تصاعد قصف النظام السوري يفاقم أزمة النزوح بريف إدلب
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
إدلب– "بصعوبة نجوت من القصف الهمجي بالمدفعية الثقيلة والطائرات الانتحارية التي تستخدمها قوات النظام"، بهذه العبارات بدأت المسنة السورية بشرى المحمد تروي حكاية إجبارها وعائلتها على النزوح من أحد المخيمات القريبة من خطوط التماس جنوبي إدلب، على وقع التصعيد العسكري.
وشهدت القرى والبلدات الواقعة بالقرب من خطوط التماس في إدلب وحلب شمال سوريا موجة نزوح جديدة للمدنيين باتجاه مناطق أكثر أمنا وإلى المخيمات البعيدة، جرّاء زيادة وتيرة القصف من قوات النظام السوري واستهدافها الأحياء السكنية والأراضي الزراعية بريف إدلب الشرقي والجنوبي وريف حلب الغربي.
في حديث للجزيرة نت، قالت المسنة بشرى المحمد إنها اضطرت إلى النزوح من المخيم الذي يسكنون فيه بالقرب من قرية شنان في جبل الزاوية جنوبي إدلب، وهو قريب من خطوط التماس مع قوات النظام المتمركزة في مدينة معرة النعمان.
وهذا النزوح ليس الأول للسيدة ولعائلتها، حسبما أفادت به، فسبق أن فرّوا من ريف حماة منذ 13 عاما ووصلوا إلى ريف إدلب الشمالي، لكنهم يواجهون مصيرا مجهولا من جديد.
وهربت بشرى من فم الموت مرارا، وكاد في آخر مرة يقضي عليها عندما استُهدفت السيارة التي تستقلها مع عائلتها بطائرة مسيرة انتحارية.
نجت المسنة بشرى المحمد من الموت عدة مرات خلال نزوحها إلى شمال إدلب (الجزيرة)37 قرية وبلدة
يقول مدير "منسقو استجابة سوريا" محمد حلاج، للجزيرة نت، إن تجدد حركة النزوح للمدنيين من القرى والبلدات الواقعة بالقرب من خطوط التماس جاء بعد أن توقف لعدة أيام وعودة عدد من العائلات إلى مناطقها، حيث تجدد التصعيد العسكري وازدادت وتيرة استهداف الأحياء السكنية والأراضي الزراعية في المنطقة.
وأضاف حلاج أن مناطق النزوح شملت مناطق ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي والجنوبي ضمن أكثر من 37 قرية وبلدة.
وحسب التقييم الأولي لأعداد النازحين، فقد تجاوز عدد من غادروا المنطقة خلال 48 ساعة 6277 نازحا يشكل الأطفال والنساء نسبة 81% منهم.
الاستجابة للكارثة
وقال مدير المشاريع الإنسانية والتنموية في حكومة الإنقاذ عامر البشير، للجزيرة نت، إن تصعيد قصف قوات النظام وإيران وحزب الله عرّض نحو 55 ألف نسمة من سكان القرى والبلدات القريبين من خطوط التماس للنزوح، إذ نزح أغلبهم إلى المناطق البعيدة عن القصف نسبيا، مثل بلدات "أطمه" و"حارم" القريبة من الشريط الحدودي مع تركيا.
وأشار إلى أن حكومة الإنقاذ كانت قد فتحت مراكز الإيواء المؤقتة وجهزتها بشكل طارئ لاستقبال العائلات الوافدة من لبنان، ولكنها استقبلت النازحين من القصف فيها.
وأكد أن كثيرا من هذه العائلات التي تهجرت بفعل قصف النظام الهستيري بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة إذا ما توقف هذا القصف ستعود على الفور إلى قراها.
بدوره، قال حسن درويش مسؤول في الشؤون الإنسانية ببلدة أطمه شمالي إدلب، للجزيرة نت، إن وزارة التنمية في حكومة الإنقاذ استجابت بشكل عاجل، بالتنسيق مع منظمات العمل الإنساني، لإنشاء مركز إيواء "اقرأ" ضمن مخيمات أطمه لاستقبال العشرات من الهاربين من الموت ريثما يتم تأمين سكن بديل لهم.
بدوره، حذر حلاج بشدة من استمرار التصعيد العسكري في المنطقة، الأمر الذي يؤدي إلى توسع حالات النزوح وزيادة الكثافة السكانية في المنطقة بشكل عام والمخيمات تحديدا، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وانخفاض نسب الاستجابة بشكل كبير.
وأشار مدير "منسقو استجابة سوريا" إلى أن نسب الاستجابة الإنسانية لم تتجاوز -وفق الخطط الموضوعة- أكثر من 37% من إجمالي الاحتياجات في القرى والبلدات، ونسبة 24% ضمن مخيمات النازحين، مع غياب القدرة اللازمة على تأمين احتياجات النازحين الجدد من قبل الجهات الإنسانية العاملة في المنطقة.
ازدياد القصف
من جانبه، يشير النقيب المنشق أمين بلحس إلى أن المنطقة تخضع لاتفاق الخامس من مارس/آذار 2020 بين روسيا وتركيا، القاضي بوقف إطلاق النار، ولكن القصف من قبل قوات النظام وروسيا لم يتوقف أبدا عن قتل المدنيين في مناطق ريف إدلب.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن وتيرة القصف ازدادت منذ ما يقارب السنة باستخدام القصف بالطائرات المسيّرة الانتحارية التي كانت تركز على استهداف السيارات المدنية التي تتحرك في القرى القريبة من خطوط التماس.
