"العُمانية": تضم رواية "عروس الغَرْقَة.. سيرة انتفاضة الماء" للكاتبة العُمانية أمل بنت عبد الله الصخبورية، روايتين في رواية، إذ تحكي بطلة الرواية الحالية عن بطلة رواية أخرى فرضت نفسها على الأحداث، في ظل حقيقة يكررها الكثيرون ومفادها "التاريخ يعيد نفسه".

تبدأ الكاتبة روايتها بعبارة أقرب إلى اللوحة الفنية تقول فيها: "إنها ليست مجرد رواية.

. إنها كلمات من لحم ودم". وتقول في مدخل الرواية: "في رحلة التردُّد، ما بين مواجهة مخاوفنا وبين الهروب منها، سيكون القرار الصائب هو ما نُقدِم عليه في نهاية المطاف"، وكأنها تسوِّغ لبطلتها في الرواية الأساسية "غدق" ما اختارته وعاينته من أحداث وأهوال.

ففي الفصل المعنون بـ "غدق" تصارح البطلة نفسها بخبيئة مشاعرها فتقول: "كنتُ أكثر جُبنًا من مواجهة الماضي، كنت أضعف عزيمة من ذاكرتي، كانت ذكرياتي شرسة كجلاد منزوع الرحمة، ترى أين غادرت تلك الشجاعة التي استنهضتها في لحظة الشدة؟".

أما الفصل المعنون بـ "صندوق مجهول الهوية" فتقول فيه الساردة حول ما تعرَّضت له البطلة الحالية، ومدى حرصها على صندوق أسرار البطلة التاريخية: "عادت غدق من غمار ذكرياتها وهي وسط كومة لا تُحصى من الأشياء، في تلك الأثناء ورغم انشغالها الشديد في إنهاء ترتيبات الانتقال إلى البيت الجديد، فقد وجدت نفسها تقف وتلقي كل ما في حِجرها عدا صندوق زيانة، احتضنته قرب صدرها وفي يدها اليمنى الرسالة الأخيرة".

وتستكمل الساردة بُعيد فقرة واحدة في الفصل نفسه متحدِّثةً عمَّا قرَّرته "غدق" بطلتها الأولى فيما يخص صندوق "زيانة" بطلتها الثانية: "قرَّرتْ أخيرًا أن تخرج من صومعة صمتها، أن تتكلَّم عن كل شيء، أن تفرغ حمولة قلبها وتحكي تفاصيل النكبة، ذلك الصندوق وحكاية صاحبته. رجَت غدق أختها أن تكتب نيابةً عنها، عن كل ما مروا به، وما سيفعلونه حيال صندوق زيانة، طلبت منها كذلك، أن تعيد كتابة رسائل زيانة وسط حكايتها وحكايات الآخرين ممن عاشوا أزمة الماء الغاضب، لعلَّ أحدهم يقرأ لها ويعرفها".

وفي الفصل المعنون بـ "مذياع مفقود" تقول الساردة واصفةً ما تعرَّضت له أسرة "سعود" زوج غدق من أهوال قائلة: "كان الأب جالسًا على طابوقة في زاوية من الفناء، وهو يتأمَّل بحزن ركام داره ويفكِّر من أين له أن يبدأ وقد فقد داره ومزرعته التي أفنى شبابه في خدمتها؟ ليضيع كل ذلك في ساعات قليلة تحت الماء".

وفي الفصل المعنون بـ "رسالة زيانة حمد (8)" تتحدث الساردة عن ذلك الشعور الذي غزا قلب زيانة للمرة الأولى حين شعرت ببوادر الحب فتقول: "يا الله! شعور جميل يلامس قلبي لأول مرة". لا أعلم ما الذي أربك مشاعري حين وقعت عيناي عليه، لطالما رسمت حدودًا فاصلة بين قلبي وبين عالم الرجال، ولكن ما حصل هنا أمر مختلف، ثمة مشاعر تقتحم سدود قلوبنا وتعلن انتصارها أمام ما آمنا به ذات يوم".

