وجّه نجم كرة القدم المصري السابق محمد أبو تريكة، أمس الأحد، رسالة شديدة اللهجة ندد خلالها باكتفاء دول العالم بإصدار خطابات الشجب والإدانة تجاه ما يحدث مع الفلسطينيين، رغم احتراق وموت أهالي غزة على الهواء منذ أكثر من عام.

وقال أبو تريكة في تصريحات متلفزة لمن وصفهم بـ"جماعة لا سمح الله" "المتغطي بالأميركان والصهاينة عريان"، قبل أن يحثهم على البقاء على الحياد من دون مساعدة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.

كما وجّه رسالة مؤثرة لأهالي غزة، قال فيها "نمشي حاليا ونحن نحني رؤوسنا لأننا أصبحنا بلا كرامة، ولم نساعدكم أو نقف إلى جانبكم"، متابعا "سامحونا ولعل الله سبحانه وتعالى يسامحني".

وأضاف "بلغ عدد الشهداء نحو 50 ألفا، وأهالي غزة مضوا شهرا بدون دخول مساعدات، كفاية 14 شهرا، خذوا وقفة، أنتم لستم صغارا ونحن دول كبيرة والعرب لهم قيمتهم وأهميتهم، وما يحدث حرام".

واختتم كلمته التي وجهها لأهالي غزة ولبنان "الناس دي بتقاوم وتجاهد (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) وربنا سبحانه وتعالى معهم".

"خذلناكم ولا نستطيع رفع رؤوسنا".. أبوتريكة يوجه رسالة لأهالي غزة في ظل استمرار حرب الإبادة معتبرًا أن العالم خذلهم وتواطأ مع الاحتلال ضدهم. pic.twitter.com/eqQPrESMH0

— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) November 4, 2024

إشادة بتصريحات أبو تريكة

ولاقت تصريحات أبو تريكة، التي انتقد خلالها الصمت تجاه المجازر الإسرائيلية في غزة، رواجا واسعا على المنصات الرقمية، فيما أثنى عليها ناشطون ومدونون، معتبرين أن اللاعب السابق قدّم نموذجا مثاليا للمشاهير العرب.

وقال الباحث في الإعلام والعلاقات الدولية أبو بكر خلاف إن مصطلح "جماعة لا سمح الله" أصبح مناسبا جدا لوصف العرب كشعوب وأنظمة للأسف، على حد تعبيره.

وعقب الصحفي الرياضي محمد رشيد على كلمة أبو تريكة قائلا "كلمات الحق تكون دائما قاسية وثقيلة ومؤذية على الذين يهربون من قولها".

" احنا بنمشي و موطيين راسنا ، لأننا ما ساعدناكم و لا وقفنا معاكم ، و لعلّ ربنا سبحانه و تعالى يسامحنا ،

دائماً كلمات الحق تكن قاسية على الذين يهربون من الحق ، و تكون ثقيلة و مؤذية ، و ما تحدث به مُحمّد إلا الحق علناً ،

شكراً محمّد أبو تريكة و لكل شخص حر ما زال يرى الباطل باطلاً… pic.twitter.com/PdJlUPtngb

— ???????????????????????????????? ???????????????????? ???????????????????????? (@MO_H_Helmi) November 3, 2024

وكتب صانع المحتوى علي خالد عبر "إكس" معلقا على رسالة أبو تريكة "اللاعب السابق سيتعرض لهجوم رغم أنه لم يقل شيئا خطأ، أنا كعربي مسلم لو سألني أحد الأجانب لماذا لم تدافعوا عن غزة ولبنان؟ لن أستطيع الرد عليه، وسأمضي ورأسي منحنية في الأرض وهذه هي الحقيقة".

ودون أحد المعلقين مشيدا "أبو تريكة يمثل الشجاعة المطلقة، شخص مشهور وغني لديه كل ما يخسره ولديه الكثير ليربحه بالخنوع ومداهنة الأنظمة، ومع ذلك لم يخالف ضميره يوما، ولا يمكن أن تحصي له موقف تخاذل، دائما مواقفه عظيمة وأخلاقية".

فيما احتفت الكاتبة رباب محمد بتصريحات أبو تريكة عبر حسابها بإكس "كما عهدناك أبو تريكة صادعا بكلمة الحق، ولا تخشى في الحق لومة لائم، بسيطا عفويا صادقا مخلصا لإخوانك، وحارسا لثغرك حريصا على ألا يؤتى الإسلام من قبلك فاستحقت أن تكون رمزا من رموز أمتنا".

