هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة؟.. علي جمعة: تنبيه وليس انتقام
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
لاشك أن الاستفهام عن هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة ؟ يعد من أهم الأمور التي تهم الكثيرون، خاصة وأنها تتعلق بالموت ، وهو مصير محتوم لا مفر لأحد منه، وحيث زاد كثيرًا مؤخرًا ، فهذا ما يطرح سؤال هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة ؟، لعل إجابته تحمل لنا بعض الطمأنينة على حالنا وأحوال موتانا الذين نالوا حظهم من موت الفجأة .
هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى ينبه الأحياء من خلال موت الفجأة، مشيرًا إلى أن موت الفجأة ليس وسيلة للانتقام من الموتى.
وأوضح «جمعة»، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في إجابته عن سؤال: « هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة
؟»، أن موت الفجأة ليس من علامات سوء الخاتمة، وإنما مهمته تنبيه الأحياء أي أولئك الذين هم على قيد الحياة، ، وينسون الموت ويغفلون عنه ويتجاهلون سيرته، ويهربون من ذكره متغافلين عنه.
وأضاف أن موت الفجأة ينبههم إلى أن هناك من يموتوا فجأة، فعندما يموت أحدهم فجأة فإنه يضع الحقيقة أمامهم ويذكرهم بأن الموت قد يأتي في أي وقت، وليس له وقت معين، منوهًا بأن هذا تنبيه ، شيء في الكون خلقها الله سبحانه وتعالى لتنبه الأحياء وليس للانتقام من الأموات.
ونبه إلى أن من مات مات وانتهى ، فيما أن الحي في هذه الحالة يكون مكلف أن يقوم بتغسيل الميت ثم يكفنه فيُصلي عليه ويدفنه ، وإذا لم يفعل ذلك ولا يقوم به فيكون حرامًا على الحي الممتنع عن واجباته تجاه الميت ، إذن فموت الفجأة يُخاطب الحي وينذره بأنه من الممكن في لحظة لا تخرج أنفاسه الداخلة أو لا تدخل أنفاسه الداخلة.
وتابع: لذا فإن موت الفجأة ينبه الغافلين من الأحياء، أو الذين لا يريدون أن يتعظون من الموت، أو من يتحاشون سيرة الموت وذكره وهو حقيقة يراها كل يوم ولكن لا يريد أن يتعظ وكفى بالموت واعظًا .
ما هو موت الفجأةورد في تعريف موت الفجأة يُراد بموت الفجأة؛ الموت الذي يأتي بغتةً على حين غفلةٍ، ووقوعه بلا سببٍ سابقٍ مؤدي له؛ كمرضٍ وغيره، ودون حدوث معاناةٍ أو مشقّةٍ؛ من مقدّماته أو سَكَراته، كما يُعرف موت الفجأة بموت الفوات، أو موت السكتة؛ أي أنّه يأخذ الإنسان من حياته الدنيا على غفلةٍ.
علاقة موت الفجأة بالخاتمةورد أنه لا يصحّ القول بأنّ موت الفجأة دلالةٌ على سوء الخاتمة، فقد يكون شخصٌ ما طيباً، طائعاً لأوامر الله، مجتنباً نواهيه طوال حياته، إلّا أنّه مات فجأةً، وقد يقع عكس ذلك، أي أنّه لا يُحكم على صلاح الإنسان أم لا بحالته حين موته، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإنسان يُبعث يوم القيامة على حالته التي توفي فيها.
وثبت ذلك في صحيح مسلم عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ علَى ما ماتَ عليه)، وموت الفجأة رفقٌ ورحمةٌ بالمؤمنين من الله -سبحانه-؛ فالموت قد يكون خيراً لصاحبه إن كان من الصالحين، والملتزمين بأداء الطاعات والصالحات التي تقرّبه من الله -سبحانه-، سواءً مات بشكلٍ مفاجئٍ أو لسببٍ ما؛ ويكون ذلك رحمةً به من الله -تعالى-، ومغفرةً له، فلا يشعر بألمٍ أو شدّةٍ قبل موته، وإن شعر بشدةٍ ما قبل موته، وصبر عليها؛ فيكون صبرة سببٌ لرفع منزلته ومكانته عند الله، وتكفيراً لسيئاته وذنوبه.
و قال النبي -صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلّق بما سبق: (العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِن نَصَبِ الدُّنْيَا وأَذَاهَا إلى رَحْمَةِ اللَّهِ)، ولذلك كان جديراً بالعبد المسارعة إلى ربه دائماً بالتوبة، والإقبال إلى أعمال البرّ والخير.
