في حياة النجوم المليئة بالأضواء والشهرة، يواجهون ضغوطاً نفسية لا يراها الجمهور، وبالرغم من أن أعمالهم تجعلهم محط إعجاب الجماهير، إلا أنهم يصبحون في مرمى الانتقادات السلبية، التي قد تؤثر في نفسيتهم بشكل كبير، حتى تدفعهم إلى حافة الانهيار النفسي. 

الفنانة منى زكي ومعاناتها من الاكتئاب

وقد تكون الفنانة منى زكي إحدى أبرز الأمثلة، إذ خرجت بتصريحات مؤثرة تحدثت فيها عن معاناتها من الاكتئاب الناجم عن الانتقادات العنيفة التي طالتها، وكيف أن هذا الألم أثر على حياتها وأدى بها إلى لحظات من العزلة.

خلال جلسة في فعاليات "مهرجان البحرين السينمائي"، تحدثت منى زكي بصدق عن الألم النفسي الذي عانت منه إثر الهجوم الجماهيري. 

وذكرت أن مرحلة تقبل الهجوم تبدأ أولاً بانهيار، لكنها تجاهد لتستعيد توازنها من جديد، قائلةً: "بيكون فيه انهيار، وبعد كده بحاول أجمع نفسي وأفكر في أولوياتي وأهدافي." 

وتؤكد منى أن هنالك فترات كانت تجبرها على الانعزال في المنزل لأشهر، محاولةً التكيف مع الألم النفسي واكتساب القناعة بأن الحياة تتجاوز الانتقادات والمواقف السلبية.

وأشارت منى زكي إلى أن أسرتها كانت العامل الأكبر في خروجها من تلك الحالة النفسية، موضحةً أن وجود زوجها وأبنائها أعطاها معنىً مختلفاً للحياة ورفع من روحها المعنوية. 

وتابعت "هما بيخرجوني من أي انكسار... بيفكروني بوجود أهداف تانية للحياة غير شغلي، رغم إنه مهم جداً." 

واستطردت أن العمل بالتمثيل منذ سن صغيرة جعلها قادرة على إدارة الأزمات النفسية والتعامل مع ضغوط الشهرة، حيث تعلمت خلال مسيرتها كيف تتجاوز المواقف الصعبة بروح إنسانية وأقل تكبراً، مما يجعلها تتقبل وجود لحظات صعود وهبوط.

وأثناء حديثها، لم تتمالك منى زكي دموعها وهي توجه رسالة شكر لزملائها في الوسط الفني، معربةً عن امتنانها لدعمهم المتواصل لها في أحلك الأوقات، حيث قالت: "شكرًا، شكرًا مليون مرة."

نصائح لتجاوز الانتقادات والضغوط النفسية

بدورها، أوضحت استشارية العلاقات الأسرية هبة شمندي أن النجوم يواجهون ضغوطاً نفسية مختلفة عن عامة الناس، إذ يتعرضون لمقاييس جماهيرية قاسية تجعلهم في حالة صراع مستمر مع القلق والاكتئاب. 

وركزت على أهمية تبني استراتيجيات محددة لمواجهة الضغوط، منها:

1. التركيز على العلاقات الشخصية الداعمة: أكدت شمندي أن وجود عائلة وأصدقاء داعمين يعتبر صمام الأمان للفنانين. فعلى غرار تجربة منى زكي، يمكن أن تشكل العلاقات الشخصية قناعة بأن هناك هدفاً للحياة أكبر من الشهرة والنجاح الفني، مما يخلق شعوراً بالأمان والطمأنينة.


2. تحديد الأهداف الشخصية: ينصح بتحديد أهداف شخصية خارج إطار العمل والشهرة، كالتطوير الذاتي أو الاهتمام بالهوايات الأخرى. وبهذا، تصبح لدى الفرد جوانب أخرى يكرس لها جهده، مما يعزز الشعور بالإنجاز ويقلل من الاعتماد الكلي على آراء الجمهور.


3. التعامل الإيجابي مع النقد: يمكن تحويل الانتقادات السلبية إلى نقاط قوة من خلال التفكير البناء، حيث يجب تعلم استيعاب الآراء الصعبة بدون النظر إليها كإهانة، بل كوسيلة لتحسين الأداء.


4. التأمل والابتعاد المؤقت عن الأضواء: فترات من الهدوء والتأمل تعيد للفنان توازنه النفسي. بعض الفنانين يجدون الراحة في الابتعاد عن الأضواء بشكل مؤقت، مما يتيح لهم فرصة التفكير بعمق وإعادة شحن طاقتهم.


