رئيس الرقابة المالية يشارك في المؤتمر السنوي "الطريق نحو صافي الانبعاثات الصفري"
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
شارك الدكتور محمد فريد، رئيس مجلس الهيئة العامة للرقابة المالية، في جلسة نقاشية حول مخاطر المناخ، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي "الطريق نحو صافي الانبعاثات الصفري"، الذي تنظمه مؤسسة Chapter Zero Egypt، بمشاركة الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
وشارك في الجلسة النقاشية حلمي غازي، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس قطاع الخدمات المصرفية العالمية في بنك HSBC مصر، وسباستيان ريز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "شنايدر إلكتريك" لشمال شرق إفريقيا وبلاد الشام، وحسام سيف الدين، نائب الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي لشركة "كابجيميني"، وأدار الجلسة الدكتورة سابرينا برونو، المؤسس المشارك وعضو مجلس الإدارة لمبادرة الحوكمة المناخية ومؤسس Chapter Zero إيطاليا.
يأتي ذلك حرصاً من الهيئة العامة للرقابة المالية على المشاركة في جهود الحد من التغير المناخي، بما يتسق مع توجهاتها نحو تعزيز دور القطاع المالي غير المصرفي في دعم جهود الحكومة لتحقيق الحياد الكربوني.
استعرض الدكتور فريد خلال كلمته إطلاق سوق الكربون الطوعي، الذي يُعد خطوة لدعم جهود تحقيق الحياد الكربوني ودعوة لانخراط القطاع الخاص في مواجهة تغير المناخ، حيث يتيح السوق فرصاً جديدة للاستثمار، ويشجع على تطوير منتجات التمويل المستدام.
لفت الدكتور فريد إلى أن سوق الكربون الطوعي يعد التزام بمعايير الحوكمة التي تضمن تعزيز مستويات النزاهة والشفافية، واستكمال لاستخدام الهيئة لنهج متعدد الأبعاد، يجمع في طياته بين التنظيم، والتوجيه، وتطوير السوق، موضحاً أن إفصاح المؤسسات المالية غير المصرفية الإجباري عن المخاطر المناخية من بين متطلبات الإفصاح الإلزامية، بما يتوافق مع المعايير الدولية للإفصاحات المالية المتعلقة بالتغيرات المناخية (TSFD)، ويتضمن ذلك الإبلاغ عن المخاطر والفرص المتعلقة بالمناخ وهياكل الحوكمة.
ذكر أنه في عام 2021، أصدرت الهيئة القرارين 107 و108، بإلزام فئات بعينها من الشركات المالية بإفصاحات الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG) والإفصاحات المالية المتعلقة بالتغيرات المناخية (TCFD)، بما في ذلك جميع الشركات المُدرجة والمؤسسات المالية غير المصرفية، مثل شركات التأمين والتمويل العقاري، والتمويل الاستهلاكي، والتمويل متناهي الصغر، التي تتجاوز رؤوس أموالها 100 مليون جنيه، وألزمت الشركات المُدرجة والمؤسسات المالية غير المصرفية التي تزيد رؤوس أموالها عن 500 مليون جنيه مصري إفصاحات (TCFD).
وتعمل الهيئة حالياً على مواءمة الإفصاحات المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وإفصاحات (TCFD) مع معايير مجلس المعايير الدولية للاستدامة (S1) و(S2).
كما سلّط رئيس الهيئة الضوء على أطر التمويل الأخضر التي تروج لها بهدف تطوير سياسات التمويل؛ تعزيزاً للاستثمار في المشاريع الصديقة للبيئة، ويشمل ذلك دعم إصدار السندات الخضراء وتسهيل الوصول إلى التمويل الأخضر بإدخال تعريفات السندات الخضراء والاجتماعية وسندات الاستدامة.
