عربي21:
2025-03-17@23:11:49 GMT

نخوة مفقودة ونصرة منشودة!

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

بات السؤال ملحا عن جدوى استمرار التغطية الإعلامية المكثفة للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، لا سيما أن مشاهد جرائم الإبادة الإسرائيلية المتتابعة تُغرق وسائل الإعلام صباح مساء منذ عام ويزيد، ومع ذلك، فحجم حراك جماهير الأمة العربية والإسلامية لنجدة ونصرة أبناء عروبتهم وإسلامهم دون مستوى الدماء والجراح النازفة، بخلاف حراكها وتفاعلها في محطات سابقة من العدوان الإسرائيلي، إذ لا يرقى حراكها الواهن الراهن لحجم تفاعلها مع مباراة كرة قدم حتى! فكيف الحال والعدوان الإسرائيلي الحالي فاق بحجمه وبشاعته وجرمه أي عدوان إسرائيلي سابق، حيث يكتوي أهالي القطاع منذ أكثر من عام بنار أحدث الأسلحة الأمريكية والغربية المسخّرة لخدمة جيش الاحتلال الإسرائيلي.



وتتتابع الأسئلة المرة عن سر تبلد مشاعر جماهير الأمة رغم فظاعة مشاهد جرائم الإبادة في قطاع غزة، مثيرة غصة في النفس وحيرة في القلب، فكيف السبيل لتحريرها من أغلال التخدير والتزييف لوعيها ومحاولات سلخها عن القضية الفلسطينية؟! إذ بلا أدنى خجل بتنا نجد من يردد الشعار الوقح "فلسطين ليست قضيتي"، والذي تجسده وسائل إعلام عربية مشغولة بلوم الضحية، لا لشيء سوى ممارستها حقها المشروع بمقاومة الاحتلال، وسعيها المحمود لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في ظل مخططات تهويد تقودها أكثر حكومات الاحتلال تطرفا، بل إنها لم تكلف نفسها مجرد الالتزام بالأصول المهنية ومراعاة قيم العدالة والإنسانية!

بلا أدنى خجل بتنا نجد من يردد الشعار الوقح "فلسطين ليست قضيتي"، والذي تجسده وسائل إعلام عربية مشغولة بلوم الضحية، لا لشيء سوى ممارستها حقها المشروع بمقاومة الاحتلال، وسعيها المحمود لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في ظل مخططات تهويد تقودها أكثر حكومات الاحتلال تطرفا، بل إنها لم تكلف نفسها مجرد الالتزام بالأصول المهنية ومراعاة قيم العدالة والإنسانية
لقد باتت مصطلحات "إبادة" و"مجازر" مستهلكة وعاجزة عن وصف بشاعة ما يتعرض له أهالي قطاع غزة، لا سيما الصامدين في شمال القطاع منذ أزيد من عام، ومع ذلك، فلا حراك حقيقيا وقويا في العواصم العربية والإسلامية باستثناء صنعاء، ومع أن المطلوب لنصرة الشعب الفلسطيني أكبر من مجرد تظاهرات وهتافات وشعارات لا تغني ولا تسمن من جوع إلا أنها تعطي بارقة أمل بأن هناك من يشعر بعذابات وآلام الفلسطينيين، ولا تدعهم عرضة لسخرية جنود الاحتلال الذين تندر بعضهم على جماهير الأمة اللاهية بترديدهم على أسماع بعض من اعتقلوهم بغزة: "وين الملايين ..الشعب العربي وين!" وسط ضحكات و"قهقهات" مست قلوب الأسرى بالحرقة والحسرة على حال الأمة الغافلة!

ومما لا شك فيه أن التظاهرات الضاغطة على صناع القرار تمثل الحد الأدنى المطلوب، ومما يواسي القلب في هذا السياق التظاهرات المليونية الأسبوعية في صنعاء العروبة، والتي لم تكتف بذلك، بل أرسلت مسيّراتها وصواريخها نحو قلب كيان الاحتلال نصرة لفلسطين ومسجدها الأقصى المبارك، فضلا عن فرضها حصارا بحريا على الاحتلال الإسرائيلي وإن خففت وطأته خطوط إمداد عربية فتت أكباد الفلسطينيين الذين مسهم الجوع، فيما تتكدس شاحنات المساعدات العربية أمام بوابة معبر رفح منذ شهور عدة!

كما أن النصرة العملية التي يسطرها فرسان المقاومة الإسلامية في لبنان تسجل بأحرف من نور، وتبعث على الأمل باستعادة وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة المشروع الغربي الصهيوني، ويعزز ذلك حرص فصائل المقاومة العراقية على نصرة الشعب الفلسطيني، وهذا مما يفضي لوأد سياسة الاحتلال القائمة على زرع الفتن والشقاق في المنطقة العربية لضمان سيادته وسيطرتها عليها، ولا سبيل لإحباط ذلك سوى بالانخراط في المواجهة الراهنة لحماية الأقطار العربية من أطماع المشروع الصهيوني.

