مسرحة المناهج .. شهد مسرح السامر بالعجوزة، اليوم الاثنين، افتتاح العرض المسرحي "ليالي المحروسة"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ضمن برامج وزارة الثقافة المقدمة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في إطار مشروع "مسرحة المناهج" لطلاب مراحل التعليم الأساسي، ويقدم العرض يوميا بالمجان في الحادية عشرة صباحا حتى 24 نوفمبر الحالي، عدا يومي الجمعة والسبت.

 

العرض يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتقدمه فرقة السامر المسرحية، بقيادة الفنان محمد النبوي، وشهد حضورا مكثفا من طلاب مدارس "نبع العلم، الأورمان، المستقبل"، حيث يقدم لهم مجانا في سياق جذاب والعرض يقدم مراحل مهمة من تاريخ مصر، بدءا من حكم المماليك مرورا بالحملة الفرنسية وعصر محمد علي باشا، وصولا إلى أحداث ثورة 25 يناير، مما يثري معرفة الطلاب بتلك الحقب بأسلوب مسرحي مبسط.

وأكد مخرج العرض عصام سعد أن "ليالي المحروسة" تجربة فريدة تهدف إلى تقديم التاريخ بشكل مشوق وسهل الفهم، وقال: "رؤيتي كانت تتلخص في تقديم التاريخ بشكل ينبض بالحياة على خشبة المسرح، بحيث يستمتع به الطلاب ويتعرفون على حقب تاريخية مهمة بدون جمود، نحن هنا نروي الحكاية عبر شخصيات وأحداث، تجعل الطلاب يعيشونها بدلاً من حفظها".

وأشار "سعد" أن العمل الفني ليس موجها فقط للطلاب، بل أيضا لكل من يهتم بمعرفة تاريخ مصر بشكل فني فهو يجمع بين الفن والتعليم ليقدم تجربة تتجاوز الأداء المسرحي التقليدي، وتحول المسرح إلى وسيلة تعليمية تفاعلية.

وأضاف مخرج العرض أنه تناول حقبة حكم المماليك، التي كانت تتميز بالصراعات والتنافس على السلطة، ثم مرحلة الحملة الفرنسية، وما جلبته من تغيير على المجتمع المصري، كما سلط العرض الضوء على فترة حكم محمد علي باشا الذي يعد مؤسس مصر الحديثة، في رحلة عبر التاريخ وصولا إلى ثورة 25 يناير، حيث استعرض تطلعات المصريين نحو الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وقد تخلل العرض مشاهد درامية مؤثرة وأداء تمثيلي متقن من الممثلين الذين أبدعوا في إيصال روح كل مرحلة من مراحل تاريخ مصر.

وتحدثت الفنانة سمر الشاذلي عن العرض قائلة: "سعيدة بالمشاركة في عمل متميز يجمع بين الثقافة والترفيه، ويتيح للجمهور فرصة الاطلاع على تاريخنا العريق دون تعقيد"، أما نهال أحمد فأعربت عن فخرها بالمساهمة في مشروع مسرحي يروي التاريخ بشكل يجعل الأحداث قريبة من الجميع، مشيرة إلى أن الأداء المسرحي هنا يلعب دورا مهما في إحياء التراث وجذب الجمهور.

وأكد الفنان طارق أنور أن التجربة شكلت تحديا له، حيث تطلب الدور الغوص في الشخصيات التاريخية المعقدة وتقديمها، بأسلوب يتناسب مع الواقع الحالي، وأضاف: "العرض يتيح لنا فرصة تقديم رؤية شاملة لفترات حساسة في تاريخ مصر، ويسعدني أن أكون جزءا من هذا العمل".

وأشار الفنان عاطف كساب إلى أن العرض يمثل تجربة جديدة قائلا: "نهدف إلى إظهار كيف أثرت هذه الفترات على حاضرنا، وأنا سعيد بتفاعل الجمهور مع القصص التي نرويها".

بينما وصف الفنان أشرف شكري العمل بأنه "مغامرة فنية تعكس تحديات جيل يسعى لتقديم التاريخ بشكل معاصر"، فيما أشاد كل من أسامة نعيم ومحمود الشوكي بروح الفريق التي سادت بين المشاركين، ما ساهم في تجسيد هذا العرض بشكل استثنائي.

وقالت الفنانة إيمان أمين: "العرض يمنحنا نافذة نطل منها على ماضينا، ويروي قصصا مؤثرة، ويسعدني أن أكون جزءا من هذا العمل الفني الذي سيظل محفورا في ذاكرة المشاهدين".

