هذا هو الرجل الذي التقط أول صورة في العالم لشبح
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
لم يستطع ويليام موملر تفسير ما حدث، لقد كانت تلك محاولته الأولى في عملية التصوير الفوتوغرافي، عندما ظهرة صورة ذاتية كان يلتقطها، لتكشف عن شبح غامض لفتاة بجانبه، و كان موملر بمفرده عندما صور نفسه في استوديو صديق، وبالتالي، ما هو أو من كان هذا الشكل الطيفي إذاً؟ .
ولم يتأثر موملر بالصورة، بل شاركها مع أصدقائه على سبيل المزاح، واستمر الأمر على هذا المنوال حتى وصلت الصورة إلى مجلة روحانية، قررت أنه التقط، بكل وضوح، شبحًا.
وأصبح موملر الرجل الذي التقط أول صورة في العالم لشبح، أو هكذا ادعى.
وحين رأى الروحانيون شبحًا، نظر موملر إلى الأمر باعتباره فرصة عمل، وفي تلك المرحلة من عام 1861، كان النقاش حول الخيمياء والكيمياء، والهواة في هذا النطاق يتزايد في ولاية بوسطن الأمريكية.
ومولر الذي كان يعيش في بوسطن حينها، امتلك بالفعل مجموعة من المشاريع المشبوهة، بما في ذلك جرعة محلية الصنع باعها كعلاج لعسر الهضم، ومع إنشائه العرضي لأول صورة مسكونة في العالم، كان موملر رائدًا عن غير قصد في مجال تصوير الأرواح، والصناعة المرتبطة به.
صور متراكبة
وسرعان ما بدأ موملر في فرض رسوم قدرها 10 دولارات على سكان بوسطن لالتقاط صورهم الشخصية إلى جانب أحبائهم الراحلين، أو أي صورة مشابهة لهم، وقد ازدادت قصة أصل أول صورة شخصية التقطها موملر تعقيداً: فقد قال إن الوجود الشبح الذي التقطه كان في الواقع لابن عمه الذي توفي منذ 12 عاماً، كما زعم أن ذراعه أصيبت بالخدر عندما التقط الصورة، وفي وظيفته الجديدة بدوام كامل، ادعى أنه لا يستطيع التقاط سوى عدد قليل من صور الأرواح في اليوم، لأن التواصل مع الأرواح كان مرهقاً للغاية، و كل هذا، بالطبع، كان مجرد حيلة متقنة للتقنية التي استخدمها موملر في الغرفة المظلمة، فبينما كان يرسم صورته الشخصية الأولى، استخدم عن غير قصد لوحة ــ سطح مطلي بسائل حساس للضوء، كان يستخدم في التصوير الفوتوغرافي في أوائل القرن التاسع عشر ــ كانت مكشوفة ولم يتم تنظيفها، مما أدى إلى ظهور صور متراكبة، ومن المرجح أن موملر صور الجالسين باستخدام تعريضات مزدوجة مماثلة، رغم أن طريقته الدقيقة والمواد الكيميائية التي استخدمها لا تزال غير معروفة.
"مندهش مثل أي شخص آخر"
وكان التصوير الفوتوغرافي، في هذه المرحلة، ظاهرة جديدة نسبيًا، و كان التصوير الفوتوغرافي "الداجيري"، أول عملية تصوير متاحة على نطاق واسع، قديمًا بعقود من الزمان فقط، في حين أن التقدم في هذا المجال - من التصوير الجوي إلى التصوير المتحرك - أدى إلى ظهور وجهات نظر لم تكن في الحسبان من قبل.
و لقد انبهر الجمهور بل وتملكته الحيرة، وكان عملاء موملر ساذجين.
و قال بيتر مانسو، مؤلف كتاب The Apparitionists، لقناة هيستوري: "روّج موملر لنفسه كشخص لا يستطيع تفسير ما كان يحدث أو سبب اختياره لالتقاط هذه الصور، لقد كان مندهشًا مثل أي شخص آخر من أن الكاميرا الخاصة به يمكنها فجأة التقاط صور للأشباح".
ولمدة عامين، أدار موملر مشروعًا مربحًا، ثم ظهر المتشككون، حيث تعرف طبيب جلس للمصور في عام 1863 على الشبح في الصورة التالية على أنه شبح زوجته، التي لا تزال بين الأحياء، والتقطت صورة روح امرأة شقيقها الذي فقد في الحرب الأهلية، إلا أنه عاد إلى المنزل لاحقًا على قيد الحياة..
وكان بي. تي. بارنوم، رجل الاستعراض الشهير، مجرد صوت واحد يندد بشدة بموملر لاستغلاله حزن عملائه.
محاكمة.. أرملة أبراهام
و في عام 1869، حوكم مصور الأرواح بتهمة الاحتيال، ولكن تمت تبرئته لاحقًا بعد فشل الادعاء في إثبات كيفية إنشاء صوره.
و أصر موملر في شهادته: "لم أنفذ أي عمل احتيالي لم أقم فيه بأي قيمة مقابل المال".
