كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن إعادة فتح بوابات المفيض العلوى لـ سد النهضة الإثيوبي؛ بعد توقف التوربينات مرة أخرى عن العمل.

وقال شراقي، في منشور عبر حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”، إن التوربينات الأربعة توقفت لمدة أكثر من شهرين، ثم بدأت في العمل يوم 30 أكتوبر الماضي، وبعد أيام قليلة توقفت التوربينات الأربعة مرة أخرى.

وأضاف شراقي: "وكان لزاما فتح بوابتين من المفيض العلوى؛ حتى لا يرتفع منسوب البحيرة عن 638 م فوق سطح البحر، إذ يصل متوسط الإيراد اليومي حاليا 100- 120 مليون متر مكعب، وسينخفض تدريجيا خلال الأيام القادمة، وحينئذ يكتفى بفتح بوابة واحدة، أو إغلاقها في حالة تشغيل التوربينات مرة أخرى.

وأكمل:" مخزون سد النهضة ثابت عند منسوب 638 م، وإجمالي 60 مليار م3".

وأشار إلى أن تشغيل التوربينات ضعيف للغاية منذ تركيب التوربين الأول في فبراير 2022، إذ كان يعمل لأيام، ويتوقف أشهر.

وتساءل الدكتور شراقي: “هل هذا التوقف مؤقت أم أنه ممتد؟، فتح البوابات؛ يدل على أن التوقف قد يمتد.. تشغيل التوربينات أو توقفها ليس له أهمية بالنسبة لمصر؛ لأن كمية المياه الحالية ستمر إلى السودان ومصر، سواء مرت على التوربينات أو من خلال بوابات المفيض، ففي الحالتين المياه قادمة إن شاء الله”.