أبوتريكة : المتغطي بالامريكان والصهاينه عريان ، احنا دول كبيره و 14 شهر كثيره بدون مساعده ،( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا ).

أبوتريكة مثال نموذجي لكل مؤثر ????.
بارك الله فيه وفي كل ما يقدم. pic.twitter.com/Y8UHcgnd7F

— ناصر بن عوض القرني (@NasserAwadQ) November 3, 2024

مستني الصياح اللي هيطلع على كلام ابو تريكة
و كويس أنه يذكر الناس
مع انه مقالش كلمة غلط ، يعني انا كعربي مسلم لو واحد اجنبي سألني سؤال بسيط
مش أهل غزة و لبنان يعتبروا مسلمين وعرب زيكم ؟
لماذا لا تدافعوا عنهم و تساعدوهم ؟؟
مش هقدر ارد عليه و همشي موطي راسي في الأرض
دي الحقيقة????

— aly kh (3alawy) (@aloli51) November 3, 2024

ابوتريكة يمثل الشجاعة المطلقة ، شخص مشهور وغني لديه كل ما يخسره ولديه الكثير ليربحه بالخنوع ومداهنة الانظمة ومع ذلك لم يخالف ضميره يوما ولا يمكن ان تحصي له موقف تخاذل وخنوع واحد دائما مواقفه عظيمة واخلاقية وراسخة خسر الكثير لكنه ما زال يقاوم لله دره وبنيه واهله

— Gad (@Gad1992477) November 4, 2024

كما عهدناك #ابوتريكة صادعاً بكلمة الحق
لا تخشي في الحق لومة لائم
بسيطا عفويا صادقا مخلصا لإخوانك
حارسا لثغرك حريصا على ألا يؤتى الإسلام من قبلك
فأستحققت أن تكون رمزا من رموز أمتنا
واستحققت أن تكون لنا حوذا وقدوة
لله درك

— Rehab Mohamed (@bilal_braa) November 4, 2024

 

 

 

 

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبو تریکة

إقرأ أيضاً:

في زمن التيه.. الرجولة أن تكون من أنصار الله

 

الرجولة ليست مجرد صفة بيولوجية، ولا تُقاس بالقوة الجسدية أو الانتماء القبلي أو المناطقي، بل هي موقف ووعي وانحياز دائم للحق. ومن تمام الرجولة، أن تكون من أنصار الله، لأنك بذلك تقف في صف المظلوم، وتكون من رجال الرجال في زمن قلّ فيه الرجال، وانحسرت فيه معاني الرجولة، خاصة بعدما انكشفت معالم المعركة بين حقٍ جلي عنوانه القرآن الكريم وآل بيت النبوة، وباطلٍ فاضح عنوانه التحالف بين الصهيونية العالمية وبعض الأنظمة العربية المتصهينة.

وفي اليمن، حين تبحث عن بديل لأنصار الله، فلن تجد إلا خيبات الماضي أو مشاريع الارتهان. فهل يكون البديل هو نظام عفاش؟ ذلك النظام الذي أسّس لحكم الفرد، وروّج للرذيلة والإفساد الأخلاقي، وفتح الباب أمام مشاريع التغريب والانحلال في وسائل الإعلام والمناهج التربوية، وهو الذي مكّن السفارات الأجنبية من التدخل السافر في الشأن اليمني. إن بقايا ذلك النظام لا تزال اليوم تقف في خندق الأعداء، تحت يافطات شتى، في الساحل الغربي وغيره، وجمعت حولها كل دعاة الرذيلة والفساد الأخلاقي، ممن يأنف الحر الشريف أن يسير في ركابهم.

أما إن كان البديل هو حزب “الإصلاح”، ذلك الذي طالما تغنّى بالدين ظاهراً، بينما أفرغ معانيه من الداخل، وخرّج من معاهده نماذج ممسوخة لا تعرف من الرجولة إلا قشورها، فإنك حينها تكون قد تنازلت عن رجولتك مبكرًا. فماذا يمكن أن يُنتظر ممن يرون في المهرج “محمد الربع” – وهو رمز السخرية من القيم والمعارك المصيرية – نموذجاً للرجولة والفكر؟ هذا هو نتاج ثقافة حزبية لم تجعل من فلسطين قضية، ولا من الجهاد شرفاً، بل سخّرت منابرها للطعن في المجاهدين.

وينطبق هذا أيضًا على أولئك الدعاة المدجَّنين بالمال الإماراتي، ممن ارتضوا القعود عن نصرة قضايا الأمة، وتفرغوا لتثبيط الناس عن الجهاد والمقاومة، أمثال بعض من ينتسبون إلى الطرق الصوفية الجديدة التي اتخذت الدين طقوسًا لا تتصل بواقع الأمة. تراهم لا ينطقون بكلمة حق تجاه العدوان على غزة، بينما يسارعون لإدانة أي تحرك مقاوم أو موقف شجاع في اليمن أو فلسطين.