ونوّه الدكتور فريد أيضاً بتقديم الرقابة المالية توجيهات وإجرائها برامج تدريبية للمؤسسات المالية بهدف تعزيز قدراتها على إدارة المخاطر المناخية، بما في ذلك ما يقوم به المركز الإقليمي للتمويل المستدام (RCSF)، علاوة على إشراك أصحاب المصلحة، لتكامل الجهود نحو إدارة المخاطر المناخية في القطاع المالي غير المصرفي.
ومن حيث الفرص، أفاد رئيس هيئة الرقابة المالية بأن سوق الكربون الطوعي المنظم والمراقب من شأنه أن يسهم في تيسير اجتذاب التمويل المُيسر ذو الفائدة المنخفضة من المؤسسات الدولية للمشروعات الراغبة في خفض انبعاثاتها الكربونية، مثل صندوق المناخ الأخضر والبنوك الإقليمية للتنمية.
أوضح الدكتور فريد أن سوق الكربون يتيح للمؤسسات المالية فرص الاستثمار في تداول شهادات الكربون، والتمويل الأخضر، والمشاريع الصديقة للبيئة، مما يساعد على توجيه رأس المال نحو المبادرات المستدامة.
كما قال الدكتور فريد إن سوق الكربون يتطلب وجود عرض كاف من شهادات الكربون عالية الجودة، ما يحتاج إلى بنية تحتية قوية وجذب مشاركين جدد إلى السوق، علاوة على دقة البيانات والإفصاحات.
لفت رئيس الهيئة إلى الدور الحاسم الذي تلعبه مجالس الإدارات في ضمان المعالجة الفاعلة للتغير المناخي، من بينها تنفيذ أطر قوية لإدارة المخاطر، والتوافق على متطلبات الإفصاح، والانخراط في سوق الكربون الطوعي، وتعزيز الابتكار، كما أكد على أهمية العمل العاجل، لأهمية الدور الذي يتمتع به القطاع المالي غير المصرفي في مواجهة التغير المناخي، والتركيز على الشفافية، وتبني التمويل المُستدام.
كانت أولى لبنات سوق الكربون الطوعي الأول من نوعه في مصر وإفريقيا، كانت استصدار قرار دولة رئيس مجلس الوزراء بشأن تعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال رقم 95 لسنة 1992 بشأن اعتبار شهادات خفض الانبعاثات الكربونية أداة مالية، وتأسيس البورصة منصة للتداول، وإنشاء لجنة للإشراف، وذلك كله بناء على اقتراح مجلس إدارة الهيئة. تلي ذلك تشكيل هيئة الرقابة المالية أول لجنة للإشراف والرقابة على وحدات خفض الانبعاثات الكربونية واختصاصاتها برئاسة رئيس الهيئة، تضم في عضويتها ممثلي هيئة الرقابة المالية، وممثلين عن وزارة البيئة، والبورصة، وأعضاء من ذوي الخبرة في مجال أسواق الكربون.
أشار رئيس الرقابة المالية، إلى موافقة الهيئة، من خلال لجنة الإشراف والرقابة على وحدات خفض الانبعاثات الكربونية منذ أيام، على تسجيل عدة مشروعات بقاعدة بيانات مشروعات خفض الانبعاثات الكربونية، كما يجري العمل على طرح شهادات خفض الانبعاثات الكربونية الطوعية الخاصة بالمشروعات للتداول من خلال سوق الكربون الطوعي.
ثم أصدرت الهيئة قواعد قيد وشطب شهادات خفض الانبعاثات الكربونية بالبورصات المصرية، وكذلك معايير اعتماد سجلات الكربون الطوعية المحلية والتي تُعد بمثابة أنظمة الحفظ المركزية الإلكترونية، وتتضمن سجلات لإصدار وتسجيل وتتبع تسلسل نقل ملكية شهادات خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن تنفيذ مشروع الخفض وفق المنهجيات الصادرة عن جهات وضع المعايير والمنهجيات، بالتوازي مع اعتماد الهيئة لقواعد التداول بالبورصة المصرية بعد إجراء مشاورات وتنسيقات مكثّفة، واعتماد قواعد التسوية الخاصة بشهادات الكربون الطوعية بالبورصات المصرية.
