٢٦ سبتمبر نت:
2025-04-14@10:09:40 GMT

واشنطن .. تلقي بثقلها في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

واشنطن .. تلقي بثقلها في الشرق الأوسط

يبدو أن المنطقة على صفيح ساخن , وأن تطورات عسكرية ربما تشتعل في أي لحظة ولاسيما بعد أن استفحل الموقف الأمريكي في إرسال قوات جديدة وإعلان مواقف شديدة التطرف والتدخل وهذه التطورات خطيرة واستيعابها أمر يجب أن تدرك إن المنطقة مقبلة على عواصف راسخة من المواجهات, ومن المؤكد أن صنعاء تدرك حقيقة المخاطر المحيطة بهذه المنطقة .

. وإذا ما عدنا إلى قراءة تاريخ هذه المرحلة فأننا يجب أن نقرأ جيداً مواقف أمريكا التي ميزت قيادة ترامب وما فرضته من مواقف على المنطقة وعلى الإدارة الأمريكية ..  ما أن حاولت بعض الادارات الامريكية أن تلجأ إلى الانكماش السياسي والعسكري في الشرق الأوسط , حتى اتجهت المنطقة إلى بدائل اخرى في العلاقات وتحديداً الأنظمة العربية الكرتونية التي كانت ومازالت تعتمد على حمايتها على الذراع الامريكية والأوروبية .. ولم تشعر أمريكا وتحديداً الدولة العميقة وأجهزتها المهمة مثل اجهزة المخابرات إلا والتحركات الصينية قد اتجهت لملء الفراغ الذي تركته أمريكا .. وتحديداً بعد مجيء ادارة ترامب التي مارست عنجهية راعي البقر وكشفت عن ابتزازات في العلاقات القائمة معها وتحديداً علاقات الشراكة القديمة حيث وصل الأمر إلى الاعلان أن الحماية الأمريكية مدفوعة الثمن وآن أوان ذبحها ..     ما سبب حرجاً كبيراً لأنظمة وقيادة إقليمية لم تعتد مثل هذه الوقاحة العلنية من واشنطن ومن إدارة ترامب بالذات ..

ذلك الانكماش الامريكي من التواجد والتأثير في منطقة الشرق الاوسط جاء على خلفية التوجه الامريكي لاستثمار النفط الصخري الأمريكي مما يعني ان النفط الشرق أوسطي لم يعد الخيار الأوحد .. وعليه فالمواقف السياسية والجيوسياسية لأمريكا قد شهدت متغيرات خطيرة لم تتوقف مع شراكاتها وعلاقاتها مع الأنظمة القائمة في المنطقة ..  فيما تنامى الدور الصيني وتو سع وامتد ليصل إلى الأبعاد العسكرية والأمنية والمخابراتية التي تقوم على تطورات الموقف الاقتصادي ..

