نتائج الانتخابات الأمريكية.. لن تغَيِّر شيئًا من الموقف الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
الوحدة نيوز/ بغض النظر عن النقاشات الدائرة حول من هو المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري غداً الثلاثاء فإنه من المؤكد أن ذلك لن يُغَيِّر شيئًا من الموقف الأمريكي بشأن الدّعم المُطلق لكيان العدو الصهيوني الذي نشأ على إبادة الفلسطينيين، كما نشأت الولايات المتحدة على إبادة الشعوب الأصلية وعلى عرق ودماء العبيد.
حيث تُشير المواقف التي أظهرتها الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية التي تنتهي غداً أن وصول أي من المرشحَين للانتخابات الديمقراطية كاميلا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض هو استمرار للحاضنة والدعم الأمريكي اللامتناهي لكيان العدو الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها.
فما بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري والكيان الصهيوني هناك ما يكفي من الدلائل أن معركة الانتخابات الأمريكية ما هي إلا معركة وهمية يمكن تلخيصها بالاستشهاد بمقولة الرئيس الكوبي الراحل المقاوم الكبير فيدل كاسترو “حين سئل عن الانتخابات الأمريكية عام 1960، أيهما تفضل نيكسون أم كينيدي؟ فأجاب: “لا يمكن المقارنة بين حذائين يرتديهما نفس الشخص، أمريكا لا يحكمها إلا حزب واحد هو الحزب الصهيوني وله جناحان: الجناح الجمهوري يمثل القوة الصهيونية المتشددة، والجناح الديمقراطي يمثل القوة الناعمة الصهيونية، لا يوجد فرق في الأهداف والاستراتيجيات، أما الوسائل والأدوات فهي تختلف قليلاً، لتمنح كل رئيس نوعاً من الخصوصية ومساحة للحركة”.
لذلك فوصول ترامب للمقعد الرئاسي الأمريكي أو هاريس لن يقدم أو يؤخر في مصير السياسات الأمريكية الفاجرة الثابتة ضد الشعب الفلسطيني، وإنكارها للحقوق الفلسطينية.
وإذا نظرنا إلى موقف كلا المرشحَيْن، منذ اللحظات الأولى لحرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وباقي فلسطين المحتلة، كان هناك تسابق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على إعلان تأييدهم المطلق لما أسموه بـ”حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها”، بل وبلغ التبجُّح مبلغه بتصريحات تبادلا فيها، أيهما أكثر اخلاصاً “لإسرائيل” ومشروعها الصهيوني.
فترامب يصف نفسه بانتظام بأنه أفضل صديق “لإسرائيل”، وقال خلال خطابه أمام المجلس الصهيوني الأمريكي في واشنطن في 19 سبتمبر الماضي “سنجعل “إسرائيل” عظيمة مرة أخرى”.. مؤكداً أنه مع تصويت اليهود الأمريكيين، سيكون “المدافع عنهم” و”حاميهم” وأنه “أفضل صديق لليهود الأمريكيين في البيت الأبيض”.
وصرح ترامب بأن هجوم السابع من أكتوبر كان “أحد أحلك الساعات في تاريخ البشرية كله”.. زاعماً أنه كان “هجوما على الإنسانية نفسها”، وجدد تأكيده أن العلاقة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” قوية ودائمة، لكنها ستكون “أقوى وأقرب مما كانت عليه من قبل” إذا فاز في الانتخابات.
وبخصوص كاميلا هاريس فهي نائبة الرئيس جوزيف بايدن، ولا تختلف مواقفها عنه، فقد دعمت الكيان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية الصهيونية.
ودائما ما تشدد هاريس في تصريحاتها على أهمية وخصوصية التحالف طويل الأمد بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”، فخلال مراسم إحياء ذكرى هجمات السابع من أكتوبر، غرست هاريس وزوجها اليهودي دوغ إيمهوف شجرة رمان في حديقة مقر سكن نائب الرئيس، كرمز على ديمومة التحالف مع “إسرائيل”.
كما أن هاريس لم تتخذ أي قرار ضد تسليح “إسرائيل”، ومازالت تنادي بذات الموقف الأمريكي من حق “إسرائيل” الدفاع عن نفسها، ورفضت في مؤتمر الحزب الديمقراطي في أغسطس الماضي اللقاء مع ممثلي العائلات الفلسطينية الثكلى، والتي عاشت فظاعة وهول الإبادة الجماعية، وسقط العديد من أبنائها ضحايا النازية الصهيونية، في الوقت الذي التقت فيه ممثلي العائلات الصهيونية، وأعطاهم القائمون على المؤتمر حق الادلاء بموقفهم، ومنعوا ممثلي الجالية الفلسطينية والعربية من التعبير عن موقفهم، ليس هذا فحسب، بل رفضت المرشحة الديمقراطية اللقاء معهم، وبالتالي مواقفها الداعية لوقف الحرب، واستخدام جملة سياسية إيجابية نسبيا لصالح الحقوق الفلسطينية، لم يغير من جوهر موقفها تجاه الصراع الدائر، ولم تعد بموقف حاسم وواضح من التغول والوحشية النازية الصهيونية.