كما عبر باقي أبطال العرض المسرحي: عبد الله مهنا، علي شندي، ماجد علي، عبدالرحمن سليم، أحمد يونس، أنس سليمان، حسين محمد، مصطفى إسماعيل، مصطفى محمد، نجلاء عامر، ثريا ربيع، عن حماستهم الكبيرة لمشاركتهم في تجربة فنية فريدة تجمع بين استعراض تاريخ مصر الحديث وتقديمه بأسلوب جذاب ومبسط يستهدف جميع الفئات.
 
وأشاروا إلى أن تجسيدهم للشخصيات التاريخية كان فرصة فنية استثنائية، حيث استطاعوا أن يعيشوا داخل تلك الحقبات الزمنية، ما أتاح لهم فهما أعمق لتفاصيل الأحداث وتقديمها بروح معاصرة تجعل من التاريخ قصة نابضة بالحياة، واعتبر الأبطال أن المسرحية، التي تمزج بين التثقيف والمتعة، نجحت في تقديم التاريخ للجمهور بلغة قريبة وواضحة، ما يعزز الوعي الثقافي بأسلوب لا يخلو من التشويق.

كتب النص الدرامي وأشعار العمل حمدي نوار، فيما تولى الملحن باسم عبد العزيز تأليف الأغاني لتكمل مشاهد العرض بألحان تنقل الحضور عبر الزمن، وصمم الاستعراضات ماهر مفتاح، وأضفى الديكور والملابس، بتصميم رانيا حداد، لمسة واقعية للحقب التاريخية، يعززها الفيديو والمونتاج من إبداع محمود صلاح، وإضاءة عز حلمي التي تضيف عمقا دراميا ساحرا، وأبدعت رانيا صابر في تصميم الماكياج، الذي أضاف لمسات جمالية مما ساعد في نقل أجواء المسرحية التاريخية، كما أظهرت د. إنجي عبد المنعم براعة في تصميم الدعاية التي أسهمت في جذب الأنظار إلى العرض. وأعرب أحمد جلال، المسؤول عن تصميم المشاهد، عن فخره بالمشاركة في هذا العمل، موضحا أن تصميم الديكورات يتناسب مع الزمن الذي يعرضه.
 

وعن ردود أفعال الطلاب وأسرهم قالت الطالبة ليلى أحمد: "لم أكن أعرف أن المسرح يمكن أن يجعلني أفهم التاريخ بهذا الشكل، كأنني سافرت عبر الزمن"، وعلق الطالب كريم سعيد قائلا: "تعلمت عن شخصيات وأحداث مهمة، وأحببت الأداء والموسيقى كثيرا".

وأشادت بعض الأسر التي رافقت أطفالها بالمبادرة، بالعمل حيث قالت إحدى الأمهات: "مثل هذه العروض تسهم في تعزيز حب الطلاب للمسرح والتاريخ، وتشجعهم على التعلم بطريقة مشوقة"، وعبر البعض الآخر عن تطلعهم إلى مزيد من العروض المماثلة.

ويعد العرض هو الثاني لهيئة قصور الثقافة، بمشروع مسرحة المناهج عقب مسرحية "سر حياتي" التي تم تقديمها خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، لتبسيط منهج مادة العلوم لطلاب المرحلة الابتدائية من خلال تقديمه في قالب غنائي استعراضي للأطفال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مسرحة المناهج قصور الثقافة ليالي المحروسة السامر برامج وزارة الثقافة وزير الثقافة مسرحة المناهج تقدیم التاریخ التاریخ بشکل تاریخ مصر

إقرأ أيضاً:

من يقتل الحقيقة لا يستطيع أن يكتب التاريخ

لا يمكن أن تغادر صورة الصحفي الفلسطيني أحمد منصور، مراسل وكالة «فلسطين اليوم» وهو يحترق صباح اليوم، بعد أن استهدفت إسرائيل الخيمة التي كان يستخدمها وبقية الإعلاميين في غزة مكانا لتغطية الحرب، مخيلة أي صحفي حر يؤمن بمهنة الصحافة ودورها في نقل الحقيقة.. ورغم أن أحمد منصور نجا من الموت، ولو إلى حين، إلا أن صورته وهو يحترق ستبقى إحدى أهم أيقونات هذه الحرب الظالمة التي تستهدف فيها إسرائيل وأد الحقيقة في محاولة لاستبقاء سرديتها ونشرها أمام العالم. لكن هذا الطموح الإسرائيلي، المبني على الإيمان المطلق بالسردية الذاتية، يبدو أنه يتلاشى تماما بعد أكثر من 18 شهرا على بدء مجازر الاحتلال في قطاع غزة والذي راح ضحيته أكثر من 50 ألف فلسطيني بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ولكل منهم قصته وحلمه وطموحه ومساره في هذا العالم.. فما زال صوت الحقيقة، ولو عبر ثقوب صغيرة جدا، يتسرب إلى العالم ويملك قوة تهشيم السردية الإسرائيلية، وصناعة الدهشة، وتحريك الضمائر الحرة في كل أنحاء العالم.

