دُشِّن اليوم صندوق "إشراق الوقفي الاستثماري"برأس مال 10 ملايين ريال عماني بالشراكة بين وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ومركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وبنك نزوى وبالتعاون مع الشركة العُمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية " تنمية" كمدير الاستثمار للصندوق.

تم إطلاق الصندوق تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، بحضور عدد من المسؤولين.

هذه المبادرة الرائِدة تُعد إضافة نوعية لقطاع الوقف وتقدمًا كبيرًا في تطور الأدوات المالية الإسلامية، ويهدف الصندوق إلى تعزيز الدور التنموي والاستثماري للقطاع الوقفي في سلطنة عُمان والمشاركة الإيجابية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة من خلال استثمارات متوافقة مع الشريعة الإسلامية، كما يتيح الصندوق للأفراد والشركات والمؤسسات الوقفية المساهمة في المجالات الخيرية والمشاريع المجتمعية التي تتماشى مع القيم الإسلامية، ويأتي تدشين الصندوق بما يتماشى مع الجهود الحثيثة للحكومة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لدعم وتعزيز قطاع الاستثمار الوقفي بهدف دعم التنمية الشاملة والنهوض بالمجتمع على جميع الأصعدة.

ويضم المجلس التأسيسي أحمد بن علي الكعبي رئيس مجلس إدارة الصندوق ممثلا عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومحمد بن أحمد السلماني ممثلا عن مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، والدكتور محمد فخري صويلح ممثلا عن بنك نزوى، بالإضافة إلى العضوين المستقلين الشيخ فهد بن محمد الخليلي، والشيخ عيسى بن صالح الحارثي.

وبهذه المناسبة قال الدكتور أحمد بن علي الكعبي رئيس مجلس إدارة صندوق إشراق الوقفي الاستثماري: "يأتي هذا الصندوق امتدادًا لابتكار العماني في القطاع الوقفي، حيث يُعتبر الوقف أحد المجالات التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من التاريخ والثقافة العمانية، علاوة على ذلك يُعزز صندوق إشراق الوقفي الاستثماري الوعي المجتمعي بالاستثمارات المتوافقة مع الشريعة، ويعمل كحافز للأفراد والمؤسسات للمساهمة في جهود خيرية مؤثرة؛ مما يسهم في تعزيز ثقافة العطاء والمساهمة في التأثير الإيجابي على المجتمع.

مبينا أن" الوقف في الشريعة الاسلامية أحد أهم الأدوات الاقتصادية التي تهدف إلى تحقيق التنمية الاجتماعية وتعزيز التكافل الاجتماعي. ودعم المشاريع الخيرية والتعليمية والصحية والثقافية، ومن هذا فإن فكرة الوقف تتجاوز كونها مجرد دعم مالي إلى كونها أداة فاعلة لبناء مجتمع مزدهر ومتوازن يعتمد على الاستدامة والابتكار، وقد كانت عُمان دائما لها فضل السبق في تعدد الأوقاف وتنميتها وفي تعزيز دور المؤسسات الوقفية كعنصر فاعل ومؤثر في دفع عجلة التنمية، لما للوقف من أثر إيجابي في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

وأضاف: "إن الصندوق يأتي ليترجم هذه القيم فهو ليس مجرد صندوق استثماري بل رؤية اقتصادية واجتماعية تعبر عن طموحنا المشترك في تعزيز ثقافة الوقف وتنميتها ومواكبة للتطورات الحديثة في مجال الاستثمار، وسيكون للصندوق دور كبير في تعزيز مفهوم الاستدامة المالية من خلال استثماراته في الأوراق المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، سواء كانت أسهما أو صكوكا مما يضمن تحقيق عوائد مجزية ومستدامة في ذات الوقت وبما يراعي الالتزام بالضوابط الشرعية".

