ناقشت “خلوة الذكاء الاصطناعي”، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي تنظم بحضور أكثر من 500 من قيادات الدولة والمسؤولين في الجهات الاتحادية والمحلية، وبمشاركة واسعة من فرق العمل في حكومة دولة الإمارات ومختلف الجهات المحلية، مستقبل القطاع وتأثيراته المتنامية في تنمية مختلف القطاعات، وأبرز توجهاته العالمية خلال المرحلة القادمة، وسبل الاستفادة منها وتوظيف إمكاناتها في تعزيز ريادة الإمارات ودورها القيادي في تطوير مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات ومواكبة التطورات الناشئة عن هذا المجال.


وشهدت الخلوة التي قاد نقاشاتها معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد المنان العور وزير الموارد البشرية والتوطين، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ومعالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عقد 3 طاولات مستديرة غطت مواضيع تعزيز جودة تبنّي الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية على مستوى الدولة، والاستعداد لسوق العمل من خلال تحديد المهارات الأساسية لمواكبة الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الحديثة، واستكشاف فرص وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات عالية المخاطر.
– خارطة طريق واضحة..
وعمل المشاركون في أعمال الخلوة على رسم خارطة طريق واضحة بمبادرات ومشاريع تكاملية ضمن أجندة عام 2025، تستند إلى 3 محاور رئيسية تشمل محور البنية التحتية والبيانات، ومحور المواهب الرقمية، ومحور السياسات والتشريعات، وذلك بهدف تعزيز التبني الآمن للذكاء الاصطناعي على المستوى الحكومي وفي مختلف القطاعات، من خلال مواكبة التبني السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي بأطر تنظيمية متكاملة على مستوى دولة الإمارات، إذ أكدت 59% من الجهات في أحدث استطلاعات الرأي أنها تتبنى مستويات متوسطة إلى عالية في الذكاء الاصطناعي، وما يحتاجه هذا التسارع من أطر شاملة لإدارة البيانات وتعزيز أمن البيانات وخصوصيتها، وإنشاء بيئات تجريبية لتعزيز الابتكار والسلامة، وزيادة الفوائد المجتمعية من هذه التقنيات مع الحد من أي أضرار محتملة.
وناقشت الطاولات المستديرة متطلبات تهيئة بنية تحتية عالية الأداء في الحوسبة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق تكامل سلس وفعال للبيانات، إضافة إلى خطوات حوكمة البيانات للاستخدام والتبني الأمثل للذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي.
وفي جانب الاستعداد لسوق العمل، ناقشت الخلوة مبادرات بناء المهارات الأساسية لمواكبة الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الحديثة، وأكد المشاركون في الخلوة أن دولة الإمارات حققت تقدماً كبيراً في بناء القدرات الوطنية وتمكين قوتها العاملة من خلال مبادرات التعليم المتخصص وبرنامج نافس، والشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، حيث زادت أعداد المتخصصين والخبراء في الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات 4 مرات لتصل إلى 120,000 متخصص بين عامي 2021 و2023. مشددين على أهمية تكثيف الجهود في هذا المجال لمضاعفة الإنجاز في بناء الكوادر الوطنية اللازمة للمحافظة على ريادة القطاع.
وهدفت مبادرات خارطة الطريق إلى تعزيز التوجه نحو الاعتماد على التقنيات الحديثة في تطوير الخدمات الحكومية وتحليل البيانات بنسبة 100%، وزيادة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في قطاعات التعليم والصحة والنقل والطاقة والمؤسسات الصناعية وشركات القطاع الخاص بما يضاعف الإنجازات التنموية والنمو الاقتصادي، حيث ترجح التوقعات أن يرفد الذكاء الاصطناعي ناتج الدولة الإجمالي بنحو 352 مليار درهم عام 2030 بما يعادل زيادة بنسبة 26%.
وأكدت مخرجات الخلوة أهمية مواصلة تطوير البنية التشريعية، والبنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي، ودعم البيئة المحفزة على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يساهم في خلق فرص لاستقطاب وتأسيس شركات جديدة قادرة على تطوير منتجات وخدمات ريادية، واستقطاب وتدريب المواهب والكفاءات على الوظائف المستقبلية والاستثمار في قدرات البحث والتطوير في هذا المجال.
– دور عالمي ناشط للإمارات..
وأكد المشاركون في الخلوة الدور المهم والناشط الذي تلعبه الإمارات على المستوى العالمي في تطوير هذا القطاع وصياغة أطره وسياساته الدولية وحوكمته، ودعم تبني مجالاته وتطبيقاته في مختلف القطاعات ذات التأثير الإيجابي على تنمية المجتمعات الإنسانية، مشيرين إلى أهمية الشراكات الدولية التي ترسخها دولة الإمارات لتحقيق هذه الأهداف.
وتطرق المشاركون إلى استثمار دولة الإمارات المبكر في تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي وتبنيها لتطبيقاته في مختلف مجالات العمل حيث تشهد الدولة اليوم تسارعاً كبيراً في مشاركة هذا المجال في مختلف قطاعات التنمية ومساهمته في الاقتصاد الوطني، في استباقية للتوجهات العالمية والتطورات التكنولوجية التي يشهدها الذكاء الاصطناعي بكل تطبيقاته.
– مبادرات متواصلة لتعزيز القدرات الذاتية..
وسلطت جلسات الخلوة الضوء على الاستراتيجيات والمبادرات المتواصلة لدولة الإمارات والتي عززت قدراتها في الحوسبة الفائقة ومكنتها عبر مراكز البحث والتطوير التي أنشأتها من تدريب نماذج اللغات الكبيرة الخاصة بها وجذب شراكات عالمية فاعلة في هذا المجال مع عمالقة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ومنها استثمار مايكروسوفت في شركة G42. كما ناقش المشاركون المبادرات المتواصلة التي تركز على بناء القدرات الوطنية والكوادر المؤهلة في الذكاء الاصطناعي، لتوظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعات التنمية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی دولة الإمارات هذا المجال فی تطویر فی مختلف

