على وَقْع «طوفان» الصحفي الأمريكي المخضرم «بوب وودورد»، الذي أحدثه كتابه الجديد «الحرب»، أو ما يُطلق عليه «كتاب الفضائح»، بعد كشفه تورط «زعماء» عرب، في دعم «إسرائيل» خلال عدوانها على غزة.. مرَّت الذكرى 107، لـ«وعد بلفور» المشؤوم، مصحوبة باستمرار المذابح الجماعية للفلسطينيين.
على مدار أكثر من قرن، تستمر «التراجيديا» الأكثر دموية ووحشية في التاريخ الحديث والمعاصر، لـ«وعد بلفور» في 2 نوفمبر 1917، الذي يحكي قصة «وعد مَن لا يملك، لمَن لا يستحق».
عقود مريرة من «مسلسل دموي»، يسرد مؤامرة فصل الروح عن الجسد، ومحاولات ممنهجة لتغيير طبيعة الجغرافيا، وتشويه مسار التاريخ، بإحلال شعب من العصابات والمجرمين والغزاة المحتلين، مكان شعب نبتت جذوره منذ آلاف السنين على أرضٍ مباركة.
بطل المسلسل، وزير الخارجية «آرثر بلفور»، الذي يُطل علينا في المشهد الأول، بتعهده رسميًا ـ نيابة عن حكومة بريطانيا ـ لشخصيات يهودية بارزة، بمنح اليهود وطنًا في فلسطين، على حساب أصحاب الأرض الأصليين الذين يشكلون 95% من تعداد السكان!
تستمر حلقات المسلسل ـ بأحداثه المؤسفة والمؤلمة ـ وتتشعَّب دون انقطاع، طوال أكثر من 100 عام، لتحكي أبشع مأساة إنسانية على مرّ العصور، كونها أساس النكبة وضياع فلسطين، ومقدمة مهَّدت لخلق كيان «صهيوني» وُلِدَ سفاحًا!
ليس من قبيل المبالغة القول إن كلمة «وعد بلفور» هي إحدى الكلمات «سيئة السُّمعة»، والأكثر تداولًا في القاموس السياسي الشعبي «الفلسطيني والعربي والإسلامي»، على مدى أكثر من قرن، بعد أن مَنَحَ هذا «الوعد» فلسطين «وطنًا قوميًّا لليهود بغير حق».. وكلما حلَّت مجزرة أو نكبة جديدة، أو اقترف الاحتلال «الإسرائيلي» المزيد من المجازر، يُكتفى فقط بلعن هذا التعهد المشؤوم!
إن «وعد بلفور» ليس سوى جريمة حربٍ مكتملة الأركان، وامتداد طبيعي لمخلّفات اتفاقية «سايكس ـ بيكو»، خصوصًا أن قوة تأثيره وامتداداته الزمنية لا تزال مستمرة حتى الآن، بعد أن خلَّف وراءه أبشع مأساة إنسانية، وواقعَ لجوءٍ كارثي، لم يشهد له التاريخ مثيلًا!
المشاهد الدامية لمسلسل الإبادة والتهجير والقتل والترويع، تشعبت في أجزاء مأسوية، بدءًا من مؤتمر سان ريمو، وصكّ الانتداب، وقرار «لجنة بيل»، و«مؤتمر بلتيمور»، ثم قرار التقسيم «181».. كما استمرت حلقاته وأجزاؤه مع التقسيم، والنكبة، مرورًا بكامب ديفيد، ومدريد، وأوسلو، ووادي عربة، وكامب ديفيد 2، وخارطة الطريق، وبعدها «فك الارتباط»، ووعد بوش لشارون، وصولًا إلى وعود أوباما وترامب بمنح «إسرائيل»، اعترافًا متجددًا بأن «فلسطين هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي».. ثم «طوفان الأقصى».
أخيرًا.. منذ 13 شهرًا، نتابع بحزن وأسى و«قلة حيلة»، المشاهد الدموية الأخيرة، من أحداث مسلسل «وعد بلفور»، على وَقْع عدوان مفضوح، وحرب إبادة وحشية، لغزة ولبنان، مع استمرار التطبيع المجاني، والتهجير القسري، وإلغاء حق العودة لملايين اللاجئين، وتغيير هوية القدس إلى مدينة «صهيونية» محاطة بأسوار وأساطير توراتية، لتبقى النهاية مفتوحة على نُذُر حرب شاملة، قد تُعَجِّل بزوال «إسرائيل».
فصل الخطاب:
يقول النجم العالمي «ميل جيبسون»: «نهاية (إسرائيل) تقترب، وهم متيقنون تمامًا، ولذلك يدمرون كل شيء في طريقهم».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كتاب الحرب وعد بلفور محمود زاهر التهجير القسري مدينة القدس المسجد الأقصى معاهدة السلام سايكس بيكو الاحتلال الإسرائيلي الزعماء العرب قطاع غزة المقاومة الاسلامية وعد بلفور
إقرأ أيضاً:
رئيس إيران يقدم اقتراحا من خمس بنود لدعم فلسطين وملاحقة إسرائيل
أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أنه من حق الفلسطينيين تقرير مصيرهم، ويجب أن يصان ذلك الحق بموجب القوانين الدولية، وهو نفس الشأن في لبنان وسوريا.
إيران : ضربات إسرائيل على اليمن هي انتهاك للقانون الدولي إيران تقبل تشديد الرقابة على منشأة نووية مثيرة للجدل
وتابع “الرئيس الإيراني” كلمته خلال قمة الجلسة الخاصة بالأوضاع في فلسطين ولبنان بالقمة 11 لمنظمة الدول الثماني النامية، اليوم الخميس، أن حكومة الاحتلال انتهجت نفس النهج في قتل المدنيين الأبرياء في لبنان وسوريا.
وأشار إلى أنه رغم المقاومة التي حدثت وأوجه الدعم التي خرجت من العالم، والمطالبات بضرورة وقف إطلاق النار، والقرارات التي صدرت من محكمة العدل الدولية، يجب أن تترجم إلى ضغط على الحكومة الإسرائيلية، لكي تلتزم بالقرارات الدولية القرارات الخاصة بالمحاكم الدولية.
وشدد رئيس إيران على أنه يجب أن تحاسب حكومة الاحتلال على ماحدث في البنية التحتية في سوريا و لبنان و غزة، ويجب إجبارها على المشاركة في إعادة الإعمار، لافتا إلى أنه يجب أن تتخذ قرارات عاجلة وفورية، ويجب أن يكون هناك عقوبات مفروضة على الهجمات على البنية التحتية، إذ أن الاحتلال استهدف المستشفيات والمساجد ودور العبادة.
قمة منظمة الدول الثماني الإسلاميةوتستضيف القاهرة اليوم الخميس، قمة منظمة الدول الثماني الإسلامية للتعاون الاقتصادي D8 في نسختها الحادية عشرة، التي ستناقش سبل مواجهة المتغيرات العالمية الاقتصادية والسياسية المتلاحقة.
وتعقد القمة تحت شعار: «الاستثمار في الشباب ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة: تشكيل اقتصاد الغد».
وتترأس مصر النسخة الحالية من القمة حيث تولت رئاسة المجموعة في مايو الماضي، وتستمر في قيادة أعمالها حتى نهاية العام المقبل.
قمة منظمة الدول الثمانيومن المقرر أن تعقد عدة قمم ولقاءات ثنائية على هامش انعقاد قمة منظمة الدول الثماني الإسلامية في القاهرة، سواء على مستوى الرؤساء أو الوفود المشاركة في المؤتمر.