لقد طفح الكيل وفاض الألم، ولم يعد متسع للمجاملات الناعمة والدبلوماسية الأنيقة، فضعف الحراك الجماهيري الغاضب على مشاهد القتل والإبادة التي يندى لها جبين الإنسانية فاق كل التوقعات، واستدعى أجوبة محبطة لأسئلة تدور في الوجدان
وعود على بدء، وإجابة لسؤال المقدمة، فالتغطية الإعلامية المكثفة مطلوبة، وتمثل أقل الواجب الذي تقتضيه الإنسانية فضلا عن قيم العروبة والإسلام، فإن لم تحرك مشاهد الإبادة والمجازر بحق النساء والأطفال والشيوخ جماهير الأمة العربية والإسلامية بالمستوى المنشود، فلعلها توقظ ضمير العالم الحر، فينبري من يدفع العدوان عن الشعب الفلسطيني ويقتفي أثر من مزقوا وثيقة قريش لحصار النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، ولتكن كذلك من باب إقامة الحجة على أحرار الأمة الذين يجب أن يؤرقهم نداء ثكلى فلسطينية خلال تشييعها فلذة كبدها حين قالت: "لا تشفع لهم يا رسول الله!".

لقد طفح الكيل وفاض الألم، ولم يعد متسع للمجاملات الناعمة والدبلوماسية الأنيقة، فضعف الحراك الجماهيري الغاضب على مشاهد القتل والإبادة التي يندى لها جبين الإنسانية فاق كل التوقعات، واستدعى أجوبة محبطة لأسئلة تدور في الوجدان، فإن لم تتحرك جماهير الأمة نصرة لمسرى نبيها الكريم وتلبية لصرخات نساء رُمّلت وآهات أطفال يُتموا، فمتى تتحرك؟! وهل تأمن على نفسها ذات الكأس؟! فالشعب الفلسطيني يدافع عن الأمة جمعاء بلحمه ودمه، ويحول دون تمدد المشروع الصهيوني الطامع بالنيل والفرات وما بينهما، فهل تتحرك جماهير الأمة قبل فوات الأوان وتفوز بشرف النصرة لمسرى النبي الكريم؟! وهل نجد من يسجلون أسماءهم بأحرف من نور في سجل الأحرار؟! فالتاريخ لا يرحم، ولا مكان فيه البتة لمكتوفي الأيدي، لكنه يحفظ جيدا من قاوم "ولو بعصا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال مجازر احتلال غزة مجازر ابادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی جماهیر الأمة

إقرأ أيضاً:

المفتي طالب: لبنان لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي

حذر المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب في بيان، من أن "لبنان لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي بطرق مختلفة"، مشيرا إلى أن "هذا الاحتلال لا يقتصر على التلال الخمسة بل يمتد إلى مواقع أخرى". وأضاف أن "إسرائيل تسعى للتوسع سياسيًا في دول الجوار العربي"، محذرا من التهديدات المستمرة التي يمثلها هذا الاحتلال على لبنان والمنطقة.

وأضاف طالب أن "العبث الإسرائيلي بالحدود واعتبارها مستباحة، سواء في لبنان أو سوريا أو غزة، يمثل جزءا من استراتيجية تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة وتغيير قواعدها الأمنية بما يخدم مصالح إسرائيل"، داعيا اللبنانيين كافة إلى الوحدة والتماسك، محذرا من أن "استمرار التراشق السياسي قد يؤدي إلى فقدان لبنان إذا لم يتم التركيز على الحفاظ على الوحدة الوطنية ودولة مركزية عادلة". وأكد أن "الوضع الإقليمي يمر بمرحلة حساسة، وأن الخطر الإسرائيلي بات أكبر مما يتصور البعض". ودعا إلى "الخروج من منطق التشتت والانقسام، الذي يضع الجميع في موقف مهزوم تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر".

