عثر العلماء على كائن حي لايمكنه فقط الحياة داخل منطقة كارثة تشيرنوبيل، وهو لا يتحمل بعضًا من أقسى ظروف المعيشة التي يمكن تخيلها فحسب، بل إنه قد يساعد في تحسين تلك البيئة أيضًا.

وفيما لاتزال تداعيات كارثة تشيرنوبيل النووية في عام 1986 تثير اهتمام المجتمع العلمي بعد مرور ما يقرب من 40 عامًا على تلك الواقعة، ظهرت تطورات علمية جديدة تبشر بإمكانية التخلص من التلوث الإشعاعي الذي يخيم على المنطقة.

تتميز منطقة تشيرنوبيل المحظورة في أوكرانيا بمستوى من الإشعاع يبلغ ستة أضعاف الحد القانوني للتعرض البشري للعمال عند 11.28 ميلي ريم - ولكن لا يزال هناك كائن حي تكيف للعيش والنمو هناك.

واكتشف العلماء فطرًا أسود اللون داخل المنطقة المحظورة التي يبلغ قطرها 30 كيلومترًا، وعثر الباحثون على الفطر ينمو على جدران المفاعل رقم 4 حيث حدث الانهيار الأول.

وأظهرت الدراسة أن الفطر الأسود ازدهرت بالفعل حيث كان الإشعاع في أعلى مستوياته.

 

ونشرت في المكتبة الوطنية للطب أن مفتاح قدرة تلك الفطريات يكمن في إنها تستطيع على استهلاك الإشعاع عبر الميلانين الذي تمتلكه، والذي يسمح للكائنات الحية بامتصاص الإشعاع وتحويله إلى طاقة .

 

وبدأ الخبراء في التفكير في إمكانية استخدام الفطر لتقليل مستويات الإشعاع، كما يمكن أن تلعب دورًا أكبر في تنظيف واحدة من أكثر الأجواء عدائية على وجه الأرض.

ونصت المقالة: "إن النتائج التي توصلنا إليها من خلال دراسة الكائنات الحية المصطبغة في بيئات ذات إشعاعات عالية مثل المفاعل التالف في تشيرنوبيل، ومحطة الفضاء، وجبال القارة القطبية الجنوبية، ومياه تبريد المفاعل، إلى جانب ظاهرة "التوجه الإشعاعي"، تثير احتمالية مثيرة للاهتمام مفادها أن الميلانين له وظائف مماثلة لوظائف أصباغ حصاد الطاقة الأخرى مثل الكلوروفيل".

 

يأتي ذلك بعد أن كشف العلماء عن تفاصيل مثيرة للاهتمام حول الديدان المجهرية في منطقة الكارثة، ووجد الباحثون أن هذه المخلوقات الصغيرة لم تظهر عليها أي علامات محسوسة على الضرر الجيني الناجم عن التعرض للإشعاع، وقد تلعب دورًا كبيرًا في الدراسات المستقبلية حول السرطان.

 

ويأتي ذلك بعد أن كشفت دراسة أن أعداد الذئاب التي تعيش في ظروف قاسية حول تشيرنوبيل قد تغيرت إلى حد أنها أصبحت الآن أكثر قدرة على مقاومة السرطان .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تشيرنوبيل حصاد الطاقة كائن حي الإشعاع القانون مفاعل التل

إقرأ أيضاً:

إنتاج المبيدات الحيوية في معمل حماة… تقليل استهلاك نظيرتها الكيماوية ورفع جودة المحاصيل

حماة-سانا

برزت مبيدات الترايكوديرما الحيوية كحل مبتكر لمكافحة الفطريات الضارة في التربة، عبر آليات علمية تجمع بين التطفل والمنافسة وإفراز الإنزيمات المضادة، وذلك في إطار التوجه العالمي نحو الزراعة المستدامة، ويُنتَج هذا المبيد الحيوي في معمل حماة للمبيدات الحيوية بطاقة 15 طناً سنوياً، والذي أصبح نموذجاً رائداً في إنتاج تقنيات صديقة للبيئة.