أضاف الدكتور فريد، أن الهيئة العامة للرقابة المالية مضت قدماً في دفع الجهود؛ تسريعاً لوتيرة تفعيل السوق الجديد لما له من دور محوري في تعزيز توجهات الدولة المصرية نحو تخفيض الانبعاثات الكربونية. وفي هذا الشأن، أصدرت الهيئة قراراً ينظّم معايير قيد جهات التحقق والمصادقة لمشروعات الخفض في القائمة المُعدة لذلك لديها، لتبدأ اللجنة في تلقّي طلبات الجهات الراغبة في القيد للعمل كجهات تحقق ومصادقة. بعد ذلك أجرت اللجنة مقابلات مع الجهات للتحقق من قدراتها ومؤهلاتها، مما نتج عنه قيد 3 جهات للقيام بمهام التحقق والمصادقة، بواقع جهتين محليتين وأخرى أجنبية.
أشارت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى أن مصر تتحرك في اتجاه إزالة الكربون من خلال منصة "نُوَفِّي"، الرامية لتوفير التمويل المناسب من عدة جهات لتحقيق استدامة الأمن الغذائي والتحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة وتطوير قطاع المياه.
لفتت في كلمتها إلى أن مؤتمرات المناخ المتتالية أكدت على أهمية الشراكة بين مختلف الأطراف ذات الصلة لمواجهة تغير المناخ، مشيرة إلى أن مصر أظهرت خلال استضافتها لمؤتمر COP27 أهمية العمل مع مجموعة واسعة من الأطراف ذات الصلة، لمعالجة الركائز الأساسية الثلاث وهي التكيف، والتخفيف، والتمويل العادل، حيث تشكّل تلك المبادئ جزء أساسي من استراتيجيات المناخ في مصر، لذا كان من المهم العمل على دمج هذه الأولويات ليس فقط في السياسات الحكومية، بل أيضاً في استراتيجيات القطاع الخاص، فمن خلال مواءمة جهود القطاعين العام والخاص، نعمل على خلق شراكات بناءة لتحقيق أهدافنا في مجالات المناخ والاستدامة.
وقالت المشاط، إن التكيّف مع التغيرات المناخية يُعد من العناصر الأساسية لتحقيق "النمو الاقتصادي عالي الجودة" وضمان المرونة، مؤكدة أنه من الضروري وضع الاعتبار للمخاطر المرتبطة بالمناخ والطبيعة في خطط الاستثمار الوطنية لضمان استدامة المشروعات وتقليل الأثر البيئي السلبي على الأجيال القادمة.
فيما ذكر الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، خلال كلمته أن إتاحة مزيد من الحلول التمويلية المبتكرة والميسرة أصبح أمراً ضرورياً في إطار تسريع وتيرة خفض الانبعاثات الكربونية، موضحاً أن الدول النامية أقل إنتاجاً للانبعاثات مقارنة بالدول المتقدمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرقابة المالية شهادات خفض الانبعاثات الکربونیة سوق الکربون الطوعی الرقابة المالیة الدکتور فرید التمویل الم من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك.. مؤتمر التمريض السنوي الأول يعقد فعالياته
تحت رعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسَّسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، ينظِّم مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، التابع لمجموعة M42، مؤتمر التمريض السنوي الأول في إمارة أبوظبي يومي 20 و21 نوفمبر 2024، بهدف تطوير ممارسات التمريض، وتحسين التقدُّم المهني، والاحتفاء بتميُّز التمريض في المنطقة.
ينعقد المؤتمر تحت شعار «الارتقاء بتميُّز التمريض»، ويجمع عدداً من مهنيّي التمريض في العالم لاستكشاف أحدث التطوُّرات في الرعاية المعقَّدة للمرضى وممارسات التمريض المبتكرة، ما يؤكِّد التزام مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بالارتقاء بمهنة التمريض؛ لأنها من المرتكزات الرئيسية في قطاع الرعاية الصحية.
