ضريبة الموت.. الشركات العائلية البريطانية تحت التهديد
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تشهد المملكة المتحدة موجة من الانتقادات العنيفة تجاه الميزانية الجديدة لحزب العمال، التي تتضمن مقترحا لفرض "ضريبة الموت العائلية" بنسبة 20% على الأصول الموروثة للشركات العائلية عند انتقالها من جيل لآخر.
ويرى العديد من رجال الأعمال، وعلى رأسهم جيمس دايسون، مؤسس شركة دايسون، أن هذه الضريبة تهدد بقاء الشركات العائلية، التي تشكل جزءا أساسيا من الاقتصاد البريطاني.
وفي مقال نشرته صحيفة التايمز البريطانية، يعبر دايسون عن استيائه، ويصف الخطة بأنها "هجوم مباشر على الأسرة البريطانية وطموحاتها".
"ضريبة الموت العائلية"ويؤكد دايسون، في مقاله المنشور، أن هذه الضريبة ستشكل عبئا لا يمكن تحمله على الشركات العائلية التي تُعتبر محركا رئيسيا للاقتصاد الوطني.
وفقا لإحصاءات رسمية، تعمل حوالي 5 ملايين شركة عائلية في المملكة المتحدة، تدعم نحو 14 مليون وظيفة وتسهم بمئات المليارات من الجنيهات في خزينة الدولة من خلال الضرائب.
ويعبر دايسون عن استيائه الشديد قائلا "ليس هناك شك في أن هذه السياسة ستقتل روح المبادرة، وتدمر الشركات العائلية".
وأشار دايسون إلى أن هذه الشركات لا تُدار فقط بهدف الربح، بل تعتمد على التزام طويل الأجل واستثمارات مستدامة، موضحا "الشركات العائلية ليست مثل رأس المال الخاص أو الشركات العامة التي تركز على الأرباح قصيرة الأجل، بل هي استثمارات تعتمد على الاستدامة والالتزام بالعائلة والمجتمع".
تمييز لصالح الشركات الأجنبيةومن بين الانتقادات التي أوردها دايسون في مقاله، هي أن هذه الضريبة لن تطبق على الشركات التي يمتلكها أجانب في بريطانيا، بل ستؤثر فقط على الشركات البريطانية المحلية. وأضاف دايسون أن "الشركات التي تملكها عائلات أجنبية لن تدفع ضريبة العمال هذه. وشركات رأس المال الخاص لن تدفعها. والشركات المدرجة في البورصة لن تدفعها أيضا. إنه أمر مأساوي بحق، أن تكون هذه الضريبة موجهة فقط للشركات العائلية البريطانية".
ويشير إلى أن هذا النهج من شأنه أن يضعف الاقتصاد المحلي، ويفضل الشركات الأجنبية التي لا تتحمل هذه الأعباء الضريبية.
ويؤكد دايسون أن هذه الضريبة قد تعرض الأمن الغذائي البريطاني للخطر، وتزيد من الاعتماد على الواردات الأجنبية.
ويقول في هذا السياق "من خلال فرض هذه الضرائب، سنصبح أكثر اعتمادا على الواردات الغذائية، وهو أمر يجب أن يثير قلق الحكومة". ويعبر دايسون عن استيائه الشديد تجاه الخطة قائلا "العمالة البريطانية تلتزم بالإنتاج الزراعي رغم التحديات، ولكن هذه الضريبة قد تقتل هذه الروح".
سياسات حزب العماليعتقد دايسون أن السياسات التي تتبعها وزيرة الخزانة رايتشل ريفز تهدد بقاء الشركات العائلية البريطانية، التي تعمل بتفانٍ من أجل الاقتصاد والمجتمع.
ويرى أن الميزانية الجديدة تظهر "الألوان الحقيقية لحزب العمال" وتعكس كراهية تجاه القطاع الخاص، قائلا "هذه الميزانية تقتل طموح الأفراد، وتحد من النمو الاقتصادي".
