في ذكراها. تعرف علي الطوباوية أرميدا باريللي
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
تحي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكري وفاه الطوباوية أرميدا باريللي.
«وُلِدَت أرميدا باريللي في زمن مصابيح الزيت وقطارات الفحم وعربات الخيول وماتت في بداية العصر الذري ؛ وُلدت عندما لا تخرج الفتيات المحترمات بمفردهن أو عاريات الرأس، ولا يدرسن في مدارس الأولاد، ولا يشاركن في الحياة العامة ويموتن عندما تتمتع النساء، حتى في سن صغيرة جدًا، بحرية الحركة الكاملة ": أرميدا باريللي هي حقًا" امرأة في قرنان » نجمة من الدرجة الأولى بالإضافة إلى كونها ركيزة لا غنى عنها للجامعة الكاثوليكية الوليدة للقلب المقدس ومؤسسة منظمة الشباب النسائي.
ولدت أرميدا باريللي في اليوم الأول من شهر ديسمبر عام 1882م في مارزيو، فاريزي بميلانو إيطاليا، لعائلة برجوازية غير مبالين بالدين في ميلانو. لأبوين هم نابليون وسافينا كاندياني. لم تتلق في الأسرة تعليمًا مستوحى من المبادئ الدينية، بل تعليمًا علمانيًا، نموذجيًا للبرجوازية في ذلك الوقت. كان لديها شقيقان، لويجي (يُدعى جينو) وفاوستو، وثلاث شقيقات، جيما، ماريا أنتونيتا (تدعى ماري) وفيتوريا.
من 1895 إلى 1900، درست أرميدا لمدة خمس سنوات في مدرسة داخلية سويسرية في مينزنجن، تديرها راهبات الصليب المقدس وحصلت على دبلوممن المدرسة العادية باللغة الألمانية. في تلك الفترة، استطاعت أن تعرف الروحانية الفرنسيسكانية وأن تحب الله
ونشأت ذكية وجميلة وحيوية وأنيقة وراقية. لم تشعر بأنها مدعوة إلى الزواج أو التكريس الرهباني، رغم أنها تساءلت عن إرادة الله لها. كانت فتاة متحررة ومضادة للتيار، ذكية وذات إرادة قوية، منذ صغرها أعربت عن حماسها وإيمانها. وعادت الى ميلانو وأتيحت لها فرص عديدة للزواج، لكنها ظلت مؤمنة بأن الرب يدعوها الى رسالة أعمق من الحياة الأسرية. فكرست نفسها للأنشطة الخيرية للإيتام وأطفال السجناء. وفى عام 1909م كرست نفسها للرب بأخذها نذرًا خاصًا بالعفة.
جاءت نقطة التحول في حياتها في عام 1910، عندما تواصلت مع الأب الفرنسيسكاني أغوستينو غيميلي.اقتراح لها طرقًا جديدة للتبشير لها تتجاوز الصدقة تجاه السجناء والأيتام.
فانضمت للرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة العلمانية، باسم الأخت إليزابيتا. عشية عيد القلب الأقدس عام 1913، في كاتدرائية ميلانو، قدمت نفسها نهائيًا للرب من أجل العمل الرسولي وهي في الحالة العلمانية. وبإرشاد الأب أغوستينو. فاشتركت في نشاط قلب يسوع القدس للجنود الإيطاليين في الحرب العالمية الأولي.
وفى عام 1917م دعاها رئيس أساقفة ميلانو الكاردينال أندريا كارلو فيراري، لرعاية حركة الشابات الكاثوليكية الوليدة. وهكذا نشأت الدوائر الأولى لشابات أزيون كاتوليكا، والتي امتدت أيضًا إلى الأبرشيات الإيطالية الأخرى. في عام 1918 عينها البابا بنديكتوس الخامس عشر نائبة رئيس لاتحاد النساء الكاثوليكيات الإيطاليات. سافرت في جميع أنحاء إيطاليا، لتنظيم المؤتمرات وندوات والتدريبات على مستويات مختلفة، كما أعطت دفعة كبيرة لحركة الشابات الكاثوليكية.واطلقت عليها الشابات لقب الأخت الكبرى.
