اللوفر أبوظبي يكشف عن تحفة فنية من تاريخ الأندلس
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
كشف متحف اللوفر أبوظبي عن تحفة فنية جديدة معارة إليه من قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر تحمل اسم «علبة تحمل اسم الأمير المغيرة». تتجلى في هذه العلبة العاجية المصنوعة بإتقان والتي جرى تصميمها في القرن العاشر في ورش الخلافة في مدينة الزهراء، في قرطبة، إسبانيا، أعلى درجات البراعة الفنية ومهارة الصنعة الأندلسية.
كانت هذه العلبة، قد عرضت سابقاً في قاعات العرض الدائمة في متحف اللوفر باريس منذ أوائل القرن العشرين، وهي تغادر موقعها لأول مرة لتعرض في متحف اللوفر أبوظبي اعتبارا من اليوم حتى أبريل 2027.
تعرض هذه العلبة في قاعة العرض رقم 9 التي تم تجديدها بشكل خاص لكي تمنح الزوار الذين يأتون لمشاهدتها تجربة آسرة. ويتميز المكان المعد بصورة خاصة لعرض هذه التحفة الفنية بأجواء عرض مسرحية، حيث وضعت العلبة في وسط عرض ضوئي جذاب موجه بزاوية 180 درجة، كما يمنح التصميم الداخلي لقاعة العرض فرصة مميزة للزوار ليستكشفوا عن قرب المهارة الحرفية المتميزة التي تجسدت في هذه العلبة، بينما تعزز الموسيقى المستوحاة من الفترة التاريخية التي شهدت صناعة علبة المجوهرات أجواء العرض الغامرة، وهو ما يستحضر فخامة البيئة التي كانت العلبة تنتمي إليها في الأصل.
تعد القطعة الفنية، التي تحمل اسم الأمير المغيرة، تحفة فنية حقيقية تتجلى فيها المهارة الحرفية المتميزة في صناعة العاج في العصر الإسلامي، وهو ما يبرز مكانة المتلقّي، ومستوى التقدم الفني الذي شهدته تلك الفترة. وقد أهديت هذه العلبة إلى الأمير المغيرة، الأخ غير الشقيق للخليفة الحكم الثاني، كما يتضح من النقوش المحفورة عليها وتاريخها (967-968 م).
وقد عكف عدد من العلماء على تفسير الزخارف المنقوشة بإتقان على هذه العلبة ودراسة دلالتها الرمزية بطرق مختلفة، بداية من استنباط المعاني الأدبية والسياسية منها، وصولاً إلى استكشاف الروابط الفلكية فيها، بما يشمل التفسيرات المتعلقة بأبراج التقويم.
وقالت مريم صالح الظاهري، مساعد أمين متحف اللوفر بأبوظبي: "اليوم، نحن نكشف عن علبة «أمير المغيرة» ويعود تاريخها للقرن العاشر، وتشير هذه القطعة الفنية إلى العلاقة ما بين العائلات والحاكم خليفة قرطبة. هذه العلبة تظهر جميع التفاصيل، وقد وضعت في الجناح الثاني من متحف اللوفر أبوظبي الذي يضم قطعاً من العصور الوسطى حيث خصص لها مكان في الصالة (رقم 9) وتبرز العلبة 4 عواميد من مدينة الزهراء، وبنفس الوقت تظهر بقية التفاصيل لهذه العلبة وهي بقياس 17 سم، لكن فيها تفاصيل كثيرة تظهر عبر الشاشة التي خصصت لها".
وبدوره، قال د. يوسف الخوري، رئيس وحدة المعارض الدائمة والأعمال الفنية الخارجية: "قررنا تقديم نمط جديد للعرض في الصالات الدائمة في متحف اللوفر أبوظبي، وهي عبارة عن تجربة صوتية وبصرية رقمية غامرة، وهو نوع من الواقع المعزز التناظري، حيث يضم هذه القطعة الفنية الصغيرة ويظهر تفاصيلها المعقدة والقصص الساحرة التي تعكسها".
وأوضح الخوري أنهم وضعوا القطعة في خزانة عرض متطورة ومجهزة بنظام تحكم في المناخ، محكمة الإغلاق والإضاءة من داخل الخزانة لإعطاء العمل الفني توهجاً خاصاً، مضيفا "كما خصصنا له صالة كاملة مع أربعة رؤوس أعمدة مزخرفة من نفس المرحلة التاريخية". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تحفة فنية الأندلس متحف اللوفر أبوظبي متحف اللوفر أبوظبی فی متحف اللوفر
إقرأ أيضاً:
خرائب متحف السودان القومي: للجنون طرائق
ملخص
*خراب متحف السودان القومي جنون إذا شئت. وللجنون طرائقه، كما قال شكسبير، التي نحاول رفع الغطاء عنها
* إذا كانت شكوى الدعم السريع أن متحف السودان القومي "نوبي وثني" فلماذا لم يمتنع عن هدم معبد أقيم لوجه هويته العربية الإسلامية بخاصة، وهو متحف بيت الخليفة عبدالله، خليفة مهدي السودان، الذي جردوه من كل مقتنياته حتى "سبحة الأمير عثمان دقنة وسيف الأمير أبو قرجة".
