بها أزيد من مليوني جندي.. كيف تُصوت قوات الجيش الأميركي في انتخابات الرئاسة؟
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
بعكس الكثير من الدول حول العالم، ضمنها الصين وروسيا وبلدان عربية، يحق لأفراد الجيش في الولايات المتحدة التصويت في الانتخابات، بما فيها الرئاسيات.
إذ يتيح نظام الانتخابات في الولايات المتحدة التصويت للعسكريين الأميركيين سواء كانوا يخدمون داخل حدود الولايات المتحدة أو خارجها.
وفي الوقت الذي يمكن للمواطنين الأميركيين الانضمام لصفوف الجيش فور بلوغ 17 عاما، إلا أنه لا يمكن لهم التصويت إلا بعد بلوغ سن الـ18.
وفق أرقام وزارة الدفاع الأميركية ليونيو 2024، بلغ عدد القوات العسكرية الأميركية أزيد من مليونين و600 ألف جندي، يخدمون في مواقع بعضها موزع حول العالم.
ومن بين هؤلاء العسكريين، تُدرج وزارة الدفاع ما يقرب من 1.31 مليون شخص كقوات نشطة، بحسب تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لعام 2024.
وبحسب الوكالة، تمتلك الولايات المتحدة ثالث أكبر جيش نشط في العالم من حيث عدد الأفراد، بعد الصين والهند.
وتتوزع هذه القوات على فروع ستة رئيسية هي الجيش والبحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية وخفر السواحل، فضلا عن قوة الفضاء اعتبارًا من عام 2019، وهي كلها قوات مكلفة بحماية وخدمة الولايات المتحدة.
ويحق لحوالي ثلاثة أرباع أفراد القوات العسكرية الأميركية النشطة، البالغ عددها 1.3 مليون عضو، التصويت غيابيا، بحسب أحدث إحصاء أورده الموقع الرسمي لـ"برنامج المساعدة الفيدرالية للتصويت".
تصويت غيابيمنذ عام 1986، صار أفراد الجيش الأميركي المتمركزون بعيدا عن مقار إقامتهم الانتخابية مشمولين بقانون التصويت الغيابي للعسكريين والمدنيين الأميركيين خارج حدود البلاد.
أقل من 24 ساعة على موعد الانتخابات الأميركية قبل أقل من 24 ساعة عن موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، يتنافس ترامب وكامالا هاريس، لكسب الأصوات في الولايات الحاسمة، حيث تحدث ترامب" من ولاية "بنسيلفانيا" عن "مصير الأمة الأميركية المرهون بالانتخابات، وتأكيد"هاريس" من ولاية "ميشيغان" على أن "الزخم يصب في مصلحة الديمقراطيين"ويُلزم القانون السلطات الأميركية في كل ولاية بالسماح للأفراد العسكريين وعائلاتهم المضطرة لذلك، فضلا عن المواطنين المقيمين في الخارج، بالتصويت الغيابي في الانتخابات الفيدرالية.
وفي عام 2009، عُدل القانون ليُلزم مسؤولي الولايات الأميركية بعدة إجراءات، منها إرسال بطاقات الاقتراع للناخبين في الخارج قبل 45 يوما على الأقل من الانتخابات الفيدرالية، وإتاحة طريقة واحدة على الأقل من طرق الإرسال الإلكتروني تشمل البريد الإلكتروني و الفاكس على سبيل المثال، للحصول على المعلومات المتعلقة بالتصويت إلى جانب بطاقات الاقتراع الفارغة.
كما يفرض القانون اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية العملية الانتخابية والبيانات الشخصية للمصوتين وخصوصيتهم.
ومنذ التعديل على قانون التصويت الغيابي، شهدت الولايات المتحدة ثلاثة انتخابات رئاسية وأربعة تشريعية.
وأظهرت بيانات التصويت، المنشورة على الموقع الرسمي لبرنامج المساعدة الفيدرالية للتصويت، تحسنا في معدلات مشاركة العسكريين في التصويت بعد التعديلات على القانون.
ففي انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، التي جرت عام 2022، أفاد 15 في المئة فقط من الناخبين العسكريين بأنهم إما لم يتلقوا بطاقات الاقتراع في الوقت المحدد، أو أنها لم تصلهم أبدا، مقارنة بـ30 في المئة قبل تعديلات عام 2009.
توجهات انتخابيةبحسب برنامج المساعدة الفيدرالية للتصويت، تؤثر أصوات العسكريين بشكل كبير على الانتخابات، وبخاصة في السباقات المتقاربة، كالسباق الجاري بين المرشحين على الرئاسة الديموقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب.
