يعتزم مزارعون موريتانيون الاحتجاج لحث الحكومة على تقديم الدعم والتعويضات المالية عن الخسائر الناجمة عن فيضانات نهر السنغال.

ويأتي ذلك في وقت تواصل السلطات الموريتانية تحركاتها لاحتواء تداعيات الفيضانات التي أعقبت ارتفاع منسوب المياه بالنهر طيلة الأسابيع الماضية. 

ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول يزيد عن الـ1600 كيلومترا من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجياتها المائية.

والإثنين، قال موقع "صحراء ميديا" الموريتاني إن ارتفاع منسوب مياه نهر السنغال مجددًا أدى إلى تفاقم الفيضانات في عدة مناطق من ولاية الترارزة جنوب البلاد.

وتسببت الفيضانات في تدمير مساحات مهمة من المحاصيل الزراعية، ما دفع المزارعين إلى التخطيط لتنظيم احتجاجات تهدف إلى حث الحكومة على تقديم التعويضات المالية عن الخسائر التي تكبدوها بسبب الكارثة الطبيعية، وفق الموقع نفسه.

كما أجبرت السيول عشرات الأسر في مقاطعة انتيكان بالولاية ذاتها على إخلاء منازلهم بعد أن حاصرت قراهم التي باتت في "وضع كارثي" وفق ما نقلته تقارير إعلامية محلية.

حزن بموريتانيا لوفاة ضابط "شجاع" خلال إنقاذ ضحايا الفيضان سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.

وكان وزير الزراعة الموريتاني، أمم ولد بيباته، أكد في زيارة سابقة لولاية الترارزة أن "الدولة لن تدخر جهدا في سبيل مساعدة سكان القرى التي غمرتها المياه وتوفير مختلف المساعدات الضرورية لهم وتجهيز مناطق إيواء".

في المقابل، دعا موريتايون على منصات التواصل الاجتماعي إلى التدخل لاستغلال ارتفاع منسوب مياه السنغال وتحوير مجرى السيول المتفرعة عنه نحو مناطق تعيش أزمة نقص مياه.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: نهر السنغال

إقرأ أيضاً:

لم تعد صداعا أوروبيا.. الهجرة غير القانونية تهدد بصراعات أفريقية

كنت أحلم فقط بوظيفة وسكن هادئ في إسبانيا لكنني وجدت نفسي بين عشية وضحاها خارج الحدود الموريتانية، وأنا اليوم في قريتي الأصلية التي تبعد عن العاصمة السنغالية دكار بـ250 كيلومترا.

بهذه الكلمات لخّص دمبا أمبوب الشاب السنغالي البالغ من العمر (35 عاما) مأساته الشخصية -في تواصله مع الجزيرة نت- بعد أن تحوّل حلمه بالوصول إلى أوروبا إلى كابوس يقظة، فقد بدأت رحلته بآمال كبرى، وانتهت بخيبة أمل على أطراف الحدود بعدما وقع في قبضة قوات الهجرة الموريتانية ليُعاد قسرا إلى وطنه، كما حدث مع مئات غيره من أبناء غرب أفريقيا.

من صداع أوروبي إلى أزمة داخلية

لم تعد الهجرة غير النظامية مجرد قضية تقلق الدول الأوروبية، بل تحوّلت إلى أزمة داخل القارة الأفريقية نفسها، بعد أن بدأت دول مثل موريتانيا تتخذ إجراءات مشددة ضد المهاجرين القادمين من جيرانها.

وتقول نواكشوط إن عمليات الترحيل الأخيرة تأتي ضمن تنظيم الإقامة ومحاربة شبكات التهريب، لكن الخطوة فجّرت ردود فعل سياسية وشعبية في السنغال.

رئيس وزراء السنغال عثمان سونكو انتقد ترحيل موريتانيا لمواطني بلاده (رويترز)

داخل البرلمان السنغالي، عبّر نواب من المعارضة والأغلبية عن قلقهم من تداعيات الترحيلات، ودعوا إلى تدخل حكومي عاجل، وقد طالب النائب غي موريس سانيا بتشكيل لجنة استطلاع برلمانية تتوجه إلى موريتانيا للاطلاع على أوضاع السنغاليين ومواطني دول مجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس).

إعلان

وفي السياق نفسه، أدلى رئيس الوزراء عثمان سونكو بتصريحات قوية داخل البرلمان، قال فيها إن السنغال ستتعامل بالمثل مؤكدا جهود حكومته بإجراء محادثات مع السلطات الموريتانية من أجل تمكين المواطنين السنغاليين المقيمين في موريتانيا من الاستفادة من الامتيازات نفسها التي يحظى بها الموريتانيون المقيمون في السنغال.

ويضيف الوزير الأول السنغالي أنه لا ينبغي لأي دولة مسؤولة أن تستسلم في مواجهة ظاهرة الهجرة غير القانونية. وقال إن السنغال تدرس حاليا كيفية تشديد العقوبات على مهربي المهاجرين.

