رالي (نورث كارولاينا)، ديترويت- رويترز

 

تدخل انتخابات رئاسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الولايات المتحدة يومها الأخير اليوم الاثنين مع سعي حملتي المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لحشد المؤيدين للمشاركة في العملية الانتخابية في منافسة يصورها كل منهما على أنها لحظة وجودية للأمة.

وحتى بعد حالة الضبابية الهائلة للأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية، فإن الناخبين منقسمون إلى نصفين، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحدد الساكن الجديد للبيت الأبيض. وتقارب المنافسة يعني أن الأمر قد يستغرق أياما لمعرفة من الفائز.

ونجا ترامب البالغ من العمر 78 عاما من محاولتي اغتيال، واحدة بفارق مليمترات، بعد أسابيع فقط من قرار هيئة محلفين في نيويورك إدانته في التهم المتعلقة بتزوير وثائق وسجلات أعمال ليصبح أول رئيس أمريكي سابق يُدان بارتكاب جناية.

أما هاريس البالغة من العمر 60 عاما، فقد أصبحت في يوليو المرشحة الرئيسية لخوض الانتخابات عن الحزب الديمقراطي وهو ما يمنحها الفرصة لتصبح أول امرأة تتولى أقوى منصب في العالم. وجاء ذلك بعد ثلاثة أسابيع من تخلي الرئيس جو بايدن (81 عاما) عن محاولته لإعادة انتخابه تحت ضغط من حزبه بعد الأداء الكارثي له في مناظرة أمام ترامب.

ورغم كل هذه الأحداث، فإن ملامح السباق لم تشهد تغيرا يذكر. فقد أظهرت استطلاعات الرأي تساوي الكفتين بين هاريس وترامب على المستوى الوطني وفي الولايات المتأرجحة.

وأدلى أكثر من 77 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل في التصويت المبكر، لكن الساعات المقبلة ستحدد ما إذا كانت حملة هاريس أو ترامب صاحبة الأداء الأفضل في حث المؤيدين على التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.

وحطم الناخبون، من الديمقراطيين والجمهوريين، أرقاما قياسية عمرها قرن من الزمان في آخر انتخابين للرئاسة، ما يشير إلى الحماس الذي يثيره ترامب في تحرك الحزبين.

وفي الساعات الأخيرة من هذه الحملة، يغمر كلا الجانبين مواقع التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون والإذاعة بجولة أخيرة من الدعاية ويتسابقان للوصول إلى الناخبين في منازلهم وإجراء المكالمات.

ويعتقد فريق حملة هاريس أن تكثيف الجهود لحشد الناخبين سيحدث فرقا ويقول إن متطوعيه طرقوا مئات الآلاف من الأبواب في كل من الولايات المتأرجحة هذا الأسبوع لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لهاريس.

وقالت رئيسة الحملة جين أومالي ديلون للصحفيين "نشعر بالرضا الشديد عن الوضع الذي وصلنا إليه الآن".

وتقول الحملة إن بياناتها الداخلية تظهر أن الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم سيصوتون لهاريس وبصفة خاصة النساء في الولايات المتأرجحة وأنهم يرون زيادة في التصويت المبكر بين العناصر الأساسية من ائتلافهم بما يشمل الناخبين الشبان والملونين.

ولدى حملة ترامب عملية خاصة بها لحشد الأصوات، لكنها أوكلت فعليا معظم العمل إلى مجموعة العمل السياسي الداعمة للرئيس السابق والتي يمكنها جمع وإنفاق مبالغ غير محدودة من المال.

وركزت الحملة بشكل أكبر على الاتصال بالناخبين الذين لا يذهبون غالبا إلى صناديق الاقتراع، بدلا من مناشدة الناخبين الذين يمكنهم التحول إلى أي من الجانبين.

والكثيرون في هذه الفئة من أنصار ترامب، لكنهم ليسوا ناخبين يمكن الاعتماد عليهم عادة.

ويقول ترامب وفريقه إنهم، بعد انتقاء الناخبين الذين يريدون الاتصال بهم، يرسلون مندوبين إلى الأماكن التي تحدث فرقا ويتخذون خيارات ذكية في الإنفاق.