ولفت إلى أن القصف في الآونة الأخيرة زاد بشكل أكبر من خلال القصف المدفعي وحتى الطائرات الحربية الروسية، وذلك بعد ورود إشاعات عن حشد من أجل عمل عسكري تشنه فصائل المعارضة، التي تسعى بدورها لتحرير مناطق لإعادة السكان النازحين إلى قراهم وبلداتهم، وإبعاد خطر القصف المستمر عنهم.
ارتفاع وتيرة النزوح بريف إدلب جراء قصف النظام السوري على مناطق التماس (الجزيرة) موسم قطاف الزيتون
يقول أحمد البكور، وهو من أهالي جبل الزاوية للجزيرة نت، إن التصعيد المستمر من قبل قوات النظام وروسيا وإيران على القرى والبلدات المجاورة لخطوط التماس حرم الأهالي من جني محصول الزيتون الذي يعد دخلا رئيسيا لهم.
وبيّن أن شدة القصف واستهداف "ورشات" قطاف الزيتون بالطائرات المسيرة الانتحارية شكّل تحديا للسكان القريبين من خطوط التماس، إذ يجب عليهم الاختيار بين الموت أو جني محصولهم الذي ينتظرونه من العام للعام.
وأضاف أن سبب وجودهم في قراهم القريبة من خطوط التماس هو صعوبة تأمين مسكن بديل في ظل ارتفاع أجور المنازل.
بدوره، قال حسين الحسين، الذي فر إلى مخيمات ريف إدلب الشمالي، إن القصف من قبل قوات النظام الذي كان يتبعه مع عائلته بالطائرات المسيرة الانتحارية منذ ما يقارب 6 أشهر على ريف إدلب الجنوبي، حيث يستقر، شكّل لهم هاجسا كبيرا، وزاد من الأمر القصف المدفعي الكثيف من جديد، ما اضطره للفرار مع عائلته.
وناشد المنظمات وهيئات العمل الإنساني الوقوف إلى جانب النازحين الذين يجدون صعوبة في تأمين مكان جديد للسكن أو بحاجة للأساسيات في بناء الخيم من جديد من تعبيد أرضيات المخيم والطرقات، وخاصة مع بدء فصل الشتاء وتساقط الأمطار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القرى والبلدات قوات النظام فی المنطقة للجزیرة نت القریبة من ریف إدلب القصف من من قبل إلى أن
إقرأ أيضاً:
انقطاع الكهرباء والاتصالات والمياه لأشهر يفاقم المعاناة جنوبي الخرطوم
انقطاع المياه في جنوب الخرطوم وصعوبة الحصول على مياه الشرب دفع المواطنين إلى الاعتماد الكلى على الآبار الجوفية بالطرق البدائية.
الخرطوم: التغيير
أكد ناشطون بمنطقة جنوب الحزام في العاصمة السودانية الخرطوم، تصاعد المعاناة في المنطقة جراء انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات لتسعة أشهر متتالية، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي لسبعة أشهر متواصلة.
ومنذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل العام الماضي، تعرضت منطقة جنوب الحزام تحديداً لقصف جوي ومدفعي متكرر أودى بحياة الكثيرين، فيما يعاني مواطنوها أوضاعاً إنسانية قاسية جراء فقدان الخدمات الأساسية.
وأكدت غرفة طوارئ جنوب الحزام- كيان طوعي- انقطاع خدمتي الإنترتت والاتصالات لتسعة أشهر متتالية، وانقطاع التيار الكهربائي لسبعة أشهر متواصلة.
وقالت في بيان يوم الخميس، إن هناك صعوبة بالغة في الحصول على مياه الشرب ويتم الاعتماد الكلى على الآبار الجوفية بالطرق البدائية (الجر بالدلو) وكذلك شراء المياه بأسعار باهظة من (فناطيس المياه) التي تجرها الحمير (عربة الكارو).
ونوهت إلى وجود تردٍّ بائن في الخدمات الصحية وضغط كبير على المشفى الوحيد في المنطقة (مستشفى بشائر) وندرة في الأدوية المنقذة للحياة وأدوية الأمراض المزمنة.
وأضافت الغرفة أن هناك تردٍّ واضح في الجوانب الأمنية وازدياد خطر الموت والإصابة في الشهرين الماضيين بسبب تزايد العمليات الحربية ووفاة أكثر من 200 مواطن وإصابة ما يقارب الـ 120 بعضهم في حالة حرجة، وهناك جثامين موجودة في المشرحة تنتظر التسليم لذويها.
وكانت الغرفة أعلنت يوم الأربعاء، توقف كل مصادر الدعم لغرفة طوارئ جنوب الحزام (قطاع الأزهري) مما أدى إلى توقف جميع التكايا بالمنطقة التي يعتمد عليها المواطنون بشكل أساسي.
وكان المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام محمد عبد الله كندشة، أعرب عن قلقه الشديد إزاء ما وصفه بعمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها مواطنو المنطقة جراء القصف الجوي عبر الطائرات المسيّرة.
وفي تصريحات سابقة أوضح كندشة أنه خلال شهر أكتوبر الماضي فقدت منطقة جنوب الحزام أكثر من 100 مدني بينهم نساء وأطفال نتيجة أربع غارات جوية استهدفت تجمعات للمواطنين في مناطق متعددة.
الوسومالإنترنت الاتصالات الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الطيران المسير القصف الكهرباء المياه جنوب الحزام