بوابة الوفد:
2025-02-17@02:27:55 GMT

لديه ما يخشى عليه

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

بقلم :- مجدي ابو الخير 

 

في هذا الشارع المزدحم لا يملك هذا الأب الشاب الذي يقود سيارته وباب رزقه الأوحد إلا أن يترك السيارة بالجوار ليسهل عليه نقل أشيائه، وحتى لا يعترض أحد على انتظاره بهذا المكان يترك هذا الطفل صاحب الأربع سنوات تقريبا بداخل السيارة، يترجل لأحد المحلات ليحمل منه بضاعته متجاهلا أنه قد أغلق  أحد أبواب الجراجات أسفل البناية التي توقف أمامها ليخرج منها هذا الرجل المسن بكامل أناقته ورابطة عنقه المميزة، ومنديل يشبهها في جيب الجاكيت البني فوق القميص الأبيض الذي يشبه لحيته المتوسطة.

 ينظر داخل السيارة التي تجاهلت هذا التنبيه المكتوب على باب الجراج «ممنوع الوقوف قطعيا»، ليجد هذا الطفل الذي ينظر من النافذة الأخرى مشاهدًا العالم من خلف زجاج أسقط  إلى المنتصف، عيناه تذهبان وتجيئان مع ما يجذبه ذهابا وعودة.

المنتظر سائلاً: من معك؟ ليجيبه: أبي، ويده تشير إلى أحد المحلات القريبة فيطلب منه أن يذهب ويأتي به.

 أبوه الذي أوصاه  قبل أن يغادر «خد بالك من العربية يا علي أنا سايب راجل» ليجيبه بحماسة وهزة رأس وحركة أكتاف مؤكدا أنه اختار الشخص الأنسب لتلك المهمة.

يفتح له المنتظر باب السيارة الملاصق للرصيف ليخرج هذا المفوض، بعد أن توارى بداخل السيارة لنصف دقيقة ولم يظهر منه شيء لينطلق حاملاً في يده شيئاً.

المفوض الصغير الذي يتوارى ليجلب معه حذاءه الأبهى.

لم يكتشف المنتظر هذا إلا بعد الخروج من السيارة، وهو الكاظم غيظه، المنتظر يترقب وصول من يحرره من انتظاره، يظهر المفوض وفي يده حذاؤه محتضنه بذراعيه، يتحرك بضع خطوات ثم يتوقف وكأنه تذكر شيئًا، ظننت أنه استحضر وصيه أبيه الذي أوصاه على ما يملك، ها هو يغادره الآن وأحد أبوابه لا زال مفتوحا، لكن «علي» توقف ليرتدي حذاءه، يبدو أنه خشي أن يعاتبه أبوه على السير حافي القدمين أو أنه خجل أن ينظر الناس له وهو يحمل حذاءه، 

استطاع المفوض بهذا أن يجعل المنتظر يبتسم من فعلته ويتابعه بشغف.

يخرج الأب معتذرا ويفسح الطريق ليحرر المنتظر ويعود الأب لمكانه مطمئنا، لا أحد سيحركه الآن بعد مغادرة السيارة وخلو الجراج، و«علي» ينفخ صدره ويقف واضعًا يديه أعلى خصره بحذائه الأبيض محركا قدميه وكأنه يخبر المارة قائلا: أنا أيضا لدى ما أخشى عليه.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

مكالمة تحول عزاء شقيقين في الجزائر إلى عرس بعد 3 أيام.. «ولادك عايشين»

تحول مأتم إلى عرس بعد 3 أيام من إقامة عزاء شابين جزائريين من ولاية خنشلة بالجزائر، يدعيان نسيم والطاهر المصباحي، وذلك بعد تلقي أهلهما خبر وفاتهما خلال سفرهما لهجرة غير شرعية إلى أوروبا، فسرعان ما تبدلت الأحوال وانقلب الحزن إلى فرح بسبب أمرغريب.

كيف استقبل والدهم خبر وفاتهم

سيطر الحزن على والد الشابين نسيم والطاهر المفقودين من عائلة مصباحي الجزائرية، إلا أنه بعد مرور نحو 72 ساعة تلقي الأب مكالمة من نصب مجلس عزائهم ببلدية ولاية خنشلة،  تخبره بأن فلذتي كبده لا يزالان على قيد الحياة، لترتسم ملامح الفرح على وجهه ويتحول العزاء إلى فرح، وذلك بحسب ما أشارت إليه صحيفة «Dzair Presse» الجزائرية عبر صفحتها الرسمية على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وثقت الصحيفة الجزائرية لحظات فرحة الأب بنجاة نجليه، عبر نشر فيديو له والابتسامة تملأ شفتيه، وهو يستقبل الأهالي التي  عزمت على تهنئته بذلك الخبر السعيد لتصل فرحته إلى عنان السماء.

جرى تداول مقطع الفيديو بصورة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، ليتفاعل رواد السوشيال ميديا معه بصورة كبيرة فكتب أحدهم قائلًا: «الحمد لله رب العالمين»: «حمد الله على سلامتهم»، «سبحان مغير الأحوال».

مظاهر الفرحة في الجزائر

لم تقتصر الفرحة على الأب فحسب، فأصدقاء الشابين ومحبيهما حرصوا على تهنئتهما بطريقتهم الخاصة، عبر اشعال الألعاب النارية وكأنه فرحهما، وعمت البهجة في الأرجاء.

 تفاعل الجزائريون مع الخبر بعد ما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي، معبرين عن فرحتهم لنجاة الشابين من الموت بمكالمة غيرت مجرى الأحداث تمامًا، وذلك كله كان بسبب مكالمة الهاتفية التي تلقتها أسرة الشابين.

مقالات مشابهة

  • محمد يوسف ناغي: من تعود العطاء لوجه الله لا يخشى الفقر ..فيديو
  • برشلونة يخشى تجاوز «سقف الرواتب»
  • الراهبة رافايلا بيتريني أول امرأة تترأس حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان
  • حالة عدم إستقرار تُسيطر على لبنان.. الأب إيلي خنيصر: أمطار وثلوج في هذه المناطق
  • جوزيبي فالديتارا: رأيت في مصر شبابا لديه الشغف بمجال التعليم الفني
  • مكالمة تحول عزاء شقيقين في الجزائر إلى عرس بعد 3 أيام.. «ولادك عايشين»
  • الزراعة لـالإيفاد: نمتلك فريق عمل لديه خبرة كبيرة في تنفيذ المشروعات الممولة
  • الحرارة ستنخفض ليلا إلى 4 درجات.. الأب خنيصر يكشف: استعدوا للأسبوع المقبل
  • مدرب أرسنال يتحدث عن «الحدث المنتظر»!
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي المفوض الأوروبي للاقتصاد ومديرة برنامج الغذاء العالمي