وأمضى ترامب وحلفاؤه، الذين يقولون دون دليل إن هزيمته في عام 2020 كانت نتيجة تزوير، شهورا في وضع الأساس للطعن على النتيجة مرة أخرى في حالة خسارته. وتعهد ترامب "بالانتقام"، وتحدث عن مقاضاة منافسيه السياسيين ووصف الديمقراطيين بأنهم "العدو في الداخل".

واشتكى ترامب أمس الأحد من وجود فجوات في الزجاج الواقي من الرصاص المحيط به خلال حديثه بمؤتمر انتخابي، وقال مازحا إنه يتعين على القاتل إطلاق النار عبر وسائل الإعلام للوصول إليه، مضيفا "لا أمانع ذلك كثيرا".

ووصفت هاريس ترامب بأنه خطر على الديمقراطية لكنها بدت متفائلة في أثناء تواجدها في كنيسة ديترويت أمس الأحد.

وقالت هاريس "خلال جولاتي، أرى أمريكيين، من ما يسمى بالولايات الحمراء إلى ما يسمى بالولايات الزرقاء، على استعداد لجعل قوس التاريخ ينحني نحو العدالة". وأضافت "والشيء العظيم في العيش في ظل الديمقراطية، ما دمنا قادرين على التمسك بها، هو أننا نملك القوة، كل واحد منا، للإجابة عن هذا السؤال".

وصنف الناخبون الذين شاركوا في استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في أواخر أكتوبر تشرين الأول التهديدات التي تتعرض لها الديمقراطية باعتبارها ثاني أكبر مشكلة تواجه الولايات المتحدة اليوم، بعد الاقتصاد مباشرة.

ويعتقد ترامب أن المخاوف بشأن الاقتصاد وارتفاع الأسعار، وخاصة بالنسبة للغذاء والإيجار، ستصل به إلى البيت الأبيض.

وقال ترامب خلال مؤتمر انتخابي أمس في ليتيتز بولاية بنسلفانيا "سنخفض الضرائب، وننهي التضخم، ونخفض أسعاركم، ونرفع أجوركم، ونعيد آلاف المصانع إلى أمريكا".

وسيتضمن اليوم الأخير من حملته اليوم الاثنين توقفا في ثلاث من الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحدد الفائز. وسيزور رالي عاصمة ولاية نورث كارولاينا وريدينج وبيتسبرج في بنسلفانيا، وجراند رابيدز بولاية ميشيجان. ثم يعتزم العودة إلى بالم بيتش بولاية فلوريدا للتصويت وانتظار نتائج الانتخابات.

وتعتزم هاريس قضاء اليوم الأخير من الحملة الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، حيث تبدأ يومها في ألينتاون، إحدى أكثر مناطق الولاية تنافسية، قبل التوجه إلى بيتسبرج وفيلادلفيا.

وتعد ولاية بنسلفانيا الجائزة الأكبر بين الولايات المتأرجحة، حيث تملك 19 صوتا من الأصوات التي يحتاجها أي مرشح للفوز بالرئاسة وعددها 270 صوتا في المجمع الانتخابي.

ووفقا لمحللي الانتخابات الأمريكية غير الحزبيين، فإن هاريس تحتاج إلى الفوز بنحو 45 صوتا من المجمع الانتخابي في الولايات السبع المتأرجحة للوصول للبيت الأبيض، في حين سيحتاج ترامب إلى حوالي 51 صوتا، عند احتساب الولايات التي من المتوقع أن يفوزوا بها بسهولة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كامالا هاريس تخرج عن صمتها: رؤية ترامب تخدم الأثرياء

وجهت نائبة الرئيس الأمريكية السابقة، كامالا هاريس، انتقادات قاسية للرئيس دونالد ترامب، ووصفت أداءه خلال أول 100 يوم من ولايته الرئاسية الثانية بأنه يمثل "تخليًا شاملاً عن القيم الأمريكية"، مشيرة إلى أن قراراته وسياساته تصب في مصلحة فئة ضيقة من الأثرياء وتقوم على "رؤية ضيقة وأنانية"، بحسب تعبيرها.

وخلال خطاب ألقته في مدينة سان فرانسيسكو أمام جمهور من أنصارها في فعالية نظمتها منظمة "إيميرج أمريكا"، حمّلت هاريس ترامب مسؤولية ما وصفته بـ"أكبر أزمة اقتصادية من صنع الإنسان في التاريخ الحديث للرئاسة"، مؤكدة أن إدارته اختارت تجاهل الحقائق الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الأمريكيون لصالح مصالح شخصية وحسابات سياسية ضيقة.