إنهم اختاروا أن يكونوا شهود زور، يغطّون الجرائم الصهيونية بصمتهم المطبق، ويهاجمون من يرفع سلاحه في وجه المحتل. يكفيك أن تقارن بين بياناتهم الغائبة عن مجازر الاحتلال في رفح وغزة، وبين تصريحاتهم السريعة في مهاجمة المقاومة اليمنية حين تضرب أهدافًا صهيونية.

أما إذا كنت صاحب فطرة سليمة، وقلبٍ حيٍّ لم تُطفئه أضواء الزيف الإعلامي، ولم تُمِتْهُ أبواقُ التطبيع، فإنك ستجد نفسك، دون كثير عناء أو تنظير، تقف إلى جانب أنصار الله، لا لأنهم فوق النقد أو أنهم بلا أخطاء، ولكن لأنهم – في واقع اليوم – يُمثّلون الخندق الأقرب إلى الموقف الحق، حيث المعركة واضحة، والعدو مُسمّى باسمه، لا يُدارى ولا يُجَمَّل.

هم الذين رفعوا شعار العداء للصهاينة في زمن أصبح فيه التطبيع بطولة، واعتراف المحتل واقعًا مفروضًا، والمقاومة تهمة تُلاحق بها الأحرار. هم الذين اختاروا الوقوف في صف القرآن الكريم، حين تفرّق الناس بين ولاء لواشنطن وتبعية لأبو ظبي والرياض، وبين من لا يزال يفتش عن “حل سياسي” في زمن لا يعترف إلا بمنطق السلاح والميدان.

لقد رسم القرآن الكريم معالم العداوة بوضوح، حين قال: ﴿لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا﴾ [المائدة: 82] فلا غرابة أن يكون أنصار الله في مقدمة من يحملون راية هذه العداوة، ويجعلون منها عقيدة وموقفًا، لا مجرد شعار سياسي موسمي.

وحين نقرأ: ﴿وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾ [البقرة: 190] نفهم أن القتال المشروع هو في وجه المحتل، المغتصب، الذي يقتل الأطفال في غزة، ويهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها في رفح وجنين، لا في وجه المجاهدين الذين يسعون لرد هذا العدوان، مهما كانت ملامحهم أو لهجاتهم.

وفي هذا الزمن الذي تهاوت فيه كثير من الأصوات، وسقطت فيه الأقنعة، ولم نعد نُفرّق في الإعلام الممول بين الضحية والجلاد، تظل الرجولة الحقّة أن تنحاز لخيار الجهاد، لا على أساس حزبي أو مناطقي، بل انطلاقًا من إيمانك العميق بأن الباطل لا يُجابه إلا بالقوة، وأن من يرفع راية الجهاد في زمن الضعف هو أحق الناس بالسمع والطاعة والنصرة.

لقد أصبح الوقوف في صف أنصار الله اليوم، موقفًا يتطلب شجاعة لا تقل عن شجاعة المقاتلين في الجبهات، لأنه تحدٍّ لموجة التضليل العالمية، ورفضٌ للانضمام إلى طوابير المنتفعين بالصمت. نعم، قد تُكلّفك الكلمة موقفًا، ويُكلّفك الموقف ثمنًا، لكن الرجولة الحقة، لا تُقاس بما تكسبه، بل بما تصمد فيه، وما تدفعه في سبيل الله، والحق، والمظلومين في كل مكان.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الإبادة المستمرة خلف القضبان.. قراءة في يوم الأسير الفلسطيني 2025م
  • في زمن التيه.. الرجولة أن تكون من أنصار الله
  • أمريكا تحتضن مؤتمراً حول تاريخ وإرث الإبادة الجماعية للكورد في العراق
  • العربية لحقوق الإنسان: البابا فرانسيس ساند الفلسطينيين في مواجهة الإبادة الجماعية
  • الصمت.. لغة الحكمة والسلامة
  • المرصد الأورومتوسطي يدعو لتحرك عاجل لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • مسيرة حاشدة بإسطنبول للتنديد بالإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو بغزة
  • الأورومتوسطي يدعو لتحرك عاجل لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • التعاون الإسلامي تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه وقف الإبادة الجماعية في غزة
  • الخارجية: اعتداءات الاحتلال وعقوباته الجماعية في أعياد الفصح أحد مظاهر الإبادة والتهجير