قتل في نفس الخيمة التي كان يحترق فيها أحمد منصور الصحفي حلمي الفقعاوي ليرتفع عدد ضحايا الحقيقة في هذه الحرب إلى 210 صحفيين وهو عدد ضخم جدا في حرب واحدة لم تكمل بعد العامين. ولكل صحفي من هؤلاء حكايته التي لا نعرفها وهو منشغل بنقل حكايات الآخرين من ضحايا الحرب، وله حلمه الذي ينتظر لحظة أن تضع الحرب أوزارها ليذهب نحو تحقيقه.. وكل جرائم هؤلاء أنهم اختاروا أن يكونوا شهودا على الحقيقة، لا صامتين على الجريمة.

لم تكن الرواية يوما كما يدعي الإسرائيليون، لكن الأمر كان، منذ الصحفي الأول الذي سقط ضحية للحقيقة، ممنهجا في سبيل احتكار الاحتلال للرواية، ليكتب الحرب وحده دون صور تُوثق أو أقلام تسائل ما يحدث أمام سطوة التاريخ التي لن ترحم في يوم من الأيام.. ويريد أن يحرق الحقيقة كما حرق أجساد الصحفيين، وأن يُطفئ العدسات كما يُُطفئ الحياة في عيون الأطفال.. تماما كما يستهدف المسعفين، ويدمر المستشفيات، ويقصف المدارس والجامعات.. إنه يستهدف، وفي كل مرة، شهود الجريمة أنفسهم.

وهذا ليس صداما لمن يفهم الاحتلال الإسرائيلي فهو ينطلق دائما من مبدأ نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، وعقدة الاستثناء التاريخي من القوانين والأخلاقيات والمبادئ، وفصل جرائمه ضد الفلسطينيين والعرب عموما عن التقييم الأخلاقي والقانوني؛ لذلك لا غرابة أن يعمد الاحتلال الصهيوني على اغتيال الحقيقة وإطفاء الأضواء في زمن الظلام؛ فالصحفي في نظره مقاوم، والحقيقة باتت خطرا.

رغم ذلك ورغم كل المحاولات الإسرائيلية لإسكات الحقيقة عبر اغتيال أبطالها وحرقهم بالنار تبقى «الحقيقة» آخر جدار للصمود، ويبقى الصحفيون في غزة هم حراس هذا الجدار، يكتبون بالدم ويصورون بالألم وصراخهم صدى لآلاف الضحايا الذين قضوا دون أن نسمع لهم صوتا أو أنينا. ولن تستطيع إسرائيل أن تصدّر سردياتها للعالم، ومن يقتل الحقيقة لا يحق له أن يكتب التاريخ.

مقالات مشابهة

  • العمل تفتتح مركزا بالمنوفية لتمكين المرأة الريفية
  • "كارمن" يجذب نجوم المسرح في مصر والعالم العربي بالطليعة
  • بالصور ... أبطال العمل سامح حسين وهبة مجدي.. احتفال صناع فيلم استنساخ بالعرض الخاص وسط حضور جماهيري كبير
  • قبل افتتاحه.. «شنب شرقي منقرض» يعلن نفاذ تذاكر الموسم الأول
  • الخميس المقبل.. دار الكتب والوثائق القومية تحتفل بمرور 155 عامًا على إنشائها
  • قصور الثقافة تصدر العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة حول الذكاء الاصطناعي
  • من يقتل الحقيقة لا يستطيع أن يكتب التاريخ
  • غدا.. قصور الثقافة تطلق الملتقى الثالث لأطلس المأثورات الشعبية سوهاج.. الهوية والاستدامة
  • قصور الثقافة تقدم أنشطة متنوعة للأطفال بالمناطق الجديدة الآمنة بالإسكندرية
  • أحمد حاتم يعاتب إعلامية شهيرة.. ما القصة؟