نتابع بشكل مستمر، بل وشبه يومى الزيارات التى يقوم بها محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى فى غالبية المحافظات، كذلك اللقاءات التى عقدها مع بعض الوزراء والمحافظين والشخصيات العامة مثل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وغيرهم.
كما نقرأ يوميًا التصريحات الصادرة عن الوزير، سواء عبر اللقاءات التى عقدها مع رؤساء التحرير، أو الصحفيين المعنيين بشئون ملف التعليم، كذلك اللقاءات مع مديرى المديريات والمدرسين خلال الفترة الماضية، فى إطار السعى لتنفيذ رؤيته خلال المرحلة القادمة.
والحقيقة الواضحة أن تصريحات وزير التربية والتعليم أصبحت مستهلكة للغاية ولا تحمل أى جديد، وتشابهت اللقاءات مثلما تشابهت التصريحات، وكأننا نذهب للمحافظات لمجرد إضافة أسماء محافظات جديدة فى سجل الزيارات، مع الاستعدادات المعروفة التى تسبق كل زيارة فى كافة مدارس أى محافظة يقوم الوزير بزيارتها حتى المدارس التى هى خارج خريطة الزيارة على الإطلاق.
والغريب فى الأمر أيضًا هو أن الوزير محمد عبد اللطيف يتحدث عن القضاء على الكثافة الطلابية بنسبة كبيرة فى غالبية المدارس، وهى تصريحات تخالف الواقع الذى نعيشه، وتتناقض مع شكاوى أولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم نقرأ تصريحات تتعلق بأن الوزير تابع وناقش الملفات العالقة فى أى محافظة مثل بناء مدارس جديدة عبر خطة عاجلة، أو فتح ملفات القرارات السابقة ببناء مدارس ومجمعات تعليمية فى أى محافظة منذ سنوات لكنها متوقفة دون أسباب.
والقصد هنا هو أن الوزير محمد عبد اللطيف عليه تحريك المياه الراكدة فى هذا الأمر، سواء بسرعة بناء وتنفيذ القرارات السابقة ببناء مدارس، أو تبرعات المواطنين بأراض لبناء مدارس عليها، أو تنفيذ بناء الأدوار الخرسانية فى بعض المدارس وكلها تمثل الحلول الجذرية للقضاء على الكثافة الطلابية بشكل حقيقى وفعال وليس عن طريق المسكنات كما ذكرنا من قبل.
وبشكل واضح نستطيع القول بأن الزيارات المفاجئة للمدارس هى الدلالة الواضحة على نقل الصورة الحقيقية التى تعيشها غالبية المدارس، سواء لعمل المعلمين أو نشاط الطلاب، ومن ثم العمل بمنطق الثواب والعقاب وعرض الصورة الحقيقية أمام الرأى العام، بدلًا من الزيارات المجهزة مسبقًا على طريقة»كله تمام يا أفندم»، ثم تعود كل الأمور إلى نصابها.
والزيارات المفاجئة للمدارس فى المحافظات ستجعل كل مدرسة على أتم الاستعداد للزيارة، وفى حالة تأهب لاستقبال الوزير فى أى وقت، وهو تقليد اعتاد عليه الكثير من الوزراء فى عقود سابقة سواء للمدارس أو المستشفيات أو بعض المؤسسات الأخرى، ونأمل من الوزير الاستمرار فى الوقوف على حقيقة ما تعيشه المدارس وما يعيشه الطلاب بها دون تهوين أو تهويل.
خلاصة القول إن زيارات وزير التربية والتعليم تحتاج مراجعة، كما أن تصريحاته تحتاج للمزيد من المراجعة. ومن غير المقبول أن تكون تصريحات الوزير متشابهة فى مختلف اللقاءات والزيارات دون جديد فى قضية مثل التعليم يرتبط بها مستقبل كل الأسر المصرية التى تريد أن تسمع جديدًا وأن ترى طفرة فى القضاء على الأزمات مثل أزمة الكثافة على أرض الواقع..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء.. وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: زيارات وزير التعليم وزير التربية والتعليم والتعليم الفني شيخ الأزهر الشريف
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم يستعرض مع مدير أكاديمية "Ofsted" معايير اعتماد ومتابعة المدارس في بريطانيا
التقى محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الاثنين، مع ماثيو بورفيس، مدير أكاديمية "Ofsted" وسو موريس كينغ، نائب المدير والمدارس والتعليم المبكر بالأكاديمية، وذلك في مقر مكتب أكاديمية "Ofsted" الجهة المسؤولة عن تقييم الخدمات التعليمية ومهارات التعلم لجميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى الإشراف على خدمات رعاية الأطفال والشباب.
