ما تأثير القضية الفلسطينية على الانتخابات الأمريكية؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
في ظل التحضيرات للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، تتعدد الآراء حول تأثير نتائج هذه الانتخابات على القضية الفلسطينية. ومع دخول الحزبين الجمهوري والديمقراطي في سباق محموم على الرئاسة، يتساءل العديد من المراقبين عما إذا كانت الإدارة القادمة، سواء بقيادة الجمهوريين أو الديمقراطيين، ستحقق تقدمًا ملموسًا نحو حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أم أن الوضع سيبقى كما كان عليه طوال العقود الماضية.
قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، إن فوز الجمهوريين من شأنه أن يُعقد الوضع السياسي للحزب الديمقراطي، ويضعه أمام تحديات داخلية مشيرًا إلى أن التجارب السابقة، مثل انتخابات عامي 2000 و2016، حينما واجه الديمقراطيون أزمات دفعتهم لفرض ضغوط على حكومات خارجية، ومنها فرض تمديد قرار مجلس الأمن رقم 2334 لإدانة الاستيطان الإسرائيلي.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة "الفجر"،أن الرئيس السابق دونالد ترامب يمتلك رؤية واضحة لحل النزاعات الإقليمية، تتركز على إنهاء الحروب التي تستنزف الولايات المتحدة، وفي حال عودته إلى السلطة، فقد يسعى لإنهاء النزاعات المتواصلة بما فيها الصراع في الشرق الأوسط، بينما إذا فازت كامالا هاريس والديمقراطيون، من المحتمل أن تواصل الإدارة سياسة المماطلة في حل القضية الفلسطينية.
وبحسب الرقب، فإن الوضع الراهن يتطلب تحركًا أمريكيًا جادًا نحو وقف الحرب وحل الصراع عبر مبدأ حل الدولتين.
الدكتور أيمن الرقب
وأشار إلى أن هناك دعمًا عربيًا قويًا، خاصة من المملكة العربية السعودية، التي تضع شرطًا للتطبيع مع إسرائيل يتمثل في ضمانات جادة لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يفرض تحديات إضافية على السياسة الإسرائيلية التي تتعارض مع بعض قرارات الكنيست حول الاستيطان.
من جهته، يؤكد الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، أن الانتخابات الأمريكية المقبلة، سواء أفرزت فوز الديمقراطيين أو الجمهوريين، لن تسفر عن أي تغيير جوهري في الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية.
ويشدد أبو عطيوي على أن الإدارات الأمريكية، على مدى عقود، لم تتجاوز الوعود الإعلامية والدعائية التي تخدم أغراضها الانتخابية وتستهدف أصوات العرب الأمريكيين.
وأشار أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ«الفجر» إلى أن هذه الوعود لا تُترجم على الأرض، وأن الولايات المتحدة تستمر في دعم سياسات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر.
ويرى أن استمرار الحرب على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثالث عشر، يعد دليلًا على ازدواجية الموقف الأمريكي. وبينما تعلن واشنطن وساطتها، فإنها تقدم دعمًا عسكريًا ولوجستيًا لإسرائيل، متجاهلة الظروف الإنسانية القاسية التي يمر بها الفلسطينيون.
الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي
أبو عطيوي يشير إلى ضرورة توحد الموقف العربي عبر جامعة الدول العربية، مؤكدًا على أهمية تطوير مشروع عربي يطالب الرئيس الأمريكي القادم بإنهاء العدوان على غزة، ويدفع إسرائيل للتفاوض بجدية لتحقيق الاستقرار وضمان أمن الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة مستقلة.
نزار نزال: الانتخابات الأمريكية تثبت عدم الحياد تجاه الصراع الفلسطينيوفي السياق ذاته، أوضح المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال أن سياسة الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية ثابتة، سواء في ظل الديمقراطيين أو الجمهوريين.
وأكد نزال لـ«الفجر» أن مشروعًا أمريكيًا-إسرائيليًا طويل الأمد ينفذ على أرض الواقع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن الانتخابات الأمريكية ليست سوى استمرارية لدعم هذا المشروع دون تغيير حقيقي.
المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزالنزال يرى أن الجمهوريين عادةً ما يتيحون لإسرائيل حرية أكبر لتنفيذ سياساتها، في حين أن الديمقراطيين قد يضعون بعض القيود النسبية. وأوضح أن السياسة الأمريكية، رغم تغيير الرؤساء، لم تسهم إلا في تعزيز الاحتلال وفرض واقع استيطاني جديد، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن هذا الانحياز الأمريكي الدائم لدولة الاحتلال، على حساب حقوقه المشروعة.