وبناء على ذلك، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات في حديث خاص لـ”شبكة قدس”، أن كلاً من هاريس وترامب سيبذلان ما بوسعهما إلى محاولة حسم المعركة لصالح العدو الصهيوني في المرحلة المقبلة، بينما يبقى ميدان القتال المعضلة الأكبر التي ستواجه الاحتلال والجانب الأمريكي على حدٍ سواء، وقدرة قوى المقاومة على فرض واقع جديد وتحديات إضافية، يُجبر الولايات المتحدة وكيان الاحتلال على وقف الحرب.
أما عن مزاعم المرشحة كاميلا هاريس وحديث ترامب عن وقف الحرب، فيقول بشارات: إن حديث المرشحين عن وقف الحرب هو جزء من الخطاب الدعائي المرتبط بالدعاية الانتخابية، وبعيد كل البعد عن القرار الفعلي على أرض الواقع، لأن قرار الحرب واستمرارها مُجهز مسبقاً قبل الانتخابات بالأصل، مع عدم وجود قدرة لأي منهما لتحقيق مزاعمه.
وهنا يتوقع بشارات أن المرحلة التي ستعقب الانتخابات ستشهد المنطقة تصعيداً مرتفع الوتيرة، قد تكون مدفوعة صهيونياً من نتنياهو وحكومته وتيار الصهيونية الدينية، وجعل الولايات المتحدة الأمريكية من تقود الحرب بنفسها في المرحلة المقبلة، وليس الاتكاء على الكيان الصهيوني باعتباره الذراع الأمريكي المُنفذ في المنطقة.
أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، فيؤكد من جانبه أن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تحمل انعكاسات كبيرة أو بارزة على مجريات حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة ولبنان، لأن الجهات المتنفذة داخل أمريكا لا تتأثر بتغير الرؤساء، فيما تسير السياسة الأمريكية وفق قاعدة ثابتة تعمل على حفظ وحماية الكيان الصهيوني في المنطقة مهما كلف الثمن.
ولفت عوض إلى أن تأثيرات الانتخابات يمكن أن تكون على شكل تسوية سياسية محدودة تُحقق إنجازات لدولة العدو وحلفائها، أو شراء مزيداً من الوقت، مع عدم وقف الحرب.
أما عن تصريحات هاريس بوقف الحرب، فقال عنها عوض: إنها مجرد مزاعم كاذبة، لأنها هي جزء من إدارة بايدن التي دعمت حكومة نتنياهو منذ بدء حرب الإبادة، وأمدتها بالسلاح والذخائر التي ذُبح بها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدار عامٍ كامل، بالتالي فإن حديث هاريس مجرد دعاية انتخابية فقط لا غير، بعيدةً كل البُعد عن الواقع.
وعن تداعيات فوز ترامب، وصف عوض ذلك بالورطة الحقيقية، استناداً على ما صرح به ترامب سابقاً بتوسيع حدود “إسرائيل” وضم الضفة، وعمله على إنهاء حل الدولتين وإمداداها بالسلاح بشكلٍ كبير مع توفير غطاء إضافي لحرب الإبادة على قطاع غزة.
بدوره يقول المحلل السياسي عاهد فروانة لـ”القدس العربي”: “لا يوجد فرق بين فوز هاريس أو ترامب بما يخص القضية الفلسطينية”.. مشيرًا إلى أن التجربة مع بايدن والذي جاء بشعارات إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وإصلاح ما أفسده سلفه ترامب “لم يتحقق منها شيء”.
وينوه بأن بايدن وهاريس شاركا كيان العدو الصهيوني في حربه على قطاع غزة ووفرا كل أشكال الدعم لحكومة نتنياهو على كافة الأصعدة.. قائلاً: إنهما “كانا أيضا بمثابة المخدر للشعوب، من خلال ايهامه بإحلال تهدئة في أوقات متعددة، بينما حكومة الاحتلال تواصل حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني”.
ويؤكد فروانة أنه من غير المتوقع، أن تخرج هاريس عن هذا الخط رغم تصريحاتها المتعددة حول ضرورة وقف الحرب.. مشيرا إلى أن هذه التصريحات لا تعدو كونها شعارات لذر الرماد في العيون، ومحاولة كسب الأصوات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويوضح أن ترامب الذي قدم كل الدعم لنتنياهو خلال ولايته الأولى من المتوقع أن يكون مناصرا لنتنياهو بشكل كبير.
ويضيف “كلاهما سواء هاريس أو ترامب، لن يتخليا عن دعم كيان الاحتلال بكافة الاشكال، وإن اختلفت الطريقة، فهاريس تعتمد على الأسلوب المراوغ وبيع الأوهام، بينما ترامب يعتمد الأسلوب المباشر والفظ”.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الانتخابات الأمریکیة الولایات المتحدة الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی وقف الحرب قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.