"يوم الذكرى".. هكذا يستعيد الأميركيون تضحيات جنودهم تحتفل الولايات المتحدة يوم الاثنين بـ"يوم الذكري" (Memorial Day) الذي يتم خلاله تكريم أفراد الجيش الأميركي، رجالا ونساء، ممن فقدوا أرواحهم أثناء الحروب التي خاضتها بلادهمكما يبرز دور المحاربين القدامى في الجيش الأميركي، باعتباره كتلة انتخابية هامة. وتشير أرقام مركز "بيو" للدراسات أن عدد هؤلاء يبلغ حوالي 18.3 مليونا.
وتشير أرقام المركز أيضا إلى أن نحو 63 في المئة من المحاربين القدامى يميلون لدعم الحزب الجمهوري، بينما 35 في المئة يفضلون الحزب الديمقراطي.
هذا الاتجاه يمثل، وفق المصدر نفسه، "تحولا كبيرا" مقارنة بالعقود الماضية، عندما كان عدد أكبر من المحاربين القدامى ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، خاصة خلال أواخر القرن العشرين.
وترتبط زيادة الانتماء للحزب الجمهوري بين المحاربين القدامى بعدة عوامل، بما في ذلك الانتقال إلى جيش تطوعي بالكامل، والذي تم تأسيسه بعد انتهاء التجنيد الإجباري في عام 1973. هذه التغيرات الديموغرافية أدت إلى زيادة نسبة المحاربين القدامى الذين يميلون إلى الحزب الجمهوري، خاصة بين المحاربين القدامى الشباب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المحاربین القدامى الولایات المتحدة الجیش الأمیرکی فی المئة
إقرأ أيضاً:
كيف يرى الصينيون انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
من إحدى نقاط الاتفاق النادرة بين المرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية، هي أن الصين تمثل تهديداً كبيراً للولايات المتحدة.
وقد تبنى كل من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، موقفاً صارماً تجاه المنافسة الصينية. ومما لا يثير العجب كثيراً هو أن استطلاعات الرأي تظهر أن الآراء في أمريكا بشأن الصين، تراجعت لأدنى مستوياتها على الإطلاق.
How China sees the U.S. presidential election: 'It's high political drama' https://t.co/FL8b9YnpC7
— Los Angeles Times (@latimes) October 31, 2024 ولكن، كيف يرى الصينيون الانتخابات الأمريكية؟من أجل معرفة رأي الصينيين في الانتخابات، تحدثت صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، مع ياوي ليو، مؤسس مركز بيرسبشن مونيتور أمريكا-الصين، ومقره أتلانتا، حيث يعمل ليو كمستشار لشؤون الصين في مركز كارتر، الذي يعد منظمة تجمع معلومات من محاضرين صينيين، وأصحاب آراء واستطلاعات رأي وتقارير إعلامية صينية.
وبسؤاله عن ما هو رأي الصينيين في الانتخابات الرئاسية، قال إن الصينيين حرفياً مفتونون بهذه الانتخابات. وأوضح أنهم مفتنون بصعود وهبوط الرئيس الأمريكي جو بايدن، كما أنهم يشعرون بالحماسة إزاء احتمالية أن تتولى سيدة من أصحاب البشرة الداكنة، لأول مرة، منصب رئيس الولايات المتحدة. كما أنهم يحاولون بالطبع معرفة سبب تمتع شخص مثل ترامب بمثل هذه الحياة السياسية الطويلة، على الرغم من جميع الفضائح، وعلى الرغم من كره نصف البلاد له.
وأشار ليو إلى أنه في الصين لا يوجد أي منفذ لأي نوع من المشاركة السياسية، لذلك القراءة بشأن الانتخابات الأمريكية والتعليق عليها ترضي بعض هذه الرغبات للمشاركة. ولكن ما هو المفاجئ في هذه الانتخابات مقارنة بالانتخابات السابقة، أجاب ليو: "خلال عام 2000، كان لدينا مسؤولون ومحاضرون صينيون هنا في الولايات المتحدة للإشراف على الانتخابات. وعندما استيقظوا صباح اليوم التالي، لم يكن هناك رئيس بعد"، مضيفاً "منذ ذلك الحين، أصبحت الانتخابات الأمريكية قضية مثيرة للنخبة الصينية. وخلال عام 2016، كان هناك فائز مفاجئ ألا وهو دونالد ترامب".
وأوضح أنه في هذه الانتخابات بسبب محاولات الاغتيال وانسحاب بايدن المفاجئ من السباق، والصعود السريع لكامالا هاريس، هناك الكثير من الأمور التي لا ترتبط عادة بالديمقراطيات الناضجة. فهي دراما سياسية.