وتُختتم الرواية الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن، بفقرة دائرية تصلح لأن تكون هي نفسها مفتتحًا للرواية، نقرأ فيها: "عادت إلى المقهى الذي كانا يجلسان فيه لتناول وجبة خفيفة، كان قلبها يخفق بشدة من قوة الركض وبُعد المسافة التي قطعتها إلى المقهى، تنفَّست الصعداء حين وجدت مسودة رواية (عروس الغرقة) في مكانها على الكرسي الذي كان بجانبها. في تلك الأثناء سمعت تنبيهًا من مكبرات الصوت: (النداء الأخير، على السادة المسافرين على متن الرحلة المتوجهة إلى تنزانيا زنجبار، التوجّه حالًا إلى الطائرة قبل إغلاق البوابات)".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الفصل

إقرأ أيضاً:

500 ألف جنيه تعويض.. فيلم تؤام روحي مقتبس من رواية عابر بحكم نهائي

قضت محكمة الدائرة الخامسة الكلية بمحكمة القاهرة الاقتصادية بأن المؤلفة "أماني التونسي" قد اقتبست فكرة فيلم (توأم روحي) من رواية (عابر) المحمية قانونيا لمؤلفها "محمد السيد رحمة"  

وقد صدر الحكم النهائي للمحكمة برئاسة القاضي "محمد جودة محمد أبو زيد" بعد انتداب المحكمة لأحد خبراء الملكية الفكرية الذي أقر في تقريره بأن المدعى عليها قد اقتبست فكرة فيلم تؤام روحي من رواية عابر، وكذلك اقتبست من الرواية اسم شخصية "ريم" التي قدمتها الفنانة "أمينة خليل" خلال أحداث الفيلم، وقد ألزمت المحكمة "أماني التونسي" بأن تؤدي لمؤلف الرواية الأصلي مبلغ خمسمائة ألف جنيه كتعويض مادي وأدبي، وألزمتها بالمصاريف.

 

 

 

وكانت "أماني التونسي" قد تقدمت إلى المحكمة بالتماس، على الحكم قالت فيه أن جميع إجراءات التداعي قد تمت على عنوان لا تقيم فيه، وأن الحكم قد صدر بسبب غش صاحب الدعوى بتلفيق محل إقامة غير حقيقي لها، وقد قضت المحكمة بعد مطالعة سائر الأوراق بعدم قبول الالتماس وتغريم "أماني التونسي" مبلغ أربعمائة جنيه والزامها بالمصاريف، حيث أن عنوان "أماني التونسي" الذي تمت عليه جميع إجراءات التداعي ثابت لدى المحكمة، وقد اختارته هي بنفسها محلا لها، في الدعوى التي أقامتها على المؤلف "محمد السيد رحمة" والتي اتهمته فيها بالتشهير، وطالبته بالتعويض، وقد قضت المحكمة برفضها أيضا.


وبناء عليه تم تأييد الحكم النهائي البات بأن السيدة "أماني التونسي" قد قامت بالتعدي على رواية (عابر) وتحويلها إلى سيناريو فيلم باسم (توأم روحي) دون إذن من كاتبها.

يذكر أن فيلم (توأم روحي) قد تم طرحه في دور العرض في 19 أغسطس عام 2020، بطوله "حسن الرداد" و"أمينه خليل" و"عائشة بن أحمد" والفنانة الراحلة "رجاء الجداوي" ومن إخراج "عثمان أبو لبن"

مقالات مشابهة

  • تشريح النسيان .. قراءة في رواية «البيرق - هبوب الريح» لشريفة التوبي
  • الإعلامي أحمد يونس: يوسف الشريف وافق على تجسد رواية «نادر فودة» في عمل فني
  • محافظ الجيزة يشهد احتفالية تجهيز 180 عروس من المقبلات علي الزواج
  • 150 عروسًا تتزين بالأمل في احتفالية التكافل المجتمعي بالجيزة
  • رواية "بثينة".. جديد تيسير النجار عن سلسلة إبداعات قصور الثقافة
  • تغريم مؤلفته.. فيلم توأم روحي مقتبس من رواية عابر بحكم نهائي
  • 500 ألف جنيه تعويض.. فيلم تؤام روحي مقتبس من رواية عابر بحكم نهائي
  • رواية محيرة تستحق القراءة
  • الأحد عشر رواية جديدة لـ أحمد القرملاوى عن ديوان للنشر
  • تفاصيل مرعبة في واقعة مقتل عروس على يد زوجها صعقًا بالكهرباء بكفر الدوار