لذا نجد ان الصين ذهبت الى انشاء قاعدة عسكرية صينية في جيبوتي على بعد أميال معدودة من باب المندب وخليج عدن , فيما كانت هذه المنطقة نفوذ للناتو (( أمريكا وفرنسا وبريطانيا )) .. وهذا الموقف يثير الدهشة إذ كيف تقبلت أمريكا تواجداً عسكرياً صينياً في جنوب البحر الأحمر وبقرب باب المندب .. وهذا معناه أن أمريكا لم تعد القوة الوحيدة النافذة في هذه المنطقة , بل انها قبلت على مضض التواجد العسكري الصيني , وظلت ترصد عن بعد تنامي النفوذ الصيني عسكرياً وجيوسياسياً ولم تكتف بكين بالتواجد العسكري , بل امتد النفوذ الصيني إلى بناء شراكة استراتيجية مع الرياض ومع القيادات السعودية الشابة الجديدة .. وسبقتها اتفاقية صينية إيرانية وهذه وسائل ثقيلة كتب على واشنطن أن تتقبلها وأن تفرض عليها قبول تنامي النفوذ الصيني الجيوسياسي .. ناهيك عن الدور الروسي الذي بدأ يعصف بالنفوذ الأمريكي بدءاً من التحرر من سيطرة الدولار الأمريكي , وتقوية " بريكس " وتعزيز منظمة شنغهاي .. وهذا يفسر اندفاع أمريكا إلى توريط روسيا في حرب استنزاف كبرى مع أو كرانيا وإلى قيادة حصار وحرب اقتصادية تتمثل في مقاطعة روسيا والسعي الى خنقها اقتصادياً وتجارياً وتنموياً .. ورغم ذلك ان الخسائر الغربية قد ارتفع مؤشرها إلى درجات مخيفة , لان الروس استعاضوا عن ذلك في اللجوء إلى الصين وإلى امريكا اللاتينية وإلى افريقيا .. ولم تقف روسيا مكتوفة الايدي فقد حركت اذرعها في الوسط الافريقي الذي بدأ يتحرك ضد النفوذ الغربي الاوروبي الامريكي في مقابل توسع النفوذ الروسي والصيني في أفريقيا.. ولهذا ازاء تطورات عديدة كان على واشنطن أن تدرك جيداً مخاطر ان تبقى بعيدة عن دور مؤثر في الشرق الأوسط , ومخاوفها من دخول صيني روسي إلى هذه المنطقة الحساسة في الشرق الأوسط , لذلك اهتدت الاستراتيجية الامريكية إلى وجود ضالتها في البحرين العربي والأحمر ضالتها فدفعت بأكثر من ثلاثة الاف وخمسمائة جندي الى المنطقة واندفعت ليكون لها صوت غالب وقرار جديد عسكرياً ومخا براتياً وهذه الخطوة أثارت شكوكاً عديدة لدى الأنظمة في المنطقة العربية وخاصة للمهام الغير معلنة لهذه القوة الأمريكية الجديدة .. رغم أن القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة قائمة وتفي بالغرض ..

ومن المهم هنا أن نؤكد أن كافة الاحتمالات ستظل مفتوحة على اسئلة شتى حول الاندفاع الامريكي الأخير..

ويبقى الانتظار سيد الموقف ..بجانب النشاط المخابراتي الجاري في هذه المنطقة وتحديداً المخابرات الدولية .. سواء للصين أو الروس أو قوى إقليمية اخرى ترى نفسها معنية بهذه التحركات العسكرية الامريكية .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط هذه المنطقة

إقرأ أيضاً:

خبير أميركي: لهذا سوريا التحدي الأصعب لترامب في الشرق الأوسط

يفيد مقال نشرته وول ستريت جورنال بأن أصعب الاختيارات التي يمكن أن تواجه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يكمن في سوريا.

وأوضح المقال، الذي كتبه مايكل دوران مدير مركز السلام والأمن في الشرق الأوسط التابع لمعهد هدسون بواشنطن، أن إنهاء برنامج إيران النووي يُعد من أولويات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، إلا أن التحدي الأكبر أمامه يتمثل في سوريا، حيث تتولى حكومة انتقالية بقيادة أحمد الشرع إدارة البلاد بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: ما تجب معرفته عن التعزيزات العسكرية الأميركية بالشرق الأوسطlist 2 of 2أولمرت: إسرائيل على شفا حرب أهليةend of list

وقال إن هذه الحكومة تعاني من ضعف السيطرة على الأراضي السورية، حيث تسيطر إسرائيل على الجنوب بدعم عسكري، وتركيا على الشمال حيث تقدم دعما مباشرا لحكومة الشرع، مما يخلق توترات متصاعدة بين أنقرة وتل أبيب.

وذكر المقال أن ترامب أشار إلى استعداده للوساطة خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، مؤكدا ثقته في قدرته على حل الخلافات، بشرط أن يتحلى الطرفان بالعقلانية.

اختبار لنهج ترامب

وعلق دوران بأن وساطة ترامب المحتملة تمثل اختبارا لنهجه في السياسة الخارجية الذي يركز على النفوذ الاقتصادي وتقليص الوُجود العسكري، مع الاعتماد على الحلفاء لتحقيق المصالح الأميركية، إلا أن كلا الحليفين، تركيا وإسرائيل، لا يثق بالآخر، رغم قوتهما العسكرية.