إقرأ أيضاً:

أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي

وجهت الفنانة العالمية سيلين ديون تحذيراً عاجلاً لمعجبيها حول انتشار أغانٍ مزيفة تُنسب إليها عبر منصات الإنترنت، والتي تم إنتاجها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليد صوتها.

وقالت الكندية ديون في منشور عبر "إنستغرام" "لقد لفت انتباهنا أن هناك أغاني غير معتمدة ومولّدة بالذكاء الاصطناعي، تزعم أنها تحتوي على عروض سيلين ديون الموسيقية واسمها وشبهها يجري تداولها حالياً على الإنترنت وعبر مختلف مزودي الخدمات الرقمية".
وأضافت: "يُرجى العلم بأن هذه التسجيلات مزيفة وغير معتمدة وليست أغاني من أسطوانتها الرسمية".
وعلى الرغم أن البيان لم يشر إلى الأغاني بالاسم، إلا أنه قد تم تداول العديد من التسجيلات المزيفة على موقع "يوتيوب"، مثل أغنيتها "Heal Me Lord" التي حصدت أكثر من مليون مشاهدة، بالإضافة إلى نسخ مزيفة لأشهر أغانيها الثنائية.

      View this post on Instagram      

A post shared by Céline Dion (@celinedion)

وفي أبريل(نيسان) 2024، وقع أكثر من 200 فنان، بما في ذلك بيلي إيليش، وكيسي ماسغريفز، وجيه بالفين، وجا رول، وجون بون جوفي، وجوناس براذرز، وكيتي بيري، وميراندا لامبرت، على رسالة مفتوحةأعربوا فيها عن قلقهم من التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على صناعة الموسيقى.
وتشهد صناعة الموسيقى حالياً تحديات متزايدة بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء أغاني مزيفة، إذ كشفت كبرى شركات الإنتاج عن استقبالها عشرات الآلاف من طلبات إزالة هذه المحتويات سنوياً، حيث يتم خداع المستمعين وتحقيق ملايين المشاهدات غير المشروعة عبر الإنترنت.

الفنانون يتصدّون لبرامج الذكاء الاصطناعي قضائياً وتكنولوجياً - موقع 24تُحبِط تقنية الذكاء الاصطناعي الفنانين الذين يحتاجون إلى سنوات من الممارسة وساعات طويلة من الجهد المتواصل لينجزوا عملاً ما، بينما تستغرق برامج الذكاء الاصطناعي ثوانٍ لابتكار أي عمل... إلا أنّهم لم يتّخذوا بعد موقفاً نهائياً من هذه التقنية، لا عبر الانترنت ولا قضائياً.

وأشارت إحدى أكبر شركات الإنتاج في المملكة المتحدة إلى أنها قدمت 75.000 طلب إزالة لمقاطع صوتية مزيفة خلال العامين الماضيين.

وأوضحت أن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على انتهاك حقوق الفنانين، بل تتسبب أيضاً في خسائر مادية لهم، إذ يُخدع المعجبون لدفع أموال مقابل محتوى غير رسمي، تم التلاعب به عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • الحويلة: الكويت حريصة على تعزيز دور المرأة وتمكينها في مختلف المجالات
  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • الجابر: التفوق في الذكاء الاصطناعي يعتمد على إمدادات الطاقة
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية لترسيخ ريادة الترفيه في أبوظبي
  • أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي
  • «الإمارات الصحية» تعزّز مراكز فحص الإقامة بتقنيات الذكاء الاصطناعي
  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • «دبي الخيرية» ترسم البسمة على وجوه الأطفال الأيتام وأسرهم
  • التعامل بالمثل.. خارطة طريق عراقية لحل ملف الفصائل المسلحة داخليا
  • الرماية في الإمارات.. ريادة قارية وتاريخ مع الإنجازات العالمية