الدور العربي المطلوب والآمال المستقبليةمع تصاعد الآمال في تحرك عربي فاعل يقوده موقف مشترك من الدول العربية، تشدد عدة أصوات فلسطينية على ضرورة مطالبة الإدارة الأمريكية الجديدة بوقف الحرب على غزة، وفتح باب المساعدات الإنسانية دون قيود. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه غزة كارثة إنسانية، حيث يعاني الفلسطينيون من نزوح جماعي، وسط نقص في الإمدادات الضرورية، واستمرار القصف الذي يحرمهم من الاستقرار والأمان.
المسؤولية الدولية لحل عادل ودائمفي ظل هذه المواقف المتباينة من المحللين والخبراء، يبقى التساؤل الأهم: هل ستتحمل الولايات المتحدة، بغض النظر عن الحزب الفائز، مسؤوليتها الأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، وتضغط على إسرائيل لتحقيق حل سياسي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في ظل سلام شامل وعادل؟.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية القضية الفلسطينية الحرب على قطاع غزة الحرب على غزة الرئيس السابق دونالد ترامب انتخابات الرئاسية الأمريكية جامعة الدول العرب ترامب هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الانتخابات الأمریکیة القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
محمد خزعل يكتب: تهويد القضية الفلسطينية
تعاني القضية الفلسطينية منذ عقود من محاولات التهويد والتغيير الديموغرافي الممنهج، حيث تسعى إسرائيل إلى طمس الهوية الفلسطينية، وإعادة تشكيل التركيبة السكانية في الأراضى المحتلة لصالح المستوطنين اليهود.. ومن أبرز الأدوات التي تستخدمها إسرائيل لتحقيق ذلك، سياسة التهجير القسري للفلسطينيين إلى دول الجوار، خاصة مصر والأردن، بهدف تقليل الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.. بل إنها تسعى لتهويد القضية، من خلال عدة وسائل، أهمها:
الاستيطان: حيث تواصل بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بهدف تغيير الطابع الديموغرافي والجغرافي للمناطق الفلسطينية.
التهجير: بالضغط على الفلسطينيين لمغادرة أراضيهم عبر سياسات التهجير القسرى، مثل القصف المتواصل على أراضيهم وخصوصا غزة، وهدم منازلهم في الضفة الغربية، وسحب الإقامات من المقدسيين.
طمس الهوية الثقافية والدينية: بالسعى إلى السيطرة على الأماكن المقدسة «الإسلامية والمسيحية»، وتغيير المناهج التعليمية، ومحاولة فرض الطابع اليهودي على القدس.
فرض الحصار والعقوبات الاقتصادية: بهدف إجبار الفلسطينيين على البحث عن حياة أفضل في الخارج، ما يسهل تهجيرهم بشكل غير مباشر.
وتعتمد إسرائيل على عدة استراتيجيات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة وطنهم، وتعد مصر والأردن من أبرز الوجهات المحتملة لهذا التهجير، لعدة أسباب:
بالنسبة لمصر: لقرب قطاع غزة من حدودها، ومعاناة الفلسطينيين من الحصار، تُطرح سيناريوهات تهجير سكان غزة إلى سيناء، وهو ما ترفضه مصر بشدة.
بالنسبة للأردن: تستقبل المملكة بالفعل أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين منذ نكبة 1948، وتحاول إسرائيل الدفع بمزيد من الفلسطينيين إلى الأردن لجعلها «الوطن البديل»، وهو ما ترفضه الحكومة الأردنية رفضا قاطعا.
وكان لمصر على مدار عقود أدوار بارزة تجاه القضية الفلسطينية، ودائما ما تكون الرسالة الواضحة لقيادتها السياسية بالتأكيد على أنّ الحل العادل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وليس عبر تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، وتأكد الموقف المصري من تهجير الفلسطينيين، حيث اتخذت القاهرة موقفا حاسما تجاه هذه المسألة، فأكدت القيادة السياسية مرارا رفضها القاطع لأي مخططات تهدف إلى التهجير القسري للأشقاء من غزة، حيث تؤكد مصر أنّ تهجير الفلسطينيين سيؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإعطاء الشرعية للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة توسعه.
كما تعمل مصر دوما على القيام بدورها المسؤول، وتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي للفلسطينيين في المحافل الدولية، لمنع تنفيذ أي مخططات إسرائيلية تستهدف تهجيرهم، وتصفية قضيتهم.
وكما هو الحال مع مصر، يرفض الأردن رفضا قاطعا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيه، حيث يعتبر ذلك تهديدا لاستقراره وأمنه الوطني، حيث أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أيضا أن «الأردن ليس الوطن البديل»، مشددا على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا للشرعية الدولية.
إن تهويد القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار يشكلان خطرا وجوديا على الشعب الفلسطيني، وهو ما يواجه برفض عربي ودولي.
وبجانب دور مصر والأردن في منع تهجير الفلسطينيين والتأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية، يبقى التحدي الأكبر هو مواجهة السياسات الإسرائيلية الساعية إلى فرض واقع جديد على الأرض، عبر المقاومة الدبلوماسية والسياسية، وتعزيز صمود الفلسطينيين على أراضيهم.