واشنطن .. تلقي بثقلها في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
يبدو أن المنطقة على صفيح ساخن , وأن تطورات عسكرية ربما تشتعل في أي لحظة ولاسيما بعد أن استفحل الموقف الأمريكي في إرسال قوات جديدة وإعلان مواقف شديدة التطرف والتدخل وهذه التطورات خطيرة واستيعابها أمر يجب أن تدرك إن المنطقة مقبلة على عواصف راسخة من المواجهات, ومن المؤكد أن صنعاء تدرك حقيقة المخاطر المحيطة بهذه المنطقة .
ذلك الانكماش الامريكي من التواجد والتأثير في منطقة الشرق الاوسط جاء على خلفية التوجه الامريكي لاستثمار النفط الصخري الأمريكي مما يعني ان النفط الشرق أوسطي لم يعد الخيار الأوحد .. وعليه فالمواقف السياسية والجيوسياسية لأمريكا قد شهدت متغيرات خطيرة لم تتوقف مع شراكاتها وعلاقاتها مع الأنظمة القائمة في المنطقة .. فيما تنامى الدور الصيني وتو سع وامتد ليصل إلى الأبعاد العسكرية والأمنية والمخابراتية التي تقوم على تطورات الموقف الاقتصادي ..
لذا نجد ان الصين ذهبت الى انشاء قاعدة عسكرية صينية في جيبوتي على بعد أميال معدودة من باب المندب وخليج عدن , فيما كانت هذه المنطقة نفوذ للناتو (( أمريكا وفرنسا وبريطانيا )) .. وهذا الموقف يثير الدهشة إذ كيف تقبلت أمريكا تواجداً عسكرياً صينياً في جنوب البحر الأحمر وبقرب باب المندب .. وهذا معناه أن أمريكا لم تعد القوة الوحيدة النافذة في هذه المنطقة , بل انها قبلت على مضض التواجد العسكري الصيني , وظلت ترصد عن بعد تنامي النفوذ الصيني عسكرياً وجيوسياسياً ولم تكتف بكين بالتواجد العسكري , بل امتد النفوذ الصيني إلى بناء شراكة استراتيجية مع الرياض ومع القيادات السعودية الشابة الجديدة .. وسبقتها اتفاقية صينية إيرانية وهذه وسائل ثقيلة كتب على واشنطن أن تتقبلها وأن تفرض عليها قبول تنامي النفوذ الصيني الجيوسياسي .. ناهيك عن الدور الروسي الذي بدأ يعصف بالنفوذ الأمريكي بدءاً من التحرر من سيطرة الدولار الأمريكي , وتقوية " بريكس " وتعزيز منظمة شنغهاي .. وهذا يفسر اندفاع أمريكا إلى توريط روسيا في حرب استنزاف كبرى مع أو كرانيا وإلى قيادة حصار وحرب اقتصادية تتمثل في مقاطعة روسيا والسعي الى خنقها اقتصادياً وتجارياً وتنموياً .. ورغم ذلك ان الخسائر الغربية قد ارتفع مؤشرها إلى درجات مخيفة , لان الروس استعاضوا عن ذلك في اللجوء إلى الصين وإلى امريكا اللاتينية وإلى افريقيا .. ولم تقف روسيا مكتوفة الايدي فقد حركت اذرعها في الوسط الافريقي الذي بدأ يتحرك ضد النفوذ الغربي الاوروبي الامريكي في مقابل توسع النفوذ الروسي والصيني في أفريقيا.. ولهذا ازاء تطورات عديدة كان على واشنطن أن تدرك جيداً مخاطر ان تبقى بعيدة عن دور مؤثر في الشرق الأوسط , ومخاوفها من دخول صيني روسي إلى هذه المنطقة الحساسة في الشرق الأوسط , لذلك اهتدت الاستراتيجية الامريكية إلى وجود ضالتها في البحرين العربي والأحمر ضالتها فدفعت بأكثر من ثلاثة الاف وخمسمائة جندي الى المنطقة واندفعت ليكون لها صوت غالب وقرار جديد عسكرياً ومخا براتياً وهذه الخطوة أثارت شكوكاً عديدة لدى الأنظمة في المنطقة العربية وخاصة للمهام الغير معلنة لهذه القوة الأمريكية الجديدة .. رغم أن القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة قائمة وتفي بالغرض ..
