لجريدة عمان:
2025-02-22@04:53:33 GMT

مأساة الثقافة والمثقفين في زمن التدمير الشامل

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

تتعرض المؤسسات الثقافـية فـي فلسطين ولبنان إلى تدمير ممنهج تشنه قوات الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر وإلى الآن، فقد قُتل العديد من الفاعلين الثقافـيين من كُتاب وشعراء وصحفـيين، وهُدمت مؤسسات كالمسارح والمكتبات ودور الثقافة وهناك توقف تام للأنشطة الثقافـية فـي غزة ولاحقا فـي الجنوب اللبناني.

وإذا كان التدمير المادي ماثلا للعيان فإن الآثار النفسية للحروب تعد الأنكى والأسواء والأكثر تأثيرا على الإنسان، حيث ترافقه إلى بعد انتهاء الحرب وانجلاء الغم. هذا بالإضافة إلى أن الاحتلال يتعمد القضاء على أي وسيلة ثقافـية أو إعلامية يمكنها توثيق جرائمه البشعة والإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة منذ أن غُرِسوا فـي قلب الوطن العربي. ولذلك لا يُفرق الصهاينة بين هدف مدني وآخر عسكري إذ أضحت كل البُنى أهدافا للتدمير وكل إنسان فـي غزة أو فـي جنوب لبنان مشاريع للإبادة الجماعية.

إن حالة العجز التي نشعر بها حيال القتل اليومي فـي غزة ولبنان، لا تُعفـينا من محاولة طرح الأفكار والمقترحات التي يمكنها التخفـيف من معاناة الإنسان فـي المناطق المستهدفة بالقتل والتهجير، إذ يحتاج الفرد فـي تلك المناطق إلى الحصول على وسائل تمكنه من توفـير المتطلبات الأساسية له ولأسرته من الطعام والماء والأدوية والمأوى. فما الذي يمكن أن تقدمه المؤسسات الثقافـية فـي الوطن العربي للكتاب والمثقفـين فـي كل من لبنان وفلسطين والسودان واليمن ليبيا، الذين توقفت حياتهم بتوقف الأنشطة التي يمارسونها مثل إدارة الأنشطة والفعاليات ثقافـية، وأيضا إغلاق المكتبات وتوقف شراء الكتب، لهذا فإن المطلوب من المؤسسات الثقافـية الحكومية والخاصة فـي كل أنحاء الوطن العربي الوقوف إلى جانب نظيراتها فـي كل من غزة وجنوب لبنان، سواء باقتناء أعمال المؤلفـين والفنانين الرازحين تحت نير الاحتلال، أو استكتاب الكتاب والصحفـيين وإشراكهم فـي المؤتمرات والمهرجانات الثقافـية ومعارض الكتب، إما بالحضور الشخصي وإخراجهم مؤقتا من أتون المعاناة، أو استضافتهم افتراضيا عبر برامج التقنية الحديثة، أو إعفاء دور النشر التي تمر بظروف صعبة من رسوم المشاركة فـي معارض الكتب، وهنا لابد من الإشادة بجهود هيئة الشارقة للكتاب، إذ أمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة بإعفاء دور النشر فـي فلسطين ولبنان والسودان من رسوم المشاركة فـي معرض الشارقة للكتاب فـي دورته الحالية. والحقيقة أن دور النشر فـي البلدان المذكورة عانت ولا تزال تعاني، فعلى سبيل الذكر تعرضت دار الرافدين فـي الضاحية الجنوبية للقصف، وقد تضامن معها العديد من الكتاب وبعض دور النشر، بينما لم يصدر اتحاد الناشرين العرب أي بيان إدانة أو استنكار للقصف، لذلك نستغرب صمت الاتحاد المحسوب على المجتمع المدني، ولذلك فإن مسؤولية الاتحاد تتعدى جدولة معارض الكتب إلى الوقوف إلى جانب دور النشر والتضامن معها باعتبارها مؤسسات ثقافـية تتطلب تدعيمها لنشر المعرفة والثقافة فـي المجتمع، ونأمل من بقية إدارات معارض الكتب العربية إعفاء دور النشر التي تعاني من ظروف خاصة من رسم المشاركة.