وفى عام 1918م أصبحت باريلي الرئيسة الوطنية لحركة شبيبات العمل الكاثوليكي النسائي، بدء أولًا في ميلانو ثم على المستوى الوطني. وفى عام 1919م بدأت في اسيزي بالاشتراك مع الأب جميلي ومجموعة من الأصدقاء شكلًا جديدًا من التكريس العلماني " المعهد العلماني لإرساليات ملوكية المسيح ".
اعترف به لاحقًا البابا بيوس الثاني عشر.ويضم اليوم أعداد كبيرة من المكرسين، وبدأت العمل التبشيري للشابات في الصين، بالتعاون مع أساقفة الإرساليات الفرنسيسكان. جنبا إلى جنب مع المونسنيور لويجي أولجياتي والموقار لودوفيكو نيكي، تعاون مع الأب جميلي أولًا اسست الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس، التي افتتحت في 7 ديسمبر 1921. في عام 1929، نظّمت جمعية مُلك ربنا يسوع المسيح لنشر الحياة الليتورجية في الرعايا بروحانية تتمحور حول المسيح. كانت رسولة قداسة منفتحة على الجميع، تؤدي واجباتها اليومية بانسجام وفي خضم التزامات متعددة. وبالرغم إصابتها بالشلل البصلي، إلا أنها ساعدت في إفتتاح كلية الطب بالجامعة الكاثوليكية في روما. وبعدما قامت بأعمال جليلة، رقدت بعطر القداسة في 15 أغسطس 1952م في فيلا العائلة في مارزيو في مقاطعة فاريزي وأبرشية كومو. تم تطويبها في 30 أبريل 2022 في كاتدرائية سانتا ماريا ناسينت في ميلانو. ظلت رفات المرأة التي كانت تُعرف باسم "الأخت الكبرى" لحركة شبيبات العمل الكاثوليكي النسائي ترقد منذ 8 مارس 1953 في سرداب الكنيسة الرئيسية للجامعة الكاثوليكية في ميلانو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط فی میلانو وفى عام
إقرأ أيضاً:
كبير مفتيي دبي يدعو إلى المساهمة في حملة وقف الأب
دعا فضيلة الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، عموم المجتمع إلى المساهمة في حملة "وقف الأب"، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، بالتزامن مع شهر رمضان الفضيل، بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات، من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين.
وتنضوي حملة "وقف الأب" تحت مظلة مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، وتسعى إلى تكريم الآباء من خلال إتاحة الفرصة لكل شخص للتبرع باسم والده في الحملة، وترسيخ قيم بر الوالدين والمودة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، وتعزيز موقع الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني، وتطوير مفهوم الوقف الخيري، وإحداث حراك مجتمعي واسع النطاق يساهم في تحقيق المستهدفات النبيلة للحملة الرمضانية الوقفية.
وقال فضيلة الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد إنه لا يزال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" يبادرنا في هذا الشهر الكريم بمبادرات خيرة تدل على عراقته في فعل الخير ونفع الغير.
وأكد فضيلته، أن من أجلِّ مبادراته، وكلُّها جليلة عظيمة، مبادرة "وقف الأب" هذا العام، هذه المبادرة التي تعني حقيقةً البر بالأب الذي كان سبب وجود الولد، والذي نال الولد شرف الانتساب إليه، والذي كدّ عليه وجد واجتهد حتى بلغ الولد مبلغاً يقوم بنفسه، ومع ذلك فإن الأب لا يزال عليه به عناية، وعليه حدب ورعاية، ولعله إن لم يقدم خيراً لنفسه من مبرة دائمة، ووقف نافع؛ إنما كان بسبب قلة ذات يده، أو تقديم ولده على نفسه، فجعل كسبه لولده في حياته، وبعد وفاته يترك له من الخير ما يكون عوناً له في هذه الحياة، كل ذلك بسبب شفقته على ولده، وحبه له، فكان من البرّ به أن يكون الولد به باراً، وله ذاكراً، ولمعروفه شاكراً، ومجازياً له جهده بما يقدر عليه من الإحسان الذي أمره الله تعالى به، وإلا فإن حقيقة مجازاته على وجه الكمال غير مقدور عليها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يَجْزِي ولَدٌ والِدًا، إلَّا أنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فيُعْتِقَهُ".
