تسقط الملكية: أستراليا تنضم إلى الكفاح ضد الاستعمار البريطاني
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تمر بريطانيا بأزمة مكانة دولية في ظل تزايد المطالبات بالتعويضات من مستعمراتها السابقة، لا سيما عن حقبة تجارة الرقيق، بالإضافة إلى تصاعد المشاعر المعادية للملكية في أستراليا.
وجاء في تقرير لـ"المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" ترجمته "عربي21"، أن مطالب التعويضات ناهزت 24 تريليون دولار في حين يبلغ الناتج المحلي الإجمالي السنوي لبريطانيا 3.
وقال الموقع أن زيارة الملك البريطاني تشارلز الثالث إلى أستراليا قوبلت باحتجاجات واسعة النطاق مناهضة للملكية، وقد وصل الأمر إلى حد توزيع رسوم كاريكاتورية تظهر العاهل البريطاني مقطوع الرأس.
وباء مؤتمر قادة الكومنولث البريطاني، الذي يعقد كل سنتين، بالفشل بعد تغيب زعماء الهند وجنوب أفريقيا وسريلانكا عنه واختيارهم الحضور في قمة البريكس.
من جانبها؛ لم ترسل كندا رئيس الوزراء ترودو ولا وزير الخارجية إلى المؤتمر، ورغبة منه في تجنب موجة أخرى من الاحتجاجات المناهضة لبريطانيا اختار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عدم زيارة أستراليا.
وأفاد الموقع بأن ذلك يعود إلى الموقف السلبي الذي اتخذه الشعب الأسترالي من زيارة الملك البريطاني تشارلز الثالث في تشرين الأول/ أكتوبر، علاوة على ذلك؛ فإن هذا الموقف لا يتبناه فقط أحفاد السكان الأصليين، الذين يعتبرون ضحايا الاستعمار البريطاني، بل أحفاد المستوطنين البيض بما في ذلك السياسيين ذوي المكانة العالية.
وقد اختار بعض أعضاء المجلس التشريعي إيقاف خطاب العاهل البريطاني في البرلمان، مرددين شعارات تطالب بالتخلص من الوضع الاستعماري الأسترالي، قائلين: "لقد ارتكبت إبادة جماعية ضد شعبنا! أعيدوا لنا أرضنا! أرجعوا لنا ما سرقتموه! عظامنا وجماجمنا وأطفالنا وشعبنا! لقد دمرت هذه الأرض!. نطالب بالتوصل إلى اتفاق، أنتم وباء بالنسبة لنا.. هذه ليست أرضك.. ليست أرضك! أنت لست مَلِكَنا".
ووفقاً للخبراء؛ فإن حزب العمال الحاكم في أستراليا يتغاضى عن مثل هذه المشاعر ولا يطرح مسألة إجراء استفتاء حول الحفاظ على النظام الملكي؛ حيث إن الموقف ضبابي تجاه تشارلز الثالث، رغم جرائم الفساد المرتكبة في القارة، فيعترف فقط 40 بالمئة من الأستراليين بالملك كحاكم لهم.
وذكر الموقع أنه في بداية العام الحالي تجمع أكثر من مئة ألف شخص في مظاهرة للمطالبة بتغيير اسم "يوم أستراليا"، باعتباره ذكرى تأسيس أول مستعمرة بريطانية، إلى "يوم الغزو الاستعماري".
وتعبيرًا عن الاحتجاج دمر المتظاهرين تماثيل الملاح البريطاني جيمس كوك والملكة فيكتوريا.
وفي السياق نفسه؛ احتدمت المعارك بشأن خطط الولايات المتحدة لتحويل أستراليا إلى قوة عسكرية وأرض اختبار ضد الصين. وعليه؛ يطالب الناشطون المؤيدون للحزب الجمهوري بالتخلي عن النظام الملكي تمامًا وضمان حقوق السكان الأصليين، فضلاً عن دفع لندن تعويضات عن الاستعمار.
وأوضح الموقع أن المجتمع الأسترالي أصبح أكثر انقسامًا مقارنة بأي وقت مضى، مما يهدد بتفاقم الوضع. وفي إطار استحضار أمثلة تاريخية لنضال الأستراليين البيض ضد المستعمرين البريطانيين يستشهد الموقع بقصة رجل الأدغال الأسترالي نيد كيلي، وهو بطل شعبي مقاتل أسترالي ضد الاستعمار البريطاني؛ حيث حيث أُرسل والد نيد كيلي إلى واحدة من أفظع السجون في تسمانيا بتهمة سرقة خنزيرين، وبعد قضائه خمس سنوات هناك تزوج وأقام في أستراليا. ولكن بعد سنوات قليلة، اتُهم بسرقة عجل وزج به مرة أخرى في السجن، وكان نمو نيد وإخوته السبعة في مثل هذه الظروف لم يغرس في نفوسهم احترام السلطات الإمبراطورية.
وأضاف أنه عند بلوغه سن الـ16؛ سُجن نيد لمدة ثلاث سنوات وخرج من هناك وفي نفسه مشاعر معادية لسلطة الملك البريطاني. وتقول الأسطورة إنه في سن ال 18، كون نيد كيلي "عصابة عائلية" تعمل في سرقة الماشية. وفقًا لهذا الإصدار، يُزعم أن العصابة ضمت عائلة كيلي بأكملها، بما في ذلك والدته المسنة وزوجها.