ظهر دعامي (مجند في قوات "الدعم السريع") بعد احتلال "الدعم" لمتحف السودان القومي في يونيو عام 2023 على فيديو يستعرض تماثيله الأثرية "الوثنية" من عهود ما قبل الميلاد، ويقول "هذه التماثيل لا تمثلني. أنا لا أنتمي إليها. ما يمثلني ليس هنا".
اشتهر الفيديو كفكاهة لأن الدعامي أخذ يشير إلى المومياوات في سباتها الأزلي، قائلاً "هؤلاء ضحايا الفلول. يقتلون خصومهم ويخفونهم هنا". ومهما كان الرأي في عبارته، فالدعامي أثار هنا مسألة الهوية السودانية إزاء تنوع ثقافات السودان. وسنأخذ في الحديث عن مسألته لاحقاً.
عرض أحدهم فيديو طاف فيه عرصات متحف السودان القومي بعد استرداد القوات المسلحة لمبناه في الأسابيع الماضية. وبإيجاز لم يبقَ من محتوياته البالغة 100 ألف قطعة سوى بعض تماثيل صخرية ليست مما خف حمله. وتحطمت "الغرفة الحصينة" كما يسمونها، ونهبت الآثار الذهبية المودعة فيها بالكامل. وسهل للنهابة شغلهم أن كانت معظم مقتنيات المتحف مخزنة في صناديق انتظاراً لعمليات إنشاءات وصيانة مجدولة للمبنى، فأخرجوا المومياوات العائدة لـ2500 قبل الميلاد من توابيت حفظها ورموا بها على قارعة الصالة، وقال الصوت في الفيديو "هشموا مقتنيات لم يروا نفعاً منها وحرقوا أخرى".
ورصد فريق آثاري فرنسي عبر الأقمار الاصطناعية عملية إفراغ المتحف من مقتنياته، إذ حُملت من المتحف إلى ثلاث شاحنات سارت إلى جهات خارج البلاد ذكروا منها جنوب السودان بالاسم، وانزعج الناس لأنه سرعان ما بدأ تسويق بعض الآثار الثقافية منسوبة إلى السودان على مواقع مثل "أي بي" ولم يثبت بالفحص أنها كذلك. ومن رأي الخبراء أن نهابي الآثار وزبائنهم لن يدخلوا بها السوق عاجلاً. وانتدبت جماعة من الآثاريين الأوروبيين نفسها للتربص بما يعرض من آثار للسودان في السوق، كما رتبت منظمتان أخريان لحفظ الآثار السودانية إلكترونياً.
ومما يطمئن أن الآثار التاريخية محمية بــ"اتفاقية اليونيسكو (1970) لمنع الاتجار غير المشروع في المقتنيات والآثار"، فملحق "القائمة الحمراء" الصادر عن المجلس الدولي للمتاحف قضى بصون الممتلكات الثقافية المعرضة للخطر، علاوة على وضع المنهوب منها على قاعدة بيانات الإنتربول للأعمال الفنية، بل مما يريح الخاطر أن المجلس التنفيذي لـ"يونيسكو" وعد قبل يومين بتقديم دعم متكامل للسودان في مجالات الثقافة والإعلام. كما قرر التعاون مع الإنتربول من أجل استعادة الآثار السودانية المنهوبة. وللعالم سوابق موفقة في مثل تلك القضايا، إذ منع قرار مجلس الأمن 2099 (2000) الاتجار في آثار العراق وسوريا، وتجاوبت معه دول كثيرة أعادت ما وقع بيدها.
وصف أحدهم خراب متحف السودان القومي بأنه "ضرب للذاكرة الجماعية السودانية". وصدق. إلا أن جماعية هذه الذاكرة موضوع خلافي وهو خلاف ضرج السياسة السودانية لعقود. فتخريب المتحف ونهبه بلا رحمة جنون مما قال فيه شكسبير إن له طرائقه مع ذلك. فعبارة الدعامي عن غياب هويته العربية المسلمة في عروض المتحف هي هذه الطرائق من وراء جنون هدم معبد المتحف. وقال آخر منهم من "اللايفاتية"، أي من يطلون بالقول على الناس، هو عيسى ود أبوك يسخر ممن استنكر عليهم في "الدعم السريع" تدمير المتحف. فقال إن "تلك آثار من قدماء النوبة على النيل ولا تمت لهم بصلة لأنهم عرب ولهم إرث عائد لـ’ جنيد‘الذي تنتهي إليه أنساب شعب البقارة بكردفان ودارفور وتشاد"، وهم من وصفوا بأنهم حواضن "الدعم السريع". وزاد أنهم سيصنعون لـ"جنيد" تمثالاً يطل من فوق دوار "القندول" بالسوق العربي في الخرطوم. أما تمثال "ترهاقا" النوبي، في قوله، فأخذوه نحو تشاد إلى الأبد.
