لجريدة عمان:
2025-04-17@12:23:15 GMT

الشعر الشعبي.. وهوية الشاعر العماني

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

تمر اللغة بتطورات وتحديثات دائمة، إنها الحياة الأكثر تغيّرا، وإذا سكنت اللغة وجمدت فقد ماتت، وكُتب عليها الفناء، لذلك فاللغة كائن حيّ، وعلى هذا الأساس يجب التعامل معها، واللهجات المحلية إنما هي لغات أخرى، بل هي الأكثر تغيرا وحيوية وديمومة، ولذلك تجد أن كل لهجة تمر بالكثير من التحديثات والتراكمات، بشكل شبه يومي، نتيجة التداخل مع لهجات الآخرين، والتعامل مع جنسيات مختلفة، والتأثر والتأثير مع الغير، ولذلك أشكال وأنماط لسنا بصددها حاليا.

وما كان الشعر الشعبي بعيدا عن هذا التلاقح اللغوي، بل كان الأكثر تأثرا برياح التغيير، ودخلت عليه الكثير من المفردات غير المحلية، وتأثر كثيرا بلهجات عربية وغير عربية، وتمازج معها، ونتج عن ذلك «مزيج ثالث» أحيانا من اللهجة، فهي لغة غير مستخدمة اجتماعيا، وغير محلية بشكل كبير، ومع ذلك قد يفهمها العامة من خلال السماع، أو التقارب مع اللهجات الأخرى، وفـي كل الأحوال، فإن هذه اللغة الهجين هي تأثر طبيعي بلغات أقوى، وأكثر انتشارا كاللهجة النجدية، والتي منها بدأت شرارة الشعر الشعبي فـي شبه الجزيرة العربية، ولذلك يستخدم الشعراء العمانيون أحيانا مفردات أو مصطلحات غير موجودة فـي قاموس لهجتهم الدارجة، وذلك يرجع لعاملين: إما لضعف إمكاناتهم اللغوية ولعدم درايتهم بالمقابل المحلي لتلك المفردة، وإما لقصور معين فـي ثقافتهم المحلية، ولذلك يلجؤون إلى «الاستلاف» من لهجات الآخرين، وهذه إشكالية يقع فـيها الكثيرون من خلال التأثر المباشر وغير المباشر مع مجتمعات وأشعار أتت من بيئات أخرى.

إن الشاعر هو «ابن بيئته»، وهو الناطق الرسمي بلسان مجتمعه، ولذلك فهو مطالب بالحفاظ على هويته اللغوية، والقبض عليها دون تهميش لها، أو إهمال لإمكاناتها، فاللهجات العمانية لهجات حية، وفـيها الكثير من الطاقة اللغوية التي تغني عن اللجوء للهجات الآخرين، وتعطي الكثير من الإيحاءات والإشارات التي يحتاجها الشاعر، ولكنها فـي كل الأحوال تحتاج إلى ذلك الشاعر المتمكن، والمتصالح مع لهجته، والمستكشف لها، والقادر على تطويع المفردات، وإرسالها دون أن يبحث فـي قاموس آخر بعيدا عن بيئته، رغم قرب البيئات الخليجية من بعضها، وتشابهها إلى حد كبير، وخاصة لهجات أهل البادية، ولكن تبقى هناك خصوصية على الشاعر الحفاظ عليها دون تفريط بها.

وقد يكون مخرجا للبعض استخدام «اللغة البيضاء» وهي لغة وسط قريبة من الفصحى، ولكنها بعيدة إلى حد ما عن لغة الحياة اليومية، وهذه «حيلة» يلجأ إليها كثير من الشعراء الشعبيين العمانيين وذلك يعود إلى عوامل المناهج الدراسية التي تتيح له الاطلاع على الشعر الفصيح بشكل واسع، وثقافة الأفراد، وقراءاتهم الفصيحة، وهي أيضا ـ أي اللغة البيضاء ـ لغة يمكن فهمها على نطاق واسع فـي أوساط الشعراء فـي الوطن العربي، ولكن يبقى أن هذا النوع من الشعر قد يفقد ميزته الأساسية وهي غياب الخصوصية، وعدم التفاتها إلى «الدارجة المحلية القحة»، ولذلك على الشاعر أن يضمّن قصائده مصطلحات أو مفردات محلية، قدر حاجة النص، حتى تفصح النصوص عن هوية شاعرها، وشخصية بيئتها، وهو ما يفعله بعض الشعراء الذين يفهمون معنى «حداثة الشعر» و«أصالة اللهجة».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بن حبتور يعزي في وفاة المناضل الشاعر صالح صائل

الثورة نت/..
بعث عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ، برقية عزاء ومواساة في وفاة عضو مجلس الشورى المناضل والشاعر صالح عبدالله ناصر صائل، عن عمر ناهز 82 عاما، حفلت جلها بالنضال والعطاء الوطني.

وأشاد عضو المجلس السياسي الأعلى في البرقية التي بعثها إلى نجل الفقيد محمد، وجميع أفراد الأسرة وآل صائل في مديرية مرخة السفلى محافظة شبوة عامة، بالأدوار التحررية والوحدوية النضالية للفقيد صائل كأحد ثوار الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر والمدافعين عن أهدافهما الوطنية والانسانية النبيلة والمساهمين في الانتصار للوحدة اليمنية.

ونوه بمواقف الفقيد المناهضة للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي واصطفافه مع الوطن من عاصمة المقاومة والشموخ صنعاء منذ اللحظات الاولى للعدوان وحتى وفاته، مشيرا إلى أن الفقيد كان مثالا في الاخلاص و التفاني في خدمة وطنه وفي القيام بمختلف المهام والواجبات الوظيفية في مختلف المناصب التي شغلها.

وتطرق إلى الأعمال الادبية الشعرية للفقيد والتي جسدت روحه الثورية وصدق الانتماء والوفاء لليمن الكبير، مؤكدا أن اليمن فقد برحيل المناضل صالح صائل، مناضلا كبيرا وشاعرا ملهما وانسانا عرف بدماثة الخلق ومحبا لمجتمعه ووطنه.

وعبر بن حبتور، عن بالغ العزاء والمواساة لنجل الفقيد وجميع، أفراد، الاسرة وكافة ٱل صائل وزملاء الفقيد بهذا المصاب.. سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وزملائه ومحبيه الصبر والسلوان.

” إنا لله وإنا إليه راجعون “

مقالات مشابهة

  • أبوظبي للتراث تفتح باب التسجيل للموسم الـ12 من برنامج «شاعر المليون»
  • وزير الاقتصاد: 2.7% توقعات بنمو الاقتصاد العماني خلال العام الجاري
  • قائد سلاح الجو السلطاني العماني يستقبل نظيره الكويتي
  • تعيين محمد الحبسي رئيسًا تنفيذيًا بالوكالة لبنك الاستثمار العماني
  • حسن عبدالله القرشي.. شاعر البسمات الملونة (2/2)
  • بن حبتور يعزي في وفاة المناضل الشاعر صالح صائل
  • «شاعر المليون» يفتح باب التسجيل للمشاركة في موسمه الـ 12
  • أناشيد النصر.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
  • السردية المعرفية للشَّف العماني
  • قصة شاعر أقسم ألا يتزوج حتى تموت أمه! .. فيديو