قال الدكتور أسامة السعيد، الباحث في الشأن الدولي، إن الولايات المتأرجحة من علامات الانتخابات الأمريكية، وأصبحت واحدة من العلامات المميزة للانتخابات الأمريكية، لأنها تعكس حجم الانقسام في الداخل الأمريكي، وحجم المنافسة ما بين الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي، وتشير بشكل واضح لعدم وضوح القرار الانتخابي حتى اللحظات الأخيرة في بعض الولايات، وكثير من هذه الفئات المرجحة تحسن قرارها الانتخابي بناء على برامج المرشحين، وبناء على حملاتهم.

هاريس أحيت حظوظ الديمقراطيين في هذه الانتخابات

وأضاف «السعيد»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الداعمين لدونالد ترامب سيصوتون بشكل واضح حتى قبل الحملات الانتخابية، وقبل إطلاق الوعود الانتخابية التي أطلقت على مدى الأسابيع الماضية، في المقابل أيضا الديمقراطيون سيصوتون لصالح كامالا هاريس، متابعا: «كامالا هاريس أحيت حظوظ الديمقراطيين في هذه الانتخابات، بعد عدم خوض الرئيس جو بايدن للانتخابات».

وأكد أن القرار التصويتي سيكون معتمدا على عاملين أساسيين، أولا القضايا الداخلية وفي مقدمتها القضايا الاقتصادية، ومسألة الضرائب والرعاية الصحية، وغير ذلك من القضايا التي تمثل أولوية بالنسبة للناخب الأمريكي، والثاني هو التصويت العقابي، بمعنى أن بعض الناخبين أو الأصوات المتأرجحة ستحسم قرارها، ليس بناء على من تريد أن تدعمه في الانتخابات الأمريكية، بل على من تريد أن تعاقبه في هذه الانتخابات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ترامب هاريس الديمقراطيين الجمهوريين الولايات المتأرجحة الانتخابات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

"سراب التصويت" وتأثيره المخفي على انتخابات الرئاسة الأمريكية

واشنطن- الوكالات

لا يعني التقدم في مرحلة ما ليلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية دائما فوز المرشح، وذلك بسبب ظاهرة يطلق عليها اسم "سراب التصويت".

تعلن بعض الولايات مثل فلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا عن نتائج تصويتها بسرعة، بينما تستغرق ولايات أخرى مثل أريزونا ونيفادا وكاليفورنيا وقتا أطول، لجدولة معظم بطاقات الاقتراع الخاصة بها.

وفي العديد من الولايات، قد تجعل أنماط الإبلاغ عن الأصوات من الصعوبة بمكان معرفة من سيكون الفائز في النهاية بمنتصف ليلة الانتخابات.

فعلى سبيل المثال، يمكن أن تميل نتائج التصويت نحو مرشح حزب واحد في وقت مبكر من الليل نظرا للسبق في طريقة الإبلاغ عن الأصوات كما هو الحال عندما يتم عد بطاقات الاقتراع عبر البريد قبل أي تصويت شخصي في يوم الانتخابات.

يمكن لمثل هذه الأنماط أن تخلق ما يشار إليه باسم "سراب التصويت".

وحسبما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية في تقرير لها، فإن "سراب التصويت" ظاهرة تعني أن يحقق مرشح حزب ما (جمهوري أو ديمقراطي) تقدما واضحا في بداية فرز الأصوات بعد وقت قليل من إغلاق صناديق الاقتراع في ليلة الانتخابات قبل أن تنقلب الأمور لاحقا لتتحول النتائج لصالح مرشح الحزب المنافس بعد فرز بطاقات الاقتراع عبر البريد سواء في وقت متأخر من ليلة الانتخابات أو في اليوم التالي.

وهناك ثلاثة عوامل تنتج "سراب التصويت" وهي: الجغرافيا، وطريقة التصويت، وترتيب الجدولة.

يمكن أن يظهر "سراب التصويت" بسبب الاختلافات الجغرافية في المقاطعات التي تقدم التقارير بشكل أسرع أو أبطأ.

حيث أنه من الشائع أن تقوم المقاطعات أو الدوائر الانتخابية الريفية الصغيرة بالإبلاغ عن نتائجها وأرقامها بسرعة أكبر من المقاطعات الحضرية الكبيرة، لأن لوجستيات عد الأصوات تكون أبسط عندما يكون هناك عدد أقل من بطاقات الاقتراع التي يمكن التعامل معها.

ونتيجة لذلك، بما أن الناخبين في المناطق الريفية هم أكثر عرضة لأن يكونوا جمهوريين من الناخبين في المناطق الحضرية، فقد يحدث "السراب الأحمر" عندما يؤدي عدد أصوات الولاية إلى زيادة تمثيل المناطق الريفية في نقطة معينة بليلة الانتخابات.

وتعد فرجينيا مثالا على الولاية التي عادة ما يكون لديها "سراب أحمر" تحركه الجغرافيا في وقت مبكر من ليلة الانتخابات، وذلك لأن مقاطعة فيرفاكس، وهي ضاحية ذات كثافة سكانية عالية في واشنطن العاصمة، حيث حصل جو بايدن على 70 في المئة من الأصوات في عام 2020، تميل إلى أن تكون واحدة من آخر المقاطعات في الولاية التي تعلن عن معظم نتائجها.

وإلى أن تعلن مقاطعة فيرفاكس عن معظم أو كل أصواتها، فمن المرجح أن يكون لدى دونالد ترامب نسبة تصويت على مستوى الولاية أعلى من إجمالي أصواته النهائي على مستوى الولاية.