جاء ذلك بحضور مارك هوارد مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر والدكتورة هانم أحمد مستشار وزير التربية والتعليم للعلاقات الدولية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود الوزارة لتعزيز الشراكة مع المؤسسات التعليمية العالمية والاستفادة من أفضل التجارب الدولية، بهدف بناء نظام تعليمي متطور يتماشى مع متطلبات العصر ويحقق طموحات الأجيال القادمة.
وفي مستهل اللقاء، أشاد الوزير محمد عبد اللطيف بعمق العلاقات التاريخية بين مصر وبريطانيا، والتعاون المثمر بين البلدين في مجال التعليم باعتباره ركيزة أساسية للتقدم.
وأكد الوزير التزام الدولة المصرية بتطبيق أفضل الممارسات التعليمية وتنفيذ مشروعات نوعية لتحسين جودة التعليم، مثمنًا دعم الحكومة البريطانية لجهود تطوير المنظومة التعليمية في مصر، والحرص على تبادل الخبرات الثنائية في هذا المجال.
ومن جانبه، ثمّن ماثيو بورفيس، مدير أكاديمية "Ofsted" زيارة الوزير، مشيدًا بالجهود التي تبذلها مصر في مجال تطوير التعليم، وبدورها في تبني استراتيجيات حديثة تواكب التوجهات العالمية.
كما أعرب عن تطلعه إلى تعزيز سبل التعاون وتبادل المعرفة بين الجانبين، بما يسهم في تحسين جودة التعليم وضمان استدامة التطوير والابتكار في العملية التعليمية، وتحقيق أفضل النتائج للطلاب في البلدين.
وتناول الاجتماع تبادل الخبرات بين الجانبين، حيث استعرض الوزير الدروس المستفادة والنجاحات التي حققتها وزارة التربية والتعليم المصرية في تطوير العملية التعليمية وفق أحدث المعايير الدولية.
كما تم مناقشة أفضل الممارسات في قياس فعالية المدارس في المملكة المتحدة من خلال آليات مراجعة معايير وتقييم الجودة الحديثة، التي تضمن تحسين جودة العملية التعليمية وتحقيق نتائج أكثر دقة في تقييم الأداء المدرسي.
وشملت المناقشات استعراض آليات التقييم الدوري للمدارس بالمملكة المتحدة وفقًا لجودتها، حيث يتم إجراء التقييم غير المصنف للمدارس ذات التقييم الجيد أو الممتاز كل أربع سنوات، بينما تخضع المدارس التي تتطلب تحسينًا أو حصلت على تقييم غير ملائم إلى تقييم مصنف خلال فترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام، مع إجراء عمليات مراقبة دورية لضمان التحسين المستمر.
وخلال اللقاء، تم تسليط الضوء أيضا على الإطار المعتمد لتقييم جودة التعليم في المملكة المتحدة، والذي يرتكز على أربعة محاور رئيسية، أولها جودة التعليم، وتشمل التخطيط للمناهج وتنفيذها وقياس تأثيرها على التحصيل الدراسي، يليها السلوك والمواقف، وتتناول انضباط الطلاب وسلوكهم ومعدلات الحضور والانقطاع عن الدراسة، وتأتي بعد ذلك التنمية الشخصية، والتي تهدف إلى تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى توجيه الطلاب مهنيًا، ثم القيادة والإدارة، وهو ما يتعلق برؤية المدرسة وأخلاقياتها، بالإضافة إلى قضايا مثل رفاهية المعلمين، والحوكمة، وآليات الحماية والتأمين المدرسي.
وأشاد وزير التربية والتعليم بفاعلية منظومة التقييم المدرسي البريطانية ودورها في تحسين جودة التعليم، مؤكدًا حرص مصر على الاستفادة من التجربة البريطانية لتعزيز نظام التقييم وضمان توفير بيئة تعليمية متطورة تواكب التغيرات العالمية.