من ترميم القوة إلى قوة التحرير.. حصاد العمليات الجهادية لحزب الله في أكتوبر
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
يمانيون/ تقارير
تستمر المقاومة في تعزيز قدراتها وتوسيع نطاق عملياتها، حيث باتت العمليات العسكرية تشكل تهديدًا حقيقياً لأمن العدو الصهيوني. ومع تزايد الضغوط على جيش الاحتلال، تتوالى التحذيرات من قادة المقاومة بأن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من المفاجآت التي ستغير موازين القوى في المنطقة.
في هذا السياق، أظهرت التقارير الميدانية أن العمليات الأخيرة لم تقتصر فقط على الضربات الصاروخية، بل شملت أيضاً عمليات استخباراتية معقدة واستهداف دقيق لمراكز القيادة والتحكم، مما أدى إلى شل حركة العدو وتعطيل خططه العسكرية.
كما أن الروح المعنوية للمقاومة، التي تتجلى في تضحيات المجاهدين واستعدادهم للقتال، تعكس التزامهم العميق بقضيتهم. وقد أثبتت العمليات الأخيرة أن المقاومة ليست فقط قوة عسكرية، بل هي أيضا رمزاً للأمل والمقاومة في وجه الاحتلال.
في هذا السياق يفصًل هذا العرض الخبري حصيلة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان في فترة شهر أكتوبر فقط، حيث تتوالى الضربات الموجعة للعدو الصهيوني ضربة تلو أخرى.. مشعلةً جذوة روح المقاومة ومستلهمةً من عنفوان وعزم مواجهات حرب تموز 2006م، ليذوق كيان العدو الصهيوني من جديد شدة بأس وتنكيل مجاهدي المقاومة الإسلامية اللبنانية عبر موجات من العمليات الخاطفة لأرواح ضباطه وجنده والعاصفة بآلياته ودباباته ومدرعاته.
خلال أكتوبر ضاعفت المقاومة اللبنانية بشكل ملحوظ زخم عملياتها العسكرية، وقد وصفت الأوساط الصهيونية أكتوبر بـ”شهر الخسائر” وتمثلت عمليات المقاومة بتكثيف وتيرة زخمها الناري ونوعية ضرباتها الصاروخية، بالإضافة لتوسيع نطاقات الاستهداف عبر مسيّراتها الإنقضاضية، لتتجاوز عمليات المقاومة في شهر أكتوبر الـ 804 .
حملت القوة الصاروخية على عاتقها العبء الأكبر بـ 698 عملية منها 459 استهدفت تجمعات وتحركات جنود وقوات العدو الصهيوني في مواقع وقواعد وانتشار جيش العدو الإسرائيلي، إضافة إلى 35 عملية تصد لتقدمات العدو وأحبطت عمليات تسلل قواته في القرى وأطراف البلدات الحدودية وعلى محاور القتال، ما أجبره على التراجع.
كما نفذت 192 عملية استهداف لمواقع وثكنات عسكرية ومصانع أسلحة ومغتصبات وصولا إلى حيفا ويافا المسماة “تل أبيب”.
وحصدت الضربات في نتائجها الميدانية أكثر من 40 دبابة ميركافا ،وعشر آليات بين ناقلة جند وجرافات ومدرعة.. كما كشفت المقاومة للمرة الأولى عن بعض مخزونها الصاروخي من أجيال ترسانتها الجديدة أبرزها قادر2 وفادي بأجياله الأربعة، و نصر 1 ، 2 في دلالة واضحة على وفرة وعافية القوة النارية لحزب الله.
وسجلت وحدة الدفاع الجوي نجاحاً بارزاً تمثل بإسقاط 5 مسيرات.. 3 منها من نوع هرمز 450 واثنتين من نوع هرمز 900. وتنفيذ 16 عملية تصد للطائرات المروحية والحربية والمسيرات.
وفيما يتعلق بالهجمات المنفذة فقد بلغت 28 سرباً من المسيرات الإنقضاضية طاولت مواقع وأهدافاً حساسة وصولاً إلى عمق كيان العدو.
ابرزها المسيّرة التي استهدفت في الثالث عشر من أكتوبر قاعدة “جولانيا” في بنيامينا جنوب حيفا وأردت أربعة ضباط صرعا وأكثر من ستين جندياً صهيونياً جريحاً.
وفي التاسع عشر من أكتوبر وبمسيرة أخرى تخطت دفاعات حيفا متجهة نحو منزل المجرم نتنياهو في قيساريا، وبنجاح وصلت إلى نافذة غرفة نومه، رغم مطاردة مروحيات عسكرية لها لمدة ساعة في سماء حيفا.
مسيرة حزب الله تستهدف منزل المجرم نتنياهوومع تعاظم عمليات المقاومة تكبد جيش العدو الإسرائيلي خسائر فادحة على امتداد محاور المواجهة من الحافة الأمامية وحتى عمق فلسطين المحتلة، لتصل خسائره منذ بدء ما أسماه “المناورة البرية” إلى أكثر 95 قتيلاً وأكثر من 900 جريح، وفقا لمراصد الإعلام الحربي في حزب الله، فيما أكدت بياناته أن الحصيلة مجرد دفعة أولى على الحساب المفتوح في معركة البأس الشديد.
ومع دخول المعركة مرحلة جديدة، يتوقع المراقبون أن تشهد الأسابيع المقبلة تصعيدًا في العمليات، وأن تتلقى المقاومة دعمًا متزايدًا من حلفائها في المنطقة، مما قد يغير من معادلات الصراع بصورة جذرية، وبما يضع العدو الصهيوني أمام تحدٍ كبير، ويحتم عليه الاستعداد لمواجهة عواقب حماقاته، حيث لا يزال محور المقاومة في حالة اشتباك عنيف و استعداد دائم لمواجهة أي تصعيد.