وأوضح خالد بن عوض البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة "تنمية" أن الصندوق يعتبر إحدى الأفكار الرائدة التي تعزز من الدور التنموي والاستثماري في القطاع الوقفي، حيث يعتبر صندوقا استثماريا ذو نهاية مفتوحة مرخص من قبل هيئة الخدمات المالية في السلطنة، وسيتيح الصندوق للمكتتبين الفرصة لاختيار طبيعة مشاركتهم للصندوق بحسب الفئات التالية: أولا الواقف المؤبد وهو المكتتب الذي يختار وقف أمواله وقفا دائما لأعمال الخير ويخصص العائد لمشاريع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ثانية الوقف المؤقت وهو الوقف المكتتب الذي يختار وقف أمواله لفترة زمنية محددة، ويخصص العائد لمصارف يحددها عند الاكتتاب، ثالثا المكتتب المستثمر وهو الذي يكتتب لتحقيق عوائد مالية عبر استثمارات الصندوق.

وأشار إلى أن شركة تنمية "ستنتهج في إدارة الصندوق مجموعة من الاستراتيجيات الاستثمارية القائمة على التنوع في الدول والقطاعات والأدوات الاستثمارية، وسيتم التركيز بشكل رئيسي على استثمار الأموال في الأسهم والصكوك الإسلامية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية في سلطنة عمان ودول مجلس التعاون، بهدف تحقيق عوائد استثمارية تنافسية، وتعظيم أصول الصندوق، بالإضافة إلى وجود رقابة شرعية مصاحبة لكل نشاطات الصندوق وعملياته لضمان الالتزام بقواعد وأحكام الشريعة الإسلامية، مع التزام الصندوق وإدارته ومزودي الخدمات بقواعد الحوكمة والشفافية حفاظا على حقوق المساهمين".

وأعلن الكايد عن مبادرة تعلق بالجانب الوقفي في بنك نزوى قائلا: خصصنا قسما مختصا في البنك للعمل الوقفي، وهذه المبادرة غير موجودة في البنوك الإسلامية لا في الجوار القريب ولا في الجوار البعيد، فهي فكرة جديدة جاءت لتطبيق استراتيجيتنا في دعم هذا القطاع، وهذا القسم يضم نخبة من أصحاب الاختصاص الذين سيقومون بتقديم الاستشارات المالية، بل إن البنك سيعمل على تقديم الدعم اللوجستي، فقد قمنا بتوقيع شراكات مع جهات وقفية كثيرة، وكل إمكانيات البنك المتاحة هي تحت استخدامهم، فيستطيعون استخدام مباني البنك، وإمكانياته وفروعه والشبكات الرقمية وكل ذلك في سبيل أن نكون داعمين لهذه الصناعة، أما الجزء الأهم هو أننا سنعمل في بنك نزوى من خلال الشراكات التي تم توقيعها بتدعيم مستوى الحاكمية المؤسسية في مؤسسات الوقف في سلطنة عمان، وذلك بتقديم السياسات والإجراءات وفق أفضل الممارسات وستقدم بالمجان من بنك نزوى؛ لأننا نريد أن نحقق شراكة حقيقية، وكل ما هو مطلوب من هذه المؤسسات الوقفية أن تأتي إلى البنك وتوقع اتفاقية شراكة وسيكون البنك بكافة إمكانياته تحت تصرفها.

ويتيج الصندوق ثلاثة أنواع من المكتتبين وهم الواقف المؤبد، بحيث يختار الواقف وقف أمواله وقفًا دائما لأعمال الخير ويخصص العائد لجانب محدد كالمساجد أو الفقراء أو الأيتام أو للوقف الخيري ليصرف على وجوه البر والإحسان تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، والواقف المؤقت وهو المكتتب الذي يختار وقف أمواله لفترة زمنية محددة ويخصص العائد لمصارف يحددها عند الاكتتاب، والمكتتب المستثمر وهو الذي يكتتب لتحقيق عوائد مالية عبر استثمارات الصندوق؛ حيث إن الحد الأدنى للاشتراك هو 500 ريال عُماني للأفراد (بالإضافة إلى رسوم اشتراك قدرها 20 بيسة لكل وحدة) و5000 ريال عُماني للشركات (بالإضافة إلى رسوم اشتراك قدرها 20 بيسة لكل وحدة)، مما يجعله متاحًا لشريحة واسعة من المشاركين.

