مشروع إم بريدج على المحك.. تحول مفاجئ في حروب بوتين المالية
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
جاء انسحاب بنك التسويات الدولية من مشروع "إم بريدج" الذي أُطلق في 2021، والذي كان يهدف إلى تسريع التحويلات المالية الدولية باستخدام العملات الرقمية، رغم النجاح التقني للمشروع، ليعكس التعقيدات السياسية حول استخدام نظام مالي بديل قد يصبح تحت السيطرة الصينية.
وجاء في تقرير لمجلة "إيكونوميست" ترجمته "عربي21"، أن إطلاق بنك التسويات الدولية مشروع "إم بريدج" في 2021 صاحبته ضجة وتوقعات كبيرة؛ حيث قال البنك إن النظام الجديد، الذي كان يعمل على تطويره مع الصين ودول أخرى، سيستغل قوة العملات الرقمية وموثوقية البنوك المركزية لجعل التدفقات المالية الدولية أسرع وأبسط وأرخص، لكن البنك انسحب مؤخرًا بهدوء من المشروع في ظل ضجة جيوسياسية.
وحسب المجلة، فإن انسحاب البنك من المشروع يشير إلى السياسات عالية المخاطر التي تحيط بـ"إم بريدج"؛ حيث تجري تجربته من قبل العديد من البنوك المركزية لإجراء المعاملات عبر الحدود باستخدام العملات الرقمية المدعومة بالعملات التقليدية، بينما يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استغلاله كنموذج لإنشاء نظام "جسر بريكس".
وأضاف التقرير أن ذلك من شأنه أن يمكّن روسيا من الالتفاف على العقوبات المالية التي تفرضها الولايات المتحدة من خلال تجاوز الدولار والنظام المصرفي الأمريكي، ومما يزيد المخاوف بشأن "إم بريدج" أن الصين هي الشريك التكنولوجي الرئيسي في المشروع، وهي المسؤولة عن ترميزه وبرمجياته.
وقد أدت رغبة بوتين في محاكاة نظام "إم بريدج" إلى تزايد الأصوات الغربية التي تشعر بالإحباط تجاه مشاركة بنك التسويات الدولية في المشروع. وقد أكد أغوستين كارستنز، المدير التنفيذي لبنك التسويات الدولية على أن "إم بريدج" لم يتم إنشاؤه لتلبية احتياجات دول البريكس، لكن من الصعب -وفقا للمجلة- تجاهل توقيت انسحاب بنك التسويات الدولية من المشروع، أي بعد أسبوع فقط من قمة البريكس.
برنامج فعّال
وتمت تجربة نسخة أولى من منصة "إم بريدج" في سنة 2019، وحتى الآن يتم تطوير المشروع الذي يهدف إلى جعل المدفوعات عبر الحدود أسرع وأرخص، وذلك بالاشتراك مع "مركز الابتكار" التابع لبنك التسويات الدولية والبنوك المركزية في الصين وهونغ كونغ والإمارات العربية المتحدة وتايلاند، وقد انضمت المملكة العربية السعودية إلى المنصة في حزيران/ يونيو، عندما ذُكر أن منصة "إم بريدج" قد وصلت إلى مرحلة "منتج بالحد الأدنى من المقومات" (MVP).
وقال مسؤول إماراتي الأسبوع الماضي إن منصة "إم بريدج" قامت منذ ذلك الحين بتسوية مئات المعاملات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وأن حجم معاملات الإمارات على المنصة قد ارتفع بأكثر من الثلث خلال الشهر الماضي.
وأكد تقرير المجلة أن المشروع كان ناجحًا من الناحية الفنية بشكل ملحوظ؛ فقد تمكن من اختصار زمن المعاملات من أيام إلى ثوانٍ، وتقليص تكلفتها الهامشية إلى ما يقرب من الصفر، لكن هذا النظام المالي العالمي مهدد بسبب التجاذبات السياسية، حيث يشكل للعديد من الدول فرصة لتجنب التعامل مع البنوك الأمريكية بعد أن استخدمت الولايات المتحدة سلاح العقوبات المالية ضد روسيا ردا على اجتياح أوكرانيا.
مستقبل المشروع
أكد التقرير أنه بينما كان بوتين يضغط الأسبوع الماضي على دول البريكس لإنشاء نسخة مشابهة لنظام "إم بريدج"، كان مسؤولو بنك التسويات الدولية يواصلون الترويج للمشروع في بكين خلال مؤتمر سنوي استضافته شبكة سويفت، وهي شبكة يستخدمها حوالي 11,000 بنك للمدفوعات عبر أنحاء العالم.
وفي واشنطن، كان مسؤولو بنك التسويات الدولية في اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يستطلعون الآراء حول ما إذا كان ينبغي عليهم إغلاق هذا المشروع المثير للجدل، لكن ذلك لم يكن ممكنًا فعليًا لأن المشروع مملوك بشكل مشترك بين بنك التسويات الدولية وخمسة بنوك مركزية أخرى، لذلك انسحب بنك التسويات الدولية من المنصة وترك بقية الأطراف "لمواصلة العمل عليها بأنفسهم"، وفق تعبير كارستنز.
واعتبر التقرير أن قرار بنك التسويات الدولية بالانسحاب من منصة "إم بريدج" يعد خسارة لمحافظي البنوك المركزية الغربية القلقين من فقدان نفوذهم على النظام المالي العالمي، حيث أن انسحاب بنك التسويات الدولية سيحدّ من انضمام أعضاء جدد للمنصة.
