قالت الدكتورة مي حسن، أستاذ علم النفس المساعد بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، إن الأسرة هي البناء الأساسي الذي يقوم عليه المجتمع، وبها يتطور ويبني الحضارات، منوهةً إلى أنه بانهيار الأسرة وتفككها يتهاوى المجتمع ويفقد مقومات وجوده.

وأضافت أستاذة علم النفس، في تصريح لها، أنه من الضروري بحث كل السبل للحفاظ على تماسك الأسرة والتصدي لكافة العوامل التي تسبب تصدعها، وتقديم كل الحلول التي تسهم في مساعدة الأسرة على الصمود في وجه التحديات، والاستمرار في قيامها بدورها المنشود في المجتمع.

وتابعت: "ففي ظل التغيرات التكنولوجية المتسارعة، أصبح لزاما على الأسرة مواكبة تلك التغيرات والتكيف معها، حتى لا تتسبب تلك المستحدثات في انهيار الأسرة وزوالها، ومن هنا يبرز دور الوالدية الرقمية، التي تعني اكتساب الآباء للمعارف والمهارات الخاصة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، بما يمكنهم من تدريب أبنائهم على تنظيم استخدام الوسائل التكنولوجية، وتحقيق الرقابة الوالدية، وغرس الشعور بالمسؤولية لدى الأبناء".

وذكرت أستاذة علم النفس، أنه من أجل تحقيق التربية الوالدية الرقمية يجب على الآباء اتباع الإرشادات التالية:

مشاركة الأبناء في الأنشطة الرقمية ومناقشتهم فيما يتابعونه، وفتح قنوات تواصل مستمرة معهم.تشجيع الأبناء على الاستفادة المثلى من التطبيقات والوسائط الرقمية في صقل مهاراتهم وتطوير ذاتهم؛ بما يحقق مواكبة العصر وتجنب الأضرار الناجمة عن إساءة استخدام التكنولوجيا.استخدام الآباء للمواقع والمصادر الإلكترونية الموثوقة لتزويدهم بالثقافة الرقمية اللازمة ومواكبة التطورات التكنولوجية، حتى يمكنهم توجيه أبنائهم على أسس علمية سليمة.تحميل التطبيقات الرقمية التي تتيح للآباء متابعة الأنشطة والمواقع التي يستخدمها الأبناء عبر هواتفهم الذكية.خلق لغة حوار وتفاعل مباشر مع الأبناء، وإتاحة مساحة من الخصوصية والحرية المسؤولة لهم.توعية الأبناء بمخاطر إساءة استخدام المواقع أو التطبيقات غير الآمنة، والتي تفتقر إلى الضوابط وتنتهك الخصوصية، وتقدم محتوى ينافي المعايير الأخلاقية والقيمية.أن يكون الآباء قدوة حسنة لأبنائهم في حسن استخدام الوسائل التكنولوجية المختلفة، حتى يقلدهم الأبناء.ضرورة اكتساب الآباء للمعارف والمعلومات الخاصة بالأمن السيبراني، ووسائل التواصل مع المؤسسات المعنية بمكافحة الجرائم الإلكترونية؛ حتى يتمكنوا من حماية أبنائهم عند التعرض لأي مخاطر رقمية.تعويد الأبناء، لا سيما الأطفال والمراهقين، على استخدام أجهزتهم الإلكترونية في أماكن مفتوحة داخل المنزل.

وأكدت أنه بتطبيق تلك الإرشادات؛ تتمكن الأسرة من الاستفادة من الوسائل التكنولوجية، بما تحققه من تنمية الوعي الرقمي ومواكبة المستجدات، مما يسهم في تنمية الذكاء الرقمي والقدرات الإبداعية، والانفتاح المعرفي على الثقافة الإلكترونية، وإشباع حاجات أفراد الأسرة للترفيه والمعرفة والتطوير.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علم النفس الأزهر التكنولوجيا الأبناء علم النفس

إقرأ أيضاً:

احرصوا على سجل الذكريات

الذكريات صفحات تسجلها الذاكرة منذ الطفولة، مع كل الأشخاص الذين نعيش معهم، ويعيشون حولنا في الشارع والحارة، في المدرسة، في بيوت أهالينا وجيراننا، وفي كثير من المواقف التي تمر بنا، وتلتصق بذاكرتنا، إما لطرافتها، أو لجمالها ، أو لصعوبتها وقسوتها، وتبقى الذكريات أجمل ما نحمله معنا، حتى القاسية منها، تفقد قسوتها مع مرور الزمن. والجميل يطغى على السيئ، وكثيراً ما يحتاج الناس لا ستراجعها من الذاكرة، لإرواء عطش تصحُّر أيام أصابها الجفاف، واستيراد دفء الماضي، وقد تفيد في إشعال الأمل للمستقبل.
واعتقد أن أهم محضن، وأول ميدان لصناعة الذكريات، هو (منزل العائلة)، وصناعة الذكريات، واجب جميع أفراد العائلة، وعلى رأسهم الوالدين والأجداد والإخوة والأخوات، ولن أنسى العائلة الممتدة من خلال الأب (أعمام وعمات) وكذلك الأم (أخوال وخالات)، ويدخل ضمنها الجيران وزملاء وزميلات العمل. من كل هؤلاء، وبهم، ومعهم، تصنع الذكريات. لذا فمن المهم جداً، أن يحرص كل فرد في العائلة، وكذلك الأصدقاء والجيران أن يرسموا خريطة ذكرياتهم بكلماتهم ومواقفهم وتواجدهم بين بعضهم البعض. فالذكريات لا تأتي من نفسها، بل هي كاللوحة الفنية يرسمها الرسام، لذلك ينتقي للوحته الألوان الجيدة، والوقت المناسب، لتكون اللوحة قد رسمت بحب وشغف. والعكس صحيح. فبدون اعتناء، وحرص، ستكون اللوحة مشوشة. هكذا الذكريات وليس منا من أحد إلا ويختزن في ذاكرته ملفات وفيديوهات بعضها مشرقة بحروف دونها أصحابها من نور. في استرجاعها سعادة وشوق وسرور، وأخرى قاسية غليظة بغلاظة من كتبها في ذاكرة الآخرين سواء أبناء أو زملاء أو جيران! ولعل أهم الذكريات، هي التي ينقشها الوالدان في عقول أبنائهما، فعلاقة الأب بالأم علاقة جميلة راقية ملؤها الاحترام، حتى لو اختلفا، فبعيداً عن السوء من الأفعال والأقوال، يحرصون على تعريف الأبناء أن الحياة جميلة حتى مع الخلافات، وأن الخلافات أمر طبيعي لا يخلو منها بيت، لكن نوع الخلافات، وأسلوب تعاطيها، هو المهم. فالخلاف مع النقاش الهادئ المحترم، مهم جداً ليتعلم الأبناء كيف يكون الخلاف. فأكثر ما يترك أثراً في ذاكرة الأبناء، هي العلاقة بين والديهم. وقيسوا على ذلك تعامل الوالدين مع بقية أفراد العائلة، فعندما تسود العلاقات الجيدة المليئة بالود والتقدير، وحين تكون اللقاءات العائلية، والرحلات الترفيهية بينهم، فبدون شك هم يصنعون ذكريات، يحفظها أفراد العائلة وأهمهم الأبناء الذين تتشكل ذاكرتهم بحسن سير وتعامل أهلهم، الجلسات العائلية الدافئة، تصنع ذكريات غاية في الجمال، فكيف يفرط البعض في ذلك؟ وأيضاً الصحبة الطيبة الراقية، بيئة رائعة لصناعة الذكريات، فتستحق الحرص عليها. العلاقات مع الأهل والأقارب، ميدان خصب لأجمل الذكريات. فهل يمكن التفريط في ذلك؟ كما أن علاقات العمل والمساجد والمدارس، كلها محاضن لذكريات كم أسعدت كثيراً ولازالت. الذكريات استثمار للسعادة في الحياة.
من المهم أن يستثمر رب العائلة وقته مع زوجته وأبنائه فيملأه حباً ولعباً وتعاملاً راقياً وتعاوناً، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (فخيركم خيره لأهله وأنا خيركم لأهلي) لا أدري ألا يخجل الرجل القاسي في بيته والليِّن مع رفاقه، ألا يخجل الرجل الذي يقضي جل وقته لاهياً خارج بيته وعائلته آخر اهتمامه؟ مثل هؤلاء الرجال (هداهم الله)، الخجل يخجل منهم! حتى يكبر الأبناء وهم يحملون أجمل الذكريات، لابد أن يبذل الآباء والأمهات جهداً لفهم معنى العائلة وواجباتها التي لا تتوقف عند المأكل والمشرب والملبس، فللحياة احتياجات نفسية وعاطفية وعقلية مهمة جداً، إذا تم التفريط فيها، فكثيراً ما تحدث نتائج لا يريدها الأهل. فلله در أولئك الذين يزرعون في نفوس الآخرين أجمل وأطيب الذكريات.
إن جودة صناعة الذكريات، مسؤولية الجميع.
وليبقى الكل في ذاكرة الكل ذكرى جميلة، أرجو أن يوفق الله الجميع لصناعة أجمل الذكريات في حياة أحبتهم. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

مقالات مشابهة

  • 5 أسئلة تشرح الأزمة بين نتنياهو ورئيس الشاباك
  • احرصوا على سجل الذكريات
  • ما معنى الحديث القدسي إلا الصوم فإنه لي.. وبم اصطفى الله رمضان؟
  • مجالس وزارة الداخلية الرمضانية تناقش «ثقافة الأسرة الآمنة»
  • مجالس وزارة الداخلية الرمضانية تناقش ثقافة الأسرة الآمنة
  • كيف نتغلب على العادات السلبية؟.. محمد المهدي يجيب «فيديو»
  • تسارع الثورة التكنولوجية.. الصين تدرج الذكاء الاصطناعي بالمناهج الدراسية
  • تعليم عين شمس يطلق منصة مودة الرقمية على بوابة الجامعة الإلكترونية
  • برنامج تدريبي لتعزيز مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي لطلاب جامعة قناة السويس
  • دراسة جديدة: الأمومة والأبوة قد يحافظان على الدماغ