يُقدم صندوق إشراق الوقفي الاستثماري فرصًا استثمارية مبتكرة وواعدة، من خلال تسهيل الوصول إلى فرص استثمارية تتماشى مع أحكام الشريعة، ويدعم الصندوق الأهداف المالية للأفراد والشركات، ويعزز المسؤولية المشتركة تجاه الرفاهية المجتمعية، وتتماشى هذه المبادرة بشكل وثيق مع التطلعات الوطنية في تمكين المجتمع وتعزيز التنمية المستدامة لبناء مستقبل مشرق لسلطنة عُمان بما يتواءم مع "رؤية عُمان 2040".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة الأوقاف والشؤون الدینیة الشریعة الإسلامیة بالإضافة إلى تحقیق عوائد فی تعزیز بنک نزوى من خلال

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن

 قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، إن تمكين ودعم شباب الإمارات أحد أهم أولويات صندوق الوطن وفق رؤية الشاملة التي تحمل شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، من أجل تأهيلهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال، وتحقيق أهدافهم بامتلاك مشاريعهم الخاصة القابلة للتطور والاستمرارية.

وأضاف معاليه، أن الصندوق وفر للمشاركين بالبرنامج على مدى حوالي 6 أشهر التدريب العملي والنظري على أيدي خبراء عالميين، والدعم الإشراف، ثم الدعم والمتابعة الضامنة للنجاح المشاريع على أرض الواقع، مؤكدا أن أبناء وبنات الإمارات يحظون برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، باعتبارهم حاضر ومستقبل هذا الوطن الغالي.

جاء ذلك عقب تكريم معاليه، لعدد من أبناء وبنات الإمارات الذين اجتازوا البرنامج التدريبي ” مستقبلي” وانطلقوا لتنفيذ مشروعاتهم، على أرض الواقع، بعدما وفر لهم الصندوق الاستشارات الفنية والمالية، إضافة إلى المتابعة المجانية من جانب خبراء الصندوق المتخصصين في مجال ريادة الأعمال، وذلك في إطار جهود صندوق الوطن المستمرة لتمكين أبناء وبنات الإمارات وتعزيز قدراتهم لاقتحام ريادة الأعمال.

حضر التكريم معالي سارة عوض عيسى مسلم وزير دولة للتعليم المبكر، رئيس الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر، رئيس دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، وسعادة الدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.

وأوضح معاليه، أن البرنامج التدريبي “مستقبلي”، الذي ينظمه صندوق الوطن ويشرف عليه عدد من الخبراء العرب والأجانب، ممن يتمتعون بخبرات واسعة في هذا المجال، يعد أحد أهم أدوات صندوق الوطن في إطار جهوده المستمرة لدعم ورعاية أبناء الإمارات وفق الرؤية الحكيمة لحكومتنا الرشيدة، مؤكدا أن الخريجين الذين تم تكريمهم اليوم، اجتازوا بالفعل المحاور الثلاثة للبرنامج، حيث حصلوا على تدريب يتضمن تعريفهم بأهم الطرق المعمول بها عالميا لتحويل الأفكار والمبادرات لدى الشباب إلى مشروع أو شركة تستطيع العمل وتتعدد فرص نجاحها، وفق أفضل الممارسات، ثم تم عرض كافة الأفكار التي طرحها المتدربون عقب إتمام المرحلة الأولى من البرنامج على لجنة متخصصة لاختيار أفضل المشاريع، والتي كرم صندوق الوطن أصحابها، حيث قام صندوق الوطن بدعم المشروعات التي رشحتها اللجنة المتخصصة، إضافة إلى توفير سبل الإرشاد العملي والتوجيه المستمر لأصحاب هذه المشاريع، مشيرا إلى أن هناك مشروعات بدأت فعليا وحققت نجاحات ومن ضمنهما المكرمون لهذا اليوم.

ووجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك، خبراء الصندوق، بأهمية متابعة ودعم كافة الشباب الذين اجتازوا التدريب وتم اختيار مشروعاتهم كمرحلة أخيرة تضمن تحقيق النجاحات المأمولة لهم، كما شدد معاليه على أهمية توفير نظام شامل للإشراف من خلال الخبرات العالمية والمحلية التي يوفرها الصندوق، لمتابعة تلك المشروعات خلال مرحلة ما بعد الانطلاق، إضافة إلى توفير نظام حماية لكافة أبناء وبنات الإمارات الذين يثبتون جديتهم ورغبتهم في اقتحام مجال ريادة الأعمال من خلال برنامج “مستقبلي”.

ومن جانبه، أكد ياسر القرقاوي، أن مجلس إدارة صندوق الوطن برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك، حريص كل الحرص على تقديم الدعم والمساندة لكافة أبناء وبنات الإمارات لتأهيلهم لسوق العمل أو دعمهم لاقتحام مجال ريادة الاعمال، إضافة إلى دوره الحيوي في تعزيز الهوية الوطنية وفق شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، مؤكدا أن هدف صندوق الوطن من تنظيم برنامج مستقبلي هو الالتزام بدعم قدرة أبناء وبنات الوطن في مجال ريادة الأعمال، وإنشاء الشركات الجديدة، ودعم كافة الجهود الهادفة إلى تحويل الأفكار النافعة لدى أبناء الوطن إلى تطبيقات عملية وتجارية ناجحة، سواء تعلق الأمر بتوفير مصادر التمويل اللازمة لها، أو سبل التدريب والتوجيه والمشورة، منوها إلى أن الصندوق يقوم بهذا الدور لتشجيع أصحاب المبادرات ومساعدهم وتوفير فرص النجاح لهم، والعمل معهم على تقوية التواصل مع أقرانهم في داخل الدولة وخارجها، ما يجعل من برنامج “مستقبلي” تجسيدا عمليا لتوجهات مجلس إدارة صندوق الوطن.

من جانبهم، قال خريجو البرنامج إنهم محظوظون للغاية لمشاركتهم في البرنامج التدريبي مستقبلي، الذي أطلقه صندوق الوطن، لأنهم استطاعوا من خلال البرنامج الحصول على كم كبير من الخبرات والتعرف على سوق العمل عن قرب، إضافة إلى لقائهم بخبراء في مجال ريادة الاعمال، والذين أسهموا كثيرا في ترتيب أفكارهم وتعريفهم ببيئة العمل والمنافسة المتوقعة، وكيفية مواجهة التحديدات، بل والاستعداد لتقبلها، والعمل على تجاوزها.

وأكد خريجو “مستقبلي”، أن توافر الفرصة صندوق الوطن الفرصة لهم للحوار مع الخبراء وأصحاب التجارب النجاحة أضاف لهم الكثير من الخبرات والمعارف، خاصة بعد الانطلاقة الأولى لمشروعاتهم، مثمنين جهود ودعم معالي الشيخ نهيان بن مبارك لتمكينهم وتأهيلهم، من خلال صندوق الوطن وما يقدمه من خدمات ومتابعة، حيث استطاعوا تحويل أفكارهم إلى مشاريع على الأرض يمكنهم أن يحققوا من خلالها ربحا ويوفروا فرص عمل للآخرين، بل ويمكنهم أن يتطوروا في المستقبل ليغطوا دائرة أوسع لأنشطتهم، مشيدين بدعم الصندوق ودور خبرائه في تعريفهم بالأسس التي يمكنهم من خلالها اطلاق مشروعاتهم بأسلوب صحيح.


مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: أولويتنا تمكين ودعم الشباب
  • نهيان بن مبارك: تمكين شباب الإمارات أهم الأولويات
  • فاتح شهر شعبان هو يوم غد الجمعة وفق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
  • "صندوق الموارد البشرية" يبحث تعزيز التعاون الدولي لمهارات سوق العمل
  • نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن
  • بعد تمويل مزرعة الرياح المصرية.. أبرز تمويلات الأوبك خلال 2024
  • باستثمارات 90 مليون ريال.. إطلاق مشروع “وادي زها” بعمان
  • صندوق الاستثمارات السعودي يطرح سندات بـ4 مليارات دولار
  • 222 مليار دولار أرباح "السيادي النرويجي" في عام 2024
  • 222 مليار دولار أرباح "السيادي النرويجي" في عام 2024