ويستغرب المرء لماذا لم يمتنع الهادم للمعبد النوبي عن هدم معبد أقيم لوجه هويته العربية الإسلامية بخاصة، وهو متحف بيت الخليفة عبدالله، خليفة مهدي السودان على دولته (1885-1898). وهو من صميم شعب التعايشة البقارة إذ أفرغته "الدعم السريع" أيضاً من كل مقتنياته، حتى "سبحة الأمير عثمان دقنة وسيف الأمير أبو قرجة (من أمراء المهدية)" وفق الصوت في الفيديو الذي عرض لدمار المتحف. وقال الصوت إنه "متحف أقامه الإنجليز، لا غيرهم، عام 1928، وهم من قتلوا الخليفة وأهلكوا دولته في عاصمته أم درمان نفسها".
من أين لـ"الدعم السريع" طرائق الجنون تلك التي هدموا بها معابد وبيعاً؟ من أوحى لهم بها؟
وندلف هنا إلى سيرة خطاب الهوية الذي انعقد لا لعقود طويلة فحسب، بل تحت ظلال السيوف أيضاً. ودار حول أن المركز في الخرطوم، وفي تجليه الأسمى في دولة الإنقاذ (1989-2019)، فرض منذ عام 1956 هويته الثقافية الإسلامية العربية على الأمة مما عطل كل هوية أخرى غيرها. فأثيرت مسألة تمييز اللغة العربية في الدولة والتعليم والإعلام على ثراء السودان في اللغات التي ربت على المئة لغة. ويعاب على المركز أنه اختار من بين "العلاقات الأزلية" للسودان تلك التي له مع مصر من دون مع تشاد مثلاً. كما أنه بادر إلى عضوية الجامعة العربية مبادرة لم يرعَ فيها التكوين العرقي السوداني. وصارت القضية الفلسطينية التي التزمتها حكومة الخرطوم قضية عربية خالصة لا ناقة للسودانيين فيها ولا بعير. وفي مضمار التعليم يشتكي بعضهم من كتاب المطالعة الوحيد في المرحلة الابتدائية الذي يقوم بدور البطولة فيه "الجمل" الشمالي، أداء وصورة ومجازاً، في حين أن الجمل حيوان غريب جداً على بعض أقاليم السودان التي يستذكر تلاميذها هذا الكتاب. بل بلغ التظلم درجات قصوى في مثل استنكار أن تستأسد النخلة في شوارع الخرطوم العاصمة بينما شجر السودان كثير.
ولا غرو أن احتقن الهامش بغبن كثير كان من وراء الحرب المتطاولة التي خيمت على سماء السودان منذ استقلاله. وأوحت هذه المظلومية من سوء إدارة التنوع الثقافي للباحث عشاري محمد محمود أن يعرف هذا التنوع على غير ما اعتدنا. فبدلاً من إحصاء مفرداته طرباً قال إن التنوع الثقافي هو غبن، أي وعي بالوفرة المهدرة، وهو نوع الوعي الخليق، متى أحسن المرء تزكيته، بأن ترشد به السياسة نحو مقاصدها. لكن لابس هذا الغبن استثمار نيء له من قبل الجماعات الليبرويسارية العربية المسلمة في المركز نفسه، مما شكت منه الباحثة عبير محمد خير في رسالتها للدكتوراه المعنونة "تسييس الإثنيات وأثره على الأمن القومي" (1989-2020).
بالطبع لا مناص من السياسة في إدارة مظلومية الهامش، لكن ثمة فرقاً بين هذا التسييس وبين الاستثمار في غبن التنوع لأغراض معارضة موقوتة. فعزت عبير محمد محقة هذا التسييس إلى افتقاد النخب كثيراً من الأسس والأطر المؤسسية التي كان يجب أن توظف في حل إشكالات التنوع. فدخلوا على هذا الغبن للجماعات المغلوبة بطريقين عقيمين. فجاؤوا له أولاً بطريق معارضة النظم الديكتاتورية المطولة التي لم تُصعب عليهم العمل في ميادينهم التقليدية في النقابات والاتحادات فحسب، بل أدخلت حكومة الإنقاذ منها في روعهم تحسن الشغل في هذه الميادين بأحسن منهم لأن من ورائها حركة "الإخوان المسلمين" الضليعة في العمل الجماهيري. ووقعت هذه القوى الليبرويسارية على مظلومية الهامش بعد أن تجردت من حقول نشاطها السياسي المركزية مكرهة وطائعة ومختارة معاً. فلم تتحالف مع الغبن كوعي، بل كمظلمة لترويع النظام الحكم وإفحامه.
