ترامب أم هاريس؟ مستقبل غامض ينتظر أوكرانيا
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
عبّر المرشحان للرئاسة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس عن رؤى متناقضة بشكل صارخ لدور واشنطن في دعم أوكرانيا في الحرب الدائرة بينها وبين روسيا منذ أكثر من عامين.
الجيش الأوكراني يخسر أرضه في شرق البلاد بأسرع وتيرة منذ سنوات، كما أضاف تدفق آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا بعداً جديداً لا يمكن التنبؤ به إلى الحرب الأوكرانية الأكثر وحشية في أوروبا منذ أجيال.إضافة إلى القصف الروسي وهجمات الطائرات بدون طيار على العاصمة كييف ومناطق أخرى الذي يزيد من عدد الضحايا المدنيين كل يوم. رؤى متناقضة وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تستعد أوكرانيا للانتخابات الأمريكية غداً الثلاثاء والتي من شبه المؤكد أنها ستشكل مسار البلاد بطرق مختلفة تماماً، اعتماداً على من يفوز بالبيت الأبيض، وفقا لتقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" يسلط الضوء على هذه المسألة.
ترامب وهاريس عبّرا عن رؤى متناقضة بشكل صارخ لدور أمريكا في الحرب وكذلك في حلف الناتو العسكري الذي لطالما كان بمثابة درع ضد العدوان الروسي.
ويسعى المسؤولون الأوكرانيون الذين يسعون جاهدين للابتعاد عن المعارك الحزبية السامة التي يمكن أن تعرض الدعم العسكري الرئيسي للخطر، إلى إيجاد طرق لتقديم حجج مختلفة قد تروق لكلا المعسكرين الأمريكيين.
وتقول الصحيفة إن ادعاء ترامب بأنه سيكون قادراً على التوسط في صفقة لإنهاء الحرب حتى قبل أن يتولى منصبه جنباً إلى جنب مع وجهات نظره القاتمة التي يستهدف فيها أوكرانيا - حتى إنه ألقى باللوم على الرئيس فولوديمير زيلينسكي لبدء الحرب - أثار مخاوف من أنه سيجبر الأوكرانيين على صفقة سيئة عن طريق قطع الدعم العسكري عنهم.
وقال زيلينسكي، الذي سئل عن احتمال فوز ترامب في كل مؤتمر صحفي وظهور إعلامي تقريباً، للصحفيين في أيسلندا الأسبوع الماضي إنه "يتفهم كل المخاطر".
???????????????? If Trump is elected, Ukraine options will narrow dramatically. But even If Harris wins, the US will probably struggle to get significant financial support through Congress, - Bloomberg
P.S. What will happen to support from the U.S. if Harris or Trump is elected? ???? pic.twitter.com/THIvWNIZfR
وفي الوقت نفسه، ليس لدى زيلينسكي أي شك بشأن العواقب الوخيمة لفقدان المساعدة العسكرية الأمريكية.
وقال لشبكة "كي بي إس" الكورية الجنوبية: "إذا ضعف هذا الدعم، فستستولي روسيا على المزيد من الأراضي، وسيمنعنا ذلك من كسب هذه الحرب.. هذا هو الواقع".
ومن الواضح أن كييف تبحث عن طرق لمناشدة نهج ترامب في السياسة الخارجية، حيث أكد زيلينسكي أن المساعدة في الدفاع عن أوكرانيا تصب في مصلحة أمريكا الاقتصادية لأن بلاده "غنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك المعادن الهامة التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات الأمريكية".
Ukraine is bracing for assaults involving North Korean soldiers who arrived last week in Russia’s western Kursk region, where they are expected to support Moscow’s efforts to dislodge Ukrainian forces who invaded in August. https://t.co/7ok17KD6ut
— The New York Times (@nytimes) October 28, 2024 في عام 2022، قدرت الشركة الاستشارية الكندية "سيكديف" القيمة الكاملة لجميع الموارد المعدنية لأوكرانيا بـ 26 تريليون دولار، بما في ذلك الفحم والغاز والنفط. وتقع الموارد الاستراتيجية بما في ذلك حوالي 7% من احتياطيات التيتانيوم في العالم، و20% من احتياطيات الغرافيت و500000 طن من الليثيوم الضروري لبطاريات السيارات الكهربائية، داخل الأراضي الأوكرانية.وتقوم روسيا بالفعل بنهب بعض هذه الموارد في الأراضي التي سيطرت عليها، وفقاً للمسؤولين الأوكرانيين والمخابرات البريطانية والتحقيقات المستقلة.
وقال زيلينسكي إن هذه الموارد الثمينة "ستعزز إما روسيا وحلفائها أو أوكرانيا والعالم الديمقراطي".