ومن أجل التصدي لقوات الأمن الإمبراطورية، صنعت عائلة كيلي درعًا حديديًا خاصًا من الأدوات الزراعية، وتحولت إلى نوع من الفرسان الأستراليين في النضال ضد الاستعمار. وسرعان ما جعلت هذه الجرأة والنضال ضد المستعمر البريطاني نيد كيلي بطلاً شعبيًا لأستراليا. وكان لدى "روبن هود في نسخته الأسترالية" العديد من المساعدين المتطوعين حيث تم إبلاغه بمداهمات الشرطة وتحركات عربات البريد.
وفي خضم هذه الشعبية، كتب نيد رسالة إلى شعب أستراليا، دعا فيها جميع المستعمرات إلى معارضة السلطات الملكية. وقد تسببت رسالة البيان في تغيير الوضع بشكل جذري وبالتحديد صورة نيد، بحيث لم يعد ينظر إليه كمجرم بل كمتمرد يشكل خطرا على الإمبراطورية. وعليه، أمرت السلطات الاستعمارية الشرطة الأسترالية بالقبض على نيد وإخوته.
وبناء عليه، أرسلت قوات الشرطة إلى المنطقة التي يتواجد فيها نيد وإخوته عبر القطار. ودون خوف أو محاولة الاختباء، فكك أنصار نيد خطوط السكك الحديدية مما أخرج القطار عن مساره، وأطلقوا النار على قوات الأمن الباقية. بعد ذلك، استولت عائلة كيلي على مدينة غلينروان، وتم تجميع جميع المؤيدين المحليين للملك في أحد الفنادق. لكن القوى الأمنية نجحت في مفاجأة الإخوة كيلي ومحاصرة الفندق وإضرام النار فيهم.
وفي ختام التقرير ينوه الموقع بأنه أثناء محاولته الهروب من المبنى المشتعل قُبض على نيد ورغم التوقيع على عريضة للعفو عنه من قبل 32 ألف مواطن استرالي، بما في ذلك حاكم ملبورن نفسه اختار البلاط الملكي إنهاء حياة نيد في سن الـ25 باعتباره متمردًا خطيرًا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا أستراليا الكومنولث كندا بريطانيا أستراليا كندا الكومنولث الملك تشارلز المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ستخسر أرضا ولن تنضم للناتو.. كيف علّق نشطاء على خطة ترامب بشأن أوكرانيا
وقبل أن يكمل شهره الأول في المكتب البيضاوي، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، استمرت ساعة ونصف.
ووفقا لما ذكره البيت الأبيض، فقد بحث الرئيسان سبل التفاوض لوقف الحرب، واتفقا على اللقاء في العاصمة السعودية الرياض في موعد قال ترامب إنه لن يكون بعيدا.
كما تحدث ترامب مع نظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي عن "فرص تحقيق السلام"، وناقشا استعدادهما للعمل معا. وبعد المكالمة قال ترامب إنه لا أحد يريد السلام أكثر من أوكرانيا.
وفي تصريحاته للصحفيين، وصف ترامب الحديث عن استعادة الأراضي الأوكرانية التي احتلها روسيا منذ 2014 بالأمر غير الواقعي.
وتسيطر القوات الروسية على نحو 18% من الأراضي الأوكرانية المعترف بها دوليا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، كما ضمت روسيا لاحقا مناطق أخرى هي دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا، رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل.
لكن التخلي المحتمل عن هذه الأراضي لن يكون الثمن الوحيد الذي سيدفعه الأوكرانيون لوقف الحرب، فقد أرسل ترامب أيضا وزير الخزانة الأميركية إلى كييف ليوقع اتفاقية شراكة ستبيع أوكرانيا بموجبها للولايات المتحدة ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة مقابل أقل من 100 مليار دولار حصلت عليها من واشنطن كمساعدات حتى الآن.
إعلان
أميركا ورطت أوكرانيا
وأثارت هذه الخطوات المتسارعة من ترامب تعليقات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تباينت بين من يدعم الموقف الأميركي ومن ينتقده.
ومن ضمن التغريدات التي رصدتها حلقة شبكات بتاريخ (2025/213) تغريدة لناشط يدعى نور الدين قال فيها "أميركا لا مبدأ عندها، هي من ورطت أوكرانيا في الحرب خلال حكم جو بايدن، والآن ترامب يريد استرجاع أموال السلاح التي قدمت لأوكرانيا".
في المقابل، قال أبو محمود "رؤية ترامب لإنهاء الحرب جيدة صراحة.. لأنه من غير المعقول لدولة صغيرة مثل أوكرانيا تهزم روسيا النووية حتى لو ساعدها الناتو"، مضيفا "الحرب غير متكافئة حسب ميزان القوى، والتصالح مع روسيا هو في مصلحة أميركا أولا وأوروبا ثانيا".
أما محمد الحسيني، فكتب "ترامب خائف من روسيا وبيحاول يشتري ودها عشان يعرف يدخل في حروب مع الباقيين، ويقدر على الشرق الأوسط، لأنه عارف إن الشرق الأوسط هيتحالف مع روسيا والصين وكوريا الشمالية ضده".
وأخيرا، كتب حسن نجار "تصريح ترامب أن أوكرانيا قد تصبح روسية هو مفتاح هذه الزيارة والمكاسب التي سيحققها ترامب من أي الفريقين ستنهي الصراع والكفة تميل لمن يدفع أكثر".
وبعد حديث الرئيس الأميركي، جدد الاتحاد الأوروبي دعمه لكييف، حيث كتبت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد، كايا كالاس، على منصة "إكس" أن استقلال أوكرانيا وسلامة أراضيها مسألة لا تخضع للشروط.
واعتبرت كالاس أن الأولوية في الوقت الحالي يجب أن تنصب على تعزيز الضمانات الأمنية القوية لأوكرانيا.
13/2/2025