من جانبها، نفت الحكومة الموريتانية وجود نوايا عدائية، وقال وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوق إن بلاده ليست حارسا لحدود أوروبا، لكنها حازمة في محاربة الهجرة غير القانونية.

كما صرّح وزير الإعلام الحسين ولد مدو بأن موريتانيا استقبلت منذ 2022 نحو 130 ألف مهاجر، لكن فقط 7 آلاف منهم سعوا لتسوية أوضاعهم، مشيرا إلى أن الضغط على البنية التحتية والخدمات يفرض على بلاده التحرك.

اتساع رقعة الأزمة

ولا تقتصر الترحيلات على السنغاليين الذين يعتبرون أضخم الجاليات الأجنبية في موريتانيا الذي تضم أكثر من 300 ألف، كما أن السنغال تستضيف نحو 46 ألف موريتاني، بل شملت الترحيلات مواطنين من مالي وغينيا وغامبيا.

الهجرة غير القانونية غالبا ما تنتهي بمآسٍ (الجزيرة)

فمنذ مارس/آذار 2025 رحلت السلطات الموريتانية نحو 3 آلاف مهاجر من مالي كانوا يقيمون على أراضيها، وفق ما أكدته وزارة الماليين في الخارج.

وترافقت هذه العملية مع شكاوى من انتهاكات ومصادرة ممتلكات، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات عنيفة في معبر كوكي الزمال الحدودي، بلغت حد إحراق مركز للشرطة الموريتانية، مما ينذر بامتداد الأزمة في منطقة غرب أفريقيا كلها، خاصة في ظل غياب سياسة موحدة للتعامل مع المهاجرين.

إعلان

وفي تصريح للجزيرة نت، يحذر ألي تانديا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة غاستون بيرجي في سانت لويس ورئيس المرصد السنغالي للهجرة، من أن غياب التنسيق بين دول المنطقة يجعل من الهجرة غير النظامية قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار الإقليمي.

وأضاف تانديا "لا يمكن لأي دولة بمفردها إيقاف هذه الظاهرة، لأن دوافعها عابرة للحدود الحل الوحيد يكمن في التعاون الإقليمي ووضع سياسات شاملة تراعي أبعاد الهجرة الاقتصادية والإنسانية والأمنية".

وأكد تانديا أن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي، بل يجب التفكير في حلول تنموية حقيقية وتوفير بدائل واقعية للشباب داخل بلدانهم، وإذا لم يتم التحرك بسرعة فقد تنفجر الأزمة، وتتحول إلى نزاع إقليمي مفتوح.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي مصطفى جوب أن استمرار الإجراءات الأحادية الجانب في التعامل مع الهجرة يمكن أن يولد أزمات دبلوماسية جديدة.

مهاجرون أفارقة في مصراتة الليبية في انتظار ترحيلهم لبلدانهم (غيتي إيميجز)

وقال جوب ينبغي على الحكومات أن تعمل جنبا إلى جنب للحد من هذه الظاهرة، لأنها قد تخلق توترا إقليميا حقيقيا، فالمنطقة بحاجة ماسة إلى تنسيق جميع الجهود أمنيا وسياسيا وتنمويا لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير القانونية.

يتزايد القلق من أن تتحول الهجرة غير القانونية من صداع أوروبي إلى أزمة أفريقية داخلية تهدد التماسك الإقليمي، وتفتح الباب أمام نزاعات سياسية ودبلوماسية جديدة، وما لم تبادر دول غرب أفريقيا إلى صياغة رؤية موحدة قائمة على التنمية والتنسيق الأمني، فإن مزيدا من الشباب سيستمرون في طرق أبواب الهجرة حتى وإن كانت تلك الأبواب موصدة.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يهددون بعقوبات صارمة لمخالفة قرار مقاطعة البضائع الأمريكية
  • حرائق ضخمة تجتاح مناطق وسط إسرائيل بسبب موجة حارة ورياح قوية.. صور
  • موظفو “صافر” في مأرب يهددون بإضراب شامل احتجاجاً على تدني الرواتب 
  • أخبار الطقس في السعودية.. ارتفاع درجات الحرارة بعدة مناطق
  • لم تعد صداعا أوروبيا.. الهجرة غير القانونية تهدد بصراعات أفريقية
  • ارتفاع عدد الشهداء إلى 8 بينهم طفلان في قصف إسرائيلي على منزل في خانيونس​
  • طقس الثلاثاء 22 أبريل 2025: ارتفاع كبير في درجات الحرارة ورياح مثيرة للأتربة تضرب عدة مناطق
  • رئيس مدينة أشمون بالمنوفية يحذر من غمر أراضي طرح النهر ويوجه بسرعة الإخلاء
  • "النمر" يتابع الحالة العامة للمعديات وارتفاع منسوب مياه النيل بقرى أشمون
  • مصرع شخصين جراء الفيضانات جنوبي الولايات المتحدة