Zelensky says he has a better understanding of who Putin actually is than Trump does. “That’s why I think Donald Trump doesn’t know Putin. I know he met with him…But he never fought with him. The American army never fought with the army of Russia.” pic.twitter.com/GSjCT0Tqny
— Kaitlan Collins (@kaitlancollins) February 27, 2024 السناتور ليندسي غراهام، الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية وحليف ترامب، أوضح نقطة مماثلة في مقطع فيديو سجله مع زيلينسكي في سبتمبر (أيلول) المنصرم. وقال غراهام: "إنهم يمتلكون معادن بقيمة تريليون دولار يمكن أن تكون جيدة لاقتصادنا.. لذلك أريد أن أستمر في مساعدة أصدقائنا في أوكرانيا".وقال أولكسندر كوفالينكو، المحلل العسكري والسياسي الأوكراني البارز: "ترامب لا يمكن التنبؤ به تماماً بطرق سلبية وإيجابية... يمكن أن يتخذ ترامب بشكل غير متوقع موقفاً يمنع تماماً المساعدات لأوكرانيا، أو يمكنه أن يقرر بشكل غير متوقع تقديم دعم لأوكرانيا لم يفكر فيه جو بايدن ولا كامالا هاريس على الإطلاق". نظرة هاريس أما هاريس فينظر إليها على نطاق واسع على أنها أكثر قابلية للتنبؤ ومن المرجح أن تتبع سياسات مماثلة لإدارة بايدن، والتي تمثل مجموعة مختلفة من التحديات لكييف.
يعتقد العديد من الأوكرانيين أن إدارة بايدن قد شعرت بالخوف من مواجهة مباشرة مع موسكو، مما أدى إلى رد مفرط في الحذر وبطء يؤدي في النهاية إلى هزيمة بطيئة.
US Vice President Kamala Harris: "Nothing about the end of this war can be decided without Ukraine." However, there are US politicians who parrot Putin's proposals for Ukraine's capitulation to Russia. pic.twitter.com/o9JPY6rlPS
— Igor Sushko (@igorsushko) September 26, 2024 كتب ميك رايان، اللواء المتقاعد في الجيش الأسترالي وزميل في معهد لوي، وهي مجموعة بحثية، مؤخراً: "ستحتاج هاريس إلى التعامل مع مشكلة مركزية في دعم أمريكا لأوكرانيا: هل تريد أوكرانيا أن تهزم روسيا وهل هي على استعداد لتوفير الجيش بالموارد الدبلوماسية والمالية للقيام بذلك؟".وتابع "إذا كانت الإجابة على هذا السؤال هي نعم، فسوف يتطلب الأمر من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تغيير استراتيجيتهما، وسيطالبان بمواءمة أوثق بين الناتو والاستراتيجية الأوكرانية لرؤية الحرب حتى النصر".
وقد أضاف رد بايدن الفاتر على خطة النصر التي قدمها زيلينسكي في رحلته الأخيرة إلى واشنطن إلى شعور عميق بالإحباط امتد إلى الرأي العام، حيث تقول كييف إنها تحد من خياراتها لإيجاد نهاية مقبولة للحرب.
وليس هناك ما يشير إلى أن الولايات المتحدة ستقدم لأوكرانيا نوع الدعم العسكري الذي تعتقد أنها بحاجة إليه لإجبار روسيا على الدخول في مفاوضات ولا توجد علامة على استعداد واشنطن للالتزام بهذا النوع من الضمانات الأمنية التي تعتبرها كييف ضرورية لتحقيق سلام دائم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا الحرب الأوكرانية للانتخابات الأمريكية ترامب هاريس الانتخابات الأمريكية الحرب الأوكرانية ترامب هاريس روسيا
إقرأ أيضاً:
"هدنة بحرية" واعتماد على واشنطن.. تفاصيل الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توصلت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إلى اتفاقين منفصلين مع أوكرانيا وروسيا لوقف الهجمات البحرية واستهداف منشآت الطاقة.
ويعد هذان الاتفاقان المنفصلان أول التزامين رسميين من الطرفين اللذين يخوضان حربا دامية منذ فبراير 2022، وقد جاءا بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
ويسعى ترامب جاهدا للإسراع بإنهاء الحرب، وهو ما أثار قلق كييف ودول أوروبية.
وأكدت روسيا وأوكرانيا أنهما "ستعتمدان على واشنطن" في تطبيق الاتفاقين.
ويأتي الاتفاقان اللذان جرى التوصل إليهما في السعودية عقب محادثات بدأها الرئيس الأمريكي.
وجاءت المحادثات عقب مكالمات هاتفية منفصلة الأسبوع الماضي بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكانت واشنطن وكييف أعلنتا، الثلاثاء، نتائج مباحثات جرت بين خبراء من الجانبين في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بين 23 و25 مارس 2025.
وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن الطرفين اتفقا على ضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود، ومنع استخدام القوة، وعدم استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية.
كما أكدا التزامهما بتطوير آليات لتبادل أسرى الحرب، وإطلاق سراح المعتقلين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم قسرًا.
ذكر تقرير نشرته وكالات المخابرات الأمريكية، الثلاثاء، أن الصين ما زالت تشكل أكبر تهديد عسكري وإلكتروني للولايات المتحدة، وأن بكين تحرز تقدما "مطردا لكن بتفاوت" في قدرات قد تستخدمها في الاستيلاء على تايوان.
البيان الأمريكي أكد أيضًا ترحيب واشنطن وكييف بالدور الذي قد تلعبه دول ثالثة للمساهمة في تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالطاقة والملاحة البحرية.