ومن المهم هنا أن نؤكد أن كافة الاحتمالات ستظل مفتوحة على اسئلة شتى حول الاندفاع الامريكي الأخير..
ويبقى الانتظار سيد الموقف ..بجانب النشاط المخابراتي الجاري في هذه المنطقة وتحديداً المخابرات الدولية .. سواء للصين أو الروس أو قوى إقليمية اخرى ترى نفسها معنية بهذه التحركات العسكرية الامريكية .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط هذه المنطقة
إقرأ أيضاً:
هل تقرب "سياسة ترامب الانعزالية" الصين من دول العالم؟
اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانعزالية هي بمثابة "اللعب بالنار" لأنها قد تقرب العالم من العدو الأعظم للولايات المتحدة الأمريكية الذي يأتي من الشرق، في إشارة إلى الصين.
وقالت "معاريف" إن دخول ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية يعد حدثاً دراماتيكياً من شأنه أن يهز الساحة الدولية ويختبر العلاقات مع الصين. وبالنظر إلى حقيقة أن العالم اليوم منقسم ومضطرب ومليء بالتهديدات والأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية الهائلة، فلا شك أن رئاسة شخص توج نفسه باعتباره السياسي الأكثر قوة وأهمية في القرن الحادي والعشرين، أمر بالغ الأهمية.
وتقول الصحيفة إنه بعيداً عن الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خطط لتنفيذها وينفذها بالفعل هذه الأيام (مثل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وإعلان حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك، وغيرها)، فإنه من المتوقع أن يكون لوجهة نظره الانفصالية وسياساته المتقلبة والعدوانية تأثير جذري على الاقتصاد والسياسة الأمريكية والعالمية، وكذلك على ديناميكيات توازن القوى العالمي، وقد يأتي على شكل تراجع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في مقابل تعزيز القوة والنفوذ العالميين للصين.
وعلاوة على ذلك، فإن تمسكه بمبدأ "أمريكا أولاً"، الذي يؤدي بالفعل إلى تغييرات جذرية في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، يحمل في طياته تداعيات جيوسياسية بعيدة المدى.
كيف تفكر النسخة الجديدة من ترامب؟https://t.co/wCH9M5HUjO pic.twitter.com/1zjlpSQb6E
— 24.ae (@20fourMedia) January 24, 2025 إعادة تشكيل خريطة العلاقات الدوليةأوضحت معاريف، أن هذا قد يؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة العلاقات الدولية والاتفاقيات والتحالفات، وقد يؤثر على التجارة العالمية والنمو العالمي، وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تتسارع الأحداث والتطورات التي تهدف إلى تعزيز المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يعلن ترامب عشية تنصيبه في تجمع النصر الذي أقيم في واشنطن أن "الستار قد أسدل على أربع سنوات طويلة من التراجع الأمريكي، وسنفتتح يوماً جديداً بالكامل من القوة الأمريكية، الرخاء والشرف والفخر"، وكجزء من التحول السياسي وضعف صورة الرئيس المنتهية ولايته جون بايدن، سيقدم ترامب نفسه كزعيم قوي يسعى إلى السلام، وإنهاء الحروب في أوكرانيا وقطاع غزة، والصراع مع إيران.
وبحسب الصحيفة، إن وقف إطلاق النار، من وجهة نظره، ليس سوى "طلقة افتتاحية" وخطوة حيوية على طريق تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي، لذلك حتى قبل دخول البيت الأبيض، أثبت الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة، الذي يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، أنه الرئيس الحقيقي.