إعلان

ولفت إلى أن التوترات تفاقمت بعد أن قصفت إسرائيل قاعدة "تي فور" الجوية في سوريا لمنع تركيا من نشر طائرات مسيّرة فيها، مما ينذر بإمكانية التصعيد العسكري الذي قد يشعل الحرب الأهلية مجددا ويقوض جهود الاستقرار الإقليمي.

خشية إسرائيل من تركيا

وقال إن إسرائيل ترى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يشكل تهديدا جديا، خاصة بعد تصريحاته ضدها واستضافته قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتخشى أن تحل تركيا محل إيران كراعية "للجهاد" ضدها. ومن هذا المنطلق، أعلنت إسرائيل بوضوح أنها ستتعامل مع أي وجود مسلح جنوب دمشق كتهديد مباشر، وتوعدت بضربات استباقية عند الحاجة.

في المقابل، تعتبر تركيا أن استقرار سوريا ضروري لأمنها القومي ولحل أزمة اللاجئين، حيث تستضيف أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري. ويعتمد جزء كبير من شرعية أردوغان السياسية على إعادتهم، مما يتطلب إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.

ويقترح الكاتب أن يلعب ترامب دور الوسيط عبر خطة متوازنة: تُمنح إسرائيل حرية العمل الجوي لحماية أمنها من التهديدات الإيرانية، بينما يُعترف لتركيا بدورها الميداني في الشمال، مما يعزز أمنها الحدودي ويمكنها من التأثير في مستقبل سوريا. كما ينبغي للولايات المتحدة قطع علاقاتها مع وحدات حماية الشعب الكردية، وهي ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، وهو ما من شأنه تحسين علاقاتها مع تركيا.

قيادة تحالف دولي

على الجانب الاقتصادي، يمكن لترامب قيادة تحالف دولي لاستثمار أموال إعادة إعمار سوريا، مع إشراك دول الخليج وأوروبا ومؤسسات مالية دولية، بحيث تستفيد تركيا اقتصاديا من خلال شركاتها في البناء واللوجيستيات، بينما تُمنح سوريا فرصة للانتعاش تحت رقابة أميركية. وستلقى هذه الخطة دعما سعوديا أيضا، حيث ترغب الرياض في استقرار سوريا وتخشى عودة الفوضى التي قد تمنح إيران موطئ قدم جديدا.

إعلان

في الختام، يرى الكاتب أن جعل سوريا منطقة عازلة شبيهة بالأردن يمكن أن يخدم مصالح الجميع: إسرائيل وتركيا ستحققان الأمن، والشعب السوري سينعم بالسلام، والولايات المتحدة ستستعيد نفوذها من دون تدخل عسكري مباشر، مما يثبت نجاح نهج ترامب في السياسة الخارجية القائمة على الوساطة والقيادة الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • أمريكا توقع اتفاقا مع بنما.. يهدف إلى التصدي للنفوذ الصيني
  • أستاذة علوم سياسية: التحركات المصرية ركيزةً للاستقرار في الشرق الأوسط
  • "ميلا" تحتفي بـ15 عامًا من الريادة القيادية في عُمان
  • قناة الحرة تتجه نحو الإغلاق.. سرّحت جل موظفيها وأغلقت مكاتبها
  • مسؤول أممي يكشف سبب قيام الحرب في سوريا.. ما علاقة واشنطن والفوضى بالشرق الأوسط؟
  • سياسات ترمب تقطع التمويل .. قناة الحرة تودع جمهور الشرق الأوسط
  • خبير أميركي: لهذا سوريا التحدي الأصعب لترامب في الشرق الأوسط
  • القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.. أين تقع وما الغاية منها؟
  • القوات الأميركية في الشرق الأوسط .. من العراق إلى الخليج
  • جوزيف بيلزمان مهندس خطة ترامب لتهجير غزة