وشدد على التزام الولايات المتحدة بمواصلة الجهود الدبلوماسية لتحقيق تسوية سلمية دائمة للصراع.
ونقل عن ترامب تأكيده على ضرورة وقف القتال من جميع الأطراف كخطوة أساسية نحو السلام.
الرئيس الأوكراني زيلنسكي قال إن اتفاقي الهدنة سيدخلان حيز التنفيذ فورا، وإنه في حال انتهاك روسيا لهما، فسيطلب من ترامب فرض عقوبات إضافية على موسكو، وتزويد كييف بمزيد من الأسلحة.
بينما أوضح وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف أن كييف ستعتبر أي تحرك للسفن العسكرية الروسية خارج الجزء الشرقي من البحر الأسود انتهاكا وتهديدا، وفي هذه الحالة سيكون لأوكرانيا الحق الكامل في الدفاع عن النفس.
وأضاف "ليس لدينا ثقة بالروس، لكننا سنكون بناءين".
في المقابل قال الكرملين الروسي إن مصافي النفط وأنابيب النفط والغاز والمحطات النووية من بين الأهداف التي اتفقت روسيا وأوكرانيا على تعليق استهدافها مؤقتا.
وتشمل القائمة أيضا مرافق تخزين الوقود ومحطات الضخ والبنية التحتية لتوليد ونقل الكهرباء، مثل محطات الطاقة والمحطات الفرعية والمحولات والموزعات والسدود الكهرومائية.
وذكر الكرملين في بيان أن الوقف المؤقت للضربات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة يسري لمدة 30 يوما، مع إمكان تمديده باتفاق متبادل.
وقال إنه في حال انتهاك أحد الطرفين الاتفاق، يكون الطرف الآخر في حل من الالتزام به.
دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، مستشاره للأمن القومي، مايكل والتز، بعد أن قال صحفي في إحدى المجلات، الاثنين، إن والتز أشركه عن طريق الخطأ في مناقشة خطط حرب شديدة الحساسية على تطبيق للرسائل.
وأشار الكرملين كذلك إلى أن التفاهمات المتعلقة بالبحر الأسود لن تدخل حيز التنفيذ "ما لم تُستأنف الروابط بين بعض البنوك الروسية والنظام المالي العالمي".
لكن زيلنسكي نفى صحة هذا، مؤكدا عدم وجود أي شرط لتخفيف العقوبات حتى يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.
وقال الرئيس الأوكراني في خطابه المسائي المصور "للأسف، حتى الآن، حتى اليوم، وهو يوم المفاوضات نفسه، نرى كيف بدأ الروس التلاعب. إنهم يحاولون بالفعل تشويه الاتفاقين، بل ويخدعون وسطاءنا والعالم أجمع".
بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "سنحتاج إلى ضمانات واضحة. وبالنظر إلى التجربة المؤلمة للاتفاقات (السابقة) مع كييف وحدها، فإن الضمانات لا يمكن أن تكون إلا نتيجة أمر من واشنطن إلى زيلنسكي وفريقه بفعل شيء واحد محدد".
وتهاجم روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ بدء الحرب، قائلة إن البنية التحتية المدنية للطاقة هدف مشروع لأنها تعزز قدرة أوكرانيا على القتال.
وشنت أوكرانيا في الآونة الأخيرة ضربات بعيدة المدى على أهداف روسية بقطاع النفط والغاز تقول إنها توفر الوقود للقوات الروسية ودخلا لتمويل مجهودها الحربي.
وأعلن الكرملين أن وقف الهجمات على قطاع الطاقة سيستمر 30 يوما اعتبارا من 18 مارس، عندما ناقش بوتين الأمر لأول مرة مع ترامب.
وكانت أوكرانيا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها لن تقبل بهذا التوقف إلا بعد التوصل إلى اتفاق رسمي.
ويتناول اتفاق الهدنة البحرية قضية ذات أهمية بالغة منذ بداية الحرب، عندما فرضت روسيا حصارا بحريا فعليا على أوكرانيا، أحد أكبر مُصدري الحبوب في العالم، مما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إن الولايات المتحدة ستوقع اتفاقية تتعلق بالمعادن والموارد طبيعية مع أوكرانيا قريبا، وإن جهوده للتوصل إلى اتفاق سلام في الحرب الأوكرانية تسير "بشكل جيد" بعد محادثاته هذا الأسبوع مع الزعيمين الروسي والأوكراني.
لكن المعارك البحرية لم تشكل سوى جزء صغير نسبيا من هذه الحرب في الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن سحبت روسيا قواتها البحرية من شرق البحر الأسود بعد عدد من الهجمات الأوكرانية الناجحة.
وتمكنت كييف من معاودة فتح موانئها واستئناف الصادرات إلى مستويات قريبة مما كانت عليه قبل الحرب، على الرغم من انهيار اتفاق سابق بوساطة الأمم المتحدة، يتعلق بالشحن عبر البحر الأسود.
ويضغط ترامب على الجانبين لإنهاء الحرب سريعا، وهو الهدف الذي وعد بتحقيقه عندما ترشح للرئاسة العام الماضي.