الإمارات.. خلوة الذكاء الاصطناعي ترسم خارطة طريق بمبادرات ومشاريع تكاملية
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
ناقشت "خلوة الذكاء الاصطناعي"، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات 2024، التي تنظم بحضور أكثر من 500 من قيادات الدولة والمسؤولين في الجهات الاتحادية والمحلية، وبمشاركة واسعة من فرق العمل في حكومة دولة الإمارات ومختلف الجهات المحلية، مستقبل القطاع وتأثيراته المتنامية في تنمية مختلف القطاعات، وأبرز توجهاته العالمية خلال المرحلة القادمة، وسبل الاستفادة منها وتوظيف إمكاناتها في تعزيز ريادة الإمارات ودورها القيادي في تطوير مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها.
وناقشت الطاولات المستديرة متطلبات تهيئة بنية تحتية عالية الأداء في الحوسبة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق تكامل سلس وفعال للبيانات، إضافة إلى خطوات حوكمة البيانات للاستخدام والتبني الأمثل للذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي.
وفي جانب الاستعداد لسوق العمل، ناقشت الخلوة مبادرات بناء المهارات الأساسية لمواكبة الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الحديثة، وأكد المشاركون في الخلوة، أن الإمارات حققت تقدماً كبيراً في بناء القدرات الوطنية وتمكين قوتها العاملة من خلال مبادرات التعليم المتخصص وبرنامج نافس، والشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، حيث زادت أعداد المتخصصين والخبراء في الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات 4 مرات لتصل إلى 120,000 متخصص بين عامي 2021 و2023. مشددين على أهمية تكثيف الجهود في هذا المجال لمضاعفة الإنجاز في بناء الكوادر الوطنية اللازمة للمحافظة على ريادة القطاع.
وهدفت مبادرات خارطة الطريق إلى تعزيز التوجه نحو الاعتماد على التقنيات الحديثة في تطوير الخدمات الحكومية وتحليل البيانات بنسبة 100%، وزيادة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في قطاعات التعليم والصحة والنقل والطاقة والمؤسسات الصناعية وشركات القطاع الخاص بما يضاعف الإنجازات التنموية والنمو الاقتصادي، حيث ترجح التوقعات أن يرفد الذكاء الاصطناعي ناتج الدولة الإجمالي بنحو 352 مليار درهم عام 2030 بما يعادل زيادة بنسبة 26%.
وأكدت مخرجات الخلوة أهمية مواصلة تطوير البنية التشريعية، والبنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي، ودعم البيئة المحفزة على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يساهم في خلق فرص لاستقطاب وتأسيس شركات جديدة قادرة على تطوير منتجات وخدمات ريادية، واستقطاب وتدريب المواهب والكفاءات على الوظائف المستقبلية والاستثمار في قدرات البحث والتطوير في هذا المجال. دور عالمي ناشط وأكد المشاركون في الخلوة الدور المهم والناشط الذي تلعبه الإمارات على المستوى العالمي في تطوير هذا القطاع وصياغة أطره وسياساته الدولية وحوكمته، ودعم تبني مجالاته وتطبيقاته في مختلف القطاعات ذات التأثير الإيجابي على تنمية المجتمعات الإنسانية، مشيرين إلى أهمية الشراكات الدولية التي ترسخها دولة الإمارات لتحقيق هذه الأهداف.
وتطرق المشاركون إلى استثمار دولة الإمارات المبكر في تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي وتبنيها لتطبيقاته في مختلف مجالات العمل حيث تشهد الدولة اليوم تسارعاً كبيراً في مشاركة هذا المجال في مختلف قطاعات التنمية ومساهمته في الاقتصاد الوطني، في استباقية للتوجهات العالمية والتطورات التكنولوجية التي يشهدها الذكاء الاصطناعي بكل تطبيقاته. مبادرات متواصلة
وسلطت جلسات الخلوة الضوء على الاستراتيجيات والمبادرات المتواصلة لدولة الإمارات والتي عززت قدراتها في الحوسبة الفائقة ومكنتها عبر مراكز البحث والتطوير التي أنشأتها من تدريب نماذج اللغات الكبيرة الخاصة بها وجذب شراكات عالمية فاعلة في هذا المجال مع عمالقة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ومنها استثمار مايكروسوفت في شركة G42. كما ناقش المشاركون المبادرات المتواصلة التي تركز على بناء القدرات الوطنية والكوادر المؤهلة في الذكاء الاصطناعي، لتوظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعات التنمية.
