بريطانيا.. وستارمر يقف مدافعا عنه
  • اجتماع تحضيري مغلق لوزراء الخارجية العرب قبيل القمة الطارئة
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • توقيع ميثاق شرف سياسي بالغابون قبيل الانتخابات الرئاسية
  • روسيا: إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا "وقاحة"
  • روسيا تشيد بالتحول في سياسة ترامب الخارجية
  • ترامب يدفع روسيا للخروج من منطقة البحر الأسود.. كيف يجري ذلك؟
  • هجوم أوكراني يستهدف خط تورك ستريم الذي ينقل الغاز من روسيا لأوروبا