5. اللجوء إلى الدعم المهني: في حال استمرار الضغوط، تنصح شمندي باللجوء إلى استشاري نفسي، حيث يمكن أن يساعد هذا على تحليل المشاعر السلبية وتطوير مهارات نفسية للتعامل معها.

استعدادًا لطرحه في السينما.. إطلاق الإعلان الرسمي لفيلم رفعت عيني للسما رسالة أمل من وزير الري للمصريين وسط تحديات كبيرة تواجه قطاع المياه موعد عيد الحب المصري.. اقتراحات وهدايا مميزة لإسعاد شريك حياتك تجربة منى زكي هي رسالة لجميع الفنانين

تجربة منى زكي هي رسالة لجميع الفنانين أن من حقهم الاستعانة بالدعم الشخصي والمهني لتجاوز الأزمات النفسية، وأيضاً للجمهور أن يتفهم الجانب الإنساني وراء كل فنان مشهور. في النهاية، النجوم ليسوا محصنين ضد الألم، لكن ما يجعلهم أكثر قوة هو حبهم للفن وقدرتهم على النهوض في مواجهة الصعاب، لتظل أعمالهم مصدر إلهام وشعلة لا تنطفئ.

مني زكي

 بكاء مني زكي

مني زكي

مني زكي

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفنانة منى زكي الإكتئاب الألم النفسي الأزمات النفسية تجربة منى زكي منى زکی

إقرأ أيضاً:

زنزانة 65.. دراما الألم والأمل بين التوثيق والمقاومة

في سجون مصر، حيث يُكمّم الصوت وتُوأد الحكايات قبل أن تولد، تتحول الزنازين إلى قبور ضيقة، تبتلع أنفاس الأحياء وتُمعن في سحق إنسانيتهم، حبست جدران السجن آلاف المظلومين لكن ألمهم جاوز حدود الجدران الباردة، وتسلل خارج القضبان، وتسرب إلى قلوب شعراء أحرار، وأيقظ في صدور فنانين صادقين نارا لا تخمد، فأعادوا رسمه بالكلمات والصور، كصوت لأولئك الذين صودرت أصواتهم، ومرآة تعكس المسكوت عنه، وكمنبر يرد الاعتبار لأولئك الذين حُرموا حتى من البوح بآلامهم.

مسلسل زنزانة 65 لم يكن مشروعا دراميا عابرا، بل هو استدعاء للذاكرة، استحضار لما يريده النظام طيّ النسيان، وإعادة تشكيل للوعي الجمعي حول قضية المعتقلين، ليس بوصفهم مجرد أرقام، بل كأفراد لهم حيواتهم، أحلامهم، عائلاتهم، ومستقبلهم الذي صودر. إنه عمل يُعيد رسم العلاقة بين الفن والواقع، بين الدراما والحقوق، وبين الإبداع والمقاومة.

كيف نحكي الواقع في عمل درامي

في البداية، كان هناك سؤال أساسي يلحّ علينا كصنّاع لهذا العمل: كيف يمكن للفن أن يوثق معاناة المعتقلين دون أن يكون مجرد استنساخ لقصص معروفة؟ كيف ننتج عملا فنيا قادرا على إيصال حجم الألم دون أن يُفقد المشاهد القدرة على الأمل؟

مسلسل زنزانة 65 لم يكن مشروعا دراميا عابرا، بل هو استدعاء للذاكرة، استحضار لما يريده النظام طيّ النسيان، وإعادة تشكيل للوعي الجمعي حول قضية المعتقلين، ليس بوصفهم مجرد أرقام، بل كأفراد لهم حيواتهم، أحلامهم، عائلاتهم، ومستقبلهم الذي صودر. إنه عمل يُعيد رسم العلاقة بين الفن والواقع، بين الدراما والحقوق، وبين الإبداع والمقاومة
الإجابة كانت في قصص الناجين وأولئك الذين ما زالوا في غياهب السجون الظالمة، في التقارير الحقوقية التي صغتها مرارا وفي الشكاوى التي تقدمنا بها وطرقنا بها أبواب المؤسسات الدولية لسنوات طوال، في شهادات المحامين الذين وقفوا أمام القضاة ليشهدوا على محاكمات هزلية، وفي دموع أمهات لم يعد لهن من أمل سوى انتظار لحظة حرية قد لا تأتي.