ففف

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

أيامُ الناس في مِكناس (02) جسر الوجدان بين المغرب والسودان

أيامُ الناس في مِكناس (02)
جسر الوجدان بين المغرب والسودان
بقلم: عثمان أبوزيد
(عنوان الحلقة مقتبس من صديقنا الدكتور نزار عبده غانم وكتابه الشهير جسر الوجدان بين اليمن والسودان)
وشائج كثيرة ربطت بلادنا مع المشرق والمغرب. الأرض التي وضعها الله للأنام كانت مبسوطة للناس، يمشون في مناكبها ويأكلون من رزقها. صحيح أن السفر كان يستغرق أشهرًا لكنه سفر حر دون حواجز؛ لا جوازات سفر ولا إجراءات هجرة ولا تأشيرات.
الطريق إلى مكناس؛ خضرة على امتداد الأفق. المزارع أو الضيعات الفلاحية كما تُسمى هنا مجهزة على جانبي الطريق بالحراثة، ويا ربنا نسألك الغوث فقد تأخر نزول المطر هذا العام.
هنا منابت الزيتون، ومدينة مكناس سميت قديمًا بمكناسة الزيتون. وتشتهر المدينة بمعاصر الزيتون، ورأيت الزيتون الأبيض ينثر مع (الطاجِن) وله مذاق خاص.
خضرة مكناس منحت هذه المدينة لونها، وكأنني سمعت بأن لكل مدينة في المملكة المغربية لون خاص تتميز به، فالأخضر لون مكناس والأزرق الفاتح (السماوي) لون مدينة فاس، ومراكش لونها الأحمر…
أسأل الدكتور المحجوب بنسعيد (الإعلامي والباحث المغربي في الاتصال والحوار الحضاري)، عن ذلك، فيجيبني:
ليست للمدن المغربية كلها ألوان معينة. المشهور منها فقط هو مراكش الحمراء لأن منازلها باللون الترابي الأحمر الذي يوجد في أغلب مدن الجنوب لأنه مناسب للحرارة، وتوجد مدينة شفشاون الزرقاء لأن أغلب منازلها وأزقتها مصبوغة باللون الأزرق والأبيض رغم انها مدينة جبلية.
دكتور بنسعيد شملني برعاية كريمة استضافني في أسفاري وقد استوفت رعايته جُلَّ فوائد الإمام الشافعي في بيت شعره:
سافر ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ: تفريجُ همّ واكتساب معيشةٍ وعلمٍ وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ…
أقول لبنسعيد: وجدت شبهًا بين وجبة (الطاجن) عندكم وبين (الدمعة) السودانية، فيجيب: أوجه الشبه كثيرة. لما ذهبت إلى السودان صحوت على أصوات الأذان بالإيقاع نفسه في المغرب، ثم يُسمعني التلاوة الحسانية للقرآن الكريم برواية ورش، هي تقريبًا نفس ما نسمع في السودان. ظلت هذه الرواية هي السائدة في خلاوينا حتى دخلت رواية حفص مع المصريين ولم يتقبلها شيوخ الإقراء أول الأمر وسموها (قراية الحكومة)!
من ينقب في تاريخ العلاقات بين المغرب والسودان، يعثر على شواهد كثيرة حقًا. ولا يتسع مقال عاجل في استيعاب تلك المشاهد ونشير إلى بعضها، فالمغاربة حين اتخذوا السودان طريقًا لحجهم استوطنوا السودان ولهم مصاهرات أنجبت المغاربة المعروفين على امتداد الوطن، وأشهرهم الشيخ زروق المعروف.
قابلت في ندوة مكناس أحد المشاركين المغاربة اسمه عبد الرحيم الجزولي، انتبهت للاسم المنتشر عندنا في السودان، وتساءلت: هل تكون عائلات الجزولي من المغاربة أصلا أم تسموا بالاسم تيمنا وتبركًا باسم صاحب دلائل الخيرات الشيخ محمد بن سليمان الجزولي.
بالمناسبة مدينة مراكش أخذت اسمها من كوش. المدينة التي بدأ بناءها أبوبكر اللمتوني قائد المرابطين، وأتمها يوسف بن تاشفين. يُقال إن ابن تاشفين طلب من زوجته زينب النفزاوية أن تختار اسما للمدينة، فقالت له: يوجد هنا بئر مر به أبناء كوش، فليكن الاسم مراكش…
ولا نترك ذكر الجزولي ودلائل الخيرات دون إشارة لروايتين لأديبنا عمر فضل الله؛ تشريقة المغربي، وأنفاس صليحة، فقد ذكر في إحدى هاتين الروايتين أن المخطوطة الأصلية لدلائل الخيرات وصلت إلى السودان. ومؤلفها أحد السبعة رجال، أصحاب الأضرحة الشهيرة داخل أسوار مدينة مراكش، وهو أبو عبد الله محمد بن سليمان الجزولي. وابنتها خديجة هي زوجة الشيخ حمد أبو دنانة، وضريحها في مقابر دنقلا القديمة.
ولا أبرح ذكر المغاربة الذين نقلوا التصوف إلى بلاد السودان، دون ذكر الشيخ أحمد التجاني الذي زرنا ضريحه في مدينة فاس، ولا الشيخ الإدريسي وهو إدريس الثاني مؤسس مدينة فاس. سمعت في مزاره بفاس قراءة اللطيف. أعادتني إلى ذكريات الطفولة في أجواء مسجدنا في قريتنا (مسيدة) بشمالي السودان، ونحن نصدح باللطيف عقب صلاة الجمعة:
ألا يا لطيفُ يا لطيفُ لك اللطفُ فأنت اللطيف منك يشملنا اللطف
لطيف لطيف إنني متوسلٌ بلطفك فالطف بي وقد نزل اللطف
بلطفك عُذنا يا لطيفُ وها نحن دخلنا في وسط اللطف وأنسدل اللطف
بجاه إمام المرسلين مُحمدٍ فلولاه عينُ اللطف ما نزل اللطف
عليه سلام اللهِ ما قال منشدٌ
ألا يا لطيفُ يا لطيفُ لكَ اللُّطفُ…

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محافظ أسيوط يعلن عن بدء تشغيل وحدة الطب الرياضي باستاد الأربعين
  • بعد تعطل كافة توربينات سد النهضة.. هل ستلجأ إثيوبيا لفتح بوابات المفيض؟
  • أيامُ الناس في مِكناس (02) جسر الوجدان بين المغرب والسودان
  • مجلس الأمن، والسودان
  • لغز التوربينات المستمر يحير المتابعين .. خبير يكشف جديد سد النهضة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قتل الشهداء الأربعة في طولكرم
  • خبير يكشف مفاجأة بشأن فتح بوابات المفيض العلوي لسد النهضة
  • مصر للطيران تعلن عن عودة تشغيل رحلاتها المباشرة بين القاهرة وبيروت بعد توقف استمر لمدة 3 أشهر
  • قيمتها 60 ألف جنيها.. مجمع اللغة العربية يعلن تفاصيل جائزة القصة القصيرة
  • البابا تواضروس الثاني يعلن توقف اجتماع الأربعاء حتى بداية الصوم الكبير