وفي ختام مقاله، يشير دايسون إلى تجربته الشخصية، ويذكر كيف بدأ شركته من الصفر، مخاطرا بجميع أصوله وممتلكاته للحصول على قرض لتطوير أول منتج له.
ويضيف قائلا "خاطرنا بكل شيء، لم نبحث عن ربح سريع، بل عن استدامة وعمل طويل الأجل. والشركات العائلية توفر ما لا تستطيع أن توفره الشركات العامة، وهي رؤية طويلة الأمد واستثمار في المستقبل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشرکات العائلیة
إقرأ أيضاً:
رئيس الجامعة البريطانية يستقبل السفير الليبي لتعزيز التعاون الأكاديمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، السفير عبد المطلب ثابت، سفير دولة ليبيا في بجمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية؛ لتعزيز التعاون الأكاديمي، وذلك بحرم الجامعة البريطانية بمدينة الشروق.
جاء ذلك بحضور نخبة من الشخصيات المرموقة، من بينهم الدكتور يحيي بهي الدين نائب رئيس الجامعة للبحوث والمشروعات، والدكتورة سارة الخشن، مدير التطوير الاستراتيجي بالجامعة ومستشار الجامعة للتنمية المستدامة، والدكتور طارق عباس، نائب رئيس الجامعة للقطاع الطبي، والدكتورة ودودة، بدران نائب رئيس الجامعة للقطاع الأدبي، والدكتورة مها عادل، عميدة كلية التمريض، والدكتور عطية عطية، عميد كلية الطاقة والهندسة البيئية، والدكتورة فردوس رزق، القائم بأعمال عميد كلية الأسنان، والدكتورة داليا كامل، عميدة كلية العلاج الطبيعي، والدكتور حسين عبد الحميد حمد، وزير مفوض والمستشار القانوني بالمندوبية الليبية، والدكتور رمضان الطاهر، مستشار بالمندوبية الليبية، الدكتور أحمد كريم، مساعد الملحق الثقافي بالسفارة الليبية، والدكتور أسامة كشادة، مدير البرنامج الوطني للتميز في العلوم بالهيئة الليبية للبحث العلمي ومنسق التعاون بين الجامعة والمؤسسات الليبية، وعددًا من قيادات الجامعة.
بدأت الفعاليات بعرض فيديو تعريفي عن الجامعة والأنشطة التي تقوم بها والمتعلقة بالتنمية المستدامة، ومشاركة الجامعة في مؤتمر قمة المناخ وكذلك تنظيم أكبر ماراثون ودور الجامعة في مبادرة حياة كريمة، تلاه اجتماع موسع بين الطرفين لمناقشة سبل التعاون الأكاديمي.
وخلال فعاليات الزيارة، كرم السفير الليبي، عددًا من الطلاب الليبيين الدارسين بالجامعة البريطانية، لتفوقهم خلال سنوات دراستهم وحصولهم على المراكز الأولي دراسيًا وكذلك في المسابقات الدولية.
وقال الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر: و"إن هذا اللقاء يمثل خطوة جديدة ومهمة في مسيرة التعاون العلمي والتعليمي بين الجامعة البريطانية في مصر ومؤسسات التعليم العالي الليبية، ومن خلال هذا التعاون الجديد نطمح إلى فتح آفاق جديدة للسياحة التعليمية، وإتاحة الفرص لطلابنا من البلدين لاكتساب خبرات علمية وثقافية متنوعة، كما نأمل أن تسهم هذه الشراكة في إعداد قادة المستقبل الذين يتمتعون بمهارات عملية ووعي عالمي يمكنهم من مواجهة التحديات العالمية وتحقيق التنمية في مجتمعاتهم".
وأضاف الدكتور لطفي، أن استراتيجية الجامعة البريطانية في مصر قائمة على تقديم نموذج تعليمي وبحثي متكامل يثمن الشراكات الدولية، حيث نهدف من خلال هذه الرؤية إلى بناء جسور تواصل فعالة مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية في مختلف أنحاء العالم، لاسيما في الدول العربية الشقيقة ويأتي هذا التعاون مع الجانب الليبي ليُبرز مدى حرصنا على تعزيز الابتكار وتبادل الخبرات العلمية وتطوير منظومة التعليم العالي في البلدين.
