أطلقت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة «ترميز الهوية الوطنية»، وهي الأولى من نوعها؛ بهدف وضع إطار حكومي شامل لتعزيز الهوية الوطنية، وتوحيد المبادرات والمشاريع المتعلقة بها عبر مختلف القطاعات، ضمن آلية وطنية تعكس قيم وتاريخ وثقافة الإمارات، وتواكب متطلبات العصر، وذلك خلال خلوة الهوية الوطنية ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات في دورتها الجديدة لعام 2024، بحضور أكثر من 500 من قيادات الدولة والمسؤولين في الجهات الاتحادية والمحلية.


تسعى مبادرة «ترميز الهوية الوطنية» إلى إنشاء مرجع موحد للهوية الوطنية، وتمكين الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، والمؤسسات في القطاع الخاص، والمؤسسات المجتمعية، وأفراد المجتمع من الاستعانة بهذا المرجع في المبادرات المختلفة، ووضع نهج تعاوني شامل يعزز التكامل بين مختلف هذه القطاعات، وإتاحة الأدلة والأطر التي تساهم في تعريف الهوية الإماراتية الوطنية، لكل من يعيش على أرض الدولة.

ركائز الهوية الوطنية
جمعت الخلوة التي تم تنظيمها بالشراكة بين وزارة الثقافة ومكتب المشاريع الوطنية في ديوان الرئاسة، نخبة من المسؤولين من الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، والخبراء والمتخصصين ومجموعة مشاركة تعكس ثراء وتنوع مجتمع الإمارات، بما يضمن وضع تصور مشترك حول مبادرة ترميز الهوية الوطنية الإماراتية.
وهدفت خلوة الهوية الوطنية، التي استضافت القيادات الإماراتية من مختلف القطاعات التنموية، إلى مناقشة تعريف الهوية وركائزها الأساسية، وتحديد أسس الفهم المشترك للتحديات والوضع الراهن لترميز الهوية الوطنية، والتوافق على منهجية ترميز الهوية بشكل محدد، بحيث يكون شاملاً للقطاعات ذات الأولوية، ووضع أبرز المبادرات لتفعيل الهوية الوطنية في القطاعات الرئيسية بناء على القيم والمبادئ الإماراتية.
وركزت الخلوة، في مجموعاتها الرئيسية، على عدد من الموضوعات التي تسهم في ترسيخ الهوية الوطنية الإماراتية واعتزاز الشباب بها، والتمسك بالتاريخ الإماراتي وما حققته الدولة من نجاحات ومنجزات رائدة عالمياً، وشملت التراث واللغة، والاقتصاد والسياحة، والصناعات الثقافية والإبداعية، إضافة إلى المجتمع والتعليم والإعلام.
تناولت الخلوة مجموعة المبادرات التي تعمل على إنجازها الجهات الحكومية، والمؤسسات الخاصة في ترسيخ قيم الهوية الوطنية، وضرورة توحيد هذه الجهود من خلال وضع منظومة عمل كمرجع وطني موحد تعمق الفهم والاعتزاز بالثقافة الإماراتية، وتعزز التفاهم والتواصل بين أفراد المجتمع من أبناء مختلف الثقافات التي تعيش على أرض الدولة.

مبادرة «ترميز الهوية الوطنية»
تسعى مبادرة «ترميز الهوية الوطنية» إلى وضع تعريف شامل للهوية الوطنية، وتوحيد مفهومها عبر القطاعات الحيوية، بما يضمن تأصيلها في جميع المبادرات والمشاريع الوطنية الحالية، وتبنيها في التخطيط الاستراتيجي لمستقبل دولة الإمارات، والحفاظ على منظومة القيم المغروسة في المجتمع والتقاليد وجعلها متاحة للجميع.
وتسهم كذلك في وضع إطار شامل للترميز عبر مبادرات تشاركية تجمع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة لوضع أفكارها ومقترحاتها ورؤاها نحو المستقبل، بما يضمن وضع إطار مرجعي موثوق يوحد الرسائل الوطنية عبر جميع المبادرات والبرامج، ويعزز الجهود الحكومية والتعليمية والإعلامية، بما يضمن نشر وتعزيز الهوية الإماراتية بنهج موحد ومتجانس ومتسق عبر مختلف المستويات المحلية والدولية.
وأكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة تقدير القيادة الرشيدة لأهمية تعزيز الهوية الوطنية، وغرس القيم الأصيلة التي تشكل أساساً لنهج الإمارات في بناء مستقبل مستدام، مشيراً معاليه إلى أن الهوية الوطنية الإماراتية تعدّ جوهر الحياة الاجتماعية والأخلاقية في الدولة، والتي تستند إليها الأجيال القادمة.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد يوجّه بإنجاز إطار شامل لتعزيز الهوية الوطنية د. جمال السويدي: الشخصية الإماراتية تتفاعل إيجابياً مع التحولات العالمية

مرجعية مؤسسية موحدة
أضاف معاليه أنّ «ترسيخ مبادئ الهوية الوطنية وتعزيز قيمها للأجيال القادمة ينطلق أساساً من تأسيس مرجعية مؤسسية موحدة، وخطط وسياسات متوازنة، تعمل جميعها على حشد الجهود الوطنية وتنسيقها من أجل صون موروثنا، وإبراز عناصر ثقافتنا الإماراتية في مختلف القطاعات».وأكد معاليه: «هويتنا الوطنية تعكس حاضرنا وماضينا، وتدعم مستقبلنا، ما يحتم علينا وضع إطار وطني موحد يمنح جميع المقيمين على أرض الدولة سبلًا واضحة للارتباط بها والتفاعل معها، وبما يساهم أيضاً في التعريف بالهوية الوطنية لدولة الإمارات على الصعيد الدولي».