وختم طالب دعوته إلى "بناء دولة مركزية قوية تكون قادرة على مواجهة أطماع العدو، وتحقيق العدالة لجميع مكونات الشعب اللبناني، في ظل دعم رئيس الجمهورية وكل المسؤولين في تحقيق هذه الأهداف". مواضيع ذات صلة المفتي طالب: زيارة رئيس الجمهورية للسعودية تشكل خطوة مهمة في التصدي لأطماع العدوّ Lebanon 24 المفتي طالب: زيارة رئيس الجمهورية للسعودية تشكل خطوة مهمة في التصدي لأطماع العدوّ 16/03/2025 13:23:43 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي طالب: لنخرج من دائرة التصنيف الذاتي Lebanon 24 المفتي طالب: لنخرج من دائرة التصنيف الذاتي 16/03/2025 13:23:43 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي قبلان: لا لبنان ولا سيادة منذ العام 1982 لولا سلاح المقاومة Lebanon 24 المفتي قبلان: لا لبنان ولا سيادة منذ العام 1982 لولا سلاح المقاومة 16/03/2025 13:23:43 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: لا يزال لبنان في حاجة إلى مساعدة خارجية لدعم الخدمات والتقديمات الأساسية Lebanon 24 ميقاتي: لا يزال لبنان في حاجة إلى مساعدة خارجية لدعم الخدمات والتقديمات الأساسية 16/03/2025 13:23:43 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً الحجيري: للوقوف إلى جانب أهلنا والمقاومة في الدفاع عن سيادتنا وأرضنا Lebanon 24 الحجيري: للوقوف إلى جانب أهلنا والمقاومة في الدفاع عن سيادتنا وأرضنا 07:14 | 2025-03-16 16/03/2025 07:14:57 Lebanon 24 Lebanon 24 الموسوي: لنا الفخر أن شهداءنا ارتقوا في سبيل عزة لبنان ودفاعا عن كرامته Lebanon 24 الموسوي: لنا الفخر أن شهداءنا ارتقوا في سبيل عزة لبنان ودفاعا عن كرامته 07:07 | 2025-03-16 16/03/2025 07:07:15 Lebanon 24 Lebanon 24 خيرالله: كم نحتاج إلى الشهادة للإيمان والرجاء والمحبة وإلى عيش الغفران والمصالحة Lebanon 24 خيرالله: كم نحتاج إلى الشهادة للإيمان والرجاء والمحبة وإلى عيش الغفران والمصالحة 07:04 | 2025-03-16 16/03/2025 07:04:00 Lebanon 24 Lebanon 24 على ماذا يُراهن "حزب الله"؟ Lebanon 24 على ماذا يُراهن "حزب الله"؟ 07:00 | 2025-03-16 16/03/2025 07:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 باسيل: لهذا السبب تم استبعادنا عن الحكومة Lebanon 24 باسيل: لهذا السبب تم استبعادنا عن الحكومة 06:46 | 2025-03-16 16/03/2025 06:46:59 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة عن الـ"100 دولار" في لبنان.. خبرٌ جديد Lebanon 24 عن الـ"100 دولار" في لبنان.. خبرٌ جديد 16:55 | 2025-03-15 15/03/2025 04:55:41 Lebanon 24 Lebanon 24 عملية اختلاس ضخمة في لبنان.. الضحية "طبيب معروف"! Lebanon 24 عملية اختلاس ضخمة في لبنان.. الضحية "طبيب معروف"! 14:24 | 2025-03-15 15/03/2025 02:24:16 Lebanon 24 Lebanon 24 حزن في عالم الفن.. وفاة فنان شهير بعد إصابته بجلطتين وسكتة قلبية (صورة) Lebanon 24 حزن في عالم الفن.. وفاة فنان شهير بعد إصابته بجلطتين وسكتة قلبية (صورة) 08:52 | 2025-03-15 15/03/2025 08:52:19 Lebanon 24 Lebanon 24 "عم نحاول ننزل لمستواكم بالفكر".. بطل مسلسل "الهيبة" يشن هجومًا جديدًا على الشرع Lebanon 24 "عم نحاول ننزل لمستواكم بالفكر".. بطل مسلسل "الهيبة" يشن هجومًا جديدًا على الشرع 11:38 | 2025-03-15 15/03/2025 11:38:58 Lebanon 24 Lebanon 24 عن "الرواتب في لبنان".. إليكم أحدث تقرير! Lebanon 24 عن "الرواتب في لبنان".. إليكم أحدث تقرير! 14:00 | 2025-03-15 15/03/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 07:14 | 2025-03-16 الحجيري: للوقوف إلى جانب أهلنا والمقاومة في الدفاع عن سيادتنا وأرضنا 07:07 | 2025-03-16 الموسوي: لنا الفخر أن شهداءنا ارتقوا في سبيل عزة لبنان ودفاعا عن كرامته 07:04 | 2025-03-16 خيرالله: كم نحتاج إلى الشهادة للإيمان والرجاء والمحبة وإلى عيش الغفران والمصالحة 07:00 | 2025-03-16 على ماذا يُراهن "حزب الله"؟ 06:46 | 2025-03-16 باسيل: لهذا السبب تم استبعادنا عن الحكومة 06:40 | 2025-03-16 انتشال أشلاء شهيد في ميس الجبل فيديو فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) Lebanon 24 فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) 04:42 | 2025-03-16 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير 02:31 | 2025-03-16 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو) Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو) 00:27 | 2025-03-16 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن عدوانا على البقاع الغربي في لبنان
  • “المنتدى الفلسطيني” في بريطانيا يكفل 40 عائلة في غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قرية شقبا غرب رام الله
  • الاحتلال الإسرائيلي يدمر البنية التحتية للمياه في رفح ويفاقم الأزمة الإنسانية
  • الهوية الوطنية والهوية العربية: جدلية التداخل ومسارات المشروع الثقافي الأردني
  • المنتدى الفلسطيني في بريطانيا يكفل 40 عائلة في غزة خلال إفطاره السنوي
  • المفتي طالب: لبنان لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي
  • “فتح الانتفاضة”: مجزرة بيت لاهيا يمثل إمعانًا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن استهداف 3 مسلحين بمنطقة نتساريم وسط غزة
  • وقفات تضامنية في ذمار مع الشعبين الفلسطيني والسوري