د. محمد عبد الله يحيى شرف الدين
(ضعيف يتعلق بأضعف)، هذه معادلة توصيفية تشف عن طبيعة شبكة العلاقات بين السعوإماراتي من جهة، والعدوّ الإسرائيأمريكي من الجهة الأُخرى.
عانى السعوإماراتي من وهن شديد، فلاذ بالعدوّ الإسرائيأمريكي يستمد منه القوة في مواجهة الشعب اليمني، وللمعطى ذاته والغاية نفسها لاذ الأخير بالأول، فشكلا طرفين أحدهما أضعف من الآخر.
ففي عدوان سعوأمريكي على اليمن لمدة تسع سنوات، استخدم العدوّ أفتك الأسلحة، وأقذر الأساليب في العدوان حتى منع الدواء والغذاء والوقود، في حصار مطبق براً وجواً وبحراً، وبتعاضد كبير بين طرفَي المتحالفين.
وأمام ذلك العدوان الكبير لم يستخدم اليمن ورقة باب المندب والبحار من حوله حتى جاءت معركة (طُـوفَان الأقصى)، معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، فكان حقاً علينا نصرة الشعب الفلسطيني.
باب المندب، وما أدراك ما باب المندب؟!!
خلاصته، إعلان ميناء أم الرشراش الإفلاس، بعد أن كان يحرك ما يقارب من (٧٠ %) من دخل الاقتصاد لكيان العدوّ الغاصب، ثم الحظر على الملاحة في البحرين الأحمر والعرب، والمحيط الهندي على العدوّ الإسرائيلي.
وعندما دخل العدوّ الأمريكي والبريطاني في خط المواجهة البحرية حرمت عليه بحارنا ومضيقنا، وفقد سيادته البلطجية فيها.
وهنا تأتي الفرصة، والفرصة تمر مر السحاب؛ إذَا لم يقتنصها الكيس الفطن، حَيثُ يحاول العدوّ الإسرائيلي والأمريكي إقحام السعوديّة والإمارات في استئناف عدوانها على اليمن، وتحريك مرتزِقتها في الداخل اليمني.
في اليمن قاطبة من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها استنكار واسع على المرتزِقة من محاولاتهم إشعال فتيل المواجهة؛ لأَنَّه خدمة مباشرة للعدو الإسرائيلي، ومساندة له على الشعب الفلسطيني المجاهد.
ثم السعوديّة والإمارات بذلك تمنحنا هدية على طبق من ذهب، وكما في المثل اليمني المشهور: (جاء الحب للصُّر)، فقد تحاشا الجيش اليمني طوال الفترة السابقة الحرب الشاملة ضدهما، وإنما كانت ضربات الجيش اليمني لهما عبارة عن حقن تهديئية، تهدئ من جموحهما، فقط، وفقط، أما اليوم؛ فالموازين تغيَّرت، فقد رأوا قائدهم الأعلى (الشيطان الأكبر) يتقهقر في بحارنا، وعجز عن حماية مصالحه، وبوارجه، وسفنه، وسفن رعاياه، وفشل فشلاً ذريعاً في الحد من القدرات العسكرية اليمنية، ناهيك بأن يستطيع القضاء عليها.
المعركة -إذَا ارتكب السعوإماراتي حماقة- ستكون بحرية بامتيَاز، فلن تمر سفينة لهما في بحارنا ومضيقنا، بل سيصل بموانئه إلى المستوى الصفري اقتصاديًّا، فليست جدة، والدمام، وأبو ظبي، ودبي، بأبعد من أم الرشراش، ويافا، وسيتراجع الاثنا عشر مليون برميل يوميًّا إلى مستوى لن يستطيعوا فيه توفير اثني عشرة قنينة.
لن يستورد أَو يصدر ميناء دبي حتى قنينة “وسكي”، فكل شيء مرصود، فتقنية الرصد والمراقبة وجمع المعلومات استخباراتيًّا لدى اليمانيين قد أذهلت العالم، وهذا ما عبر عنه قيادات استخباراتية أمريكية وبريطانية مؤخّرًا.
إلى اليوم وهذه اللحظة لا زالت سفن السعوإمارتي تمر من تحت رحمتنا رافعة ببلاغات إلى غرفة التحكم اليمانية: (نحن لا علاقة لنا بـ “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا).
أما إذَا تورطا؛ فلن يفلتا من صواريخنا ومسيّراتنا التي صاح منها سادتهم، ووقعوا ضحية سهلة.