أما الباب الآخر الذي دخلت به هذه القوى على غبن الهامش فبنظرية العرق النقدية التي تركز على هوية الجماعات الأقلية فيها والمتظلمة من نير الجماعة الغالبية أو المتسلطة، أي من باب الهوية. وعلى رغم نفع النظرية لهذه الجماعات المغلوبة مما جرى وصفه بـ"الآخر"، أي آخر الجماعات الغالبة، فإنها كرست لهذا الآخر على حساب التاريخ المشترك والرغبة في العيش معاً كأمة. ولأن الليبرويساريين تنكبوا طريق هذه الرؤية الجامعة فقد أسرفوا في "استثمار "سياسات الهوية وغبنها لغاياتهم، وغاب عنهم الحس بما يواثق بين السودانيين كمواطنين وما يربطهم كأمة. وهي شكوى فيلسوف أميركي في نعيه الليبرالية الأميركية. فالنظرية العرقية النقدية وغيرها منعت الليبراليين، في قوله، من تنشئة رؤية طموحة لأميركا ومستقبلها تلهم سائر المواطنين. وعليه خسر الليبراليون رهان الأمة لأنهم "تراجعوا إلى كهوف كانوا حفروها لأنفسهم في ما كان جبلاً عظيماً"، أي في أمة كبيرة.
والشيء بالشيء يذكر، فخطة الليبرويسارييين التي ركزت على سياسات الهوية هي عودة بسيطة لسياسات الإدارة الاستعمارية المعروفة بـ"المناطق المقفولة" حيال التنوع في السودان أرادوا أو لم يريدوا. فحال الإنجليز دون اختلاط جنوب السودان وجبال النوبة ومنطقة النيل الأزرق (والأخيرتان مما يعرف حالياً بـ"الجنوب الجديد") بالشمال الموصوف بالعربي المسلم. واتجه الاستعمار من أجل ذلك إلى بناء وحدات قبلية أو عرقية مغلقة في تلك المناطق قائمة في بنيتها على العوائد المحلية والعقائد والأعراف التقليدية المحلاة بالتبشير المسيحي. وكانت من وراء تلك "الكرنتينات" الخشية أن تصاب تلك المناطق في خلطتها بالثقافة العربية الإسلامية بنوع سفاحي من الاستعراب كما حدث تاريخياً لشمال السودان. وبعض شكوى هذه الهوامش من مظلوميتها التاريخية عائد، لو تحرينا الدفة، لسياسة المناطق المقفولة. فقال الأكاديمي كمال عثمان صالح إنه قد ضاعت الفرص على أبناء جبال النوبة في الترقي بصفوف القوات المسلحة السودانية لأن الإنجليز، لما خشوا أن يستعرب النوبة جراء خدمتهم في الجيش، فصلوهم عنه. وانتهى كمال إلى لوم الإنجليز لحجب أبناء جبال النوبة عن التنافس على النطاق القومي "لأنهم أولوا حربهم ضد التعريب فائق عنايتهم، في حين لم يولوا رقي النوبة عشر معشار تلك العناية".
متحف السودان هو الجبل العظيم الذي جاءته الدعامة بغبن الكهف الذي لم يرقَ إلى وعي بالجبل يأذن لهم بتعليق لوحتهم الثقافية ضمن أخريات. ولم يُعقد اتفاق بين المركز والهامش في السودان لم يغِب فيه الجبل عن حسابات الكهوف. فاتفاق "سلام جوبا" (2020) بين الحكومة الانتقالية وحركات دارفور المسلحة وحلفائها حال استثنائية في التشبث بالكهف من دون الوطن حتى طالبت هذه الحركات فيه بأن يكون لها ممثلون في إدارة الخرطوم لأنهم شركاء فيها ما دام أنها عاصمتهم. وتلك وصاية جردت المدينة من إدارة نفسها بنهج الديمقراطية نفسه الذي أرادته الحركات لكهوفها. ولعل أبلغ تجليات الكهف من دون الجبل هي دولة كاودا في جبال النوبة التي استعصم فيها عبدالعزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية - شمال منذ عام 2011. فإما قبل الجبل بالعلمانية، في عزيمته، وإما غادره لا يلوي على شيء.
خراب متحف السودان القومي جنون إذا شئت. وللجنون طرائقه كما قال شكسبير والتي حاولنا رفع الغطاء عنها هنا.
ibrahima@missouri.edu