بعد توعد المرشد الإيراني لإسرائيل.. هل اقترب موعد الرد ؟
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تستعد إيران للرد على هجوم الاحتلال الإسرائيلي الأخير الذي استهدفت مواقع عسكرية الشهر الماضي، حيث نقلا تقارير استخبارتية استعداد إيران لهجوم وشيك على إسرائيل، وفقًا لمصدر مقرب من قادة إسرائيليين
وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإن المسؤولين الإيرانيين حاولوا التقليل من أهمية الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران الأسبوع الماضي، قائلين إنها لم تتسبب في أضرار تذكر، ومع ذلك، فقد ألحقت الغارات أضرارا بمنشأتين للدفاع الجوي وثلاثة مواقع مرتبطة بإنتاج الصواريخ، وفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية".
وفي تصريح متزامن، أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني أن الرد على "العدوان الصهيوني الأخير" سيكون "حتميًا وحاسمًا وخارجًا عن توقعات العدو"
ويذكر أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، توعد بـ"رد ساحق" على هجمات الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت المواقع العسكرية وأنظمة الدفاع الصاروخية الإيرانية.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست أكد خامنئي، خلال كلمة ألقاها أمام حشد من المواطنين في طهران، أن هذه الهجمات "لن تمر دون رد"، مشيرًا إلى إمكانية أن يتم تنفيذ هذا الرد من قبل الجماعات المدعومة من إيران.
تأتي تصريحات خامنئي في أعقاب الغارات الإسرائيلية التي وقعت في 26 أكتوبر/تشرين الأول، والتي تُعتبر الأكثر خطورة حتى الآن، حيث ألمح مسؤولون إسرائيليون في الأيام الأخيرة إلى اعتقادهم بأن إيران تستعد للرد، مستندين إلى معلومات استخباراتية. وعلى الرغم من أن خامنئي لم يحدد صراحةً أن الرد سيأتي من إيران نفسها، إلا أنه أكد أن القوات التي تقاتل إسرائيل وداعميها الأمريكيين ستعمل "نيابة عن الأمة الإيرانية".
وتمتلك إيران شبكة من الحلفاء في المنطقة، تشمل حزب الله اللبناني، وحماس في غزة، والحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى مجموعة من الجماعات المسلحة في العراق. ويُعتبر هؤلاء الحلفاء بمثابة درع لإيران ضد أي هجمات مباشرة، بينما يسعون لتعزيز نفوذ طهران في الشرق الأوسط.
وفي سياق متصل، أعلن قادة الميليشيات العراقية أنهم على علم بخطط الهجوم الإيرانية، ويعملون على تنسيقها. حيث صرح علي اللامي، عضو اللجنة السياسية في حركة حزب الله العراقي، الموالية لخامنئي، بأنهم "في تنسيق كامل مع إيران لضمان نجاح الضربة"، مؤكدًا أن "لإيران الحق في الانتقام من أي نقطة في المنطقة"، محذرًا من أن الضربة المحتملة "ستزيد من احتمال نشوب صراع أوسع".
هذا التصعيد المحتمل قد يسبب تحديات لإدارة بايدن، التي تعمل على تحقيق اتفاقات لوقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة. ويُذكر أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بنحو 2500 جندي أمريكي في العراق، مما يزيد من خطر تداخل الصراعات بين إسرائيل وإيران.
من جهة أخرى، تسعى الحكومة العراقية، التي تحافظ على علاقات دبلوماسية مع كل من الولايات المتحدة وإيران، إلى تهدئة التوترات ومنع تحويل البلاد إلى ساحة معارك بين الخصوم الإقليميين. وأكدت أنها تعارض استخدام أراضيها أو مجالها الجوي لتصعيد التوترات.
وفي هذا السياق، دعا فادي الشمري، مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية لمنع حدوث حروب غير مقصودة في المنطقة. وكان العراق قد اتهم إسرائيل باستخدام مجاله الجوي لشن هجمات على الأراضي الإيرانية، وقدمت الحكومة شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، رغم عدم تأكيد إسرائيل استخدام المجال الجوي العراقي.
لكن محللين يشيرون إلى أن إيران قد تفكر في استخدام العراق كنقطة انطلاق لهجماتها، مما قد يعقد من استجابة إسرائيل. وتعتبر الميليشيات في العراق لاعبين رئيسيين بالنسبة لطهران، في ظل الضغوطات التي تواجهها حماس وحزب الله.
يقول أفشون أوستوفار، أستاذ شؤون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية في كاليفورنيا: "مع إضعاف حماس وزيادة الضغوط على حزب الله، لم تعد إيران تتمتع بميزة على إسرائيل. يبدو أن النظام الإيراني أكثر وحدة من أي وقت مضى".
لقد شهدت العلاقة بين إيران وإسرائيل تصعيدًا منذ أبريل الماضي، عندما شنت غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل قادة إيرانيين في دمشق، لترد إيران بعد ذلك بأول هجوم مباشر على إسرائيل عبر إطلاق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار نحو الأراضي الإسرائيلية.
