العلاج السلوكي المعرفي للأرق أثناء الحمل يقلل اكتئاب ما بعد الولادة
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
توصلت دراسة كندية حديثة إلى أن العلاج السلوكي المعرفي للأرق أثناء الحمل لا يمكنه فقط تحسين أنماط النوم ولكن أيضا معالجة اكتئاب ما بعد الولادة.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في أوكاناجان وفانكوفر، بالإضافة إلى جامعة كالجاري، ونشرت في مجلة الاضطرابات العاطفية Journal of Affective Disorders في أكتوبر الماضي، وكتب عنها موقع ساينس ديلي.
بينما يعتقد الكثير من الناس أن قلة النوم أثناء الحمل أمر لا مفر منه، فقد أثبتت الأبحاث الجديدة أن العلاج السلوكي المعرفي للأرق أثناء الحمل لا يمكنه فقط تحسين أنماط النوم ولكن أيضا معالجة اكتئاب ما بعد الولادة.
واكتشف الباحثون أن تقديم العلاج السلوكي المعرفي أثناء الحمل يقلل بشكل كبير من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
تقول الدكتورة إليزابيث كيز، الأستاذة المساعدة في كلية التمريض بجامعة يوتا، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "التدخل المبكر أمر بالغ الأهمية للصحة العقلية للرضع والأمهات".
وأضافت "يستكشف بحثنا كيف يمكن لمعالجة مشاكل النوم مثل الأرق أن تؤدي إلى نتائج أفضل للصحة العقلية للأسر".
العلاج السلوكي المعرفي هو تدخل علاجي يحدد الأفكار والسلوكيات وأنماط النوم التي تساهم في الأرق.
يتضمن العلاج تحدي المفاهيم الخاطئة أو إعادة صياغتها وإعادة هيكلة العادات لتحسين جودة النوم.
تقول الدكتورة كيز: "العلاج السلوكي المعرفي هو المعيار الذهبي لعلاج الأرق وقد ثبت باستمرار أنه يحسن أعراض الاكتئاب.. تأثيراته العلاجية مماثلة لأدوية مضادات الاكتئاب بين البالغين، ولكن مع آثار جانبية أقل، وبالتالي يفضلها غالبا الأفراد الحوامل".
شاركت في الدراسة 62 امرأة تم تقييمهن للأرق وأعراض الاكتئاب – مع تعيين نصفهن عشوائيا في مجموعة تدخل (أي خضعن للعلاج السلوكي المعرفي) والنصف الآخر لمجموعة تحكم (لم يخضعن للعلاج السلوكي المعرفي).
وقالت كيز "لقد وجدنا أن العلاج السلوكي المعرفي أثناء الحمل يحسن النوم بشكل ملحوظ ويقلل من أعراض الاكتئاب بعد الولادة لدى المشاركات.. هذه نتائج مشجعة للغاية لأي شخص عانى في تلك الأسابيع والأشهر الأولى مع أطفاله حديثي الولادة".
وتشير النتائج إلى أن العلاج الفعال للأرق أثناء الحمل قد يعمل كعامل وقائي ضد اكتئاب ما بعد الولادة.
ما هو العلاج السلوكي المعرفي؟
لعلاج السلوكي المعرفي هو طريقة علاجية تعتمد على الحديث بين المريض والمعالج، وذلك بهدف التغلب على المشاكل عن طريق تغيير طريقة التفكير والتصرف.
ويستخدم العلاج السلوكي المعرفي لعلاج القلق والاكتئاب، وأيضا قد يستخدم لمشاكل عقلية أخرى، وذلك وفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
ويستند العلاج السلوكي المعرفي على مفهوم أن الأفكار والمشاعر والتصرفات مترابطة، وأن الأفكار والمشاعر السلبية يمكن أن تحبس الشخص في حلقة مفرغة.
ويهدف العلاج إلى مساعدة الشخص في التعامل مع المشاكل بطريقة أكثر إيجابية من خلال تقسيمها إلى أجزاء أصغر، وعبر تغيير هذه الأنماط السلبية يتم تحسين الطريقة التي يشعر بها الشخص.
وعلى عكس بعض العلاجات التي تعتمد على الحوار والتحدث، يتعامل العلاج السلوكي المعرفي مع مشاكل الشخص الحالية، ولا يركز على المشاكل والقضايا التي حدثت في الماضي.
ويمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في التعامل مع المشاكل التالية:
الاكتئاب. اضطرابات القلق. اضطراب الوسواس القهري. اضطراب الهلع. اضطراب ما بعد الصدمة. الرهاب. اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية والشره المرضي. مشاكل النوم مثل الأرق.كما قد يساعد العلاج المعرفي السلوكي في بعض الأحيان الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية مزمنة مثل القولون العصبي ومتلازمة التعب المزمن.
وعادة ما تكون هناك جلسة واحدة أسبوعيا أو كل أسبوعين، وتمتد الجلسة من 30 إلى 60 دقيقة، وذلك على مدار بين خمس جلسات و20 جلسة.
ويعمل المريض مع الاختصاصي المعالج على تحليل مشاكله إلى أجزاء منفصلة، مثل الأفكار والأحاسيس البدنية والأفعال، ثم يتم تحليل هذه الأجزاء ومعرفة ما إذا كانت غير واقعية أو غير مفيدة.
وسيعمل المعالج على مساعدة الشخص على تغيير أفكاره وسلوكياته غير المفيدة. ثم سيطلب من المريض ممارسة هذه التغييرات في حياته اليومية، وسوف يناقش نتائج ذلك في الجلسة التالية.
ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟
اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب في المزاج يصيب الأم بعد ولادة طفلها، حيث تشعر الأم بحزن شديد وقلق وإرهاق، ويصبح من الصعب عليها تقديم الرعاية اليومية اللازمة لطفلها أو حتى لنفسها، وذلك وفقا للمؤسسة الوطنية للصحة العقلية في الولايات المتحدة.
ويعرف الاكتئاب بأنه مرض يؤثر في مزاج الفرد ويؤدي لحدوث تغيرات في طريقة تفكيره ومشاعره وسلوكه، ويصيب الشخص بالحزن وفقدان الاهتمام والدافعية واحتقار الذات، والاكتئاب مرض مزمن يؤثر في حياة الشخص وقد يؤدي إلى أعراض جسمية كآلام غير معروفة الأسباب، كما قد يقود المصاب به إلى الانتحار.
ويصيب اكتئاب ما بعد الولادة 15% من الأمهات، وهو قد يبدأ قبل الولادة بقليل أو بعدها مباشرة، ولكنه عادة يبدأ بعد الولادة بأسبوع إلى شهر، وهو حالة خطيرة، إذ في حال عدم علاجه قد يستمر لأشهر أو سنوات، وقد يؤدي إلى عدم توفير الأم للرعاية الملائمة لطفلها مما يقود إلى تعرضه لمشاكل صحية وفي النمو والتطور.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العلاج السلوکی المعرفی اکتئاب ما بعد الولادة أن العلاج
إقرأ أيضاً:
سياسي إيطالي يثير الجدل بسبب مقترح يدعو لمنح لقب الأم للطفل بعد الولادة
ليست هذه هي المرة الأولى التي يُثار فيها مثل هذا الجدل في إيطاليا، حيث أصدرت المحكمة الدستورية عام 2022 حكما يقضي بعدم قانونية منح لقب الأب تلقائيًا للطفل.
أثار سياسي إيطالي يساري الجدل باقتراحه منح الأطفال تلقائيًا لقب والدتهم.
في منشور على موقع X، قال السيناتور داريو فرانشيسكيني العضو في الحزب الديمقراطي وهو وزير سابق التراث والأنشطة الثقافية السابق، إن الإجراء الذي اقترحه سيكون بمثابة "تعويض عن ظلم عمره قرون".
كما دافع فرانشيسكيني عن فكرة التخلي عن تقليد تخصيص ألقاب الآباء للمواليد الجدد، وقال إن هذا العرف كان "مصدرًا ثقافيًا" لعدم المساواة بين الجنسين حسب تعبيره.
وردًا على ذلك، سخر نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب ليغا اليميني المتطرف ماتيو سالفيني من اقتراح فرانشيسكيني الذي نشره على منصة "إكس"، واصفًا إياه بأنه "إحدى الأولويات الكبرى لليسار الإيطالي".
وأضاف سالفيني: "دعونا نمحو هؤلاء الآباء من على وجه الأرض، وبهذه الطريقة سنحل جميع المشاكل".
وفي الوقت نفسه، قال فيديريكو موليكوني، الذي يخدم في حزب "إخوة إيطاليا" الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، إن الاقتراح يمثل تحولاً "من النظام الأبوي إلى النظام الأمومي".
ومع ذلك، لم يستبعد خيار منح الأطفال ألقاب الوالديْن معًا.
ومن الشائع نسبيًا في الدول الأوروبية مثل إسبانيا والبرتغال أن يحمل الأطفال ألقاب والديهم معًا، إلا أن لقب الأب عادةً ما يأتي أولًا.
جدل متكررليست هذه هي المرة الأولى التي تتكرر فيها قضية اللقب في إيطاليا.
إذ حكمت المحكمة الدستورية في هذا البلد عام 2022 بعدم قانونية تخصيص لقب الأب تلقائيًا للطفل. وبدلًا من ذلك، عرضت المحكمة بديلين: إما أن يُمنح الطفل لقب الأبوين معًا بترتيب متفق عليه، أو أن يقرر الوالدان معًا أي اللقبين سيحصل عليه الطفل.
ومع ذلك، عندما تولت جيورجيا ميلوني السلطة في أكتوبر 2022، لم تتخذ حكومتها أي إجراء لصياغة تشريع يتيح تنفيذ الحكم.
Relatedما هو السر الغامض وراء تحوّل الأطفال إلى "مستذئبين" في أنحاء أوروبا؟ إيطاليا تقر قانونًا يجرم تأجير الأرحام في الخارج: عقوبات تصل إلى عامين وغرامات ضخمةمنذ توليها السلطة، دافعت ميلوني بقوة عن الأسر والقيم الكاثوليكية "التقليدية"، حيث أثرت سياساتها بشدة على الأسر التي لا تندرج تحت هذه الفئة.
وفي المقابل، اتُهمت رئيس الوزراء الإيطالية بتقويض حقوق الأبوة والأمومة للمثليين من خلال تجريم تأجير الأرحام الذي يتم في الخارج ومنع إدراج الآباء غير البيولوجيين في شهادات ميلاد الأطفال.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يفرض رسومًا جمركية على واردات السيارات بنسبة 25% وامتعاض في أوروبا كندا الغليان في الشارع التركي مُستمرّ... وأردوغان يحمّل المعارضة مسؤولية تدهور الاقتصاد أول زيارة للمفوض التجاري الأوروبي إلى الصين: تطلعات اقتصادية ومقاربات استراتيجية أسرةجورجيا ميلونيماتيو سالفينيإيطالياأطفال