وبينما تتصاعد وتيرة المعارك وتشتد المواجهة تلوح في الأفق بوادر حرب إقليمية لن يسلم منها المطبعون ويخرج منها المحور بنصر يغير الموازين ويؤسس لمنطقة حرة ومحررة من الوجود والهيمنة الأمريكية والغربية عموما، يبقى الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني في قلب المواجهة، مستمدين قوتيهما من تاريخيهما الحافل بالصمود والجهاد والنضال المستمر. إن المقاومة كفكر أصيل والتزام إيماني راسخ ليست مجرد رد فعل، بل هي خيار استراتيجي يعكس إرادة الشعب وإيمانه الصلب في التحرر واستعادة حقوقه المسلوبة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: عملیات المقاومة العدو الصهیونی المقاومة فی
إقرأ أيضاً:
سرايا القدس: سنلتزم بالاتفاق ما التزم به العدو
الجديد برس|
وصف الناطق العسكري باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أبو حمزة، عملية “طوفان الأقصى” البطولية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بأنّها “أكبر وأنجح عملية نوعية معقدة في الصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال أبو حمزة في كلمة مصورة بالصوت والصورة إنّ “طوفان الأقصى بدأت انطلاقاً من القوانين الدولية في العبور التاريخي للمقاومة الفلسطينية إلى أراضينا المحتلة”، مضيفاً أنّ “حرب العدو على الشعب الفلسطيني ليست ردّة فعل على عملية عسكرية إنما تعكس نيته المبيّتة في الحرب والإبادة ضد شعبٍ أعزل”.
وأكّد أبو حمزة أنّ المقاومة بدأت معركتها بالتوكل على الله، إذ تركنا بيوتنا وأهلنا وكل ما نملك وكنا نعلم صعوبة التكليف الذي يقع علينا مع شعبنا.
“واجهنا العدو مع ثلة مؤمنة نيابةً عن مليار ونصف مليار مسلم”
كما تابع، قائلاً: “واجهنا الاحتلال رفقة ثلة مؤمنة في اليمن ولبنان والعراق وإيران نيابة عن مليار ونصف مليار مسلم”، مردفاً أنّ “شعار المقاومة كان منذ بداية المعركة أنه مهما طالت الحرب فنحن أهلها يا نتنياهو”.
وأضاف أبو حمزة أن “الجميع رأوا كيف تصدينا لدبابات العدو وجهاً لوجه في مشهدٍ يؤكد أحقيتنا في الأرض، فمع دخول أول دبابة إلى القطاع كنّا في الميدان وخرج مقاتلونا من الأنفاق والعقد القتالية للتصدي بالوسائط القتالية”.
وشدد على أنّ عمليات المقاومة استمرّت حتى الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار وهذه العمليات ما كانت لولا الإعداد والتجهيز طوال السنوات، متابعاً أنّ “العدو انتظر منا رفع الرايات البيضاء ولم يجد سوى الرايات السوداء والموت في ميادين غزة”.
كما أضاف أبو حمزة أي “جيش” هذا الذي يدفع بآلاف الجنود إلى مدينة صغيرة ويرمي البيوت والمساجد والكنائس والجامعات بالصواريخ والقذائف الأميركية؟!.
“ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار ما التزم به العدو”
وأوضح أنّ “العدو لم يتمكن من القضاء على مقاومتنا ولم يستعد أسراه ولم يحقق إنجازاً سوى الدمار والخراب”، مؤكداً أنّه “من أبرز عناوين المعركة هو الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني العظيم الذي كان مثالاً يحتذى به في النضال والصمود”.
وتوجّه أبو حمزة إلى الشعب الفلسطيني، قائلاً: “أنتم أوتاد الأرض ومرتكز كل رهان ولولا صمودكم ما كانت المقاومة ولا سجلنا هذا الإنجاز”.
وأضاف “على الرغم من الحصار صنعت غزة ما صنعت بالعدو”، داعياً كل القوى الفاعلة في العالم لوضع فلسطين على رأس أولوياتها.
كما أردف: “تابعنا مشاهد الفرح في المدن الفلسطينية التي استقبلت الدفعة الأولى من أسرانا في مشهد عظيم”، مؤكداً الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار ما التزم به العدو، وأنّ المقاومة ستفرج خلال الأيام المقبلة عن عدد من أسرى العدو الذين تنطبق عليهم الشروط.
“الشكر لكل من ساند غزة ومقاومتها”
وتوجّه أبو حمزة بالشكر إلى “الوسطاء في قطر ومصر على دورهم في سبيل إنجاح الصفقة”. وكذلك أرسل التحية إلى شعب لبنان المقاوم، ومجاهدي حزب الله الذين صمدوا في الميدان وقاتلوا العدو في كل شبر، مستحضراً الشهيد القائد السيد حسن نصر الله وإخوانه الشهداء قادة ومجاهدين.
وأيضاً، أرسل أبو حمزة التحايا إلى أهالي اليمن وإلى القائد الشجاع السيد عبد الملك الحوثي الذين حركوا صواريخهم ومسيراتهم لتضرب عمق الكيان، وكذلك أرسل التحية لإيران التي مسحت بكرامة المحتل شوارع “تل أبيب” في عمليات “الوعد الصادق 1 و2″، شاكراً أيضاً الشعب العراقي ومقاومته.