وفي حين شوهت المحاكمة سمعة موملر، إلا أنها لم تتمكن من وقف تطور تصوير الأرواح، فقد تبنى المصورون المتوسطون من إدوارد بوجيت في فرنسا إلى ويليام هوب في المملكة المتحدة عملية الاحتيال التي ابتكرها. في الواقع، استمر موملر في استقبال العملاء في استوديو تصويره خلال أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر - وأبرزهم ماري تود لينكولن، أرملة أبراهام، التي ورد أنها جاءت إليه باسم مستعار وتظل صورته لماري تود، مرتدية عباءة سوداء مع شبح أبيض لزوجها يحوم خلفها، من أشهر صوره، وكانت أيضاً آخر صورة جلست لالتقاطها.
وربما كان اختراع موملر اللاحق لألواح التصوير الكهروضوئي - باستخدام نقوش خشبية على آلة طباعة بدلاً من النقوش التقليدية - أكثر ديمومة، مما سهّل طباعة الصور.على ورق الصحف،
"في وقت ما"
وكانت تلك ثورة في تجارة النشر، و بحلول ذلك الوقت، كانت أيام تصوير الأرواح وراءه، حيث تضاءل العمل والاهتمام بالروحانية في سنوات ما بعد الحرب الأهلية، وكان قد ابتكر هذه التقنية الحديثة، التي أطلق عليها اسم "عملية موملر"، من خلال تعديلاته المعتادة، بنفس روح التجريب التي أنتجت أول صورة شبحية له.
وتوفي موملر في عام 1884 بعد مرض قصير، وكان نعي في Photographic Times مهتمًا إلى حد كبير بـ "عبقريته الإبداعية" و"سمعته الواسعة كناشر للصور الفوتوغرافية" كمؤسس لشركة Photo-Electrotype Company وتم تهميش أصوله الأكثر شهرة في خاتمة موجزة: "اكتسب المتوفى في وقت ما شهرة كبيرة فيما يتعلق بصور الأرواح".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بوسطن التصویر الفوتوغرافی أول صورة
إقرأ أيضاً:
صُنَّاعُ النصر
أم الحسنين الزايدي
عندما أريد أن أكتب عن الشهداء يعجز تفكيري وتبعثر كلماتي ويزداد شوقي لمن سبقوني، لا أعلم أي العبارات ستتكلم عنهم وأي الجمل قد تعبر عنهم، هم من يعجز اللسان حائرًا عن وصفهم، كتبوا عهداً بدمائهم الزكية أن الجهاد طريقهم إلى الجنة والخلود الأبدي.
جاهدوا في الله حق الجهاد رغم تكالب كُـلّ قوى الشيطان من الشرق والغرب؛ فتجاهلوا كُـلّ أنواع الأسلحة وتحدوها، وكان هدفهم الأقدس والأسمى تحرير هذه الأرض من رجس المحتلّين ونصرة المظلومين والمستضعفين، وإعلاء كلمة المؤمنين ولكن كانت الشهادة أمنيتهم الدائمة، عشقوها فوصلوها وفازوا بها وبالتكريم الإلهي.
هم ليسوا كـباقي البشر، هم فقط من عاش عيشة المؤمنين الصادقين المخلصين العارفين بأن هذه الدنيا ليست دارنا وإنما نحن ضيوف وما على الضيف إلا الرحيل؛ فسلموا لله رقابهم ونفذوا توجيهاته بأن يجاهدوا كُـلّ معتد، باذلين الأرواح في سبيله بأن لهم الجنة، ومن باع نفسه لله سيفوز الفوز العظيم.
باعوا فكانت نعم البيعة لأعظم مشتر أخذ منهم الأرواح؛ لتبقى آثارهم خالدة وسيرتهم يتعلمها الأجيال ليستلهموا منها أعظم الدروس لترشدهم إلى الصراط المستقيم والفلاح والفوز والنجاة في الدنيا والآخرة.
عندما نتأمل حياة كُـلّ شهيد من شهدائنا نجد أننا أمام هامة عظيمة وشخصية معطاءة، مهما رتبت من كلام لن أصل إلى مضمون حياتهم، وإنما تعبير بسيط عن مواقفهم وآثارهم، أما شخصياتهم فهم كالملائكة في الأرض، يخافون الله ولا يخشون سواه، تاركين الدنيا وغرورها وزخرفها لأهل الدنيا من محبيها، أما هم فلم يأتوا إلى هذه الدنيا إلا لإتمام ما أمرهم الله به ليعودوا إليه وإلى ما أعد لهم من نعيم دائم أبدي سرمدي.
ولسان حال كُـلّ شهيد يقول: يا ليتني أعود إلى الدنيا لأجاهد واستشهد ألف مرة؛ لما رأى من نعيم لا يخطر على بال بشر، هم الأحياء ونحن الأموات، هم الخالدون بذكراهم، هم أنوار تضيء لنا طريقنا وترشدنا إلى المجد والارتقاء والوصول إليهم إن سرنا على ما ساروا عليه، إنهم الشهداء صناع النصر.