واستعرض برنامج "أميركا و.." الذي يبث عبر منصة الجزيرة 360، في حلقة جديدة مراحل علاقات البلدين، التي بدأت بالصداقة بينهما منذ استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، حين أعرب القيصر الروسي ألكسندر الأول عن إعجابه بالدستور الأميركي في رسالة للرئيس توماس جيفرسون عام 1802.

وبعد ذلك، فُتح باب التجارة بين البلدين لإنشاء تحالف يكسر الهيمنة البريطانية على العالم، ومما زاد من قوة العلاقة هو توسع الفرنسيين تحت قيادة نابليون بونابارت وإحساس روسيا بالخطر، ومع تنامي المصالح بين روسيا وأميركا، تقرر إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماسك وبوتين وترامب.. علاقة ثلاثية تثير مخاوف في واشنطنlist 2 of 4أميركا تتهم إيران وروسيا والصين بمحاولة اختراق الانتخابات فما القصة؟list 3 of 4أميركا وكوريا الشمالية.. قصة عداء قد يقود لحرب عالميةlist 4 of 4لافروف يحذّر: أميركا وروسيا "على حافة صراع عسكري مباشر"end of list

وكانت ثمرة هذا التعاون اصطفاف واشنطن سياسيا مع صديقها الجديد عندما اندلعت حرب القرم بين روسيا من جهة والإمبراطورية العثمانية وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى.

ولم تجد روسيا دولة تثق بها غير الولايات المتحدة لنقل جزء من أسطولها البحري إلى مياهها خوفًا من تدميره. وقد نجحت تلك الخطة في إبقاء السفن الروسية في أمان.

بداية الخلاف

ولكن بنهاية القرن االـ19، بدأت المصالح المتباينة تُحدث صدعًا في العلاقة، حيث تنافس الطرفان على السيطرة على الصين وعدة مناطق في شرق آسيا، مما دفع أميركا للتقارب مع منافستها السابقة بريطانيا، بعد أن أصبحت أميركا قوة سياسية واقتصادية صاعدة، ومن هنا بدأ يتشكل جوهر التحالف الغربي.

وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، كان التهديد الألماني كافيا لتجاوز الخلافات والتعاون لمواجهة عدو مشترك، ولكن لم يدم هذا التقارب طويلا عندما هزت الثورة الشيوعية بقيادة فلاديمير لينين أركان أوروبا عام 1917، واختارت روسيا الأيديولوجية الشيوعية لنشرها بعيدا عن مسار الليبرالية والتجارة الحرة.

وفي مقال شهير بعنوان "مصادر السلوك السوفياتي"، عرض الدبلوماسي الأميركي جورج كينان إستراتيجية لاحتواء الاتحاد السوفياتي وتقويض قوته، وتبين أن العداء والصراع بين القوتين العظميين في العالم كان أمرا لا مفر منه.

ووصل العداء ذروته خلال أزمة الصواريخ الكوبية، وكادت تندلع حرب نووية بسبب نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ في كوبا قرب الساحل الأميركي، وخلال السنوات التالية، بدأ العملاقان في تطوير وسائل الاتصال والتنسيق لتجنب التصادم النووي وتكرار السيناريو الكوبي.

وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأ العداء يتجذر بعمق في الأروقة الأميركية، حيث انتشرت نظرية التوسع قدر الإمكان لاستغلال ضعف روسيا ومنعها من أن تعود قوة عظمى مرة أخرى، وكان هذا العداء مبنيا على 3 أركان: الصقور الليبرالية، والصقور العسكريين، والمسؤولين الأميركيين ذوي الأصول الأوروبية الشرقية.

مكافحة الإرهاب

وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، رأى كل من الولايات المتحدة وروسيا أن مكافحة الإرهاب يمكن أن تصبح مهمة مشتركة تساعد البلدين في حل خلافاتهما، ولكن سرعان ما اتضح لروسيا أن الحرب على الإرهاب كانت مصطلحا فضفاضا أكثر من اللازم، وأن هذه المفاهيم لم تكن تخفي سوى الطموح الأميركي في التوسع.