لكن التوثيق وحده لم يكن كافيا، فالعمل الفني، حتى وإن كان يحمل رسالة حقوقية، يجب أن يحافظ على قوته الدرامية، على عنصر التشويق، على البناء السردي الذي يجعل المشاهد مرتبطا بشخصياته، لا كمجرد متفرج متعاطف، بل كمن يعيش المأساة معهم، يختنق حين يُغلق عليهم باب الزنزانة، ويرى العالم بأعينهم وهم معلقون في أقبية التعذيب.

وهكذا، لم تكن زنزانة 65 مجرد قصة متخيلة، بل هي توليفة من مئات القصص الحقيقية، أُعيدت صياغتها لتناسب العمل الدرامي دون أن تُفقدها واقعيتها. الشخصيات التي ظهرت على الشاشة ليست مجرد أسماء في السيناريو، بل هي أصوات تمثل أولئك الذين لم تُتح لهم الفرصة للحديث عن أنفسهم.

الفن كأداة مقاومة

عبر التاريخ، أدركت الأنظمة الاستبدادية أن الفن أخطر من أي منشور سياسي، وأن السينما والتلفزيون قد تكون أكثر تأثيرا من آلاف المقالات، لهذا، سعت هذه الأنظمة دائما إلى السيطرة على الدراما، لجعلها أداة للتزييف بدلا من أن تكون مساحة للحقيقة.

لكن في المقابل، كان هناك دائما من يقاوم، من يُدرك أن الفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو معركة وعي، وطريقة لفتح العيون التي أُرغمت على الإغماض.

في السياق المصري، لطالما كانت السينما والتلفزيون مساحات محكومة برقابة صارمة، لا تسمح إلا بما يتوافق مع الرواية الرسمية. ومع ذلك، في فترات تاريخية معينة، تمكنت أعمال محددة من اختراق هذا الجدار، من "البريء" إلى "ضد الحكومة"، ومن "إحنا بتوع الأتوبيس" إلى "ليالي الحلمية"، وهي أعمال نجحت في كشف القمع وإثارة الأسئلة لدى المشاهدين.

اليوم، ومع تصاعد هيمنة النظام على الإعلام، باتت المساحة المتاحة لمثل هذه الأعمال أضيق من أي وقت مضى، مما يجعل أي محاولة لكسر هذا الاحتكار مخاطرة بحد ذاتها. زنزانة 65 يدخل في هذه المواجهة، ليس كمجرد عمل درامي، بل كجزء من معركة أكبر تهدف إلى استعادة دور الفن في مقاومة القمع.

قلب المفاهيم.. من الحقوق إلى المنح

واحدة من أكبر الجرائم التي ارتكبتها الأنظمة القمعية ليست فقط قمعها للمواطن، بل قدرتها على إقناعه بأنه ليس صاحب حق في الأساس.

لقد استطاعت أجهزة الدولة الإعلامية عبر عقود من التلاعب بالوعي الجمعي للجماهير المصرية بمختلف طبقاتها، حتى نجحت بشكل كبير في أن تقلب مفهوم الحقوق، فتجعل الطعام والسكن والأمان بمثابة "هبات" يمنحها الحاكم، لا حقوقا أساسية مكتسبة لكل فرد. بهذه الطريقة، تحول الإنسان من كائن مستقل صاحب إرادة إلى متلق للمِنح، يعيش في حالة دائمة من الخضوع والامتنان.

وفي السجون، حيث يقبع عشرات الآلاف من الذين لم يقبلوا هذا المذهب الفكري المفروض من النظام، يُفرض عليهم هذا المنطق بأبشع أشكاله: الطعام السيئ، العلاج الذي يُستخدم كأداة عقاب، الزيارات التي تُمنح أو تُمنع وفقا لهوى الباشا مأمور السجن، يصبح البقاء على قيد الحياة مكافأة، ويُجبر المعتقل على الشعور بأن أي معاملة "غير مهينة" هي تفضل من السجان، لا جزءا من حقوقه الإنسانية.

ولكن كيف للفن أن يلتقط هذه الحقيقة بكل تجلياتها؟ كيف لمسلسل، أو حتى عشرة، أن يعيدوا تشكيل وعي المواطن بعلاقته مع السلطة، أن يكسروا الروايات الرسمية ويعيدوا تعريف المفاهيم التي صيغت بعناية لتكريس الخضوع؟ هنا يكمن التحدي الأكبر أمام هذا اللون من الفنون، حيث لا يكفي أن يُروى الواقع، بل يجب أن يُعاد تشكيله، أن يُصاغ بعمق يوقظ الوعي، ويهزّ اليقين الزائف، ويمنح الصمت صوتا لا يمكن إسكاته.

