بقلم :- محمود أحمد السقا
بين الممرَات الصَّامتة، وعلى مرأى من العين الشاردة، نحو شرفة تَفضِي إلىَ السَّماء المكبدة، فلا ترَى مِن زُرقَتهَا جنبًا، بل بدرًا، وكأنها للقمرِ راصدة. تقيم على عرش من الحَيَاءِ بِوجنتيها المُتَورِدة. حُورٌ من العِينِ سَكنتْ مِن نَفْسي عُيونها البَهيَّة، ورُوحهَا النَقيَّة، وهَمْسُ بَسمَتها الجَليَّة.
قد بَصرهَا فُؤادي قبل عَيني، واَهتدَى بِهَا مِن خريفِ الحياة إلى ربيعها، فبلغتْ منه مَبلغ الرُّوحِ في الجسد. فتأخذني إِلى عوالم بَديعة الجمال من عَوَالم سِحر عِيونها، وروعة بَسمتهَا.
كنتُ أَسيرُ فِي الدُّنيَا هَائمًا دُونَ وَجهة من دروب النَّعيم حتى اهتديتُ إليكِ بأقدار رب العالمين، فرأيتُ فيكِ جانب اليقِين، ونهلتِ مِن فؤادي غَفوة التَّائهِين. وحَفظتُ ما لكِ في نفسي حتى يأذن الله ويكون |أمرًا مفعولًا. وجُلَّ مَا أَرجُو في هَمس سجودي ودعَاء قيَامِي أنْ يَكْتَمل قَدرِي بكِ ومعكِ في كنفٍ واحد من المَودَّة والرَحمَّة، ودَرب واحد من دروب الحُب الدَّائم والحَنِين القَائم على سنة الله ونبيه في الدَّارين الأولَى والآخرة فِي جِنَان الأبدية ونَعِيمهَا المُخلَد.
أقول:
دُرُوبُ القَدَرِ تَسِيرُ بِخُطَىَ خَفِيةٍ فِي قُلوبِ الضَّالِين تَبثُّ الرَيْبُ
ودُرُوبُ القَضَاءِ لهَا نَعِيمُهَا وَقَدَرُكِ قَدَري به يَطِيبُ
أُصَلِّي، فيَدْعُو لِسَانِي بذِكْركِ والرجَاءُ فِي اللهِ لا يَخِيبُ
الجَّمَالُ اِرتوَى مِنْ وَجْنَتِيكِ والبَسْمةُ مِنْكِ تَفعلُ الأعَاجِيبُ
حَياؤكِ بَدِيعٌ كَغرُوبِ خَرِيفٍ يَتَدبَّرُ فيه العبدُ المُنِيبُ
تَدني بِنَاظريكِ، ويَدنُو النُّورُ بهما بنجمي عَينيكِ تَستَنِيرُ الغرَابِيبُ
لا تَثمَل الرُّوحُ مِن مُدَامِ بل رِمَاحُ عَينيكِ بَها الفُؤادُ يَذُوبُ
حُورٌ مِن عِينِ الجَنَّةِ أَقبَلتْ وليسَ فِي الجَنَّةِ نَقَائِصٌ وَعيُوبُ
كنَهلةٍ اِرتَوى بِكِ فُؤادي وَطَيفُكِ عَن نَاظريّ لا يَغِيبُ
هل يَرتَضِيني فُؤادُكِ قَرِينًا إِنَّ القبُولَ بِالوصَالِ مَرغُوبُ
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
والد زوجة الزميل جمال صالح في ذمة الله
انتقل الى رحمة الله أمس في مكة المكرمة، عبد الله محمد السهماني، والد زوجة الزميل جمال صالح في صحيفة ( البلاد )، وقد صُلي عليه في الحرم المكي الشريف، ووري الثرى في مقبرة الشرائع.
(البلاد ) التي آلمها النبأ تتقدم بأحر التعازي لأسرة الفقيد وللزميل جمال، سائلين الله أن يسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.