لجريدة عمان:
2025-10-23@03:58:56 GMT

مأساة الثقافة والمثقفين في زمن التدمير الشامل

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

تتعرض المؤسسات الثقافـية فـي فلسطين ولبنان إلى تدمير ممنهج تشنه قوات الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر وإلى الآن، فقد قُتل العديد من الفاعلين الثقافـيين من كُتاب وشعراء وصحفـيين، وهُدمت مؤسسات كالمسارح والمكتبات ودور الثقافة وهناك توقف تام للأنشطة الثقافـية فـي غزة ولاحقا فـي الجنوب اللبناني.

وإذا كان التدمير المادي ماثلا للعيان فإن الآثار النفسية للحروب تعد الأنكى والأسواء والأكثر تأثيرا على الإنسان، حيث ترافقه إلى بعد انتهاء الحرب وانجلاء الغم. هذا بالإضافة إلى أن الاحتلال يتعمد القضاء على أي وسيلة ثقافـية أو إعلامية يمكنها توثيق جرائمه البشعة والإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة منذ أن غُرِسوا فـي قلب الوطن العربي. ولذلك لا يُفرق الصهاينة بين هدف مدني وآخر عسكري إذ أضحت كل البُنى أهدافا للتدمير وكل إنسان فـي غزة أو فـي جنوب لبنان مشاريع للإبادة الجماعية.

إن حالة العجز التي نشعر بها حيال القتل اليومي فـي غزة ولبنان، لا تُعفـينا من محاولة طرح الأفكار والمقترحات التي يمكنها التخفـيف من معاناة الإنسان فـي المناطق المستهدفة بالقتل والتهجير، إذ يحتاج الفرد فـي تلك المناطق إلى الحصول على وسائل تمكنه من توفـير المتطلبات الأساسية له ولأسرته من الطعام والماء والأدوية والمأوى. فما الذي يمكن أن تقدمه المؤسسات الثقافـية فـي الوطن العربي للكتاب والمثقفـين فـي كل من لبنان وفلسطين والسودان واليمن ليبيا، الذين توقفت حياتهم بتوقف الأنشطة التي يمارسونها مثل إدارة الأنشطة والفعاليات ثقافـية، وأيضا إغلاق المكتبات وتوقف شراء الكتب، لهذا فإن المطلوب من المؤسسات الثقافـية الحكومية والخاصة فـي كل أنحاء الوطن العربي الوقوف إلى جانب نظيراتها فـي كل من غزة وجنوب لبنان، سواء باقتناء أعمال المؤلفـين والفنانين الرازحين تحت نير الاحتلال، أو استكتاب الكتاب والصحفـيين وإشراكهم فـي المؤتمرات والمهرجانات الثقافـية ومعارض الكتب، إما بالحضور الشخصي وإخراجهم مؤقتا من أتون المعاناة، أو استضافتهم افتراضيا عبر برامج التقنية الحديثة، أو إعفاء دور النشر التي تمر بظروف صعبة من رسوم المشاركة فـي معارض الكتب، وهنا لابد من الإشادة بجهود هيئة الشارقة للكتاب، إذ أمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة بإعفاء دور النشر فـي فلسطين ولبنان والسودان من رسوم المشاركة فـي معرض الشارقة للكتاب فـي دورته الحالية. والحقيقة أن دور النشر فـي البلدان المذكورة عانت ولا تزال تعاني، فعلى سبيل الذكر تعرضت دار الرافدين فـي الضاحية الجنوبية للقصف، وقد تضامن معها العديد من الكتاب وبعض دور النشر، بينما لم يصدر اتحاد الناشرين العرب أي بيان إدانة أو استنكار للقصف، لذلك نستغرب صمت الاتحاد المحسوب على المجتمع المدني، ولذلك فإن مسؤولية الاتحاد تتعدى جدولة معارض الكتب إلى الوقوف إلى جانب دور النشر والتضامن معها باعتبارها مؤسسات ثقافـية تتطلب تدعيمها لنشر المعرفة والثقافة فـي المجتمع، ونأمل من بقية إدارات معارض الكتب العربية إعفاء دور النشر التي تعاني من ظروف خاصة من رسم المشاركة.