وقال رئيس دائرة الأعداء الحيوية في زراعة حماة المهندس شادي سليمان في تصريح لمراسل سانا: “تعتمد فاعلية الترايكوديرما على أربع آليات رئيسة، أولاً: التطفل حيث يقوم الفطر بمهاجمة الفطريات المسببة للأمراض عن طريق اختراق جدرانها الخلوية وتدميرها من الداخل، ثانياً: منافسة الفطريات على المساحة والموارد الغذائية، ثالثاً: التضاد الحيوي، حيث يفرز الفطر إنزيمات مضادة مثل الكيتيناز والجلوكاناز، التي تحطم جدران الخلايا الفطرية، رابعاً: الاستعمار السريع للتربة، ما يعزز الحماية طويلة الأمد للمحاصيل.

وأضاف سليمان: إن للترايكوديرما فوائد عديدة، منها معالجة التربة قبل الزراعة، ومعاملة الشتول بغمس جذورها في المعلق البوغي للترايكوديرما قبل نقلها إلى الحقل، ومع ري الأشجار المثمرة حيث يخلط المبيد مع مياه الري خاصة في زراعات الزيتون والحمضيات، كما يستخدم لوقاية محاصيل مثل، اليانسون والكمون من التعفنات الجذرية، ما يحسن جودة المنتج وقيمته التسويقية.

وأشار سليمان إلى أن المبيد يطبق حسب نسبة الإصابة، مع التركيز على معدل متوسط 2 كغ/دونم للمبيد الجاف، أو 2 لتر/دونم للمبيد السائل، وفي حالات الإصابة الشديدة تزداد الجرعة إلى 3 كغ/دونم، مع تكرار التطبيق كل 15 يوماً خلال موسم النمو.

وعن مراحل الإنتاج في معمل حماة، قال رئيس شعبة المبيدات المهندس سامر إسماعيل: نبدأ بتحضير الوسط المغذي، حيث تُنقع حبوب القمح في الماء، ثم تُعقم في أجهزة الأوتوكلاف لضمان خلوها من الملوثات البكتيرية، وتُعبأ الحبوب في أكياس حرارية خاصة، ويأتي دور التلقيح الفطري، وهنا تُضاف أبواغ فطر الترايكوديرما النقية إلى الأكياس، ثم تُحضن في غرف مخصصة عند درجة حرارة 25°مئوية لمدة 15 يوماً لتكاثر الفطر، ومن ثم تأتي مرحلة استخلاص الأبواغ، فبعد اكتمال النمو، تُفصل أبواغ الفطر عن حبوب القمح عبر عمليات غربلة متعددة، وتُشكل الأبواغ في صورة مسحوق جاف أو سائل مركز، مع إضافة مواد مضافة لتعزيز ثباتها، وفي مرحلة مراقبة الجودة تُختبر العينات للتأكد من نقاء السلالة وخلوها من الملوثات، باستخدام تقنيات متقدمة.

وعن الهيكل التنظيمي للمعمل، بين إسماعيل أنه يتألف من عدة أقسام متخصصة، هي قسم التعقيم، مزود بأجهزة الأوتوكلاف الحديثة، وقسم التخمير، يحتوي على غرف تحضين ذات تحكم دقيق بالرطوبة والحرارة، وقسم التعبئة، تُستخدم فيه خطوط أوتوماتيكية لتعبئة المبيد في عبوات مناسبة.

يشار إلى أن اعتماد الترايكوديرما من شأنه خفض استهلاك المبيدات الكيماوية الفطرية بنسبة كبيرة، ولا سيما في محافظة حماة والساحل، وضمان وتحسين جودة المحاصيل بنسبة 30 بالمئة مقارنة بالطرق التقليدية.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • إطلاق أكثر من 30 كائنًا فطريًا في محمية الملك خالد الملكية
  • «الصفا الثانوية بنات» يحافظ على المركز الثاني بإيرادات أفلام عيد الفطر بهذا الرقم
  • تحذير.. تنظيف اللسان بهذه الطريقة يهددك بأمراض خطيرة |تفاصيل
  • عالم أزهري يعلق على قـ.تل طبيب لكلب عمدًا: لايجوز إيذاء أي كائن حي
  • أبوظبي.. اكتشاف أول مقبرة تعود إلى العصر الحديدي في منطقة العين
  • من عامل تنظيف إلى "بابا الشعب".. رحلة إيمان وإنسانية البابا فرنسيس
  • جوهر: الاتحاد قادر على تحقيق الدوري
  • تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
  • إنتاج المبيدات الحيوية في معمل حماة… تقليل استهلاك نظيرتها الكيماوية ورفع جودة المحاصيل
  • اكتشاف مذهل.. مذنب أخضر غامض ينفجر أثناء رحلته نحو الشمس