وقالت الصحيفة لليو، إنه بما أن وسائل الإعلام الصينية تصور فوضى المرشحين، ودائرة الحملات الانتخابية على أنها رمز لسقوط الديمقراطية الأمريكية، فهل يرى الصينيون الأمر هكذا؟ قال ليو إن "الصينيين منقسمون لمعسكرين".
وأوضح أن "معسكراً يقول إن الانتخابات الأمريكية تتعلق بالأموال وأشخاص مثل إيلون ماسك، وإنه في حال خسارة ترامب، فإنه سيقول إنه تم سرقة الانتخابات"، مضيفاً "لذلك يعتقد هذا المعسكر أن هذه دلالة على أن الديمقراطية لا يتم تطبيقها كما يجب، وأن الولايات المتحدة تتهاوى كقوة عظمى".
ولكنه أشار إلى أن المعسكر الآخر يقول أن حقيقة أنه تبقى بضعة أيام على إجراء الانتخابات، ولم يتضح بعد من الفائز، فإن ذلك يبرز قوة الديمقراطية الأمريكية، قائلاً "هذا المعسكر يعتقد أن الانتخابات حقيقية وتنافسية وشفافة".
وهل تعتقد الصين أن مرشحاً سوف يكون أفضل من الآخر فيما يتعلق بمصالحها؟ قال ليو إن "هناك إجماعاً حزبياً على أن الصين تمثل تهديداً وجودياً على الولايات المتحدة- تحدي أكبر مما تمثله روسيا"، وأضاف أنه "في حال فوز هاريس، فإنه من المحتمل أن يعني ذلك تكراراً للسياسة الحالية للرئيس بايدن تجاه الصين".
ولكن يتعين على الصينيين أن يستعدوا للمفاجآت في حال فوز ترامب بالرئاسة. إذا قال إن أمريكا لا تريد الدفاع عن تايوان، فإن ذلك من المحتمل أن يكون أمراً ترغب الصين في سماعه. وحول رأي الصينيين في هاريس، قال ليو إنهم يدركون أنه في حال فوزها، فإن ذلك سيكون دلالة على حيوية الديمقراطية الأمريكية.
وأوضح أنه خلال عام 2008، عندما تم انتخاب باراك أوباما، كان هذا أمراً ملهماً. وفي عام 2024، في حال فازت هاريس، فإن ذلك سيكون بالتأكيد معجزة، ومن المحتمل أن تصبح قصة ملهمة مجدداً، مفادها أن أي حلم يمكن أن يصبح حقيقة في هذه الدولة التي يطلق عليها الولايات المتحدة.
وحول رأي الصينيين بشأن تجربة التعليم التي خاضها تيم والز المرشح لمنصب نائب هاريس في الصين، أشار ليو إلى أن القيام برحلات إلى الصين وفهم الثقافة الصينية والارتباط بصداقة مع أشخاص في الصين، لا يعني أنه في حال فوزه بمنصب نائب الرئيس، سيكون أكثر وداً تجاه الصين.
وأضاف "على سبيل المثال رئيس وزراء أستراليا السابق كيفين رود. في البداية كان هناك الكثير من الحماسة بانتخاب الأستراليين لرئيس وزراء يتحدث الصينية خلال عام 2007. ولكنه تبنى سياسة صارمة للغاية تجاه الصين".
وفيما يتعلق بالتغطية الإعلامية الصينية لهذه الانتخابات، قال ليو إن وسائل الإعلام الصينية تبذل قصارى جهدها لتغطية هذه الانتخابات. وتحدث عن وجود رقابة محدودة على ما يمكن تناوله، ولكن وسائل الإعلام لا ترغب في تغطية كيف يتحدثون بشأن الصين، ما عدا ذلك، فإن كل الأمور متاحة.
وأشار أيضاً إلى وجود ظاهرة جديدة، ألا وهي أن المزيد من الأشخاص يحصلون على معلوماتهم من وسائل التواصل الاجتماعي. وقال ليو إن وسائل الإعلام الصينية الرسمية تميل إلى تصوير أمريكا على أنها في تدهور حاد بناء على ما حدث خلال أحداث شغب 6 يناير (كانون الثاني) 2021، وعدم الاستعداد للتعامل مع جائحة كورونا وتدهور العلاقات العرقية والعملية السياسية التي تهيمن عليها الأموال.
وأشار ليو إلى أن الكثيرين في الصين يعتقدون أن أمريكا تبذل كل ما في وسعها لاحتواء صعود الصين. وعلى الرغم من أن هذه التصورات يتم تدعيمها بعناية بأدلة مختارة، فإن الإدراك الصيني لأمريكا لا يمكن أن يوصف بأنه موضوعي ونزيه.