وتابع رئيس الجامعة البريطانية، أن الجامعة البريطانية في مصر أطلقت العديد من المبادرات الهامة التي تسعى من خلالها لمشاركة الطلاب في الأنشطة التنموية ومنها على سبيل المثال نموذج محاكاة قمة المناخ، وماراثون من أجل التنمية المستدامة، فضلًا عن مشاركة الطلاب في المبادرات الرئاسية الكبرى مثل مبادرتي حياة كريمة وتحيا مصر.
وأعرب السفير عبد المطلب ثابت، سفير دولة ليبيا في جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، عن سعادته بزيارة الجامعة البريطانية في مصر باعتبارها صرح أكاديمي متميز يجمع بين الجودة التعليمية والرؤية المستقبلية، ليكون نموذجًا مشرفًا لدور المؤسسات التعليمية في صناعة أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
وأضاف السفير الليبي، أن احتفاءه بتكريم إنجازات الطلاب الليبين وتفوقهم العلمي في الجامعة البريطانية لا يقتصر فقط على نيل الدرجات العلمية العالية، بل يعكس قدرات الطلاب على الإبداع والابتكار، واستعدادهم لتحمل مسؤوليات الغد، وما حققوه اليوم هو ثمرة اجتهادهم ومثابرتهم، وشهادة على إيمانهم بأن الطموح لا سقف له، وبأن المستقبل يُصنع بالعزيمة والإصرار، تحت مظلة جامعة تُولي اهتمامًا خاصًا بالشراكات الدولية وتدويل التعليم، لتعزز من مكانتها كمنارة للعلم والمعرف.
وأكدت الدكتورة سارة الخشن، مدير التطوير الاستراتيجي بالجامعة، أن هذا التعاون يأتي ضمن أهداف استراتيجية الجامعة وعلى رأسها تدويل التعليم، وتوطين الأنشطة التي تخدم أهداف التنمية المستدامة ضمن الأنشطة الأساسية للجامعة، مشيرة إلى أن هذا التعاون يعكس التزام الجامعة بتوفير منصة تعليمية متكاملة تجمع الطلاب من مختلف الثقافات والخلفيات.
وأشارت إلى العديد من الأنشطة التي تبرز هذا التعاون مثل برنامج محاكاة قمة المناخ، الذي استضافته الجامعة البريطانية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وما تبع ذلك من ندوات وورش عمل عقدت على هامش فعاليات البرنامج، مؤكدة أن هذه الأنشطة شكلت حجر الزاوية لتعزيز التواصل بين الجامعة والمؤسسات الليبية، بما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الأكاديمي والبحثي، وجاري الآن الإعداد للعديد من الأنشطة بين الجامعة وعدد من المؤسسات الأكاديمية الليبية.
كما قدم الدكتور أسامة كشادة، مدير البرنامج الوطني للتميز في العلوم بالهيئة الليبية للبحث العلمي ومنسق التعاون بين الجامعة والمؤسسات الليبية عرضا عن مسيرة التعاون المشترك الذي امتدت ثلاث سنوات بين الجامعة البريطانية ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بليبيا في مختلف المجالات العلمية، كما تناول العرض الدعم الفني الذي قدمته الجامعة البريطانية للبرنامج الوطني للتميز في العلوم والتكنولوجيا و المنتدى الوطني للمدن المستدامة و المؤسسات الليبية المشاركة في هذه البرامج.
كما قام بعرض البرنامج التنفيذي للسنة الحالية ومجموعة من الفرص التنافسية الخاصة بالطلاب، وقد أثنى الدكتور كشادة على مبادرة السفير بزيارة الجامعة البريطانية مما يتيح فتح آفاق التعاون وتعزيزه.