وبينما يسعى إلى تعزيز مكانة الولايات المتحدة كقوة اقتصادية عظمى في العالم، أعلن ترامب أن إدارته تعتزم إعادة ترسيخ نفوذها في الشرق الأوسط و"استقرار ديناميكيات الأمن وتوازن القوى الإقليمي لصالح حلفائها الرئيسيين"، وفي الوقت نفسه، وعد بدعم إسرائيل ومصالحها بشكل كبير، وزعم أنه سيعمل على توسيع اتفاقيات إبراهيم، ومن ناحية أخرى، وفي إطار التعامل مع القضية النووية الإيرانية، من المتوقع أن يواصل ممارسة "أقصى قدر من الضغط" على إيران ووكلائها العديدين، بما في ذلك تشديد العقوبات الاقتصادية ضدها، وزيادة عزلتها السياسية والدبلوماسية، وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران لتقليص دخلها من التجارة مع روسيا وصادرات النفط، وخاصة إلى الصين.
وقالت إن تعزيز العلاقة الثلاثية بين إيران وروسيا والصين، وتوسيع علاقات الصين مع العديد من دول الشرق الأوسط ومنتجي النفط، كان ولا يزال قضية استراتيجية حادة في نظر البيت الأبيض، مضيفة أن التدخل الاقتصادي المتزايد من جانب بكين وتحركاتها الدبلوماسية في المنطقة، والتي ترمز إلى أهمية الشرق الأوسط في مشروع "الحزام والطريق"، وخصوصاً في طريق تشكيل نظام عالمي جديد مناهض للغرب، يتعارض مع المصالح الحيوية لواشنطن، كما أن "هذه التهديدات تشكل تحدياً كبيراً للأمن القومي الأمريكي"، وفقاً لما قاله وزير الخارجية الأمريكي الجديد مارك روبيو.
وعلى هذه الخلفية، وبهدف إضعاف النفوذ الإقليمي لبكين وموسكو، من المتوقع أن تعمل إدارة ترامب على الترويج لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهذه هي التحركات من شأنها أن تؤثر على سوق الطاقة العالمية، وأسعار النفط والغاز الطبيعي.
خطوة عسكريةوتشير الصحيفة إلى أن ترامب قد يتخذ أيضاً خطوة عسكرية كبيرة من شأنها الحد من هجمات الحوثيين في منطقة البحر الأحمر وإزالة التهديد لمصادر الطاقة في المنطقة، وكذلك طرق الشحن والتجارة الدولية، ومن الممكن أن يؤثر كل ذلك بدوره على المجال الجيوسياسي والجيوستراتيجي في الشرق الأوسط.
زيادة التعريفات الجمركيةوعلاوة على ذلك، إذا نفذ ترامب تهديداته بالفعل وزاد التعريفات الجمركية الوقائية على الواردات من الصين إلى 60% وفرض تعريفات بنسبة 20% على بقية العالم، فإن هذه التعريفات، التي تهدف إلى تقليص الفائض التجاري الصيني في الولايات المتحدة، سوف تصبح أكثر خطورة. وأضافت الصحيفة أن الإطار التجاري بين الصين والولايات المتحدة، والذي بلغ ذروته عند 992.16 مليار دولار في عام 2024، من شأنه أن يحدث هزة في هيكل التجارة العالمية.
#عاجل| الكرملين: بوتين جاهز لاتصال ترامب pic.twitter.com/h8OzRFS2Um
— 24.ae | عاجل (@20fourLive) January 24, 2025 حالة ركود عالميةوأوضحت الصحيفة أن هذه السياسات من شأنها أن تدخل العالم في حالة ركود بحلول عام 2028، فضلاً عن حرب تجارية عالمية ستؤثر على الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد وتضر باقتصادات أوروبا وآسيا، وعدد من الدول الأخرى، وهي كلها أمور من شأنها أن تؤدي إلى تدابير متبادلة تسرع الانعزالية الاقتصادية وارتفاع الأسعار والتضخم في الولايات المتحدة وحوال العالم.