في ليلة انتخابات 2020، أعلنت مقاطعة فيرفاكس نتائج غالبية أصواتها (ما يقرب من 375000 صوت) في الساعة 11:43 مساء بالتوقيت الشرقي، الأمر الذي تسبب في تقلص نسبة التصويت لترامب على مستوى الولاية في تلك اللحظة من 50.2 في المئة إلى 45.8 في المئة (هذا قريب من حصة التصويت النهائية لترامب في فرجينيا، 44 في المئة).

وهناك عامل آخر يمكن أن يسبب "سراب التصويت" وهو الاختلافات الحزبية حسب طريقة التصويت، أي الاقتراع عبر البريد، والتصويت الشخصي المبكر، والتصويت الشخصي في يوم الانتخابات، وما إلى ذلك.

وتميل العديد من الولايات والمقاطعات إلى الإبلاغ عن نتائج كل وضع على حدة، ويمكن أن يتسبب هذا في "سراب التصويت" إذا كان أحد الطرفين أكثر احتمالا من الطرف الآخر للإدلاء بأصواته باستخدام وضع معين.

كان هذا هو الحال في عام 2020، عندما صوّت الديمقراطيون عبر البريد أكثر من تصويت الجمهوريين، وكان من المرجح أن يحضر الجمهوريون يوم الانتخابات.

وتسبب هذا الاختلاف في حدوث "سراب أزرق" كبير في ولاية كارولينا الشمالية في عام 2020.

ففي الساعة الأولى بعد إغلاق صناديق الاقتراع، أبلغت معظم مقاطعات كارولينا الشمالية عن الأصوات المسجلة عبر البريد والتصويت الشخصي المبكر.

وكانت تلك الأصوات ديمقراطية بشكل كبير، وفي الساعة 8:18 مساء بالتوقيت الشرقي، حصل بايدن على 57.6 في المئة بفرز الأصوات على مستوى الولاية.

لكن خلال الساعات الثلاث التالية، أعلنت الولاية عن تصويتها بكثافة للجمهوريين في يوم الانتخابات، مما تسبب في تقلص نسبة تصويت بايدن إلى رقمه النهائي هناك، 48.6 في المئة.

أما العامل الثالث الذي قد ينتج سرابا من الأصوات فهو أكثر تعقيدا، ويتمثل بالاختلافات في ترتيب عد أنماط معينة من بطاقات الاقتراع.

ويميل هذا العامل إلى أن يكون الأكثر أهمية في الولايات والمقاطعات التي تبلغ عن نتائج بطاقات الاقتراع عبر البريد على دفعات صغيرة.

وتقوم العديد من المكاتب الانتخابية بحساب بطاقات الاقتراع الخاصة بها عبر البريد بالترتيب الذي تم استلامها به، مما يعني أن بطاقات الاقتراع التي أعادها الناخبون في منتصف أكتوبر ستظهر في قوائم الأصوات في وقت أبكر من تلك التي تم استلامها في يوم الانتخابات.

سيؤدي هذا إلى "سراب تصويت" إذا كانت هناك اختلافات حزبية بين بطاقات الاقتراع البريدية التي تم إرجاعها مبكرا والبطاقات التي تم إرجاعها لاحقا.

مثل هذا العامل حدث في أريزونا في عام 2020، إذ تضمنت بطاقات الاقتراع البريدية التي أبلغت عنها مقاطعة ماريكوبا (تمثل 60 في المئة من ناخبي الولاية) ليلة الانتخابات تلك التي أعادها الناخبون بحلول عطلة نهاية الأسبوع التي تسبق يوم الانتخابات، وانتهى الأمر بإنتاج "سراب أزرق"، لأن تلك الأصوات السابقة عبر البريد كانت أكثر ديمقراطية من الأصوات اللاحقة.

وتم الإعلان عن نتائج بطاقات الاقتراع البريدية التي تم إعادتها لاحقا في الأيام التالية ليوم الانتخابات، ونظرا لأن بطاقات الاقتراع البريدية التي وصلت متأخرة كانت مؤيدة بشدة للجمهوريين، فقد ارتفع عدد أصوات ترامب من 46.8 في المئة في الساعة 3 صباحا بالتوقيت الشرقي ليلة الانتخابات إلى حصته النهائية من التصويت البالغة 48.9 في المئة، أي أقل بقليل من 49.2 في المئة لبايدن.

مقالات مشابهة

  • الانتخابات الأمريكية 2024.. باحث بالشأن الدولي: هاريس أحيت حظوظ الديمقراطيين
  • الانتخابات الأمريكية.. اللجنة الانتخابية بويسكونسن: التصويت المبكر الغيابي والشخصي أقوى من المتوقع
  • باحث سياسي: انتخابات الرئاسة الأمريكية لن تغير مصير غزة
  • الانتخابات الأمريكية 2024|باحث: كامالا هاريس تحرص على الفوز بأصوات النساء والشباب
  • التصويت عبر البريد.. إحدى القضايا المثيرة للجدل بالانتخابات الرئاسية الأمريكية
  • "سراب التصويت" وتأثيره المخفي على انتخابات الرئاسة الأمريكية
  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. كامالا هاريس تتعهد بدعم الطبقة المتوسطة
  • "صحيفة أمريكية": هاريس تعتزم التصويت في انتخابات الرئاسة عبر البريد
  • «بولتون»: سياسة أمريكا الخارجية ليست ضمن القضايا الرئيسية للحملات الانتخابية