علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

الانتخابات في أمريكا وبريطانيا واليابان وفرنسا، والمظاهرات في عموم بلدان الغرب، والرهان على التحولات في وعي ومفاهيم الأجيال العربية والغربية القادمة جميعها مؤشرات لم تكن في الحسبان قبل هدير طوفان الأقصى.

الكيان الصهيوني اليوم يتحدث عن خطورة تفكير الجيل الأمريكي القادم عليه، حيث لم تشهد أمريكا في تاريخها حملات تشهير بالكيان وكراهية له ودعوات لمقاطعته كما شهد العالم في مراحل طوفان الأقصى، والسبب الرئيس لقلق الكيان الصهيوني ورعاته بداخل أمريكا وفي الإقليم، هو أن هذا الجيل الساخط سيصل- بحكم الزمن- إلى سُدة الحكم والقرار في أمريكا في يوم من الأيام، وسيكون له رأي وتأثير في سياسات بلده، تجاه رعاية ودلال الكيان، والذي تخطى كل مفاهيم التحالف ليصل إلى مرحلة الإضرار بأمريكا ومصالحها وسمعتها في العالم.

فلسطين آخر الاحتلالات المباشرة في العالم، ولا يمكن لعاقل واحد اليوم أن يستوعب أن هناك بلادا مُحتلة في القرن الحادي والعشرين بعد أن شهد العالم حركات تحرر كبيرة في القرن العشرين والذي أطلق عليه قرن تحرر الشعوب.

مُورِس على الشعوب في الغرب تضليل كبير لطمس حقيقة احتلال فلسطين، وتوالت سرديات التضليل واختلفت من جغرافية لأخرى، فبينما صور الإعلام الأمريكي قضية فلسطين على أنها صراع بين المعسكرين الشرقي والغربي على النفوذ بما سُمي غربيًا بـ"الشرق الأوسط"، صوَّر الإعلام الأوروبي قضية فلسطين بأنها أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض.

وبعد طفرة التكنولوجيا وتغول وسائط الإعلام الاجتماعي في العالم، بدأت الحقائق تتسرب بلا  مقص رقيب ولا وسيط، حتى بلغت ذروة تأثيرها في مراحل طوفان الأقصى، والذي أحدث بدوره طوفانا في المفاهيم والمواقف بشأن قضية فلسطين وأعاد الشعوب والضمير العالمي إلى التساؤل عن حقيقة احتلال شعب ومصادرة أرضه في القرن الحادي والعشرين.

لم يُثر طوفان الأقصى قضية احتلال فلسطين فحسب؛ بل جعل الشعوب الحرة تُقلِّب الرأي في جملة من السرديات التي سُكبت في عقولها لعقود خلت، سرديات تتحدث عن السامية والمحرقة والسيادة والحريات والقانون الدولي، والشرعية الدولية وحقوق الإنسان، وغيرها من المنظومات التي قيل عنها بأنها وجدت لحماية الأمن والسلم الدوليين.

طوفان الأقصى لم يكن حدثًا فلسطينيًا ولا عربيًا، ولن يكون كذلك أبدًا؛ بل حدثًا عالميًا أيقض الضمير العالمي على مجازر أجساد وفكر وضمير، وعلى جُملة من الخرافات والأساطير التي تنافي العلم والأخلاق والسوية الإنسانية.

وبما أن طوفان الأقصى حدثٌ عابر للأجيال والحدود، فسيجعل الأجيال القادمة تُقلب الرأي والقناعات في جملة من السرديات والخرافات التي حاصرت عقولهم لعقود، وستجعل من وسائل التدافع بين الناس أكثر قربًا من السوية الإنسانية والقيم التي فُطر عليها الناس منذ بدء الخليقة.

وسينكشف لنا نحن العرب تحديدًا أن الغرب هو العدو التاريخي، وأن صراعنا معه هو صراع وجود، وأن الكيان الصهيوني مشروع غربي لتكريس شتات الأمة وسريان ضعفها وفرقتها وتبعيتها للغرب، وهذا الفهم بحد ذاته مُنجز تاريخي عظيم لنا، بعد عقود من التيه في تعريف الكيان ودوره ومهمته في قلب الأمة.

قبل اللقاء.. كشف لنا الطوفان أن فلسطين حُرة بنضالها، وأن الأقطار العربية مُحتلة بالتبعية العمياء للغرب، وبالتحرر الصوري، والسيادة الناقصة.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ترامب سيشاهد فيلم 7 أكتوبر لأول مرة قبل استقبال نتنياهو.. 47 دقيقة من الدهشة

أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيشاهد فيلمًا من أحداث 7 أكتوبر المعروفة بعملية طوفان الأقصى لأول مرة، قبل اجتماع مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

ويتكوف: يجب على ترامب أن يشاهد فيلم 7 أكتوبر بنفسه

وبحسب التقرير، فأن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، شاهد الفيلم خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي وقال إن ترامب «يجب أن يشاهده بنفسه» ليرى بأم عينيه ما حدث في 7 أكتوبر.

وبحسب مصادر مطلعة على التفاصيل، عرض المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الفيلم على ويتكوف وترك «مصدومًا ومروعًا»، ومن ثم تم توجيه نداء بعد فترة وجيزة إلى السفارة الإسرائيلية في العاصمة ووحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال لتقصير الفيلم لعرضه على ترامب، فالفيديو الأصلي هو 47 دقيقة.

وسيشاهد ترامب ما يقرب من 20 إلى 30 دقيقة منه على الأكثر، كما سيعرض الفيلم بمساعديه، ومن المتوقع أن يشاهد ترامب الفيلم على الأرجح قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وصل إلى واشنطن العاصمة يوم الأحد.

عملية طوفان الأقصى

وبعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر على الحدود الجنوبية للاحتلال الإسرائيلي، أصبح من الواضح بسرعة كبيرة أنه كان أول حدث من نوعه يتم توثيقه بالكامل تقريبًا رقميًا وأنه إذا لم يتم تنظيمه بشكل صحيح وسريع وحفظه للبحث التاريخي، فسيكون مصيره أن يختفي.

أطلقت المكتبة الوطنية الإسرائيلية مشروعا للقيادة التعاونية بالتعاون مع مؤسسات أخرى وعشرات من جهود الجمع لتكون بمثابة مستودع مركزي لجميع الوثائق الموجودة لهذه الأحداث عبر نصوص وصور وصوت وفيديو.

مقالات مشابهة

  • تعز .. مسير ومناورة لخريجي طوفان الأقصى من جامعتي الحكمة والعلوم والتكنولوجيا
  • تكريم ومسيران لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الحديدة
  • العدو يعترف: 370 هجوماً يمنياً في الأراضي المحتلة و400 عملية بحرية ضد الكيان
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • البخيتي: أمريكا تستخدم علم نفس الجماهير لتوظيف الوهابية في خدمة مشروعها
  • تحضيرات لانعقاد المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الاقصى
  • صور| مناورة وعرض عسكرية لخريجي دورة “طوفان الأقصى” من موظفي القطاع الزراعي بالجوف
  • عرض ومناورة عسكرية لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من موظفي القطاع الزراعي في الجوف
  • دروس طوفان الأقصى
  • ترامب سيشاهد فيلم 7 أكتوبر لأول مرة قبل استقبال نتنياهو.. 47 دقيقة من الدهشة