وقالت هاريس: "هذه الإدارة تعاقب من يقولون الحقيقة، وتكافئ الموالين، وتستغل السلطة لتحقيق مكاسب شخصية، بينما تترك باقي المواطنين يواجهون مصيرهم بأنفسهم"، مشيرة إلى أن تلك السياسات تشكل خطراً مباشراً على أسس الحكم الديمقراطي، وتزيد من حدة الانقسامات المجتمعية.

ترامب يهدد بعقوبات قاسية على مشتري النفط الإيرانيترامب : أي جهة تشتري النفط الإيراني لن يُسمح لها بالتعامل تجاريا معناخلفا لمايك والتز.. ترامب يعين وزير خارجيته مستشارا للأمن القومي الأمريكيانتخابات أستراليا.. شبيه ترامب في ورطة| تقريرترامب يدرس تعيين ستيف ويتكوف بديلا لـ والتز مستشارا للأمن القوميترامب ينتقد باول مجددًا ويؤكد: أفهم أسعار الفائدة أفضل منهإدارة ترامب تسعى لاتفاقات تجارية أولية خلال أسابيع دون مفاوضات مع الصينصفقة لحماية أموالنا.. أول تعليق من ترامب على اتفاق المعادن مع أوكرانياتحول في موقف ترامب تجاه روسيا.. ضغوط داخلية وخطط لعقوبات جديدة

كما حذرت هاريس من أن "الأمور قد تزداد سوءاً قبل أن تتحسن"، داعية جمهورها إلى عدم الاستسلام لما وصفته بـ"مناخ الخوف"، مضيفة: "الخوف ليس الشيء الوحيد المعدي، فالشجاعة أيضاً معدية". وأكدت أن الوقوف في وجه ما تراه انحرافاً عن المبادئ الأمريكية يتطلب تضامنًا ومقاومة جماعية، لا سيما في ظل ما اعتبرته تراجعاً خطيراً على صعيد الحريات والعدالة الاجتماعية.

تأتي تصريحات هاريس بعد مرور عدة أشهر على خسارتها الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام ترامب، والتي كانت مرشحة فيها عن الحزب الديمقراطي. وتُعد كلمتها هذه من أبرز إطلالاتها السياسية منذ ذلك الحين، ما يُشير إلى إمكانية عودتها إلى واجهة المشهد السياسي في الفترة المقبلة، خصوصاً في ظل ما يبدو أنه استياء متزايد داخل الأوساط الليبرالية من إدارة ترامب الثانية.

وكانت منظمة "إيميرج أميركا" التي استضافت الخطاب، قد لعبت دوراً في دعم المرشحات الديمقراطيات خلال الدورات الانتخابية الماضية، ما يجعل المناسبة مناسبة رمزية لهاريس للتأكيد على استمراريتها السياسية ورسالتها المناهضة لإدارة ترامب.
 

طباعة شارك ترامب أمريكا دونالد ترامب هاريس كامالا هاريس

مقالات مشابهة

  • كامالا هاريس تخرج عن صمتها: رؤية ترامب تخدم الأثرياء
  • كامالا هاريس بعد غياب: رؤية ترامب أنانية وتخدم الأثرياء
  • هاريس تعود للساحة السياسية وتهاجم ترامب
  • دعوى قضائية ضد جامعة تكساس وترامب يلوح بوقف مِنح هارفارد
  • إيلون ماسك يرتدي قبعتين وترامب يمازحه.. فيديو
  • هاريس تهاجم ترامب في خطاب بارز .. تخلى عن مبادئ أميركا
  • ترامب: تغيير الاقتصاد الأمريكي يحتاج إلى وقت ولن يتم في بضعة أيام
  • على حافة ركود.. الاقتصاد الأمريكي يسجل أسوأ ربع سنوي وترامب يعلق
  • نشرة أخبار العالم | ترامب يتهم الصين بسرقة الولايات المتحدة.. الرئيس الأمريكي يكشف إنجازات 100 يوم.. وباكستان تتوقع غزوًا هنديًا خلال 24 ساعة.. و1000 غارة أمريكية على الحوثيين
  • جون بولتون: ترامب ليس لديه أي منهجية فيما يخص الأمن القومي