إن إشراك المثقف الموجود فـي المناطق المُدمرة فـي الفعاليات الثقافـية يُمثل تضامنا رمزيا مع معاناته، إضافة إلى أن الحصول على بعض المبالغ المالية نظير المساهمة الكتابية والفنية، تساهم فـي التخفـيف من معاناة المثقف الذي لا يتقن أي حرفة أو صنعة أخرى غير الكتابة وممارسة الفنون التي يمارسها فـي الحصول على قوت يومه. لذا نأمل من الهيئات والمنظمات العربية والدولية ذات الصلة بالشأن الثقافـي أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه المثقفـين ومؤسساتهم فـي فلسطين ولبنان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دور النشر

إقرأ أيضاً:

معرض لأعمال الأديب عباس محمود العقاد بدار الكتب والوثائق

 

تنظم الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، اليوم ، معرضًا خاصًا لأعمال الأديب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، وذلك بقاعة الاطلاع بمقر  دار الكتب، يضم المعرض الذي يستمر حتى الثلاثين من أكتوبر الجاري، نحو ٣٠ عنوانًا من أبرز مؤلفات العقاد التي أثرت الحياة الثقافية والفكرية في مصر والعالم العربي.

 

إحياء تراث رواد الأدب والفكر المصريين

 

يأتي تنظيم المعرض في إطار حرص دار الكتب والوثائق القومية، على إحياء تراث رواد الأدب والفكر المصريين، وإتاحة الفرصة للباحثين والقراء للاطلاع على نتاجهم الفكري، وتتنوع عناوين المعرض بين كتب العقاد في الفكر والفلسفة والنقد الأدبي والسير الذاتية، من بينها “العبقريات”، و“الله”، و“الفكر الحر”، و“ساعات بين الكتب”، و“رجال عرفتهم”.

وأكدت الهيئة أن المعرض يهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بثراء تجربة العقاد الفكرية، وإبراز دوره الرائد في تجديد الفكر العربي الحديث، كعرض تعريفي بسيرة الأديب الراحل ومسيرته الصحفية والأدبية.

عباس محمود العقاد

 

يذكر أن عباس محمود العقاد (1889–1964) هو أحد أبرز أعلام الأدب والفكر في مصر والعالم العربي. وُلد في أسوان، واعتمد على نفسه في التعليم، إذ لم يكمل تعليمه النظامي، لكنه كوَّن ثقافة واسعة بالقراءة في مختلف العلوم واللغات. عمل في الصحافة مبكرًا، وذاع صيته ككاتب ومفكر صاحب أسلوب قوي وحجة عقلية صارمة.

كان العقاد من رواد مدرسة الديوان في الشعر، مع المازني وعبد الرحمن شكري، حيث دعا إلى التجديد الشعري وتحرير القصيدة من الجمود. كتب الشعر والنقد، لكنه تميز أكثر بمقالاته الفكرية وكتبه في الفلسفة والاجتماع والتاريخ، وخصوصًا سلسلة «العبقريات» التي تناول فيها شخصيات إسلامية مثل "عبقرية محمد"، "عبقرية عمر"، و"عبقرية الصديق".

اشتهر العقاد بدفاعه عن الحرية والفكر المستقل، ولم يتردد في مواجهة السلطة أو مخالفة الرأي العام. دخل البرلمان نائبًا عن أسوان، وسُجن بسبب مقالاته السياسية. ترك أكثر من مئة كتاب، تناول فيها الأدب، الفلسفة، الدين، والنفس الإنسانية.

تميّز بأسلوب لغوي قوي وعمق في التحليل، وظل رمزًا للمثقف الحر الذي لا يساوم على فكره. توفي عام 1964، وبقي إرثه علامة بارزة في الثقافة العربية.

مقالات مشابهة

  • دعوة المختصين للمشاركة في مجلة البحوث والدراسات الاجتماعية
  • العبداللات يقرر حظر النشر في مشاجرة الجامعة الأردنية
  • إسرائيل تواصل عمليات التدمير والنزوح القسري في شمال الضفة الغربية
  • "أونروا": التدمير والتهجير القسري مستمران في الضفة
  • دار الكتب تنظم ندوة مانشيتات النصر عن الصحافة القومية في قلب معركة أكتوبر
  • «مانشيتات النصر.. الصحافة القومية في قلب معركة أكتوبر» ندوة بدار الكتب والوثائق القومية
  • مكتبة محمد بن راشد تسجّل حضوراً مميزاً في «فرانكفورت للكتاب 2025»
  • دار الكتب والوثائق تطلق خدمة الإيداع الإلكتروني للكتب بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين
  • الشارقة للكتاب يفتح باب المشاركة في ورش عمل حصرية
  • معرض لأعمال الأديب عباس محمود العقاد بدار الكتب والوثائق