لجريدة عمان:
2025-02-22@21:10:53 GMT

الشعر الشعبي.. وهوية الشاعر العماني

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

تمر اللغة بتطورات وتحديثات دائمة، إنها الحياة الأكثر تغيّرا، وإذا سكنت اللغة وجمدت فقد ماتت، وكُتب عليها الفناء، لذلك فاللغة كائن حيّ، وعلى هذا الأساس يجب التعامل معها، واللهجات المحلية إنما هي لغات أخرى، بل هي الأكثر تغيرا وحيوية وديمومة، ولذلك تجد أن كل لهجة تمر بالكثير من التحديثات والتراكمات، بشكل شبه يومي، نتيجة التداخل مع لهجات الآخرين، والتعامل مع جنسيات مختلفة، والتأثر والتأثير مع الغير، ولذلك أشكال وأنماط لسنا بصددها حاليا.

وما كان الشعر الشعبي بعيدا عن هذا التلاقح اللغوي، بل كان الأكثر تأثرا برياح التغيير، ودخلت عليه الكثير من المفردات غير المحلية، وتأثر كثيرا بلهجات عربية وغير عربية، وتمازج معها، ونتج عن ذلك «مزيج ثالث» أحيانا من اللهجة، فهي لغة غير مستخدمة اجتماعيا، وغير محلية بشكل كبير، ومع ذلك قد يفهمها العامة من خلال السماع، أو التقارب مع اللهجات الأخرى، وفـي كل الأحوال، فإن هذه اللغة الهجين هي تأثر طبيعي بلغات أقوى، وأكثر انتشارا كاللهجة النجدية، والتي منها بدأت شرارة الشعر الشعبي فـي شبه الجزيرة العربية، ولذلك يستخدم الشعراء العمانيون أحيانا مفردات أو مصطلحات غير موجودة فـي قاموس لهجتهم الدارجة، وذلك يرجع لعاملين: إما لضعف إمكاناتهم اللغوية ولعدم درايتهم بالمقابل المحلي لتلك المفردة، وإما لقصور معين فـي ثقافتهم المحلية، ولذلك يلجؤون إلى «الاستلاف» من لهجات الآخرين، وهذه إشكالية يقع فـيها الكثيرون من خلال التأثر المباشر وغير المباشر مع مجتمعات وأشعار أتت من بيئات أخرى.

إن الشاعر هو «ابن بيئته»، وهو الناطق الرسمي بلسان مجتمعه، ولذلك فهو مطالب بالحفاظ على هويته اللغوية، والقبض عليها دون تهميش لها، أو إهمال لإمكاناتها، فاللهجات العمانية لهجات حية، وفـيها الكثير من الطاقة اللغوية التي تغني عن اللجوء للهجات الآخرين، وتعطي الكثير من الإيحاءات والإشارات التي يحتاجها الشاعر، ولكنها فـي كل الأحوال تحتاج إلى ذلك الشاعر المتمكن، والمتصالح مع لهجته، والمستكشف لها، والقادر على تطويع المفردات، وإرسالها دون أن يبحث فـي قاموس آخر بعيدا عن بيئته، رغم قرب البيئات الخليجية من بعضها، وتشابهها إلى حد كبير، وخاصة لهجات أهل البادية، ولكن تبقى هناك خصوصية على الشاعر الحفاظ عليها دون تفريط بها.

وقد يكون مخرجا للبعض استخدام «اللغة البيضاء» وهي لغة وسط قريبة من الفصحى، ولكنها بعيدة إلى حد ما عن لغة الحياة اليومية، وهذه «حيلة» يلجأ إليها كثير من الشعراء الشعبيين العمانيين وذلك يعود إلى عوامل المناهج الدراسية التي تتيح له الاطلاع على الشعر الفصيح بشكل واسع، وثقافة الأفراد، وقراءاتهم الفصيحة، وهي أيضا ـ أي اللغة البيضاء ـ لغة يمكن فهمها على نطاق واسع فـي أوساط الشعراء فـي الوطن العربي، ولكن يبقى أن هذا النوع من الشعر قد يفقد ميزته الأساسية وهي غياب الخصوصية، وعدم التفاتها إلى «الدارجة المحلية القحة»، ولذلك على الشاعر أن يضمّن قصائده مصطلحات أو مفردات محلية، قدر حاجة النص، حتى تفصح النصوص عن هوية شاعرها، وشخصية بيئتها، وهو ما يفعله بعض الشعراء الذين يفهمون معنى «حداثة الشعر» و«أصالة اللهجة».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