إن إشراك المثقف الموجود فـي المناطق المُدمرة فـي الفعاليات الثقافـية يُمثل تضامنا رمزيا مع معاناته، إضافة إلى أن الحصول على بعض المبالغ المالية نظير المساهمة الكتابية والفنية، تساهم فـي التخفـيف من معاناة المثقف الذي لا يتقن أي حرفة أو صنعة أخرى غير الكتابة وممارسة الفنون التي يمارسها فـي الحصول على قوت يومه. لذا نأمل من الهيئات والمنظمات العربية والدولية ذات الصلة بالشأن الثقافـي أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه المثقفـين ومؤسساتهم فـي فلسطين ولبنان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دور النشر

إقرأ أيضاً:

الداخلية تلاحق صفحات شهرت برجال السلطة

زنقة 20 | متابعة

ذكرت يومية الأخبار أن مصالح وزارة الداخلية توصلت، قبل أيام قليلة، بتقارير مفصلة حول تشهير صفحات فيسبوكية برجال السلطة وإهانة السلطات بشكل متكرر ومبالغ فيه، خاصة بتراب عمالة المضيق، وتوجيه اتهامات خطيرة إليهم، ما دفع بها إلى توجيه تعليمات مركزية باتباع كافة الملفات والتقارير التي وجهت إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتطوان، والنظر في أسباب قرارات الحفظ، وتوجيه طلبات تعميق البحث مع تزويد القضاء بأي دلائل أخرى يحتاجها.

وينتظر دفاع وزارة الداخلية أن يقوم بتتبع دقيق لمآل تقارير حارقة أنجزتها السلطات المختصة بالمضيق، وتتعلق بتدوينات فيسبوكية تحمل جرائم التشهير وإهانة السلطة، بعضها يتعلق بمدونين لهم ملفات قضائية بالجملة في موضوع التشهير، ولا علاقة لها بأي عمل صحفي مهني، لأن هناك النشر على الجرائد الورقية والإلكترونية وإمكانية التوضيح والرد من القسم الإعلامي بالداخلية، أو حتى تقديم شكاية مباشرة وفق قانون النشر، على عكس التدوينات الفيسبوكية التي تحمل اتهامات مباشرة والتشهير والابتزاز ولا تدخل بتاتا في حرية التعبير المقيدة بشروط قانونية واضحة، وتتضمن الحد الأدنى من الأخلاقيات وعدم المس بالأعراض واستهداف عائلات الضحايا لخلق أجواء من الرعب النفسي، الذي تتم معه خدمة الأجندات الغامضة.

وأضافت اليومية أن مدونا بمرتيل تمت إدانته من قبل ابتدائية تطوان في ملف للتشهير، قبل أيام قليلة، كما سبق التقدم ضده بتقرير من قبل السلطات المحلية إلى النيابة العامة المختصة، في حين تم حفظ شكاية تتعلق تفاصيلها باتهامات خطيرة وجهت إلى مسؤول سام بالمضيق، وذلك لتخلف المشتكي الذي يشغل نائب رئيس مجلس العمالة وعدم تأكيده لشكايته في ظروف غامضة، علما أن الشكاية تضمنت معلومات في غاية الخطورة من انتحال صفة الصحافة والكشف عن محادثات سرية.

مقالات مشابهة

  • وفاة عشرينية .. رحلة إلى حمام بوغرارة تتحول إلى مأساة
  • مأساة: اصطدام قطار بأفيال يؤدي إلى نفوق 6 منها (صور)
  • مأساة على القضبان.. قطار يدهس قطيعاً من الأفيال في سريلانكا
  • مأساة في بحر إيجه: وفاة 6 مهاجرين وإنقاذ 27 آخرين بعد غرق قارب مطاطي
  • سيرة صلاح جاهين وحياته في ندوة تثقيفية تنظمها «قصور الثقافة» بدار الكتب بطنطا
  • نازحو غزة يواجهون مأساة الشتاء في خيام متهالكة
  • «الممارسات الخاطئة ضد المرأة».. ندوة تثقيفية بدار الكتب بطنطا
  • بسبب حرب الإبادة الصهيونية.. المفقودون في غزة مأساة عميقة
  • بن غفير: أدعو نتنياهو والحكومة للعودة إلى رشدهم واستئناف حرب التدمير
  • الداخلية تلاحق صفحات شهرت برجال السلطة