وقالت اللجنة التوجيهية للمنصة إن فريق المشروع "لا يزال ملتزمًا به تمامًا" وسيواصل الجهود الرامية إلى تطوير المنصة من مرحلة "منتج بالحد الأدنى من المقومات" إلى مرحلة "الإنتاج الكامل".
ويعتقد جوش ليبسكي، من مركز أبحاث المجلس الأطلسي، أنه من المحتمل أن تصبح منصة "إم بريدج" الآن تحت قيادة صينية بالكامل، مع شفافية أقل من ذي قبل؛ حيث استثمرت الصين الكثير في هذا المشروع ولا يمكنها أن تتخلى عنه بسهولة.
وأكدت المجلة في ختام التقرير أن استمرار نظام "إم بريدج" بعد انسحاب بنك التسويات الدولية يؤكد حاجة البنوك المركزية الغربية للتوصل إلى بديل أفضل للنظام الحالي، على أن يوفر هذا البديل مزايا التعامل بالعملات الرقمية مع الحفاظ على قابلية إنفاذ العقوبات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي العملات الرقمية الصينية روسيا الصين روسيا العملات الرقمية ام بريدج المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنوک المرکزیة التقریر أن إم بریدج
إقرأ أيضاً:
قيادي في الجبهة الديمقراطية: نتنياهو يُطيل العدوان لأهداف شخصية والمقاومة لن تُركع
يمانيون../
أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أركان بدر، أن العدو الصهيوني، بدعم أمريكي مباشر، يستخدم سياسة التجويع كأداة حرب ممنهجة لإبادة الشعب الفلسطيني، موضحاً أن من لا يُقتل بالقصف يُستهدف بالحصار والحرمان من الغذاء والدواء، في ظل تواطؤ وصمت دولي مشين.
وفي مداخلة له على قناة المسيرة، أوضح بدر أن ما يجري في غزة والضفة الغربية ليس سوى تنفيذ صارخ لمخطط أمريكي–صهيوني يهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا، وتحويل غزة إلى منطقة سياحية ضمن مشروع ترامب القديم، المتماهي مع مشروع نتنياهو التوسعي لما يسمى “إسرائيل الكبرى”.
وأشار إلى أن هذا المشروع الاستعماري يتضمن تقطيع الضفة الغربية وضمّها تدريجياً، في إطار خطة متكاملة لفرض “دولة إسرائيل” من النيل إلى الفرات، لكنه أكد أن صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة البطولية على الأرض أفشل وستفشل هذه المخططات.
وانتقد القيادي الفلسطيني المواقف المتخاذلة للأمم المتحدة، وعلى رأسها “الأونروا”، التي قال إنها باتت غائبة عن واجبها الإنساني، متسائلاً عن دورها في ظل المجازر اليومية التي يتعرض لها الأطفال والنساء في غزة.
كما استنكر بشدة الموقف الرسمي العربي، قائلاً إن غالبية الأنظمة اكتفت بالصمت أو التصريحات الجوفاء، في حين برز الدور اليمني الداعم على المستويين الشعبي والعسكري، إلى جانب الدعم الإيراني والمواقف المشرّفة من جنوب إفريقيا وعدد من الدول الحرة.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة مع كيان الاحتلال، أوضح بدر أن المشكلة الحقيقية تكمن في تعنت بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لإطالة أمد العدوان من أجل تحقيق مكاسب سياسية وشخصية، عبر تصدير أزماته الداخلية وتضييق الخناق على المقاومة والشعب الفلسطيني.
وشدد على أن نتنياهو يحاول فرض شروطه عبر سياسة الأرض المحروقة، من خلال ارتكاب المجازر واستهداف المدنيين في الخيام ومنع إدخال المساعدات، إلا أن المقاومة ثابتة في موقفها، والشعب الفلسطيني مصمم على الصمود وعدم الاستسلام مهما بلغت التضحيات.
واعتبر بدر أن نتنياهو لا يتردد في التضحية بكل شيء داخل الكيان، سواء بالجيش أو بالمؤسسات، بل عمد إلى إقصاء المعارضين وجلب الموالين لضمان بقائه في السلطة، في مؤشر واضح على فشل المشروع الصهيوني من الداخل.
وأوضح أن القوات الصهيونية منهارة ومنهكة ميدانياً، ولم تعد قادرة على التقدم، مشدداً على أن الخيار الوحيد المتاح أمامها هو وقف العدوان والانسحاب من الأرض الفلسطينية.
وفي ختام حديثه، شدد بدر على أن المقاومة لن تضع سلاحها، وأن الحقوق الفلسطينية لن تُنتزع إلا بالمقاومة، مؤكداً أن مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي تقوده واشنطن وتل أبيب بات في مواجهة حقيقية مع مشروع المقاومة الذي يتوسع ويترسخ.
وأشار إلى أن الخطر الصهيوني يتعدى فلسطين، ليهدد لبنان وسوريا وكل شعوب المنطقة، داعياً إلى وعي جماهيري وسياسي بخطورة المشروع الاستعماري، مؤكداً أن الشرق الأوسط الجديد لن يكون أمريكياً أو إسرائيلياً، بل سيكون شرقاً مقاوماً يصنعه محور الصمود والكرامة.