5 أطعمة تقلل من ظهور الشعر الأبيض.. وداعا للشيب المبكر

يعاني الكثير من المواطنين من الشيب المٌبكر للشعر، وربما يكون مؤشرًا لعوامل مختلفة، فبعض الأسباب الأكثر شيوعًا للشيب المُبكر هي العوامل الوراثية والإجهاد والتدخين ونقص فيتامين ب 12 والتعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية لفترات طويلة.

لهذا يلجأ البعض إلى تناول بعض الأطعمة التي تقلل من فرص ظهور الشيب المبكر في الشعر وفقًا لـ«ndtv».

تناول البيض

البيض غني بالبروتين الذي يحتاجه الجسم للحفاظ على صحة الشعر، كما أنه غني بفيتامين ب12، الذي يرتبط نقصه بالشيب المبكر، لذا ننصحك بتناول البيض.

العدس

العدس مصدر رائع لفيتامين «ب9» والعديد من العناصر الغذائية الأخرى التي تحافظ على صحة الشعر، كما أن العدس مُتعدد الاستخدامات يمكن طهيه بطرق مختلفة مما يجعل من السهل دمجه في نظامك الغذائي اليومي.

الخضروات الورقية

تنتمي الخضروات الورقية الخضراء، وتشمل هذه المجموعة السبانخ، والقرنبيط، والبروكلي، والملفوف والكرنب، وغيرها، فهذه الخضروات غنية جدًا بالحديد وحمض الفوليك، والفيتامينات والكالسيوم والعناصر الغذائية الأخرى التي تعمل على تحسين صحة الشعر. 

منتجات الألبان

منتجات الألبان مثل الحليب والجبن والزبادي وغيرها غنية بفيتامين «بـ12»، والكالسيوم والبروتين، والعديد من العناصر الغذائية الأخرى التي تُساعد في إنتاج الميلانين، الزبادي على وجه الخصوص غني بالبروبيوتيك، ومُضادات الأكسدة.

الشوكولاتة الداكنة  

الشوكولاتة الداكنة غنية جدًا بالعديد من العناصر الغذائية، وخاصة مضادات الأكسدة، التي تساعد في التخلص من السموم في الجسم وتؤثر على الشعر، كما أنها غنية بالنحاس الذي يُساعد في إنتاج الميلانين، ويمكن العمل على تناوله لتحسين صحة الشعر والاستفادة من عناصرها المختلفة، التي قد يجهلها البعض ولا يعرف تأثيرها الإيجابي على صحة الجسم، خاصة إذ كان الأمر متعلقًا بتغذية فروة الرأس.

مقالات مشابهة

  • كيف تنمي اللحية الخفيفة بطريقة طبيعية؟.. الأسباب وطرق التحفيز
  • البنك الوطني العماني يستعرض فرص التوظيف ويطلق برنامج "قادة الغد"
  • حكم ترك المرأة شعرها بعد التصفيف عند الاغتسال من الجنابة.. دار الإفتاء تجيب
  • الاثنين.. سلطنة عُمان تحتفل بيوم المعلم العماني
  • «أبوظبي للغة العربية» يفتح باب المشاركة في جائزة «كنز الجيل»
  • طرق علاج الثعلبة بالزيوت الطبيعية والدواء.. تعرف عليها
  • "أبوظبي للغة العربية" يفتح باب المشاركة في "كنز الجيل"
  • 5 أطعمة تقلل من ظهور الشعر الأبيض.. وداعا للشيب المبكر
  • النور يتأهل لنصف نهائي بطولة الخليج الـ41 لكرة اليد بعد فوزه على السيب العماني
  • تساقط الشعر بعد الولادة: الأسباب والحلول