من جهته، أكد معالي أحمد بن محمد الحميري أمين عام ديوان الرئاسة، أن «خلوة الهوية الوطنية تعكس توجيهات قيادة دولة الإمارات بضرورة الوقوف على منجزاتنا الحالية، وتسهم في وضع تصور للمستهدفات والأولويات الوطنية المستقبلية من خلال تنظيم اللقاءات التي توحد العمل الحكومي الشامل وتكامل الجهود المختلفة التي تبذلها جميع القطاعات والشرائح المجتمعية».
وأضاف أن إطلاق مبادرة «ترميز الهوية الوطنية» ضمن أعمال الخلوة، يشكل خطوة جديدة في مسيرة دولة الإمارات نحو تحقيق الأهداف الوطنية، عبر وضع مرجع موحد تعتمد عليه مختلف القطاعات في إطلاق المبادرات وتخطيط المشاريع، بما ينسجم مع الهوية الوطنية الإماراتية، ويدعم منظومة القيم وأبعاد المواطنة الأصيلة.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الهوية الوطنية الهویة الوطنیة الإماراتیة مختلف القطاعات دولة الإمارات بما یضمن وضع إطار

إقرأ أيضاً:

للمواطنين.. كيف يمكن الاستفادة من مبادرات "نمو الأسرة الإماراتية"؟

أطلقت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، برنامج نمو الأسرة الإماراتية "نمو"، الهادف إلى تعزيز استقرار الأسرة الإماراتية بما يتماشى مع رؤية القيادة الحكيمة وحرصها على تحقيق تنمية اجتماعية مستدامة وضمان جودة الحياة للمواطنين، إيماناً منها بأن المواطن هو حجر الأساس والمحور الأهم في تقدم الوطن واستقراره.

ويشمل برنامج "نمو".. 6 مبادرات لتوفير الدعم اللازم للأُسر في مختلف مراحل تكوينها، ابتداءً من التخطيط للزواج، وحتى تحقيق الاستقرار الأسري. سلفة الزواج وتشمل المبادرات "سلفة الزواج الميسَّر"، التي تقدم للمواطنين المقبلين على الزواج سلفةً دون فوائد بقيمة تصل إلى 150 ألف درهم، وبإمكان المستفيدين منها الحصول على خصم من إجمالي قيمة السلفة عند إنجاب طفلين، واستمرار الزواج لمدة 5 أعوام بصورة مستقرة. إجازة الأمومة وتضم أيضاً مبادرة "دعم إجازة الأمومة للعاملات في القطاع الخاص"، التي تتيح للمواطنات العاملات في القطاع الخاص فرصة للحصول على إجازة أمومة ممتدة مساوية لإجازة القطاع الحكومي ما يتيح للأمهات الجدد فترة راحة كافية لرعاية أطفالهن. مساعدة المتزوجين حديثاً وتقدم مبادرة "الزيارات المنزلية"، الدعم والإرشاد للأمهات والآباء الجُدُد خلال فترة ما بعد الولادة لمساعدتهم على التعامل مع التحديات الجديدة بسهولة، فيما توفر مبادرة "المساعدة الإيجارية للمتزوجين حديثاً"، مساعدات إيجارية تصل إلى 75 ألف درهم سنوياً لمدة سنتين قابلة للتجديد حتى 4 سنوات. القرض السكني وتمنح مبادرة "خصم مبلغ من قيمة القرض السكني"، خصماً مالياً يصل إلى 30 ألف درهم من قيمة القرض السكني عند ولادة الطفل الرابع والخامس، و40 ألف درهم عند ولادة الطفل السادس، لتخفيف التكاليف على الأُسر.
وتتيح مبادرة "تمديد فترة سداد القروض السكنية"، للأزواج فرصة تمديد فترة سداد القروض السكنية عند إنجاب الطفل الرابع والخامس والسادس لمدة تصل إلى 9 سنوات، ما يسهم في تخفيف الأعباء المالية عليهم.
ويمكن للمواطنين الراغبين في الاستفادة من برنامج "نمو الأسرة الإماراتية"، التسجيل عبر منصة "مِديم" الإلكترونية على الرابط https://medeem.gov.ae.

مقالات مشابهة

  • الصكوك الوطنية تطلق صك “زايد وراشد”
  • د. عبدالعزيز بن عياف: «السلمانية» استعادة الهوية العمرانية الوطنية
  • مستشار رئيس الوزراء: خطط التنمية الوطنية تعتمد على نتائج التعداد السكاني
  • السفير الصيني بالقاهرة يشيد بالعلاقات الصينية الإماراتية
  • «جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تنظم حفل توقيع كتاب «الهُوية الوطنية» لجمال السويدي
  • للمواطنين.. كيف يمكن الاستفادة من مبادرات "نمو الأسرة الإماراتية"؟
  • “جاهز” تطلق مسار تصفير البيروقراطية
  • حكومة الإمارات تنظّم برنامجاً لتطوير قدرات القيادات المالية في أوزبكستان
  • ندوة “قراءة في كتاب.. الهوية الوطنية في الإمارات بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”
  • إطلاق الهوية الجديدة لـ”مؤسسة الإمارات للطاقة النووية”