التجارة المستترة .. داءٌ يُؤرق الاقتصاد
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
في بداية المقال، أرفع القبعة لكل تاجر عُماني استطاع أن يتخلّص من ورطة التجارة المستترة التي باتت أشبه بالمرض العضال الذي قلما يشفى منه مريض ويخشاه الشخص السليم، وأحيي كل عُماني وقف سدّا منيعا أمام الإغراءات المالية التي يقدمها المقيمون في سلطنة عُمان، وأشيد بكل رائد أعمال وظّف عقله وغلّب مصلحة وطنه وسعى لتنمية اقتصاد بلده؛ ليبدأ مشروعه الخاص بجده واجتهاده ليكون ساعد بناء في ومساهم بمشروعه في تعزيز النمو الاقتصادي، لا معول هدم بتستره على القوى العاملة المقيمة.
خلال المتابعة المستمرة لجهود الحكومة في مكافحة التجارة المستترة، رصدت إطلاق وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار حملة «لا تكن صورة»؛ بهدف ردع ممارسات التجارة المستترة وتنظيف سوق العمل وبيئة الأعمال في سلطنة عُمان من الأدوات والممكنات التي يستخدمها بعض الأشخاص بقصد أو بدون قصد وتسهم في تفشي ظاهرة التجارة المستترة، وأرى أن نجاح الحملة مرتبط بمدى وعي أفراد المجتمع بخطورة تفشي الظاهرة والإبلاغ عن ممارسيها قبل أن تنتقل عدوى التجارة المستترة إلى أنشطة تجارية أخرى، يجب علينا جميعا أن نتكاتف لمكافحة ممارسات التجارة المستترة وألا نكون عونا لاستمرارها؛ حيث تساعد على حالات الغش التجاري وتهدد الأمن الوطني بكثرة القوى العاملة المقيمة التي تتجول في الأحياء السكنية بلا مهن يمارسونها مما يتسبب ذلك في إقلاق الراحة العامة، وكذلك تؤثر على التنافسية في السوق عبر تخفيض الأسعار بهدف كسب أكبر عدد من الزبائن، إضافة إلى دور التجارة المستترة في زيادة الحوالات المالية خارج سلطنة عُمان؛ الأمر الذي يضع مقترحا في إمكانية تشجيع العاملين المقيمين على استثمار أموالهم في الاقتصاد العُماني، أو فرض ضريبة على الحوالات المالية خارج عُمان، حقيقة بدأنا نتلمّس الجهود الحكومية في مكافحة التجارة المستترة عبر إلزامية المحال التجارية بتطبيق نظام الدفع الإلكتروني، إلا أن هذه الخدمة أساء بعض التجار استخدامها عبر انتهاج ممارسات غير مسؤولة؛ حيث نلاحظ امتناع بعض القوى العاملة المقيمة من استخدام الخدمة؛ بسبب خصم عمولة الدفع الإلكتروني. إن استمرار ظاهرة التجارة المستترة دون إيجاد منهجية واضحة لمكافحتها، ستظل داء يُؤرق الاقتصاد وستؤثر على بيئة الأعمال عموما؛ لأن الاعتماد على المبلغين لن يحل المشكلة كون أنها صعب اكتشافها وتضع الشخص بين أمرين إما الاستفادة من المبلغ الرمزي الذي يحصل عليه جراء تستره أو يغلّب المصلحة الوطنية وينأى بنفسه عن هذه الممارسة الضارة به في المقام الأول؛ لتبعاتها القانونية والاقتصادية والصحية وعلى الاقتصاد من حيث تشويه بيانات سوق العمل والبيانات المرتبطة ببيئة الأعمال، وأنا على يقين أن هناك ثمة من المتورطين في التجارة المستترة هم في وضع نفسي صعب؛ خوفا من اكتشاف أمرهم وتحملهم لتبعات المخالفات والجوانب القانونية الأخرى، وعليه أقترح الآتي: -إعفاء المبلغين المتورطين في التجارة المستترة من الغرامات المترتبة عليهم؛ بسبب عدم وجود كشوفات مالية تثبت ممارستهم العمل التجاري شخصيا. -مساعدة ممارسي التجارة المستترة من الابتزاز الذي تمارسه القوى العاملة المقيمة مالكي المشروع كاملا، مثل عدم تسلّمهم رواتب منذ بدء المشروع. -تصحيح أوضاع المشاريع؛ لتكون رائدة في العمل التجاري بعد التخلص من تبعات التجارة المستترة. |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التجارة المستترة الع مانی ع مانی
إقرأ أيضاً:
الاسدي يكشف ابرز المبادرات التي نفذتها الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
بغداد اليوم - بغداد
كشف وزير العمل والشؤون الاجتماعية، احمد الاسدي، اليوم الجمعة (21 شباط 2025)، ابرز المبادرات التي نفذتها الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية.