دعاء موت الفجأةلم يرد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أي دعاءٍ بخصوص موت الفجأة، ولم يثبت أيٍ منها في كتب السنة النبوية، ويجدر بالمسلم أن يدعو بما ورد وصحّ عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- من أدعيةٍ، منها: ما رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)، أما ما ورد من استعاذة النبي -عليه الصلاة والسلام- من موت الفجأة، فقد بيّن العلماء أنّ في إسناد ذلك الحديث ضعفٌ ولا يصحّ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة.. احرص عليه في جوف الليل
يكثر البحث عن دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة، خاصة في ظل ما يواجهه الكثيرون من مصاعب تُعكر صفو حياتهم وتزيد من ضغوطهم اليومية. ومع اقتراب ليلة الخميس، يُستحب الإكثار من ترديد دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور الصعبة، حيث تُرفع فيها الأعمال الأسبوعية، وهي ليلة مباركة تُرجى فيها الإجابة.
دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجةوتتعدد الحاجات بتنوع رغبات النفس البشرية، فهناك من يبحث عن دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور الصعبة للزواج، وآخرون يطلبون العمل أو النجاح في الدراسة وغيرها من الأمور الحياتية.
وأكدت دار الإفتاء المصرية جواز الاستعانة بالقرآن الكريم في قضاء الحوائج، وأشارت في إحدى فتاويها حول قراءة سورة "يس" بنية قضاء الحاجة إلى أن قراءة القرآن من الأمور التي تجلب البركة والثواب لصاحبها، ومن السور التي وردت في فضلها أحاديث نبوية: سورة "يس".
وروى معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «"يس" قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غُفر له، واقرؤوها على موتاكم» رواه الإمام أحمد.
ولذلك، فإن قراءة سورة "يس" لها فضل عظيم وثواب جزيل من الله تعالى، وقد أجاز العلماء قراءتها بنية قضاء الحاجات وتفريج الكربات مثل السعة في الرزق، وسداد الديون، وتيسير الأمور المختلفة من الخير، وأكدوا أن من يقرأها بيقين بأن الله سبحانه وتعالى سيقضي حاجته ببركة القرآن وسورة "يس"، فإنه ينال مراده بإذن الله.
كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد وتشهد، دعا فقال في دعائه: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أتدرون بما دعا؟"، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى".
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً بدعوة ذي النون، وهي: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، وأكد أن ما من مسلم دعا بها ربه في أمرٍ ما، إلا واستجاب الله له
دعاء قضاء الحاجة بسرعة
اللهمّ يا مسخّر القويّ للضّعيف، ومسخّر الشّياطين، والجنّ، والرّيح، لنبيّنا سليمان، ومسخّر الطّير والحديد لنبيّنا داود، ومسخّر النّار لنبيّنا إبراهيم، سخّر لي زوجًا يخافك يا ربّ العالمين، بحولك، وقوّتك، وعزّتك، وقدرتك، فأنت القادر على ذلك وحدك لا شريك لك، يا حنّان، يا منّان، يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السّماوات والأرض، يا حيّ يا قيّوم.
اللهمّ إنّي أسألك بخوفي من أن أقع في الحرام، وبحفظي لجوارحي، وأسألك يا ربّ بصالح أعمالي، أن ترزقني زوجًا صالحًا يعينني في أمور ديني ودنياي، فإنّك على كلّ شيءٍ قدير.
اللهمّ ارزقني بالزّوج الّذي هو خيرٌ لي، وأنا خيرٌ له، في ديننا، ودنيانا، ومعاشنا، وعاقبة أمرنا، عاجله وآجله.
اللهمّ زدني قُربًا إليك، اللهمّ اجعلني من الصّابرين، اللهمّ اجعلني من الشّاكرين، اللهمّ اجعلني في عيني صغيرًا، وفي أعين النّاس كبيرًا.
اللهم أنت ثقتي في كل كربة، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل عنه القريب والبعيد، ويشمت به العدو، وتعييني فيه الأمور، أنزلته بك وشكوته إليك، راغبًا فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرًا، ولك المن فاضلًا.
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
اللهم يا جامع الشتات، ويا مخرج النبات، ويا محيي العظام الرفات، ويا مجيب الدعوات، ويا قاضي الحاجات، ويا مفرج الكربات، ويا سامع الأصوات من فوق سبع سماوات، ويا فاتح خزائن الكرامات، ويا مالك حوائج جميع المخلوقات، ويا من ملأ نوره السماوات، ويا من أحاط بكل شيء علما.
يا عالما بما مضى وما هو آت، أسألك اللهم بقدرتك على كل شيء، واستغنائك عن جميع خلقك، وبحمدك ومجدك يا إله كل شيء، وأسألك اللهم أن تجود عليّ بقضاء حاجتي، إنك قادر على كل شيء، يا رب العالمين، يا عظيم يُرجى لكل عظيم، يا عليم أنت بحالنا عليم، اللهم أصلح لنا شأننا بما أصلحت به شأن عبادك الصالحين.
اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، اللهم اقض حاجتي، ونفّس كربتي، وما نزل بي من حيرتي (ثم تُذكر الحاجة)، وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.