لذلك، مع صعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدأت موسكو مشروع حماية مجالها السوفياتي القديم، وانطلق بوتين في رحلة لإعادة بناء المؤسسات العسكرية والدولة، وجاءت حروب جورجيا والقرم وأوكرانيا مع حزمة من العقوبات الغربية على موسكو.

بعد أكثر من 200 عام من العلاقات بين القوتين العالميتين، فإن ما نشهده اليوم هو إحدى أكثر مراحل التوتر والصراع حدة بينهما منذ أزمة الصواريخ الكوبية، ولكن ما يختلف هذه المرة هو عدم وجود توافق داخل الولايات المتحدة على مواجهة روسيا.

وفي ظل ازدياد الصراع، تُرك الخيار الأخير للدبلوماسية، لكن مع تعمق التحالفات العالمية بين القوى الكبرى، مثل التحالف بين روسيا والصين، والتحالفات الغربية بقيادة أميركا، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن للدبلوماسية أن تخفف من التوتر بين موسكو وواشنطن، أم أننا أمام مواجهة شاملة قد تعيد شبح الحرب الباردة للعالم؟

4/11/2024-|آخر تحديث: 4/11/202409:15 م (بتوقيت مكة المكرمة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مقـ.تل طفل وفتاة جراء حادث إطلاق نار في الولايات المتحدة

أعلن عمدة مدينة نيوارك الأمريكية، راس باراكا، عن مقتل صبي يبلغ من العمر 10 سنوات وفتاة تبلغ 21 عاماً وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين جراء حادث إطلاق نار في ولاية نيو جيرسي، بحسب قناة روسيا اليوم.

حماس: الولايات المتحدة تعمل على إرضاء بعض الأطراف بصياغات غير ملزمة بشأن غزةلأول مرة منذ 7 سنوات.. ولي العهد السعودي يزور الولايات المتحدةإصابة 3 أشخاص

وأفادت السلطات المحلية بأن ثلاثة أشخاص آخرين تعرضوا للإصابة في الحادث، ولم تتمكن الشرطة حتى الآن من القبض على المشتبه به في إطلاق النار، فيما لا تزال التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد هوية الجناة.

وجاء في بيان للعمدة وصف الحادث بأنه "يوم مظلم ومدمر في نيوارك"، معربا عن استنكاره "قتلا غير أخلاقي ولاعقلاني لامرأة تبلغ من العمر 21 عاما وصبي في العاشرة من عمره".

طباعة شارك حادث إطلاق نار نيو جيرسي السلطات المحلية الشرطة الجناة الحادث

مقالات مشابهة

  • صحفي وجندي وراقصة باليه.. الولايات المتحدة وروسيا تناقشان تبادل الأسرى
  • مجلس الأمن يقر خطة ترمب لوقف حرب غزة… قرار أميركي يمرّ رغم امتناع الصين وروسيا
  • حضور صيني بارز بقمة المناخ في غياب الولايات المتحدة
  • البحر الكاريبي يعود إلى واجهة التوتر.. هيمنة أمريكية متجددة واحتمالات الغزو لفنزويلا
  • مقـ.تل طفل وفتاة جراء حادث إطلاق نار في الولايات المتحدة
  • المفكر الأميركي جون ميرشايمر: إسرائيل أصبحت سلعة يصعب بيعها في أميركا
  • الولايات المتحدة الأمريكية.. إلى أين؟
  • نبوءة ميرشايمر.. هل اقتربت الحرب المدمرة بين أميركا والصين؟
  • روسيا: لقاء بوتين وترامب تأجل لبعض الوقت ولكن الاتصالات حول اللقاء مستمرة
  • مادورو يندد بمناورات ترينيداد وتوباغو مع الولايات المتحدة