وأوضح كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن المعنى أنه لو قُدِّر له ذلك إن كان والده عبداً رقيقاً فبادر الولد بتحريره من رِبقة الرق، فلعل هذا يكون جزاءً له، غير أن أهل العلم يقولون إن هذا تعليق بمستحيل، إذ لا يمكن للولد أن يتفضل على أبيه بالعتق؛ لأنه يعتق تلقائياً بمجرد الشراء، حيث لا يمكن أن يكون الولد سيداً على أبيه، فنعمة الأبوة لا تعادلها نعمة بعد نعمة الإسلام.
فما بقي على الولد إلا أن يبادر بالإحسان إليه في حياته بكمال البر والطاعة والوفاء والعطاء، وبعد وفاته بصدقة جارية يسري له أجرها وهو في دار الانقطاع عن العمل، فلعلها تثقل موازين حسناته، وترتفع بها درجاته، ولعله يقول: من أين لي هذا؟ فيقال له من صدقة ولدك عليك.
وأضاف فضيلة الدكتور أحمد أن ها هو باب البر الواسع قد فتحه لنا الرجل البار بوالديه، المحسن لشعبه وأمته، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذا الوقف “وقف الأب” ليساهم فيه كل من يستطيع بما يقدر عليه، ليكون عنوان بره بوالده، لأن البر الذي كان واجباً عليه في حياته لا ينقطع بعد موته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له" والصدقة الجارية تكون من الولد أو غيره، كما تكون من المرء لنفسه، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وأَظُنُّهَا لو تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهلْ لَهَا أجْرٌ إنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ" فدل على مشروعية الصدقة عن الوالدين خاصة والناس عامة.
وأشار إلى أن الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يحرصون على البر بوالديهم بعد وفاتهم، مع ما كانوا عليه من البر والإحسان في حياتهم.. فنحن أولى بذلك.
وقال فضيلته، ها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد سنّ لنا باب البرّ بالأب كما سنّ لنا البر بالأم في العام الماضي، فعلى كل مستطيع أن لا يتوانى وقد تيسر له السبيل أن يسهم فيه بما يقدر عليه، حتى يكون بوالده باراً، ويكون ذلك سبباً لبر أولاده به كما ورد "بِرُّوا آباءكم يبَرُّكُمْ أبناؤكم".
واختتم بالقول إنه من ساهم في هذا البر يكون محسناً لنفسه؛ فإن له مثل الأجر الذي قصده لأبيه، ولا ينقص من أجره شيء.
وتواصل حملة "وقف الأب" استقبال المساهمات في الصندوق الوقفي من المؤسسات والأفراد عبر 6 قنوات رئيسية، هي الموقع الإلكتروني المخصص للحملة FathersFund.ae، ومركز الاتصال الخاص بالحملة على الرقم المجاني 8004999، كما يمكن المساهمة من خلال التحويل المصرفي لحساب الحملة (IBAN Number: AE020340003518492868201) في مصرف الإمارات الإسلامي بالدرهم الإماراتي.
وتتيح حملة "وقف الأب" إمكانية المساهمة بواسطة الرسائل النصية القصيرة SMS من خلال إرسال كلمة "أبي" أو "Father" عبر شبكتي "دو" و"اتصالات من e&" في الإمارات على الأرقام: 1034 للتبرع بـ 10 دراهم، و1035 للتبرع بـ 50 درهماً، و1036 للتبرع بـ 100 درهم، و1038 للتبرع بـ 500 درهم.
كما يمكن المساهمة في الحملة عبر تطبيق "دبي الآن" DubaiNow تحت فئة "التبرعات"، أو من خلال إنشاء محفظة خاصة للمؤسسات أو الأفراد على منصة دبي للمساهمات المجتمعية "جـــــــود" Jood.ae.