وذكرت الوزارة في بيان، تلقته "بغداد اليوم"، أنه "بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، تؤكد التزامها الراسخ بترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية، باعتبارها حجر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة وضمان حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع"، مؤكدة انه "انطلاقًا من هذه المسؤولية، تواصل تنفيذ برامج وسياسات فعالة تهدف إلى تحقيق الإنصاف الاجتماعي، وتعزيز تكافؤ الفرص، وتوفير بيئة عمل عادلة ومستدامة".
أبرز المبادرات والبرامج التي تنفذها الوزارة:
1. تعزيز منظومة الحماية الاجتماعية:
• توسيع مظلة الدعم للأسر الأكثر احتياجًا من خلال تطوير نظام إلكتروني يسهل وصول المساعدات للمستحقين بشفافية وعدالة.
• تحديث بيانات المستفيدين دوريًا لضمان إيصال الدعم للفئات المستحقة بكفاءة.
• استحداث خدمات إضافية لمستفيدي الحماية الاجتماعية، مثل:
• خدمة “أرزاق” (قروض خاصة لمستحقي الحماية الاجتماعية)
• “نجيك لبيتك” (تسهيل وصول الخدمات إلى منازل المستفيدين).
• السلة الغذائية الإضافية، منحة الطلبة، تخفيضات دراسية، والضمان الصحي وغيرها من البرامج التي تعزز جودة الحياة.
2. دعم وتمكين ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة:
• زيادة راتب المعين المتفرغ من 170 ألف إلى 250 ألف دينار عند توفر التخصيص المالي.
• إعفاءات ضريبية تصل إلى 50%، بالإضافة إلى تخفيضات على تذاكر السفر للأشخاص ذوي الإعاقة.
• منح الرقم المروري المجاني لتسهيل حركة وتنقل ذوي الإعاقة.
• تنفيذ مبادرات نوعية لدعمهم ودمجهم في المجتمع، مثل:
• “جرحك شرف”: لدعم الجرحى وأصحاب الإصابات.
• “إني أگدر”: لتعزيز قدرات ذوي الإعاقة في سوق العمل.
• “فرصة عمل”: لتوفير فرص تشغيل مناسبة.
• “بيتنا أجمل” و*“نخدم أهلنا”*: لتحسين البيئة الاجتماعية والخدمية.
• توفير برامج تأهيلية وتدريبية متخصصة لتمكين ذوي الإعاقة من الاندماج في سوق العمل.
3. تحقيق العدالة في سوق العمل:
• تطبيق سياسات العمل العادل التي تضمن حقوق العمال وتعزز بيئة عمل آمنة ومستقرة.
. منح قروض مدرة للدخل للشباب الباحثين عن العمل .
• دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل للشباب والخريجين، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال.
4. تعزيز الشراكات الدولية والمحلية:
• التعاون مع المنظمات الدولية لتطوير سياسات الحماية الاجتماعية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
• تنفيذ برامج شاملة لدمج الفئات المهمشة، وضمان حصولها على حقوقها كاملة، بما يسهم في تحقيق مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا.
واكدت الوزارة انها "تؤمن بأن العدالة الاجتماعية ليست مجرد شعار، بل مسؤولية وطنية تتطلب التزامًا وعملًا دؤوبًا، ومن هذا المنطلق، نؤكد عزمنا على مواصلة تطوير البرامج والمبادرات التي تعزز التكافل الاجتماعي، وترسخ أسس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، بما يحقق مستقبلًا أكثر إنصافًا وعدالة لجميع المواطنين".