بوابة الوفد:
2025-04-22@20:12:50 GMT

لديه ما يخشى عليه

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

بقلم :- مجدي ابو الخير 

 

في هذا الشارع المزدحم لا يملك هذا الأب الشاب الذي يقود سيارته وباب رزقه الأوحد إلا أن يترك السيارة بالجوار ليسهل عليه نقل أشيائه، وحتى لا يعترض أحد على انتظاره بهذا المكان يترك هذا الطفل صاحب الأربع سنوات تقريبا بداخل السيارة، يترجل لأحد المحلات ليحمل منه بضاعته متجاهلا أنه قد أغلق  أحد أبواب الجراجات أسفل البناية التي توقف أمامها ليخرج منها هذا الرجل المسن بكامل أناقته ورابطة عنقه المميزة، ومنديل يشبهها في جيب الجاكيت البني فوق القميص الأبيض الذي يشبه لحيته المتوسطة.

 ينظر داخل السيارة التي تجاهلت هذا التنبيه المكتوب على باب الجراج «ممنوع الوقوف قطعيا»، ليجد هذا الطفل الذي ينظر من النافذة الأخرى مشاهدًا العالم من خلف زجاج أسقط  إلى المنتصف، عيناه تذهبان وتجيئان مع ما يجذبه ذهابا وعودة.

المنتظر سائلاً: من معك؟ ليجيبه: أبي، ويده تشير إلى أحد المحلات القريبة فيطلب منه أن يذهب ويأتي به.

 أبوه الذي أوصاه  قبل أن يغادر «خد بالك من العربية يا علي أنا سايب راجل» ليجيبه بحماسة وهزة رأس وحركة أكتاف مؤكدا أنه اختار الشخص الأنسب لتلك المهمة.

يفتح له المنتظر باب السيارة الملاصق للرصيف ليخرج هذا المفوض، بعد أن توارى بداخل السيارة لنصف دقيقة ولم يظهر منه شيء لينطلق حاملاً في يده شيئاً.

المفوض الصغير الذي يتوارى ليجلب معه حذاءه الأبهى.

لم يكتشف المنتظر هذا إلا بعد الخروج من السيارة، وهو الكاظم غيظه، المنتظر يترقب وصول من يحرره من انتظاره، يظهر المفوض وفي يده حذاؤه محتضنه بذراعيه، يتحرك بضع خطوات ثم يتوقف وكأنه تذكر شيئًا، ظننت أنه استحضر وصيه أبيه الذي أوصاه على ما يملك، ها هو يغادره الآن وأحد أبوابه لا زال مفتوحا، لكن «علي» توقف ليرتدي حذاءه، يبدو أنه خشي أن يعاتبه أبوه على السير حافي القدمين أو أنه خجل أن ينظر الناس له وهو يحمل حذاءه، 

استطاع المفوض بهذا أن يجعل المنتظر يبتسم من فعلته ويتابعه بشغف.

يخرج الأب معتذرا ويفسح الطريق ليحرر المنتظر ويعود الأب لمكانه مطمئنا، لا أحد سيحركه الآن بعد مغادرة السيارة وخلو الجراج، و«علي» ينفخ صدره ويقف واضعًا يديه أعلى خصره بحذائه الأبيض محركا قدميه وكأنه يخبر المارة قائلا: أنا أيضا لدى ما أخشى عليه.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الأب بيوس عفاص والأب ياسر عطالله يترأسان القداس الاحتفالي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أُقيم قداس اليوم الثاني من عيد القيامة المجيد في مدينة بغديدا (قره قوش) بمحافظة نينوى – العراق، يوم السبت الموافق 19 ابريل  2025، حيث ترأس الصلاة كل من الأب بيوس عفاص والأب ياسر عطالله، وسط أجواء من الفرح الروحي والإيمان العميق.

 

حضور شعبي ومشاركة روحية

شارك في القداس عدد كبير من أبناء الرعية، الذين توافدوا للمشاركة في هذه المناسبة المقدسة، تعبيرًا عن تمسكهم بإيمانهم وتقاليدهم الكنسية، رغم كل التحديات التي تشهدها المنطقة.
 

أجواء احتفالية تعكس رجاء القيامة

ساد القداس جو من الروحانية والفرح، حيث رُفعت الترانيم والصلوات بلغات الطقس الكنسي، مؤكدين من خلالها أن قيامة المسيح هي رجاء الشعوب ونور للسلام والمحبة في العراق والعالم أجمع.


 

 

مقالات مشابهة

  • سموتريتش: الوقت قد حان لمهاجمة غزة ومن يتلاعب بنا سنقضي عليه ولا مبرر لوجود الحكومة إن لم تفعل هذا الأمر
  • أبل تستعد لإطلاق iPhone 17.. كل ما تريد معرفته عن الهاتف المنتظر
  • أنشيلوتي يجهز مفاجأة تكتيكية للكلاسيكو المنتظر أمام برشلونة
  • مصرع عامل سقطت عليه حمولة أحجار سيارة نقل في قنا
  • تعرف على إجراءات نقل ملكية السيارة عبر البوابة الإلكترونية
  • 2177 كلم من الطرق السيارة بالمغرب.. والسلطات تسرّع الوثيرة استعداداً لمونديال 2030
  • ساكنة إيمنتانوت تشكو تردّي خدمات النظافة
  • كشف ملابسات فيديو لأطفال يجلسون أعلى السيارة خلال حفل زفاف بالشرقية
  • الأب بيوس عفاص والأب ياسر عطالله يترأسان القداس الاحتفالي
  • شاهد بالفيديو.. الجيش السوداني يعثر على السيارة المهداة من ملكة بريطانيا للرئيس الأسبق إبراهيم عبود بعد أن نهبها الجنجويد من القصر الجمهوري وعبثوا بها وخربوها