ومع اغتيال إسرائيل لزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في يوليو، وزعيم حزب الله حسن نصر الله في سبتمبر، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل في 1 أكتوبر، حيث اخترقت عشرات الصواريخ الدفاعات الإسرائيلية واستهدفت مواقع عسكرية.
يعتبر أوستوفار أن الوضع الحالي يضع إيران وإسرائيل في "منطقة مجهولة"، لكنه يعتقد أن الاحتمالات تميل لصالح إسرائيل بفضل جيشها الأكثر تقدمًا والمدعوم من الولايات المتحدة. ويختم قائلًا: "إذا شنت إيران هجومًا واسع النطاق آخر، فسوف تضطر إسرائيل إلى الرد بشكل مدمر، وهذه ليست دورة تصب في صالح إيران".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيران الاحتلال الإسرائيلي الرد إيران إسرائيل الاحتلال المرشد الإيراني الرد صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
غارديان: سقوط الأسد نهاية لـ"الهلال الإيراني"
شكل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا نهاية النفوذ الإيراني، وصعوداً كبيراً للنفوذ تركيا، مما يعيد رسم المشهد الجيوسياسي من القرن الأفريقي إلى بلاد الشام وأفغانستان.
لن تدور صراعات القوى في المنطقة تحت ظلال طموحات إيران
وقد صَعدَ الدعم الذي قدمه الرئيس رجب طيب أردوغان للفصائل السورية المسلحة، بأنقرة إلى مرتبة القوة الإقليمية الأكبر.
وكتب مؤسس ورئيس تحرير مجلة نيولاينز حسن حسن في صحيفة غارديان البريطانية، أن تركيا لعبت دوراً محورياً في النصر المفاجئ الذي حققته الفصائل المسلحة من دون إراقة الدماء، إذ وفرت تركيا المعلومات الاستخباراتية والإرشاد والغطاء السياسي.
في السنوات الأولى من النزاع السوري، قدمت عشرات الدول دعماً متفرقاً للفصائل المسلحة، بينما كان التزام تركيا بدعم الفصائل المحاذية لحدودها، وعِبْرَ هدنات وخطوط جبهة مجمدة تم العمل عليها منذ 2019، ضمنت تركيا للفصائل الاستقرار وإفساح المجال لها كي تعيد تنظيم نفسها.
ومع استنزاف إيران وعدم قدرتها على توفير الموارد والقوى البشرية بسبب الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله والفصائل الإيرانية في لبنان وسوريا، لم يصر انهيار نظام الأسد ممكناً فحسب، بل بات حتمياً.
وفي الوقت نفسه، لم تقدم روسيا، المنشغلة بحربها في أوكرانيا، سوى دعماً محدوداً للأسد.
Assad's fall reshapes "the geopolitical landscape from the Horn of Africa to the Levant and Afghanistan" - to Turkey's advantage and Iran's disadvantage, writes @newlinesmag editor-in-chief @hxhassan: https://t.co/8t1XeovqO3
— Alex Rowell (@alexjrowell) December 19, 2024ومن المرجح أن يشعر العراق بتأثيرات النجاح التركي. وأبقت تركيا على وجود في المناطق الشمالية، وتعاونت مع أكراد العراق، واستهدفت حزب العمال الكردستاني.
وبحسب الكاتب فإن صعود حكومة يقودها السنة في سوريا يعزز يد تركيا في المناطق السنية من العراق الذي تهيمن عليه فصائل شيعية موالية لإيران منذ سقوط تنظيم داعش عام 2019، مما يعني التلاشي التدريجي لنفوذ إيران في العراق.
İngiliz The Guardian gazetesi:
"Orta Doğu'da güç dengesi değişiyor – ve Türkiye'nin 'dolunayı' yükseliyor
Ankara'nın Suriye'deki isyancılara verdiği destek, İran'ın yerini alarak bölgesel bir güç merkezi haline geldiğini teyit eden stratejik bir zaferdi."
Kaynak:… pic.twitter.com/Rp7RQZDdAh
وعلى مدى أكثر من عقدين من الزمن، كان الهلال الشيعي في إيران، يرمز إلى طموحها للسيطرة على الشرق الأوسط. ويمتد هذا الممر من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط.
وبحلول عام 2019، بدا أن إيران قد عززت قبضتها على 4 عواصم عربية – بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء – مما يمثل ذروة نفوذها الإقليمي.
واليوم ينكسر هذا الهلال. وكان انتصار الفصائل المسلحة في سوريا، إلى جانب النفوذ التركي المتزايد، سبباً في قطع الجسر البري الإيراني إلى لبنان، وتعطيل خطوط إمدادها وعزل وكلائها.
وينعكس هذا التراجع بشكل أكبر في لبنان، حيث تتعرض هيمنة حزب الله لضغوط متزايدة بسبب الأزمات الداخلية والضغوط العسكرية المستمرة التي تمارسها إسرائيل.
وبحسب الكاتب فإن خسارة إيران هي مكسب لتركيا، حيث تتحول دمشق من حليف لإيران منذ ما يقرب من نصف قرن إلى حليف لتركيا.
وختم الكاتب "بالنسبة للمنافسين والحلفاء على حد سواء، لن يكون السؤال هو ما إذا كانت تركيا ستهيمن على المنطقة، بل كيف؟"