لذلك، في زنزانة 65، لم يكن الهدف مجرد رواية الأحداث، بل تفكيك المسلّمات وإعادة تشكيل الأسئلة التي غالبا ما تُترك بلا إجابة. ماذا يعني أن يتحول الإنسان إلى رقم خلف القضبان؟ كيف يصبح فقدان الكرامة أمرا اعتياديا؟ لماذا يُسلب البعض حقهم في الوجود لمجرد اختلافهم؟ لم نرد أن يكون المشاهد متلقيا سلبيا، بل شريكا في طرح التساؤلات التي تهزّ اليقين الزائف، وتجبر العقل على مواجهة الحقيقة، مهما كانت قاسية.

من المظلومية إلى الفعل

على مدار سنوات، اعتمدت المعارضة المصرية على خطاب المظلومية، خطاب التوثيق والبكاء على الأطلال، دون تقديم بديل حقيقي للناس. لكن المظلومية وحدها لا تصنع التغيير، بل قد تُستخدم أحيانا من الأنظمة لترسيخ العجز، وقتل الأمل وتصدير اليأس لكل حالم بالتغيير، لجعل الناس يشعرون أن المقاومة مستحيلة.

الحرية ليست منحة تنتظرها الشعوب، بل وعي يتشكل عبر الأجيال. وكلما ترسخت قيمها في النفوس، اقتربت لحظة انتزاعها. لا أحد يستطيع تحديد موعد الثورة، ولا يمكن فرض التغيير بالقوة، بل هو مسار طويل تنضج فيه المجتمعات، حتى تدرك، دون تردد، أن كرامتها ليست ترفا، وأن انتزاع الحرية ليس خيارا، بل ضرورة
وكذلك لسنوات اختُزلت مواجهة الاستبداد بالكشف عن جرائمه وفضح ممارساته، لكننا أهملنا المعركة الأهم: بناء الإنسان الحر. فالقمع لا يُهزم فقط بفضحه، بل بزرع نقيضه في وجدان الشعوب، بإرساء قيم الحرية والكرامة لا كشعارات سياسية عابرة، بل كثقافة تتغلغل في الوعي الجمعي، كمبادئ غير قابلة للمساومة.

إن الحرية ليست منحة تنتظرها الشعوب، بل وعي يتشكل عبر الأجيال. وكلما ترسخت قيمها في النفوس، اقتربت لحظة انتزاعها. لا أحد يستطيع تحديد موعد الثورة، ولا يمكن فرض التغيير بالقوة، بل هو مسار طويل تنضج فيه المجتمعات، حتى تدرك، دون تردد، أن كرامتها ليست ترفا، وأن انتزاع الحرية ليس خيارا، بل ضرورة.

هل تنجح الدراما في إحداث التغيير؟

قد يسأل البعض: هل يمكن لمسلسل واحد أن يغير الواقع؟ هل يمكن للدراما أن تؤثر في وعي الناس وهم غارقون في مشكلاتهم اليومية؟

التاريخ يخبرنا أن الإجابة هي نعم؛ الدراما قادرة على تشكيل الوعي، على إحداث هزات في وجدان الجماهير، على جعلهم يرون الحقيقة التي حُرموا منها لسنوات، لكن علينا أن نتحلى بالأمل والمثابرة والمواصلة، وأن نُسقط رهان الأنظمة المستبدة بأننا سنيأس أو ننسى.

لذلك يجب أن يكون زنزانة 65 خطوة على طريق طويل، قد لا يغير المسلسل مصيرنا، لكنه قد يزرع بذرة، قد يفتح نافذة، قد يجعل إنسانا واحدا يسأل سؤالا لم يكن ليطرحه من قبل. وحين تبدأ الأسئلة، يبدأ التغيير.

مقالات مشابهة

  • برونو فرنانديز يرد بقوة على انتقادات روي كين
  • الجنازة الوهمية لمواجهة الاكتئاب.. علاج يحاكي الموت لمدة عشر دقائق
  • تجربة مجنونة.. أشخاص يختارون الموت المؤقت لعلاج الاكتئاب
  • صور المناظر الطبيعية تسكّن الألم
  • رُفعتْ الجلسة
  • 6 طرق فعالة لزيادة ثروتك
  • بن مبارك: مستمرون في مواجهة الفساد رغم الانتقادات
  • زنزانة 65.. دراما الألم والأمل بين التوثيق والمقاومة
  • لماذا أنا هنا؟
  • 3 طرق فعالة لعلاج الانتفاخ والغازات وتقلصات المعدة