#محمد_بن_راشد: ترأست اليوم الاجتماعات السنوية لحكومة #الإمارات والتي انطلقت في العاصمة أبوظبي.. وبدأنا الفعاليات الحكومية لهذا التجمع الوطني عبر اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء.. الاجتماعات السنوية تجمع أهم 500 مسؤول في الإمارات تتضاعف أهميتها.. لأن العمل بروح الفريق الواحد بين… pic.twitter.com/1Bi7TqDxs5
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 4, 2024المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الذكاء الاصطناعي أعمال الخلوة الإمارات الذكاء الاصطناعي الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی دولة الإمارات هذا المجال فی تطویر فی مختلف
إقرأ أيضاً:
انتفاضة كوردستان.. خارطة طريق لمسار الحكم
كتب محمد شيخ عثمان
الانتفاضة الكوردستانية في 1991 كانت تعبيرا واضحاً عن رفض الشعب الكوردي للحكم القمعي لنظام البعث، وخاصة بعد عقود من التهميش والاضطهاد والتعريب والتهجير القسري والجرائم مثل حملة الأنفال واستخدام الأسلحة الكيميائية وأظهرت أن الشعوب المضطهدة قادرة على كسر قيود الاستبداد، خاصة عند توفر اللحظة التاريخية المناسبة بوجود قوى ثورية في الطليعة .
تجلت في روح الانتفاضة قوة التلاحم الوطني التي برهنت أن تكاتف ووحدة القوى الكوردستانية والفئات الاجتماعية المختلفة كانت عاملاً حاسماً في نجاحها وبهذه الارادة والعزيمة جعلت المجتمع الدولي غير قادر على تجاهل معاناة الشعب الكوردي، مما أدى لاحقاً إلى فرض منطقة الحظر الجوي وحماية دولية.
رغم مرور 34 عاما على شرارة الانتفاضة لكن من المجحف التعامل معها كذكرى عابرة ، بل انها لاتزال بمثابة خارطة طريق استراتيجية تحدد اولويات وركائز مسار الحكم في اقليم كوردستان، فهي انطلقت ضد الظلم والطغيان واللامساواة والفساد والاجرام وبالتالي يجب ان تبقى بصمات هذه الخارطة ماثلة على مسار الحكم وهوية الاطراف السياسية وانتماء المواطنين لذلك فان الابتعاد عن الحكم الرشيد والشراكة في ادارة الحكم وتعثر وحدة الصف والخطاب الكوردي على مستوى الاقليم والعراق والمنطقة والعالم خروج عن السياقات الاساسية لروح الانتفاضة الشعبية وخطأ جسيم ينعكس على الاقليم وحياة المواطنين وانتمائهم .
وفق كافة الادلة والحقائق فان الانتفاضة تعود ملكيتها الى الاتحاد الوطني الكوردستاني وبطولة التنظيمات والخلايا المسلحة وبيشمركه الثورة الجديدة، ومن ثم وحدة القوى الكوردية المنضوية في الجبهة الكوردستانية، وقد أثبتت أن الظلم والاضهاد لن يتمكنا أبدا من إسكات صوت وإرادة شعبنا وشهداؤنا دليل سطر بالدم قيادة الاتحاد لتلك الثورة الجماهيرية .
الاتحاد الوطني ومن اجل اعلاء وترسيخ اهداف الانتفاضة وحماية مكاسبها سيبقى في طليعة تعديل مسار الحكم واجراء اصلاحات شاملة في مفاصل ومؤسسات الحكم ليحافظ على معاني وروحية الانتفاضة كأمانة وواجب وطني وهو الان يواصل مساعيه الحثيثة من أجل تجاوز المرحلة الراهنة، وضمان المزيد من الاستقرار والرفاهية لبلدنا، والتعامل مع التطورات في كوردستان العراق والمنطقة بالتكاتف والعمل المشترك ووعي أكثر.
انتفاضة 1991 لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت نقطة تحول مفصلية في تاريخ كوردستان العراق، فرغم التحديات التي تلتها، شكلت الأساس لما تحقق لاحقاً من مكاسب سياسية وإدارية ودستورية، من حيث انهاء السلطة البعثية واجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة واعلان الفيدرالية كهوية لنظام الحكم و نقل القضية الكوردية إلى الساحة الدولية وكسب تأييدهم ،كل ذلك من صميم مكاسب الانتفاضة ومن المجحف بث الطعن اوالانتقادات لهذه الملحمة المجيدة التي رسخت فكرة أن إرادة الشعوب قادرة على تغيير مسار التاريخ.
النصر لارادة تصحيح مسار الحكم الذي هو هبة ومكسب الانتفاضة