يقود فعاليات المؤتمر معهد التمريض في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، ويقدِّم لكوادر التمريض من الممرّضين المسجّلين، وممارسي التمريض، والقابلات، ومتخصِّصي الرعاية السريرية فرصاً لرفع مهاراتهم المهنية، والتواصل مع الخبراء الدوليين، واكتساب ساعات معتمَدة للتعليم المستمر من مركز الاعتماد الأمريكي للتمريض. ويكتسب المشاركون في المؤتمر المعلومات من نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، الذين سيناقشون مواضيع تعكس جوهر مهنة التمريض المعاصرة، ومن بينها الممارسات المبتكرة، ورعاية المرضى المعقَّدة، والاعتبارات الأخلاقية، والقيادة، والتكنولوجيا في الرعاية الصحية.
وقال حسن جاسم النويس، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة M42، رئيس مجلس إدارة مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «تشرِّفنا الرعاية الكريمة من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك لهذا المؤتمر؛ إذ تعكس هذه الرعاية أهمية ممارسات التمريض، وأثرها في الارتقاء بمنظومة الرعاية الصحية كاملة، ولاشكَّ أنَّ إقامة هذه الفعاليات أمر بالغ الأهمية، لاسيما أنَّ مؤتمر التمريض يجمع مختلف الأطراف المعنية لمعالجة التحديات، وتحديد الفرص القادرة على دفع عجلة الابتكار في تقديم الرعاية الصحية».
وقال الدكتور جورج هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «تمثِّل كوادر التمريض مرتكزاً رئيسياً في قطاع الرعاية الصحية، لذلك نلتزم في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بمنحهم أفضل الفرص ليتمكَّنوا من النمو والريادة، وأداء دورهم البنّاء على أكمل وجه. ويعكس المؤتمر التزامنا بإثراء ممارسات التمريض، وتعزيز ثقافة التعلُّم والإرشاد، ما يقود إلى تحسين رعاية المرضى في دولة الإمارات وخارجها».
وقالت إليزابيث جوفيرو الرئيس التنفيذي للتمريض في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «باعتبارنا من كوادر التمريض، فإننا نسهم بدور رئيسي في رعاية المرضى، غير أننا نواجه في الوقت ذاته العديد من التحديات اليومية، ما يتطلَّب التزامنا بالتعلُّم المستمر وتعزيز مرونتنا. وينعقد المؤتمر لتمكين مهنيّي التمريض ورفدهم بالمهارات والمعلومات وأفضل الممارسات العالمية القادرة على التأثير بشكل مباشر في تحسين مخرجات رعاية المرضى. ومن خلال الجمع بين قادة التمريض والمبتكرين في هذا المجال، فإننا نهدف إلى إلهام مجتمع التمريض وتوحيده والارتقاء بقدراته، وتأسيس بيئة داعمة لكلِّ كادرٍ من كوادر التمريض، سعياً إلى إحداث تحوُّل نوعي في قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات وخارجها».
وبانعقاده المؤتمر تحت شعارٍ يركِّز على الابتكار وتقديم خدمات التمريض لأكثر الحالات تعقيداً، يفتح أبواب المشاركة لجميع مهنيّي التمريض المهتمين بصناعة مستقبل الرعاية الصحية، حيث يوفِّر منصة للنمو المهني وتبادل المعارف والتعاون، ويؤكِّد الدور الأساسي لكوادر التمريض في الارتقاء بمخرجات الرعاية الصحية. ومن خلال جمع نخبة من خبراء التمريض، يفتح المؤتمر فرصاً لتبادل نقاشات بنّاءة ترتقي بممارسات التمريض ومعايير الرعاية الصحية على مستوى المنطقة.
لمزيد من المعلومات عن المؤتمر، زوروا: https://www.annualnursingconference.com