أما منشآتهم النفطية؛ فسيكون مرور صواريخنا ومسيّراتنا مرور الكرام عليها، والكريم، يمنح كُـلّ ما لديه بسخاء، وجود عربي أصيل.
وبلا ريب كُـلّ ذلك بعين الله تعالى، ورعايته، وتوفيقه؛ إذ وفقنا لأشرف موقف، وأعظم عمل، وأجل نعمة وهبها لنا، ألا وهي مساندة الشعب الفلسطيني، في حين وقع السعوإماراتي ومرتزِقته في مستنقع الانحطاط، وأصبح بين براثن الغضب الإلهي.
مع العلم أن تحريك العدوان على اليمن؛ لن يشغلنا من مساندتنا للشعب الفلسطيني واللبناني، ولن يضعف من وتيرته، بل المواكبة عنوان المرحلة، وكما وفقنا الله تعالى على مواكبة أكثر من أربعين جبهة فينة عاصفتهم وأملهم الخائب، سنستوعب بإذن الله تعالى جبهات إضافية، ونحتويها، وجبهة الساحل الغربي، وساحل فلسطين عينان في وجه واحد، هو وجه اليمن المؤمن الحكيم.
وفي الأخير: من الترف العبثي تجريب المجرب، وتعلق الضعيف بأضعف منه خطل عقلي، فقط نذكر، بأن الشعب اليمني كان واعيًا منذ اللحظة الأولى لانطلاق عاصفتهم؛ أنه يواجه حِلفاً مكوناً من العدوّ الإسرائيلي والأمريكي والسعوإماراتي ومرتزِقتهم جميعًا، وبإمْكَانياتهم مجتمعة، فلم يرف له جفن، بل سدد الله رميات الشعب اليماني منكلة بالجميع، وستنكل بهم جميعًا مجدّدًا، كما وعد الله عباده المؤمنين، فقال تعالى: {إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ، وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ، وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [سُورَةُ الأَنفَالِ: ١٩] صدق الله العظيم.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب يحمل إدارة ترامب مسؤولية الجرائم الوحشية ضد الشعب اليمني
يمانيون../
جدد مجلس النواب في اجتماعه مخاطبته لرؤساء البرلمانات ومجالس النواب في العديد من دول العالم، محملاً إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مسؤولية الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب اليمني ومقدراته.
وتضمنت الرسائل الموجهة إلى عدد من البرلمانات العالمية، بما في ذلك رئيس مجلس النواب الماليزي، رئيس مجلس الدوما الروسي، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، اطلاعهم على تصعيد العدوان الأمريكي ضد اليمن منذ منتصف مارس الماضي. وأوضح المجلس في رسائله الانتهاكات التي تطال المدنيين والمرافق العامة جراء العدوان الأمريكي، مشيرًا إلى تصاعد انتهاكات القانون الدولي والإنساني في المنطقة.
وأكد المجلس أن العدوان الأمريكي الموجه ضد اليمن يركز على استهداف المدنيين، بما في ذلك الأسواق الشعبية والمناطق السكنية، ويشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية. واعتبر المجلس أن هذه الجرائم تأتي في إطار دعم إدارة ترامب للعدو الإسرائيلي، في محاولة لتغطية الجرائم الوحشية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
كما شدد مجلس النواب على أن ادعاءات إدارة ترامب بشأن تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر هي مجرد أكاذيب تهدف إلى تضليل الرأي العام الدولي وتبرير الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة بحق اليمن.
وجدد المجلس التأكيد على التزام اليمن بأمن وسلامة الملاحة البحرية في مياهه الإقليمية وفقاً للقانون الدولي، مع الإشارة إلى أن موقف اليمن الداعم للقضية الفلسطينية لا يعد انتهاكاً للقانون الدولي بل يأتي في إطار حقه السيادي في الدفاع عن نفسه.
وحمل المجلس إدارة ترامب المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب اليمني، مطالبًا بتعويض الأضرار التي لحقت بالمدنيين والممتلكات العامة والخاصة. ودعا الرسائل البرلمانات الإقليمية والدولية إلى التحرك لإنفاذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية ضد مجرمي الحرب، بما في ذلك المسؤولين عن الجرائم في فلسطين.
كما أكد مجلس النواب أهمية العمل المشترك لمواجهة سياسات الهيمنة الأمريكية، داعيًا إلى تبني مواقف قوية تدعم حقوق الشعب الفلسطيني في تحقيق استقلاله، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.